حذرت مصادر إسرائيلية من سلاح روسي مضاد للدبابات تمتلكه حركة حماس، بمقدوره إلحاق خسائر فادحة بالقوات المدرعة التي تعتزم اجتياح قطاع غزة، وقامت حتى اليوم بعمليات متقطعة، هدفت إلى ضرب أهداف تابعة للحركة، تمهيدًا للمرحلة التالية.

وذكرت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن التهديد الأساسي الذي تواجهه القوات البرية الإسرائيلية هو الصاروخ الروسي “كورنيت”، وهو صاروخ موجه مضاد للدبابات ومصمم للاستخدام ضد دبابات القتال الرئيسة، كانت ميليشيا حزب الله قد استخدمته إبان حرب لبنان الثانية في العام 2006.

ولفتت إلى أن المتفق عليه هو أن الضربات الجوية التي ينفذها الطيران الإسرائيلي منذ قرابة 3 أسابيع لن يمكنها حسم المعركة، وأنها تمهد للحرب البرية التي من المفترض أن تستأصل حماس، مضيفة أنه “دون الدبابات والجنود على الأرض من غير الممكن تحقيق هذا الهدف”.

وذهبت الصحيفة إلى أن خطط الغزو البري كانت قد شهدت تحديثات عديدة منذ حرب “الجرف الصامد” في العام 2014، وأن لدى حماس قناعة بأن الطريقة الوحيدة لوقف الهجوم البري هي إلحاق خسائر فادحة في مراحل مبكرة من الحرب تجبر الجيش الإسرائيلي على التقدم ببطء شديد.

وبحسب الصحيفة، سيؤدي تكتيك حماس لإبطاء التقدم الإسرائيلي، إلى فقدان إسرائيل للشرعية الدولية وتراجع إصرارها على مواصلة القتال، مشيرة إلى أن أحد الأدوات الرئيسة لتحقيق هذا الهدف هو الصاروخ الروسي المضاد للدبابات من طراز كورنيت “9M133 Kornet”، وهو من النواحي النظرية يكفي لتحقيق هذا الهدف.

وأوضحت أن هذا الصاروخ خضع لمسيرة تطوير في روسيا منذ الثمانينيات للتعامل مع الدبابات الأمريكية المتطورة، وتلك التي تمتلكها دول غرب أوروبا، وأنه جاء نتيجة خلاصة تجارب عديدة.

وبينت أن الصاروخ يتميز بقوة انفجار كبيرة؛ إذ يحمل رأسه 4.6 كغم من المواد المتفجرة، وينقسم جسده إلى قسمين، الأول الجزء الأمامي القادر على اختراق الدرع الفعال والطبقات الأولى من الدبابة، والثاني هو الجزء الرئيس القادر على اختراق الدبابة نفسها إلى الداخل.

وأشارت إلى أنه من المرجح أن تقوم خلايا متحركة صغيرة بالعمل بطريقة أشبه بطريقة الأداء الروسية، أي سيقوم عنصر واحد بحمل القاذف الخاص بالصاروخ، والذي يزن 36 كغم، بينما يقوم اثنان بحمل الصواريخ، وسيكون دور عناصر أخرى تأمين الثلاثة.

ولم تذكر الصحيفة إذا ما كان التأجيل المستمر للعمليات البرية، من النواحي العملياتية، ومن ثم تنفيذ اقتحامات للقطاع بقوات مدرعة خلال اليومين الماضيين والانسحاب مرة أخرى، على صلة بالمخاوف من هذا الصاروخ.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف تكتب عن فلسطين؟ دليل ساخر للسلوك الإعلامي المريح

تسخر الكاتبة الجنوب أفريقية سيسونكي ميسمانغ في المقال التالي من التضييق الذي يتعرض له العديد من الكتاب والصحفيين الذين يسعون إلى تقديم تغطية متوازنة عن الحرب الإسرائيلية على غزة. والمقال المنشور على موقع "إنترسبت" الأميركي -كما تقول الكاتبة- مستوحى من الأسلوب الساخر للنص الشهير "كيف تكتب عن أفريقيا؟" للكاتب الكيني الراحل بينيافانغا واينانا. وتوجه ميسمانغ بشكل ساخر ما يشبه تفاصيل السياسة التحريرية للمؤسسات الإعلامية حول موضوع معين، حيث كتبت التالي:

ابدأ من 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم يحدث شيء مهم قبل هذا التاريخ، التاريخ بدأ في 7 أكتوبر. لا تذكر كلمة "احتلال"، وتجنب استخدام مصطلحات مثل "فصل عنصري"، "تمييز"، و"مستوطنات غير شرعية". تجنب الكتابة عن الجدار، وإن فعلت، فابدأ بالحديث عن "الإرهاب" و"الأمن". فكلمتا "الإرهاب" و"الأمن" مهمتان جدا، استخدمهما بكثرة عند الحديث عن الفلسطينيين. ذكّر جمهورك دائما بأن فلسطين "وضع معقّد". تجنب استخدام كلمة "إبادة جماعية"؛ لأسباب قانونية وفنية، بالطبع. وإن اضطررت لكتابتها، فضعها بين علامتي اقتباس.

لا تذكر كيف قُتلوا أو من قتلهم: Iلكاتبة: لا تطلب من قرّائك أن يتخيلوا شعور الأطفال الذين يعيشون، ويصابون، ويموتون في غزة والضفة (وكالة الأناضول)

لا تصف التصعيد الإسرائيلي بأنه هجوم على سكان غزة، بدلًا من ذلك استخدم كلمات مثل "حرب" و"صراع"، فذلك أسهل لتجنب كلمة الإبادة.

عند الحديث عن القتلى، استخدم صيغة المبني للمجهول دائمًا، ولا تذكر كيف قُتلوا أو من قتلهم، وكرّر ذكر 7 أكتوبر كلما سنحت الفرصة. عند الكتابة عن الفلسطينيين، لا تنسَ أن تُركّز على مشاعر الإسرائيليين، فرغم أن الجيش الإسرائيلي يقصف ويقتل، إلا أن القصة الحقيقية هي "معاناة الإسرائيليين" بعد 7 أكتوبر. ولا تعقّد الأمور أكثر بالإشارة إلى أن معاداة السامية نشأت أصلًا في أوروبا. الكتابة عن فلسطين تعني أساسًا الكتابة عن حماس، والكتابة عن حماس لا تقل أهمية عن الكتابة عن 7 أكتوبر. فحماس "شخص"، "شيء"، "وحش"، "شبح".
حماس في كل بيت، حماس في الأنفاق والمستشفيات، حماس في الخيام، نائمة بجوار المرضى على الكراسي المتحركة، حماس في سيارات الإسعاف المدفونة مع المسعفين، حماس تسللت إلى مطبخ الغذاء العالمي وكل المطابخ والمدارس، حتى أرواح الأطفال تسللت إليها حماس. يمكن وصف هجوم حماس في 7 أكتوبر بأي من الكلمات التالية: مروّع، وحشي، شنيع، قاتل، صادم، فظيع، مأساوي، مرعب. أما عند الكتابة عن الهجمات على الفلسطينيين، فيُفضّل عدم استخدام أي صفات. يكفي مثلًا أن تكتب: "مقتل أكثر من 90 في غارات على غزة." ولا تُشعر القارئ أنك متحيّز لطرف ما. عند الكتابة عن فلسطين، لا تدع الحقائق تُفسد القصة الجيدة، ولهذا، تجاهل المصادر الفلسطينية، فقد تكون منحازة، أما الجيش الإسرائيلي، فهو مصدر موثوق جدا. إذا قال الجيش الإسرائيلي إن شيئًا لم يحدث، إذن لم يحدث شيء. وعندما ينكر الجيش أنه اغتصب نساء فلسطينيات، أو استخدم مدنيين كدروع بشرية، أو أطلق النار على أطفال وصحفيين، استمر في نشر نفيه دون تعليق.
لا تتّبع هذه القاعدة عند الحديث عن إسرائيل: ربط الدول التي تموّل الجيوش بالأسلحة التي تستخدمها هو أمر يعزز الشفافية، لذا، عند الحديث عن هجمات على تل أبيب، اذكر أن الصواريخ أطلقتها جماعة حزب الله المدعومة من إيران، افعل الشيء نفسه عند الحديث عن الحوثيين، لكن لا تتّبع هذه القاعدة عند الحديث عن إسرائيل، فالجيش الإسرائيلي المدعوم أميركيًا يتخذ قراراته بنفسه بشأن استخدام القنابل الأميركية والبريطانية. عند الحديث عن المجتمعات المسلمة، استخدم عبارات مثل "مرتع للإرهاب" و"متعاطفون مع حماس". هذه العبارات تعمل جيدًا حتى إن كانت تلك المجتمعات في بريطانيا أو أميركا. شيطن دائمًا الأشخاص الذين يحتجون سلميا دعما لفلسطين، ركّز على أصوات الأشخاص في الدول الغربية الذين يشعرون بالخوف عند سماع عبارة "من النهر إلى البحر"، لكن لا تطلب من قرّائك أن يتخيلوا شعور الأطفال الذين يعيشون، ويصابون، ويموتون في غزة والضفة، ولا تسألهم إن كانت الأمهات يشعرن بالأمان وهنّ يدخلن غرف الولادة. ولا تكتب حتى فقرة واحدة تتساءل فيها إن كان من حق الآباء الذين يدفنون أبناءهم أن يشعروا بعدم الأمان في غزة. عند الكتابة عن فلسطين، تجنّب التركيز على القصص الفردية أو التفاصيل الإنسانية، ركّز على مقاتلي حماس. في الواقع، عند الكتابة عن فلسطين، من الأفضل ألا تُجري مقابلات مع فلسطينيين، فقد يكونون من حماس أو متعاطفين معها. وإن اضطررت لمقابلة فلسطيني، فابدأ بسؤاله: هل تُدين ما حدث في 7 أكتوبر؟ ثم اسأله: هل تعترف بحق إسرائيل في الوجود؟ واطرح الأسئلة نفسها على أي شخص يبدو عربيّا أو مسلما أو متعاطفا مع الفلسطينيين. أحيانا، سيقلب الشخص السؤال ويقول: وهل تعترف أنت بحق فلسطين في الوجود؟ تجاهل هذا السؤال، لأنه يفتح باب مشاكل لا نهاية لها. وعندما لا تعرف ماذا تفعل، تذكّر: ابدأ من 7 أكتوبر 2023. لم يحدث شيء مهم قبل هذا التاريخ. التاريخ بدأ في 7 أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • كيف تكتب عن فلسطين؟ دليل ساخر للسلوك الإعلامي المريح
  • قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق: استعادة الأسرى من غزة مستحيلة دون صفقة
  • صحيفة: اجتماع فرنسي عربي ناقش نزع سلاح حماس كشرط للاعتراف بدولة فلسطين
  • صاروخ جديد من اليمن تجاه الأراضي المحتلة.. هو الثاني خلال ساعات (شاهد)
  • استهداف عمق الكيان بصاروخ يمني
  • صاروخ جديد من اليمن تجاه الأراضي المحتلة.. مر من فوق القدس (شاهد)
  • شبح الاستقالة يهدد الشاباك.. خلافات حادة حول ترشيح دافيد زيني وسط تسريبات مثيرة
  • الرئيس اللبناني يعلن تشكيل لجان مشتركة مع فلسطين لمعالجة ملف “سلاح المخيمات”
  • الاحتلال يهدد بضم المستوطنات والأغوار حال الاعتراف بدولة فلسطين