صدى البلد:
2025-10-13@05:41:56 GMT

عبد المعطى أحمد يكتب: بطولات بدو سيناء

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

سطر أبناء سيناء أسماءهم بأحرف من نور فى عالم البطولات، وسجلوا بالفخر عطاء لاينسى توارثته الأجيال، وقام أبناء سيناء بجهود لا ينكرها أحد، فالمواطن صاحب الجمل والناقة قام بدور مشرف لتوصيل الجنود إلى غرب القناة، والمرأة شاركت بإطعام وإسعاف الجنود وتوصيل المعدات العسكرية الخفيفة للفدائيين، كما شارك الأطفال فى إخفاء الجنود.


وتجلت عظمة المقاومة مع البدو الذين قدموا نموذجا للبطولة بالعمل على عدم الإدلاء بأى معلومات عن خط سير المعركة والجنود, كما كانوا مجاهدين أبطالا فى المشاركة فى قطع الإمدادات عن العدو وتفجير معداته العسكرية، وإعطاء بعضهم أجهزة لاسلكى وتزويدهم بشفرة خاصة لم يستطع العدو فهمها، فكانت الشفرة أحيانا من خلال قصيدة بدوية يلقيها بعض شعراء البادية فيفهمها من بداخل الأرض المحتلة فى سيناء، كما كانت الشفرة من خلال قطعة موسيقية تبثها إذاعة صوت العرب وغيرها.
ومن صور البطولات التى تحققت على أرض سيناء بمدينة نويبع ماقام به الشيخ محمد فريج الذى كان يعمل فى نقطة حرس الحدود ومقرها منطقة الدوم بنويبع, وكان مسئولا عن عهدة النقطة 11 بندقية آلية وأجهزة لاسلكية وذخائر خاصة بالنقطة، وطلبت منه قوات الاحتلال تسليم السلاح عهدة نقطة حرس الحدود إلا أنه رفض التسليم، فتعرض لجميع أنواع التعذيب محاولين ترحيله أو تهجيره من المنطقة خوفا من تاريخه العسكرى، لكنه رفض لذلك سجل إسمه ضمن بدو الصمود الذين صمدوا أمام الاحتلال، ورفضوا الهجرة من بلادهم حتى استردت مصر سيناء فى حرب أكتوبر 1973
كما ذكر التاريخ بطولات الشيخ فريج هو وأولاده مع المخابرات المصرية بإمدادهم بالمعلومات عن جيوش الاحتلال، ومن أكثر أولاده تضامنا معه الشيخ سليمان محمد فريج الذى كان يقف مع والده من أجل  تطهير سيناء من الاحتلال .
وبعد أن استردت مصر أرض سيناء تم تكريم الشيخ فريج وشهرته محمد فريج من قبل المخابرات المصرية كواحد من بدو سيناء الصامدين.
ويشير الباحث السيناوى طاهر صقر إلى أن الشيخ فريج ظل أمينا على عهدته على مدى عشرين عاما دون استسلام أو تراجع رغم ماتعرض له من ألوان التعذيب والاضطهاد ترويها حفيدته سلوى الهرش، وكيف أن جدها رفض تدويل سيناء فى مؤتمر ضخم بمنطقة وسط سيناء بالحسنة عندما خدع العدو، فتم اعتقاله بعد أن وقف أمام العدو بشجاعة رافضا تدويل قضية سيناء, وقال قولته الشهيرة:"إن سيناء مصرية مائة فى المائة ومن أراد التحدث عنها فليذهب إلى جمال عبد الناصر فهو حاكم مصر".
• هل تعلم أن قواتنا البحرية هى الفرع الرئيسى الوحيد الذى لم يهزم فى حرب 5يونيو 1967، بل إنها نجحت فى إحباط الهجوم على ميناء بور سعيد وتأمين ميناء الإسكندرية وبور سعيد والوحدات البحرية والسفن بها. كما أغرقت غواصة اسرائيلية بمعرفة البطل المقدم أنذاك محمد حلمى عزب والقبض على ستة ضفادع بشرية إسرائيلية فى ميناء الإسكندرية وإحباط هجومهم وأسرهم مع تأمين السفن والوحدات البحرية بالموانى، ولم تخسر قواتنا البحرية أيا من سفنها أو وحداتها البحرية، والجدير بالذكر انها نفس الوحدات التى شاركت بها فى حربى الاستنزاف وأكتوبر 1973
• على الرغم من حجم التحديات التى تواجهها مصر والتى أفرزتها أزمات عالمية متعاقبة إلا أن مصر لم تسمح يوما لهذه التحديات أن تثنيها ولو قيد أنملة عن ثوابتها الراسخة فيما يتعلق بسياستها الخارجية، تلك الثوابت التى ارتبطت عبر التاريخ بمصر المكان والمكانة مصر الكنانة، فمهما كانت درجة التغير والتحول التى وصلت إليها خريطة العالم الجديد, ومهما بلغت وتيرة الأحداث تسارعا، واشتدت العواصف والأعاصير السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مسرح الكرة الأرضية مهما بلغ وتسارع واشتد كل هذا إلا أن مصر تتعامل بثوابتها الراسخة وأمام عينيها الحفاظ على أمنها القومى والمصالح العليا للبلاد، الأمن القومى العربى جزء لايتجزأ من الأمن القومى المصرى, ودعم الأمن والسلم الدوليين.
• خطط تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والأردن قديمة، فمنذ مؤتمر بازل 1898 وعرض الأمر على اللورد كرومر لكى تكون سيناء وطنا قوميا لليهود بموجب اتفاقية بين الحركة الصهيونية وبريطانيا، وبعد الرفض المصرى تجدد العرض للنقراشى باشا وكان الرفض الحاسم، ثم العرض على عبد الناصر والسادات ومبارك وتم الرفض. اليوم يتجدد الطلب فى سياق مختلف وبأدوات مختلفة لكن الرئيس السيسى واجه هذه المخططات منذ اللحظة الأولى، ووضع الشعب أمام الحقائق كاملة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

حين يكون المفاوضُ مقاوما!

التفاوضُ مسألة أزلية أبدية، وجُدت منذ خلق اللهُ عز وجل الإنسانَ، وستبقى طالما بقي في الأرض بشرٌ يتصارعون ويتعاركون حتى يصلوا لمرحلةٍ يجدون أنه لا بد من الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل مشاكلهم.

منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين اختلف العرب حول طريقة التعامل مع الاحتلال، منهم من قال "لنجلس مع إسرائيل ونسمع ما تقول"، ومنهم من رفض مطلقا على أساس أن الجلوس مع المحتل يعني ضمنيا الاعتراف به وبشرعيته.

في حالتنا الفلسطينية، وقع بعضنا في فخ المفاوضات بعدما وافق على رمي أوراق القوة في سلة المهملات، ودخل ميدان التفاوض عاريا بدونها، وخاض مع الاحتلال جولات كثيرة من المفاوضات استمرت لعقود دون أي نتيجة مفيدة؛ لأن عدونا ماكرٌ ومماطلٌ ومخادعٌ، وليس له مثيل في تلك الصفات، يرفض البنود التي كان يطرحها هو، ويتم الاتفاق عليها، ثم يتهرب من تنفيذها ويماطل ويضع شروطا جديدة حتى ينفذ شروطا قديمة.

لقد ظن هذا البعض أن أمريكا يمكنها لعب دور الوسيط النزيه، أو أن الأنظمة العربية قد تُضحى بمصالحها مقابل خدمة فلسطين، ليتفاجأ هذا البعض بأن المفاوضات ليست إلا فخا نُصب بعناية لإسقاط البندقية والثائر والثورة.

وكانت فلسفة الاحتلال في التفاوض هي أن يضع شروطه، وما على الطرف الثاني إلا التوقيع دون الحق في إبداء الرأي أو الاعتراض، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور.

حتى وصل الحال إلى أن كان المفاوض الفلسطيني مقاوما، لم يرمِ سلاحه في سلة المهملات، لم يعترف بعدوه، بل دخل ميدان التفاوض وهو يضع سلاحه على كتفه، وحقده على عدوه في قلبه، وأهدافه واضحة لا يخاف من أي تهديد، لا يعطي ردا سريعا أو فرديا، بل يتأنى في الرد ويشاور الجميع، ويؤكد أن ثمة قضايا غير قابلة للنقاش أو التفاوض مثل السلاح الذي هو حق لأي شعب يدافع عن نفسه في وجه الاحتلال.

خاض المفاوض المقاوم جولات عديدة وعنيدة؛ حاول العدو خلالها فرض شروطه التي تطالب المفاوض المقاوم بالتنازل، لكنه قابلها بالثبات والصمود والحنكة السياسية، قال "لا مانع من التفاوض" لكن "لنا رأي ويجب أن تسمعوه، نحن لا نوقع على بياض".

إن خير ما يدلل على ما سبق هو جولة المفاوضات التي تقودها المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي بدأها الاحتلال بفرض شروطه والمطالبة بتسليم الأسرى والسلاح دون شروط أو قيود، لكن المفاوض المقاوم قابل الشروط بالثبات على الأهداف والمرونة في الوسائل، وأخضع الشروط للتغيير بما يحقق مطالب المقاومة.

في مقترح ترامب الأخير والذي جاء في 21 بندا، تبنى ترامب الرؤية الإسرائيلية لإنهاء العدوان، وكأنه الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، وكان المقترح مُصمم ليجعل حماس ترفضه، فالشروط مجحفة جدا وتدمر القضية الفلسطينية، ولا خيار أمام المقاومة إلا "إما الرفض وإما الاستسلام"، لكن المفاوض المقاوم نجح في الخروج من مأزق ترامب وقلب السحر على الساحر، وصار نتنياهو هو المأزوم، ونجحت حماس في كسب معركة التفاوض عالميا، لأنها تعاملت معه وفق معطيات دينية أن العدو ماكر ومخادع، ويتلاعب بنصوص أي وثيقة، واستفادت من تجارب التفاوض بين العدو ومن سبقها من الأطراف العربية والفلسطينية بأن التسامح مع العدو مرة يفتح شهيته للمزيد.

حين يكون المفاوض مقاوما، يعني أن الحقوق لن تضيع، وأن المبادئ دونها الدماء والرقاب، وأن كل كلمة مكتوبة تُقرأ على أكثر من وجه لاكتشاف رائحة الغدر منها، وأنه يتم التمييز بين المفاهيم والمصطلحات، فكل كلمة لها معنى ومغزى، ويُدرك ما يرغب الاحتلال بأخذه أولا وما يؤجله العدو، ويعلم كيف يخاطب العالم بلغة لا استجداء فيها ولا ضعف، ولسان حاله يقول: "اطلبوا حوائجكم بعزة الأنفس"، ويعلم أن دماء الشهداء يجب أن يكون لها ثمن يليق بها وليست مجالا للمساومة أو البيع.

يبقى القول واجبا أن المفاوض المقاوم نجح في تأسيس مدرسة تفاوضية لا تمانع التفاوض من حيث المبدأ، لا تعترف بعدوها، وتمنع التفريط بالحقوق والثوابت، ولا يسيل لعابها أمام الإغراءات والوعود المزيفة، ولا يضرها من خذلها ولا من عاداها.

استمر المفاوض المقاوم في مسيرته حتى كتب الله ما كتب في وقف العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بعد عامين من الإبادة الجماعية، وأقنع العالم بعدالة القضية الفلسطينية..

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (في حديقة الشوك)
  • حين يكون المفاوضُ مقاوما!
  • إبراهيم عثمان يكتب: حتى لا ننسى.. منازلنا وعارهم!
  • محافظ جنوب سيناء يتابع أعمال استضافة مراسم توقيع اتفاق السلام شرم الشيخ
  • العمليات اليمنية البحرية.. بصماتٌ منحوتة في ردع العدوّ ورعاته
  • التحضيرات بدأت.. اتفاق شرم الشيخ يكتب نهاية لمعاناة الفلسطينيين
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المنشآت الصحية التابعة للهيئة بجنوب سيناء
  • نصرة قوية
  • محافظ جنوب سيناء يتابع استعدادات استضافة توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة بشرم الشيخ
  • خالد الشناوي يكتب: السادات و المسجد الأحمدي بطنطا