قالت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، إن تجويع المدنيين في قطاع غزة يعد "جريمة حرب"، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لها "على وجه السرعة" والمبادرة بتحرك فعلي لإنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

 

وذكرت المنظمة في سلسلة تدوينات على منصة "إكس" أن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين جائعين حاولوا الحصول على طعام بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" يعد حدثا مروعا يستدعي تحقيقا فوريا ومستقلا.

 

وأضافت: "يعيد هذا المشهد الدموي إلى أذهان الفلسطينيين "مجازر الطحين" الأليمة التي وقعت في فبراير/شباط ومارس/آذار 2024، عندما قتل الجيش الإسرائيلي أشخاصا كانوا يبحثون يائسين عن الطعام".

 

وشددت المنظمة على أنه "لا يمكن السماح باستمرار هذه الأنماط المميتة".

 

وتسمح إسرائيل فقط لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المتواطئة معها بتوزيع "مساعدات" شحيحة في "مناطق عازلة" جنوب القطاع بغرض تفريغ الشمال من الفلسطينيين، كما يباشر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على حشود الجائعين مخلفا قتلى وجرحى.

 

وبوقت سابق اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استهدفهم الجيش الإسرائيلي بمراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى "102 شهيد و490 مصابا" خلال 8 أيام.

 

وقالت منظمة العفو الدولية إنه "يجب أن تُوزَّع المساعدات من خلال وسائل آمنة وفعالة تحفظ كرامة الناس، ويديرها عاملون محترفون في مجال المساعدات الإنسانية، وليس شركات الأمن الخاصة".

 

وأكدت إن "إسرائيل، بصفتها سلطة الاحتلال، مُلزَمة بموجب القانون الدولي بضمان توفير الإمدادات الأساسية للسكان الخاضعين لاحتلالها".

 

وأوضحت المنظمة أن "المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، سمح لهذه الكارثة الإنسانية المروعة والإبادة الجماعية بالاستمرار لفترة طويلة جدا".

 

وزادت: "يُعد استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب جريمة حرب. ويجب على المجتمع الدولي وضع حد لهذه الجريمة على وجه السرعة".

 

وشددت على أن "ينبغي للدول رفض خطة المساعدات الإنسانية التي تستخدمها إسرائيل كسلاح، والمبادرة بتحرك فعلي لإنهاء الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة".

 

وقالت المنظمة إنه يجب على تلك الدول "التوقف عن تسليح إسرائيل والضغط عليها لرفع حصارها القاسي عن غزة دون قيد أو شرط".

 

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

 

في المقابل، حذرت "حكومة غزة" ومنظمات حقوقية مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن ذلك يأتي تمهيدا لتهجير الفلسطينيين وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.

 

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

رايتس ووتش تتهم واشنطن باقتراف جريمة حرب في استهداف ميناء يمني

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الولايات المحتدة باقتراف جريمة حرب في استهدافها بغارات جوية ميناء رأس عيسى في مدينة الحُدَيدة اليمنية يوم 17 أبريل/نيسان 2025.

وقالت المنظمة إن ذلك الهجوم ألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية للمرفأ، ودعت للتحقيق فيه بوصفه جريمة حرب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 25 حالات تطارد طبيبة أميركية زارت غزة وشاهدت الرعب عن قربlist 2 of 2صحف عالمية: نظام المساعدات بغزة غير إنساني وخطير جدا وإسرائيل في أزمةend of list

وقصفت الولايات المتحدة ميناء رأس عيسى، وهو أحد 3 موانئ في مدينة الحديدة، حيث يمرّ نحو 70% من واردات اليمن التجارية و80% من المساعدات الإنسانية. ونسبت لمنظمة "إيروارز" للأبحاث القول إن القصف أودى بحياة 84 مدنيا وجرح أكثر من 150.

ووفق هيومن رايتس ووتش، فإن الغارات على الميناء في أثناء وجود مئات العمال فيه تُظهر "استخفافا صارخا بأرواح المدنيين". وأضافت أنه بينما لا يحصل معظم اليمنيين على ما يكفي من الغذاء والمياه، "قد يكون تأثير الغارات على المساعدات الإنسانية كارثيا، لا سيما بعد تخفيض المساعدات من قِبل إدارة ترامب".

وقالت المنظمة -استنادا إلى صور الأقمار الصناعية ومصادر أخرى- إن الغارات دمرت خزانات الوقود وأجزاء كبيرة من البنية التحتية للميناء، وإن عديدا من الأرصفة، ومنطقة الجمارك، ومنشآت تفريغ الحمولات تضررت بشدة أو دُمِّرت.

وحددت "إيروارز" هوية 84 مدنيا قُتلوا خلال الغارات، عبر تحليل منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، بينهم 49 كانوا يعملون في الميناء، وسائقو شاحنات، وعنصران من الدفاع المدني. وقالت إن الآخرين قد يكونون أفرادا من أُسر العمال. وتم تحديد هوية 3 أشخاص على أنهم أطفال.

إعلان

ويوم 17 أبريل/نيسان الماضي، قالت القيادة المركزية الأميركية -في بيان- إن الغارات استهدفت مخازن وقود لحرمان الحوثيين من "مداخيل غير قانونية".

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه "إزاء التقارير التي تتحدث عن أضرار جسيمة لحقت ببنية الميناء التحتية، فضلا عن تقارير محتملة عن تسرب نفطي في البحر الأحمر".

وأظهرت صورة لقمر صناعي، التُقطت صباح 18 أبريل/نيسان، خطوطا طويلة يبدو أنها تسريبات وقود، ممتدة من موقع الغارات داخل البحر، وفق بيان المنظمة.

وذكّرت المنظمة بأن القانون الإنساني الدولي يحظر الغارات المتعمدة، والعشوائية، وغير المتناسبة على المدنيين والأعيان المدنية، مشيرة إلى أن أي غارة لا تستهدف هدفا عسكريا محددا هي غارة عشوائية.

ودعت الولايات المتحدة إلى التحقيق بمصداقية وحياد في هذه الانتهاكات المفترضة لقوانين الحرب، وإلى تقديم تعويضات، أو هبات مالية، فورية إلى المدنيين المتضررين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية ليست أعمالاً فردية
  • هيومن رايتس ووتش: استهداف ميناء رأس عيسى جريمة حرب
  • رايتس ووتش تتهم واشنطن باقتراف جريمة حرب في استهداف ميناء يمني
  • استشهاد عشرات الفلسطينيين إثر استهداف متكرر لمراكز توزيع المساعدات بغزة
  • المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين يُسجل 3024 جريمة في أسبوع
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • الشركة التي تدير مؤسسة غزة الإنسانية تنهي تعاقدها وتنسحب من العملية
  • منظمة العفو الدولية: إسرائيل استهدفت المتضورين جوعا في غزة
  • الأمم المتحدة: عرقلة وصول المدنيين للغذاء جريمة حرب وآلية التوزيع بغزة غير قانونية