منذ بدايتها فى العشرينات من القرن الماضى، لم تعرف السينما المصرية قديما النعرات الطائفية التى فرقت بين ممثل مسلم، وآخر مسيحى، وثالث يهودى، ولا أحد ينكر دور اليهود المصريين فى نشأة السينما المصرية، فالفن وقتها لم يعرف اختلافا بين الأعراق والديانات المختلفة.

فنجد مثلا فى مشهد شهير من فيلم "غزل البنات"، يجتمع نجيب الريحانى، أنور وجدى، ليلى مراد، كثلاثة فنانين يمثلون أطياف الشعب المصرى وقتها، لأن الطبيعة المصرية كانت هى التى صنعتهم وجعلت منهم هؤلاء المشاهير، ولكن المؤكد أن الفن لا دين له.

أشهر الأشقاء الممثلين المصريين من أصل يهودى

صالحة قاسين وجراسيا قاسين

هى أول ممثلة تقوم بأداء شخصية الرجل على المسرح، مثلت فى عدد من الأفلام منها "قلبى دليلى"، "حلال عليك"، "بنات حواء"، وتوفيت بالقاهرة.

جراسيا قاسين

هى الشقيقة الكبرى لصالحة قاصين، ولها عدد كبير من الأفلام، أهمها "فاطمة وماريكا وراشيل"، "أحمر شفايف"، "لعبة الست"، وهاجرت جراسيا لإسرائيل فى فترة الخمسينيات، ولم تفلح فى إقناع شقيقتها بالهجرة، وتوفيت بإسرائيل.

نجمة إبراهيم وشقيقتها سيرينا إبراهيم

واحدة من أشهر الفنانات اللاتى أتقن أدوار الشر، فقد اشتهرت بدور "ريا"، فى رائعة صلاح أبو سيف "ريا وسكينة"، بدأت عملها كمطربة، حتى ارتبطت بالتمثيل والعمل المسرحى، واتجهت للسينما، وقدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام، وقد رجح البعض إسلامها بعد انتشار وثيقة يقال غنها تثبت أنها أشهرت إسلامها، إلا أن البعض أشار إلا أنها ماتت وهى يهودية.

بعد نكسة 67، قدمت عددا من العروض المسرحية، وتبرعت بكامل إيرادات المسرحية لصالح الجيش المصرى، ولم تفعل كما فعلت شقيقتها "سيرينا إبراهيم" وتغادر لإسرائيل، بل فضلت أن تظل مقيمة على أرض مصر.

سيرينا إبراهيم

هى الشقيقة الكبرى للفنانة نجمة إبراهيم، وقد بدأت عملها كممثلة وشاركت فى عدد من الأفلام، منها "ليلى"، "طاقية الإخفاء"، وفور إعلان قيام إسرائيل، هاجرت "سيرينا " مع عدد كبير من اليهود الذين هاجروا، ولم تفلح فى إقناع شقيقتها نجمة إبراهيم بالهجرة.

راقية إبراهيم

اسمها الحقيقى راشيل ابراهام ليفى من أشهر الممثلات اليهود التى دعمت إسرائيل، وقيل إنها تعاونت مع الموساد الإسرائيلى فى اغتيال العالمة المصرية سميرة موسى، الرواية أكدتها تقارير صحفية على لسان حفيدتها، التى قالت إن جدتها ذكرت الأمر فى مذكرات كانت تخفيها.

غادرت مصر عام 1956 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، اختارتها إسرائيل كذلك كسفيرة للنوايا الحسنة، وبعد خروجها من مصر تضاربت الأقوال حول سفرها لإسرائيل، أو أنها عاشت فى الولايات المتحدة حتى وفاتها، ومن أشهر أفلامها "سلامة فى خير"، "رصاصة فى القلب".

نجوم عشقهم المصريون من أصول يهودية

كاميليا

ولدت بالإسكندرية لأبوين مسيحيين، إلا أن زوج والدتها اليهودى تبناها وحملت اسمه وديانته لتصبح "ليليان ليفى كوهين"، شاركت فى عدد من الأفلام منها "قمر 14"، "آخر كدبة"، "المليونير"، "بابا عريس"، وفارقت كاميليا الحياة بعد تعرضها لحادث سقوط طائرة، وقيل وقتها إن الحادث مدبر حيث كانت تتعاون مع الموساد الإسرائيلى، وهو ما أودى بحياتها.

ستيفان روستى

ولد لأم إيطالية وأب نمساوى، كان يعمل سفيرا للنمسا فى القاهرة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه عشق تراب مصر، ورفض مغادرتها ضمن صفوف اليهود الذين سافروا لإسرائيل عقب إعلانها كدولة فى 1948، وقدم "استيفان" عددا من الأفلام الهامة منها "تمر حنة"، "قلبى دليلى"، "عنبر"، "حرام عليك"، وتميز بتقديم شخصية الشرير خفيف الظل، فكان يتمتع بأسلوب فريد، وطريقة نطق مميزة، جعلته ممثلا لا يشبه أحد.

نجوى سالم

هى "نظيرة سالم"، ولدت لأب لبنانى وأم إسبانية يهودية الديانه، وأشهرت إسلامها عام 1960، بعد زواجها من الناقد الكبير عبدالفتاح البارودى، وكانت من ضمن صفوف الممثلين الذين شاركوا بعروضهم المسرحية وجمع تبرعات لتسليح الجيش المصرى، ومن أشهر أفلامها "السبع بنات"، "ملك البترول"، "إسماعيل يس فى دمشق".

توجو مزراحى.. أشهر مخرجى السينما منذ بدايتها

هو أحد أعمدة السينما المصرية يهودى الديانة، وهو مصرى من أصل إيطالى، ولد بالإسكندرية، حيث قدم نفسه للفن كمخرج باسم "أحمد المشرقى"، أنتج "مزراحى" وأخرج عددا من الأفلام السينمائية الهامة، كما قام بتأسيس أول نقابة للسينمائيين فى مصر مع المخرج أحمد بدرخان، وأسهم فى اكتشاف عددا من المواهب الفنية أهمها الفنانة ليلى مراد، كما أنشأ استوديو سينمائى جهزه بأحدث الأجهزة وقتها، وأسس شركة "الأفلام المصرية" بالإسكندرية، وقام مرزاحى بإخراج عدد من الأفلام أهمها "سلفنى 3 جنيه"، "الساعة 7"، "شالوم الرياضى"، وغيرها من الأفلام.

شالوم

هو ممثل كوميدى مصرى، أراد به المخرج توجو مزراحى يهودى الديانة، أن يكشف الجانب الفكاهى من خلال حياة شاب يهودى، وإثبات أن اليهودى إنسان عادى، لا تلتصق به صفة البخل، أو أنه يتحدث بطريقة غريبة، وكان شالوم أول ممثل يقوم ببطولة أفلام تحمل اسمه مثل "شالوم الرياضى"، "شالوم الترجمان"، ورفض شالوم الهجرة لإسرائيل، وسافر إلى روما، ومن المفارقات أنه توفى يوم إعلان قيام دولة إسرائيل فى 1948.

إلياس مؤدب

هو إيليا مهدب ساسون، ولد لأبوين مصريين، وكان والده من أصول سورية، وعاش فى حارة اليهود، وعمل "ساعاتى"، وهى مهنة والده، ومهنة معظم اليهود فى ذلك الوقت، عمل كمنولوجست فى الأفراح واشتهر بإتقانه اللهجة الشامية، وهو أيضا مكتشف الطفلة المعجزة "فيروز"، وله عدد من الأفلام أهمها "عنبر"، "حلال عليك"، "حبيب العمر"، وتوفى عن عمر يناهز 36 عاما.

سلامة إلياس

من أصول يهودية فنان كوميدى، اشتهر بأداء خفيف الظل، حيث شارك مع الفنان فؤاد المهندس فى عدد من الأفلام منها "إنت اللى قتلت بابايا"، "سفاح النساء"، "العتبة جزاز"، ورفض إلياس مغادرة مصر بعد النكسة، وقدم بعدها عددا كبيرا من الأفلام والمسرحيات، وتوفى بالقاهرة عام 1994، عن عمر يناهز 83 عاما.

هؤلاء فضلوا البقاء حتى النهاية

وبعد قيام العدو الصهيونى باحتلال فلسطين فى عام 1948 القليل جدا منهم  الذين هاجروا إلى أرض فلسطين المحتلة وهم اثنتان فقـط هما سـرينا إبراهيـم أخت الممثلـة نجمـة إبراهيـم، وجراسـيا قاصيـن شـقيقة الممثلة صالحة قاصين، وقـد تبرأت كل مـن نجمة وصالحة من أختيهما ولم تفضلا الحديـث عنهما بعـد هـذه الخطـوة، بالإضافة إلـى ممثلـة ومطربة مغمورة ثالثة اسـمها سعاد زكى ظهـرت فى فيلـم "سلامة" أمام أم كلثوم، أمـا توجو مزراحى فقـد شـد الرحال إلـى مسـقط رأس عائلتـه فى إيطاليـا.

بينمـا هاجـرت ملـك وسـميحة مراد وراقية إبراهيـم وجمـال وميمو رمسـيس إلـى الولايات المتحـدة الأمريكية، مـا يشـير إلى أن الممثليـن اليهـود المصريين لـم يكونـوا مؤمنيـن بالفكـر الصهيونى والمشـجعين لتوجهاتـه ربمـا باسـتثناء راقيـة إبراهيـم، وتحـول غالبيـة الممثليـن اليهـود عـن اليهوديـة إلـى ديانـة أخـرى، وكانـت وجهتهـم دائمـا إلـى الإسلام، و فضل الكثير منهم أن يبقوا طوال حياتهم فى مصر لعشقهم لترابها حتى النهاية، وأشهر مثالين على ذلك هما منير مراد وشقيقته ليلى مراد.

والفنان منير مراد هو واحد من أعظم الملحنين المصريين، وما زالت ألحانه تعيش فى وجدان المصريين بنفس رونقها حتى الآن، فقد لحن عددا من أشهر الأغانى، وهى "يا دبلة الخطوبة"، "بأمر الحب"، "وحياة قلبى وأفراحه"، اسمه الحقيقى "موريس زكى مراد"، وهو شقيق الفنانة ليلى مراد، وأشهر إسلامه فى 1966، ليتزوج من الفنانة سهير البابلى، وتوفى عام 1981.

أما الفنانة ليلى مراد فقد أشهرت إسلامها عام 1946، بعد زواجها بعدة سنوات من الفنان أنور وجدى، ولاحقتها تهمة التعاون مع الكيان الصهيونى، عقب حرب 1948، إلا أنها نفت هذه الشائعة، التى روج لها طليقها فى هذا الوقت أنور وجدى، وتبرعت للجيش المصرى عقب عودته من حرب فلسطين، وتوفيت عام 1995، وهى والدة الفنان زكى فطين عبد الوهاب.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السینما المصریة لیلى مراد عددا من من أشهر إلا أن

إقرأ أيضاً:

“مصاصو الدماء الحقيقيون في أستراليا”.. اعترافات ضحية: شربوا دمي! من هم وما هي طقوسهم؟

أستراليا – رجال عصابات، أطباء، سياسيون، موسيقيون، رابط مشترك بين هذه المجموعة المتنوعة، جميعهم ينتمون إلى جمعية سرية أسترالية لمصاصي الدماء الحقيقيين، وفقا لصحيفة “نيويورك بوست”.

انبثق هذا المجتمع الغامض – المعروف باسم “محكمة مصاصي الدماء” – من الثقافة القوطية، ويضم الآن أستراليين من مختلف مناحي الحياة.

هل تظن أن مصاصي الدماء الحقيقيين مجرد أشخاص شاحبين يحتسون مشروبا أحمر؟ أعد التفكير في الأمر.

بالنسبة للعديد من أتباع هذه الجماعة، أسلوب حياة مصاصي الدماء الحقيقي لا يقتصر على الموضة فحسب. إنه يتعلق بالبقاء.

ومع أنهم قد لا يتحولون إلى خفافيش ليل أو يعيشون إلى الأبد، إلا أنهم يشربون دما بشريا حقيقيا، ويضعون أنيابا معززة جراحيا، ويطلقون العنان لأنفسهم في حفلات مصاصي الدماء.

في هذه الأيام، تزداد أعدادهم بهدوء بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وتراجع الدين. فقط لا تطلبوا من هؤلاء “المخلوقات الليلية” أن يسلطوا الضوء على أسلوب حياتهم المظلم للغاية.

يزعمون أنهم منعزلون ولا يشكلون خطرا. لكن النقاد يدّعون أن بعض مصاصي الدماء يستخدمون هذا الغطاء من السرية لاستغلال الناس.

فهل هم حقا وحوش؟ ألغاز طبية؟ أم مجرد سوء فهم؟

      “أريد الانتقام”

لقرون، أقنعت أساطير مصاصي الدماء الناس. يمكن العثور على حكايات الوحوش الماصة للدماء في الثقافات القديمة حول العالم، بما في ذلك شعوب الأمم الأولى.

لكن في العقود القليلة الماضية، رسخت هذه الأساطير في الثقافة الشعبية كرمز “جمالي” للعثور على الهوية في العالم.

يمثل هذا الترميز جوهر التاريخ المعقد بين مصاصي الدماء الحقيقيين وكريستال، إحدى سكان سيدني، التي لا ترغب في الكشف عن اسمها الحقيقي.

من ناحية، تزعم كريستال أنهم خدّروها. شربوا دمها دون موافقتها. حتى أنهم أجبروها على شرب دماء الآخرين.

من ناحية أخرى، لا تزال مذهولة باعتلالهم المرضي الأسطوري.

بالنسبة لكريستال، بدأ كل شيء عندما دُعيت إلى حفل فاخر في قصر بضاحية فوكلوز الراقية في سيدني، وهي في الثامنة عشرة من عمرها فقط.

كريستال، التي انجذبت إلى الثقافة القوطية آنذاك، قالت إن المنزل كان ملكا لوالد صديقة صديقتها التي كانت تعمل ممرضة.

داخل الحفلة، تزعم أنها وجدت نفسها برفقة نخبة من الشخصيات. استقبلتها “ياكوزا وعصابات الثالوث” – المعروفة أيضا باسم “المافيا اليابانية والصينية”.

وصرحت كريستال لموقع “news.com.au” بالقول: “كانوا يقفون مرتدين بدلاتهم ويشاهدون أفلام الأنمي anime.. ولم يترددوا في فعل أي شيء”.

ولم تكن “المافيا” هي الجماعة المتعطشة للدماء الوحيدة التي ينتمي إليها هؤلاء الرجال. سرعان ما علمت كريستال أنهم جزء من الفرع الأسترالي لـ”محكمة مصاصي الدماء” الدولية.

في الداخل، تقول كريستال إنه تم تقديم كأس شمبانيا لها. وبعد شربها بقليل، تزعم أنها جلست على أريكة وفقدت وعيها. عندما استيقظت، زعمت أنها شعرت بدوار، وأن رقبتها وذراعيها كانت ملطخة بما تسميه “لدغات الحب”. بالنظر إلى الوراء، تعتقد أنها كانت تحت تأثير المخدر. لم تكن هناك أي علامات أخرى على الاعتداء. وتضيف: “لم أكن أعرف ما أفكر فيه حينها”.

وقبل مغادرتها، تلقت كريستال تشخيصًا مظلما: “أخبروني أنني مصابة بالفيروس”. ولم تبلغ الشرطة بتجربتها قط.

في الواقع، سرعان ما عاد “مصاصو الدماء الحقيقيون” ليطاردوها. بعد انتقالها إلى دير في نيوكاسل لدراسة إدارة الأعمال، التقت كريستال بأعضاء محكمة محلية.

في حين أن الأمور بدأت بسلام، إلا أن المجموعة في إحدى الليالي ضغطت عليها لتشرب من زجاجة نبيذ أحمر. كان دما بشريا ممزوجا بمشروب منشط.

وأوضحت كريستال قائلة: “قالوا: حان وقت الانضمام إلينا. لا يمكنكِ اختيار الانضمام إلى هذه الجمعية. هم من يختاركِ”.

شعرت كريستال بالعجز، فوافقت. لكن المحكمة جاءت أصعب من أي وقت مضى. في ليلة أخرى، استيقظت كريستال وجروحٌ غائرةٌ في معصمها.

تعتقد كريستال أن مصاصي الدماء قد تغذّوا عليها أثناء نومها. التزمت الصمت بشأن الحادثة لأن المحكمة كانت تضم “أشخاصًا ذوي نفوذٍ في صفهم”.

وتتابع: “هناك أطباء وممرضات وأصحاب أعمال وموسيقيون. الأمر سريٌّ للغاية. ظاهريًا، يعيشون حياة طبيعية”.

حتى الآن، احتفظت كريستال بتجربتها لنفسها خوفا من ألا يُؤخذ أمرها على محمل الجد، أو ما هو أسوأ من ذلك. لكنها الآن تريد نشر الوعي: “أريد الانتقام على طريقة معاملتي”.

على الرغم من هذا التاريخ المضطرب، فقد انطبعت تجربة كريستال مع المحكمة إلى الأبد في صورتها الذاتية. تأمل أن تُطلق يومًا ما مساحةً آمنةً للناس لتقدير ثقافة مصاصي الدماء.

     غموض طبي

تشبه رواية كريستال المقلقة مشهدا في فيلم رعب، حيث يندفع مصاصو الدماء من الظلال ويهشمون أعناق الضحايا قبل أن يمتصوا السائل المتدفق الشبيه بالنبيذ.

من المهم ملاحظة أن جرائم مصاصي الدماء نادرة، وأن وجود مُسيئي استخدام السلطة ليس حكرا على المحاكم.

يُشعِر هذا المجتمع معظم أعضائه بالانتماء، وبعض المحاكم مُنخرطة بقوة في الأعمال الخيرية. ليس كل “مصاصي الدماء الحقيقيين” يتغذون على الدم. وبالنسبة لمن يفعلون ذلك، تُعتبر هذه الممارسة آمنة تقليديا.

 

إذن، كيف يعمل الأمر؟

 

ما يُعرف بـ”المتبرع” يُقدّم دمه طوعًا لمصاص دماء. يخضع كلاهما لفحوصات طبية واحتياطات أخرى، في حين أن المضاعفات نادرة. وهذا أمر طبيعي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا؟

يزعم “مصاصو الدماء الحقيقيون” أنهم يشعرون بالمرض والخمول إذا لم يتغذوا على دم الإنسان، فهو يُوازن طاقتهم. يعتقد البعض أن هذا التعطش للدم علامة على مشكلة نفسية أعمق. فهل كل هذا وهم كبير؟

عندما يلتزم مصاصو الدماء الصمت، يصعب الجزم بذلك. لكن هذا التكتم له ما يبرره. لقد تعلموا بصعوبة أن أسلوب حياتهم يُثير الاشمئزاز. لهذا السبب يبقى هذا المجتمع في الظل، حيث رفض معظم مصاصي الدماء الأستراليين الذين تم التواصل معهم لهذه القصة المشاركة فيها.

أحد الشخصيات المحلية ذات الأنياب التي يجب أن تعرفها هو جيسون دي ماركو، المعروف أيضا باسم “دون جيسون”.

يدير “دون جيسون” مجموعة لقاء مصاصي الدماء في سيدني. وهو أيضا عضوٌ في الحزب الليبرالي، يُضفي معنىً جديدا على فكرة السياسي مصاص الدماء.

في فيديو على يوتيوب من إنتاج الفنانين المتزوجين جيلي ومارك شاتنر، يظهر جيسون مرتديا ملابس من العصر الإدواردي، وأنيابا مُحسّنة جراحيا، وابتسامة عريضة.

بين قبور مقبرة وافرلي، يقول دون جيسون عرف ماهيته لأول مرة وهو في الرابعة من عمره: “كنتُ مختلفا عن الأطفال الآخرين. قلتُ لنفسي: سأكبر وأصبح دراكولا”.

يقول إنه “يشرب حصريا من أفخاذ المتبرعات المقطوعة بشفرة حلاقة. إنهن لا يوافقن على هذا الإطعام فحسب، بل يُثيرهن”. وادعى قائلا: “يبدو أنهن يُصبن بالنشوة الجنسية في كل مرة.. قد يفترض الناس أننا مجانين: لماذا لديكم هذه الرغبة في شرب الدم؟” الشيء الوحيد الذي يُقلقني هو مرضي الفطري، والذي ارتبط، على نحوٍ مثير للسخرية، بأسطورة مصاصي الدماء.. قد تتوقف أعضائي الحيوية عن العمل، فأبدو كالجثة. كان المصابون به يُدفنون أحياء”.

وذكر مارك شاتنر أن دون جيسون يُعاني من البورفيريا، وهو اضطراب دموي نادر يُعتقد أنه ألهم أساطير مصاصي الدماء في بداياتها. ويضيف: “يمكن أن يُسبب أعراضا مثل الحساسية الشديدة لأشعة الشمس، وبثور الجلد، وتغير لونه إلى الأحمر الأرجواني.”

جيسون مثالٌ مُتطرف. بعض الناس يُحبون مصاصي الدماء لمجرد أنهم يُحبون المرح.

 

“ليس مجرد حدث”

بداية حفل مصاصي الدماء ضبابية.

في وقتٍ ما خلال صعود حفلات التنكر في العصور الوسطى في أوروبا، ظهر حدثٌ أكثر قتامة تكريما للموتى الأحياء.

في هذه الأيام، تُعتبر دائرة حفلات مصاصي الدماء شبكة دولية تمتد عبر رومانيا والولايات المتحدة وأستراليا.

أُقيم حفل “كارب نوكتيم” السنوي لمصاصي الدماء في ملبورن مؤخرا في أبريل. وقال مؤسس الحدث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه يتجاوز مجرد الأزياء: “حفل كارب نوكتيم لمصاصي الدماء ليس مجرد فرصة لارتداء ملابس أنيقة، بل هو احتفال بالهوية والانتماء”.

بعد “كوكتيل حمام الدم” المميز (لم يُكشف عن مكوناته)، يشارك الحشد – المكون من القوطيين وممثلي الأدوار والشخصيات الحقيقية – في طقوس تتضمن “تضحية” تكشف النقاب عن العلاقة بين الأحياء والأموات.

 

   مصاصو دماء أستراليون

 

قليلٌ من “مصاصي الدماء الحقيقيين” يدّعون امتلاكهم قوى سحرية كتلك التي تجدها في سلسلة أفلام “توايلايت”. ولكن إن جاز  المراهنة على أن أحدهم خارق للطبيعة، فإن أندرياس باثوري هو الأنسب، وفق تقرير “نيويورك بوست”.

يسكن في أراضي قلعة بران “دراكولا” الشاسعة في ترانسلفانيا الرومانية. بين جدرانها، يشرب باثوري دماء متبرعين. ينام أحيانا في نعش. ويجسّد شخصية “فلاد المخوزق”.

يقول باثوري: “إنه ليس مجرد حدث، بل هو بوابة”. باثوري هو زعيم أوردو دراكولا، وهي “محكمة لمصاصي الدماء” مقرها ترانسلفانيا. ويقول إن المزيد والمزيد من الأستراليين ينضمون.

وأضاف: “ينضم مبتدئون جدد من أستراليا. بعض أعز حلفائي يأتون من ملبورن وغولد كوست”،

يعتقد باثوري أن مصاصي الدماء هؤلاء يزدهرون في صمت: “كوننا لسنا صاخبين، لا يعني أننا غير حاضرين. في عالمنا، نفضل السير في الظلال”.

رصد الدكتور آدم بوساماي، من جامعة غرب سيدني، بروز “مصاصي الدماء الحقيقيين” في كتابه “علم اجتماع الدين للأجيال X وY”.

ويعتقد أنها “دينٌ مفرط في الواقعية” – مزيجٌ حديثٌ من الدين والفلسفة والثقافة الشعبية، يساعد الناس على إيجاد هويتهم في عالمٍ صاخب، حيث قال: “لم يعد مصاص الدماء وحشًا يحتاج إلى القضاء عليه.. إنه الآن شخصيةٌ أشبه بسوبرمان يطمح الناس إلى أن يصبحوها لتحقيق كامل إمكاناتهم.. مع تزايد الاستهلاك في المجتمع، أتوقع أن تنمو دياناتٌ مفرطة في الواقعية، مثل مصاصي الدماء. لكن من الصعب تحديد كميتها”.

وتساءل: “هل هم أشخاصٌ يتماهون مع الصورة وحدها؟ إلى أي مدى تصل ممارساتهم؟” وإلى متى سيستمرون في ذلك؟”

على الرغم من أن جماعات مصاصي الدماء الأسترالية قد استقطبت آلاف الأعضاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المكتب الأسترالي للإحصاء (ABS) صرّح في بيان بأنه لا يعترف رسميا بمصاصي الدماء.

وأكد متحدث باسم المكتب: “لا يُصنّف مصطلح “مصاصي الدماء” كمجموعة مستقلة في أي من التصنيفات الإحصائية القياسية المستخدمة لنشر بيانات التعداد السكاني”.

وأردف: “يراجع المكتب بانتظام التصنيفات الإحصائية القياسية ويعقد مشاورات عامة لضمان أن تعكس التصنيفات القياسية المجتمع الأسترالي”.

ما لم يتم الاعتراف بمصاصي الدماء اجتماعيا، فلن يتم أبدا معرفة عددهم أو ما يخبئونه من أسرار.

 

 

المصدر: “نيويورك بوست”

مقالات مشابهة

  • معجزة الأهرامات الخالدة في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة
  • السينما تكشف الوجهين المتناقضين للطبيعة بين الصداقة والعداء
  • مؤرخة: العراق سهّل هجرة اليهود لإسرائيل واستهدف الأثرياء وترك ميليشيا صهيونية
  • فنانون من ذهب يجسدون جداريات بلمسات جمالية مبهرة في أسوان.. شاهد
  • الريال السعودي اليوم أمام الجنيه.. تعرف على أسعار الصرف في البنوك المصرية
  • “مصاصو الدماء الحقيقيون في أستراليا”.. اعترافات ضحية: شربوا دمي! من هم وما هي طقوسهم؟
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بصوت جميل وطروب.. عريس سوداني يغني لعروسته ويتغزل فيها: (البنات مهما اتجملوا زي جمالك ما بلحقو الله منك يا زينبو)
  • علامات تظهر قبل أشهر عدة من السكتة القلبية المفاجئة.. تعرف عليها
  • مي عز الدين تتصدر التريند.. تعرف على التفاصيل
  • تعرف على آخر كواليس مفاوضات الزمالك لضم زين الدين بلعيد