العلاقات بين الناس رغم تنوعها وأغراضها وأهدافها ، يظل الإنسان يقف حائراً كثيراً في بعض محطاتها ويجهل كيف يتصرف تجاهها.. علاقات الزملاء في العمل وأصدقاء الدراسة والجيران والأقرباء ، هذه علاقات فُرضت علينا وليست بإختيارنا ، تعثرنا بها ونحن نسير في طر يق الحياة ولم يكن لنا يد بها..
ولكن بالإمكان جعلها علاقات طفيفة ذات حدود حتى لا تُشكل همّاً على أنفسنا ولا تستنزف أعصابنا.
فالذي يستحق أن يكون في دائرة إهتماماتنا مثال(الصديق الحق) فليكن بجوارنا ، يتكئ علينا ونركن إليه عند حاجتنا..
بينما من كان وجودهُ ضمن دائرة (الصديق المزعج المتطفل) في حياتنا فلنبني جدار عازل بيننا وبينه ، محاولين تجنبهُ..
ومن كان ضرره ُ أكبر من نفعه ِ ولا يصلنا منه ُ إلآ الشر وهو ما يمكن تسميته ِ(الصديق المتربص) هذا لايجدي معه ُ الجدار العازل فسوف يقوم بهدمه ليصل إلينا باحثاً عن الزلات مترقباً وقوعنا في شَرَك الخطأ ، ليوسع هو دائرة المشاكل و يُألبها ، فعلينا إن نضع بدل الجدار العازل الأسلاك الشائكة والعراقيل والدهاليز والمتاهات لتحول بيننا وبينهُ ، وإن أضطررنا للهروب فلنهرب من كل مكان يتواجد به ..
بينما (صديق المصلحة أو الإنتهازي) أشبهه ُ بالناموس ، يحوم حولنا متحيّن الفرص ، للإنقضاض علينا ومص دمائنا ، ومن بعدها الفرار بالغنيمة فقد أخذ مبتغاه ولا أثر له عند حاجتنا إليه ، هذا النوع من الأصدقاء يجب أن نلدغه ُ قبل أن يلدغنا..
بينما (الصديق الإتكالي) من يضيف علينا مسؤليات فوق مسؤليتنا ويحملنا ما لاطاقة لنا به ، فهو يسألنا عن كل شي جاهلا ًبه ، ولا يحرك ساكناً إلا بنا ، هو المنتظر أن نفعل له كل شيء بداعي أننا أصدقاء ، ويغضب إن أعتذرنا ، ويجعلنا في عين أنفسنا مقصرين ومدينين له بإعتذار ، بالمختصر – يقلب الطاولة علينا ، هذا النوع من العلاقة يجب أن نفر ّ منها بكل ما أوتينا من قوة..
وإن استرسلت في العلاقات فلن أنتهي فهي متنوعة الأنماط والأغراض فهناك (المراوغ والمنافق وذو الوجهين والإمّعه والخبيث والساذج والحقير والسهل والصعب والمستهتر ..الخ)والقائمة تطول..
ولكن لدينا من هذه العلاقات مخارج ووسائل للحد والتخفيف والبعد عنها ، فهي علاقات مفروضه وليست اختيارنا..
ولكن يعجز الإنسان في علاقة و يقف في منتصف طريقها لا يُحرك ساكناً ، و يخونه ُ التصرف هل يستمر أم ينهيها..؟!
إذا كانت هذه العلاقة من إختيارهِ وبإرادتهِ وليست مفروضة عليهِ ، وشكلت هذه العلاقة عبئاً على أعصابهِ وثقل بنفسهِ ، كيف يكون الخلاص هنا وكيف التصرف..؟
هنا أقف عند القناعات داخل النفس البشرية ، فمن كان لديه القدرة على التحمل والاستمرار ؛ ليستمر حتى يفرغ ، ومن كانت قناعاته تجبره على التوقف فليتوقف وينهي العلاقة .. فالمنطق والعقل إلآ تكلف النفس فوق طاقتها ، وهي حياة واحدة يجب أن يعيشها الإنسان بأريحيّه دون تقيّد أو همّ أو قلق، فهو ليس مجبر على شيء ، لأنها مجرد علاقة .
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
عمرو أديب: أي طرف مُجبَر على إرضاء مصر دليل قوة لها لا يستهان بها
أكد الإعلامي عمرو أديب أن قوة مصر الإقليمية أصبحت واضحة في ملفات استراتيجية، وعلى رأسها ملف الغاز، مشيرًا إلى أن وصول العلاقة مع أي طرف إلى مرحلة يكون فيها مُجبَر على إرضاء مصر، هو دليل قوة لا يُستهان به.
صفقة الغاز الأخيرةوقال "أديب" خلال تقديم برنامج “الحكاية” والمذاع عبر قناة “ام بي سي مصر” إن صفقة الغاز الأخيرة التي جرى استئنافها لم تكن متوقفة بسبب خلافات فنية، بل بسبب تحركات عسكرية مصرية في منطقة لا يشملها الاتفاق الأصلي، عندما كانت القوات المصرية متمركزة على الحدود، وهو ما دفع الطرف الآخر للتحرك بدوره.
وأضاف: “لما توصل لمرحلة إن عدوك… لا بطل ولا بطلان… يبقى مُجبَر يخلصلك صفقة الغاز عشان الغاز يفضل يتدفق، ويراضيك في العلاقة السياسية… يبقى لازم تفهم إنك في موقف قوة”.
استئناف الصفقةوأشار أديب إلى أن استئناف الصفقة جاء بعد إدراك الطرف الآخر أن التعامل مع مصر من موقع الندية والقوة أفضل بكثير من الدخول في صدام أو تعطيل مصالحه، خاصة بعد التحركات العسكرية المصرية التي غيرت قواعد اللعبة على الأرض.
وتابع: “صفقة الغاز كانت متوقفة… ولما مصر تحركت بقواتها في مكان مش موجود في الاتفاقية، هو اتحرك كمان، وبعدها اتغيرت نبرة التعامل كلها… وبقى في قناعة إن العلاقة مع مصر لازم تفضل كويسة”.
الطاقة والأمن القوميوشدد أديب على أن ما يحدث يؤكد أن مصر أصبحت لاعبًا مؤثرًا في شرق المتوسط، وأن قدرتها على الضغط وتحقيق مصالحها تتزايد بوضوح، سواء في ملفات الطاقة أو الأمن القومي.
واختتم: “دي مش صدفة… دي نتيجة قوة، وتحرك محسوب، ورسالة إن مصر لما تتحرك… الكل بيراجع حساباته”.