وجه المفكر السياسي وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي والسفير السابق ريتشارد هيث نداء إلى إسرائيل، عبر صحيفة "الفاينانشيال تايمز"؛ يطالبها بالتمييز بين المدنيين والمسلحين في حربها على غزة، ودعا إلى ضرورة استدامة دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة. 
وقال المفكر الأمريكي إنه بفرض أن تخلصت إسرائيل من شبكة حماس فى قطاع غزة، فإن "ظل حماس" في عقول سكان القطاع وضمائرهم؛ سيظل قائما، بل وممتزجا بمشاعر الانتقام، مشيرا الى ان فكرة إفناء حماس افناء تاما هي فكرة غير واقعية.


وأضاف هيث - في رسالته - "يا أصدقائي في إسرائيل.. لا أزعم معرفتي بكل ما يحدث عندكم وقد سبق لي أن عملت دبلوماسيا في إسرائيل لسنوات أنشادكم التفريق بين المدنيين العزل وبين من يحملون السلاح ضدكم وبين من لا يحملونه.. أنشادكم التروي والتزام الحكمة والمسئولية في ردودكم العملياتية على ما تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر". 
وتابع: الواجب الأول لأية حكومة في العالم هي الدفاع عن مواطنيها ضد الأذى، وأعتقد أنه من حق اسرائيل اعادة بناء رادع حقيقي؛ للحفاظ على أمنها بعدما تبدى لها أن ما تقوم به من هجمات على غزة تتخطى آثاره السالبة أية فائدة متحصلة من ورائها. 
وأشار هيث - في رسالته المفتوحة لصناع القرار في تل ابيب - إلى أن "حماس هي كيان مركب من فكر أيدولوجي وشبكة تنظيمية في آن واحد وأن أي تماد في استخدام القوة ضد معاقلها؛ سيكون له مردوده السلبي؛ إذا طالت النيران المدنيين.. إن استهداف المدنيين في غزة لن يكسر شوكة حماس؛ بل سيقدم لها ظهيرا شعبيا؛ يمكنها من تجنيد مزيد من العناصر والتوسع في استهداف الإسرائيليين بدافع الانتقام والرد بالمثل".
ونبه عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إسرائيل إلى خطورة الاجتياح البري لقطاع غزة، مشيرا إلى أن المدن هي مصيدة الجيوش وأنه على إسرائيل أن تتوقع وقوع مزيد من جنودها في الأسر أو القتل برصاص المقاومين، أما من الناحية الدبلوماسية، قال هيث إن استمرار الحرب في غزة؛ سيصعب على إسرائيل استئناف علاقات التعايش مع العالم العربي أو نسج أية علاقات طيبة مع العالم الإسلامي، بعد أن كانت قد قطعت شوطا جيدا على هذا الطريق. 
وأكد أن الخطر الأكبر على إسرائيل هو ترك غزة فارغة من أية سلطة قادرة على السيطرة، ومع تسليم كاتب الرسالة بأن حماس تشكل عامل فزع للإسرائيليين، إلا انه لا يوافق على أن حماس تشكل تهديدات "وجوديا" على اسرائيل، مؤكدا أن هذا الزعم "مبالغ فيه" حيث تمرست إسرائيل عبر عقود طويلة منذ إقامتها، على العيش في محيط معاد لها وأخطار كثيرة نجحت في إدارتها والتعامل معها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة المساعدات الإنسانية دخول المساعدات القوة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

"العفو الدولية": تجويع المدنيين بغزة جريمة حرب يتوجب إيقافها بسرعة

قالت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، إن تجويع المدنيين في قطاع غزة يعد "جريمة حرب"، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لها "على وجه السرعة" والمبادرة بتحرك فعلي لإنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

 

وذكرت المنظمة في سلسلة تدوينات على منصة "إكس" أن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين جائعين حاولوا الحصول على طعام بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" يعد حدثا مروعا يستدعي تحقيقا فوريا ومستقلا.

 

وأضافت: "يعيد هذا المشهد الدموي إلى أذهان الفلسطينيين "مجازر الطحين" الأليمة التي وقعت في فبراير/شباط ومارس/آذار 2024، عندما قتل الجيش الإسرائيلي أشخاصا كانوا يبحثون يائسين عن الطعام".

 

وشددت المنظمة على أنه "لا يمكن السماح باستمرار هذه الأنماط المميتة".

 

وتسمح إسرائيل فقط لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المتواطئة معها بتوزيع "مساعدات" شحيحة في "مناطق عازلة" جنوب القطاع بغرض تفريغ الشمال من الفلسطينيين، كما يباشر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على حشود الجائعين مخلفا قتلى وجرحى.

 

وبوقت سابق اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استهدفهم الجيش الإسرائيلي بمراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى "102 شهيد و490 مصابا" خلال 8 أيام.

 

وقالت منظمة العفو الدولية إنه "يجب أن تُوزَّع المساعدات من خلال وسائل آمنة وفعالة تحفظ كرامة الناس، ويديرها عاملون محترفون في مجال المساعدات الإنسانية، وليس شركات الأمن الخاصة".

 

وأكدت إن "إسرائيل، بصفتها سلطة الاحتلال، مُلزَمة بموجب القانون الدولي بضمان توفير الإمدادات الأساسية للسكان الخاضعين لاحتلالها".

 

وأوضحت المنظمة أن "المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، سمح لهذه الكارثة الإنسانية المروعة والإبادة الجماعية بالاستمرار لفترة طويلة جدا".

 

وزادت: "يُعد استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب جريمة حرب. ويجب على المجتمع الدولي وضع حد لهذه الجريمة على وجه السرعة".

 

وشددت على أن "ينبغي للدول رفض خطة المساعدات الإنسانية التي تستخدمها إسرائيل كسلاح، والمبادرة بتحرك فعلي لإنهاء الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة".

 

وقالت المنظمة إنه يجب على تلك الدول "التوقف عن تسليح إسرائيل والضغط عليها لرفع حصارها القاسي عن غزة دون قيد أو شرط".

 

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

 

في المقابل، حذرت "حكومة غزة" ومنظمات حقوقية مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن ذلك يأتي تمهيدا لتهجير الفلسطينيين وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.

 

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


مقالات مشابهة

  • طبيبة أمريكية عائدة من غزة: ادعاء إسرائيل السماح بدخول المساعدات للقطاع غير صحيح
  • رغم شهداء المساعدات.. واشنطن تدعو العالم لدعم مؤسسة غزة الإنسانية
  • برنامج الغذاء العالمي يتبنى مطالب الحوثيين ويعممها على كافة شركائه ... مليشيا الحوثي ترفض دخول المساعدات عبر مواني الشرعية وتشترط دخول المساعدات الإنسانية لليمن حصرا عبر سلطنة عُمان
  • نتنياهو يقرّ بتسليح جماعات معارضة لحماس اتُّهمت بنهب المساعدات الإنسانية في غزة
  • مقرر أممي: فيتو واشنطن متوقع وعلى العالم إيصال المساعدات لغزة رغما عن إسرائيل
  • عاجل| حماس: الفيتو الأمريكي يجسد انحياز الإدارة الأمريكية الأعمى لحكومة الاحتلال ويدعم جرائمها ضد الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة تشدد على ضرورة رفع “إسرائيل” قيودها على دخول المساعدات إلى غزة
  • مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.. «مصائد قاتلة» للمدنيين بغزة
  • "العفو الدولية": تجويع المدنيين بغزة جريمة حرب يتوجب إيقافها بسرعة
  • إسرائيل تقصف خياما للنازحين بغزة وتحظر دخول مناطق المساعدات