استعرض المصرف المتحد في جلسات مؤتمر الناس والبنوك في نسخته 17 اليوم اهم 26 ممارسة ومشروع اخضر صديقة للبيئة قام بهم على 4 محاور رئيسية:

أولا: محور آليات الاقتصاد الاخضر  

1- إصدار اول تقرير لـ البصمة الكربونية ب 3 مراكز رئيسية للمصرف المتحد  

أعلن المصرف المتحد في اكتوبر 2022, اصدار اول تقرير لقياس البصمة الكربونية ب 3 مركز رئيسية  تماشيا مع توجهات الدولة المصرية والبنك المركزي المصري نحو التحول لتطبيقات الاقتصاد الاخضر والحد من الاثار السلبية للتغيرات المناخية.

تضمن تقرير البصمة الكربونية عملية قياس دقيق لممارسات المصرف المتحد على مرحلتين: 

البعد الأول: وهي الانبعاثات المباشرة – الناتجة عن حرق الوقود، تسرب غاز التبريد.

البعد الثاني: وهي الانبعاثات غير المباشرة - الناتجة عن شراء الطاقة، سلاسل التوريد، استهلاك المياه، إدارة النفايات.

2- المشاركة في مبادرة احلال/تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي 2021 

أطلق المصرف المتحد منتج تمويل تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي علي هامش المعرض الاول لتكنولوجيا تحويل واحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفةGo Green  تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية وبتنسيق من وزارة التجارة والصناعة والبنك المركزي المصري وعدد من الوزارات المعنية.

تهدف المبادرة الي تعظيم استفادة المواطن المصري من مكتسبات الاصلاح الاقتصادي من خلال: 

• تعظيم استخدام الغاز الطبيعي كوقود بديل للسولار والبنزين.  الامر الذي يحقق وفرا اقتصاديا وماديا كبيرا في الموازنة العامة للدولة.  ويساهم في توجيه هذا الوفر لدعم قطاعات الصحة والتعليم والبحث العلمي للنهوض بمنظومة الخدمات المقدمة للمواطن المصري وتحسين حياته. 

• القضاء على التلوث والانبعاثات البيئية الضارة التي تؤثر على صحة المواطن والبيئة المحيطة من اثار استخدام المحروقات. 

• فضلا عن تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقات الانتاجية لمصانع السيارات المصرية والصناعات المغذية لها.  مما يساهم في تعظيم الانتاج وزيادة المكون المحلي وارتفاع نسب التشغيل وبالتالي القضاء على البطالة وزيادة الصادرات.   

3- التمويلات المشتركة 

شارك المصرف المتحد في عدد من التمويلات المشتركة لصالح التنمية السمتدامة كان اخرها تمويل شركة القناه للسكر.  والذي يساهم في توسيع مساحة الرقعة الزراعية ويضاعف تاثيرها المباشر عيل تحسين المناخ.  فضلا عن توطين الصناعات النحلية وزيادة الكفاءه الانتاجية مما يدعم اغراض التنمية الشاكلة وزيادة حجم التشغيل. 

4- قرب الانتهاء من المقر الاداري للمصرف المتحد بالعاصمة الادارية الجديدة 

روعي في التصميم الفريد للمبني والذي تبلغ مساحته 30 الف متر مربع، احدث التطبيقات والتقنيات للمباني الصديقة للبيئة.  لتكون أكثر استدامة سواء على الصعيد الخارجي او الداخلي من حيث: الموقع – كفاءة الاستخدام للمياه والطاقة – الغلاف الجوي والموارد والجودة البيئية الداخلية.  

5- حلول بنكية لتوسيع قاعدة الشمول المالي 

وعلي الصعيد الموازي يقدم المصرف المتحد حزمة من الخدمات البنكية التي تحفز العملاء وغير العملاء على التعامل بقوة مع الجهاز المصرفي.  حيث تم اصدار حساب الشمول المالي للمصرف المتحد والذي يسمح بفتح حسابات شخصية للشباب من سن 16 عام بأنفسهم.  كذلك السماح لأصحاب النشاط الاقتصادي بالانضمام للقطاع الرسمي عن طريق فتح حسابات بنكية بأبسط وأسرع الاجراءات.    

ويقوم المصرف المتحد بنشر الثقافة المالية خاصة بين المجتمعات السكانية بعدد من محافظات الجمهورية.  وايضا بين طلاب الجامعات الحكومية والخاصة والاهلية الموجودة هناك.  الامر الذي يحقق اهداف الدولة والبنك المركزي المصري في توسيع قاعدة الشمول المالي وتحسين مستوي معيشة المواطن المصري وتقليل معدل البطالة والتضخم والقضاء على الهجرة الداخلية.  

وتنمية فرص العمل والخدمات التعليمية والصحية وتمكين الشباب والمرأة.  وذلك من خلال طرح عدد من المنتجات البنكية المتميزة منها: التمويل المتناهي الصغر وبطاقة اجيال المخصصة للشباب وبطاقة لكي المخصصة للمرأة.  فضلا عن البطاقة المدفوعة مقدما وبطاقة الشبكة الوطنية "ميزة". فضلا عن شهادة المليونير التي ساهمت في تحقيق احلام وطموح العديد من الفائزين.  

6- إطلاق حزمة الخدمات الرقمية تحت شعار "بنكك على الخط"    

يهدف المصرف المتحد من طرح هذه الخدمات الرقمية المتميزة والعالية الجودة مزيد من الرفاهية للعميل والتقليل من الانبعاثات الكربونية التي تضر بالبيئة.  حيث توفر هذه الخدمات للعميل كافة احتياجاته من المعاملات البنكية من مكانه في سرعة وكفاءة مما يوفر من جهده ووقته.

وتضم مجموعة من الخدمات الرقمية التي تعمل على مدار الساعة، سبعة ايام في الاسبوع، بأعلى كفاءة وتقنية عالمية وهم : الانترنت البنكي للأفراد والشركات والموبيل البنكي ومحفظة UB الرقمية.  كذلك خدمات ماكينات الصراف الآلي التفاعلية والتي تقدم حلول متعددة ومتطورة منها: امكانية الاستعلام عن الجدارة الائتمانية اللحظية، استبدال العملات بسعر السوق المعلن.  بالإضافة الي خدمة شحن وسحب من كافة المحافظ الالكترونية.  ايضا خدمة تفعيل وتنشيط البطاقات المدينة والدائنة لعملاء المصرف وايضا تسوية البطاقات الائتمانية.  فضلا عن خدمات سداد الالتزامات الحكومية اللحظية للمستثمرين من ضرائب وجمارك.

ثانيا: المحور الاجتماعي الاخضر 

1- المساهم في دعم عملية تحول مدينة شرم الشيخ ل"مدينة خضراء"

ساهم المصرف المتحد في دعم وتقديم مساندة مالية في مسيرة تأهيل مدينة شرم الشيخ، لتكون المدينة الخضراء الصديقة للبيئة قبل انعقاد مؤتمر COP27. وذلك بالتعاون مع اللواء خالد فودة – محافظ جنوب سيناء.  

وشهدت مدينة شرم الشيخ "المدينة الخضراء" اطلاق سلسلة من الممارسات البيئية الخضراء منها: حملة الحد من استهلاك الاكياس البلاستيكية – حملة تنظيف المدينة برا وبحرا من المواد البلاستيكية.  حيث تعد هذه المواد من اهم الوسائل والحلول للحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وتجنب اثارها الشديدة على التنوع البيولوجي في البحر الاحمر.  كذلك إطلاق حملة تحويل منظومة النقل بالمدينة الي نقل اخضر مستدام وايضا الادارة الذكية للمخلفات.

2- تمكين اهالي منطقة سانت كاترين لتشغيل 350 اسرة 

بالتعاون مع محافظ جنوب سيناء اللواء / خالد فودة واللواء / طلعت العناني رئيس مدينة سانت كاترين, اطلق المصرف المتحد في 2021 مشروع تجليات لتمكين اهالي مدينة سانت كاترين بمنطقة جبل التجلي بمحافظة جنوب سيناء.  

وقام المشروع بتوفير فرص عمل ل 350 اسرة للتمكين الاقتصادي من خلال تعزيز ريادة الاعمال وتحسين القدرة التنافسية والانتاجية لمشروعات اهالي المدينة سواء الزراعية او الغذائية او المشغولات اليدوية التي تشتهر بها منطقة سانت كاترين منها: استخراج العسل الجبلي وصناعة استخراج زيت الزيتون وزراعة الاعشاب الطبيعية وزراعة اللوز وصناعة الصابون والمشغولات اليدوية السيناوية المميزة.  

3- تطوير قرية نجع الجسور – محافظة الاقصر 

يتم حاليا تنفيذ أعمال التنمية والتطوير لقرية نجع الجسور - بمحافظة الأقصر ومن قبلها قرية خورشيد – مركز اهناسيا – محافظة بني سويف ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة.

4- منتدي "لكي" المصرف المتحد يطلق احدث مبادرات المصرف المتحد لاحداث التوازن البيئي.

أطلق المصرف المتحد فاعليات حملته "صيفك .. اخضر" 2023 لتفعيل الممارسات البيئية الافضل للحفاظ علي الشواطئ وسلامة الحياة البحرية والبرية.  بمشاركة عضوات منتدي "لكي" المصرف المتحد وعدد من محاربات مؤسسة "بهية" لعلاج سرطان الثدي.

  تضمنت الحملة التفاعلية سلسلة من الرسائل والفيديوهات التوعوية عن كيفية الحفاظ علي التوازن بين البيئة المحيطة بالانسان سواء البحرية او البرية.  تخللها ممارسات تنظيف الشواطئ من المواد البلاستيكية.  كذلك مجموعة من الممارسات الخضراء لكيفية الحفاظ علي نظافة الشواطي والحد من الاثار السلبية للتغيرات المناخية وتجنب اثارها البيلوجي علي سلامة الحياة للانسان والحياة البحرية معا سواء في الانهار او البحار.  كما تضمنت هذه الممارسات مجموعة من الارشادات البسيطة للحد من استهلاك الاكياس البلاستيكية عن طريق استبدال المنتجات البلاستيكية من : عبوات – اكياس – ادوات المائدة بمواد سريعة التحلل او زجاجات قابلة لاعادة التدوير.  

5- التعليم : صندوق لايت هاوس وصندوق دعم الرياضة ومسابقة القران الكريم.

قام المصرف المتحد بالاستثمار المباشر في صندوق "لايت هاوس" للاغراض التعليمية وكذلك صندوق دعم المتميزين رياضيا.

يستمر المصرف المتحد في عقد المسابقة السنوية للقران الكريم في اكثر من 17 محافظة علي مستوي جمهورية.  وتستهدف المسابقة حث الشباب من مختلف الاعمار وحتي 18 عام علي استمررية حفظ كتاب الله والحفاظ علي الشعائر والموروثات المتوازنة وفقا للازهر الشريف مما يساهم في تنمية قدراتهم العقلية والعلمية.  هذا وقد قام المصرف المتحد علي مدار الاعوام الماضية بتطوير المسابقة من خلال توجية الدعم والمساندة لاوائل حفظه كتاب الله للاستمرار في مسيرتهم العلمية والعملية لخدمة اهداف التنمية لمصر.   

ثالثا: محور صحة الانسان 

1- مبادرة القضاء على فيروس سي - كان للمصرف المتحد جهود كبيرة في دعم المنظومة الصحية والدولة المصرية بالقضاء علي فيروس سي – احد الاوبئة المستوطنة.  وذلك بالتعاون مع صندوق تحيا مصر.   وفي 2018 أعلن المصرف المتحد اول مؤسسية مالية خالية من فيروس سي.

2- مبادرة شراء لقاح كورونا - شارك المصرف المتحد ضمن مبادرة اتحاد بنوك مصر لدعم شراء لقاح فيروس كورونا المستجد بقيمة 15 مليون جنيه 2021. 

3- مبادرة 100 مليون صحة – للكشف وعلاج الامراض السارية - شارك المصرف المتحد في حملة 100 مليون صحة بفروعه ال68.  حيث تم الكشف علي فريق عمل المصرف المتحد وأسرهم والخدمات المعاونة وجميع الشركات التابعة للمصرف وايضا العملاء بعدد من الفروع والادارات.

4- مبادرة الكشف على مسببات العمي والانيميا لأطفال المدارس - حيث قام المصرف المتحد بالتعاون مع مؤسسة صناع الخير ووزارة التربية والتعليم بالكشف عن مسببات العمي في حملة اولادنا في عنينا. 

5- مبادرة صحة المرأة - من خلال الكشف والتوعية بمرض سرطان الثدي للسيدات بالتعاون مع مؤسسة بهية.  

6- مبادرة القضاء على قوائم الانتظار – كما شارك صندوق تحيا مصر في دعم القضاء علي قوائم الانتظار بالمستشفيات الحكومية.

رابعا: محور التنمية البشرية 

ولم يغفل المصرف المتحد اهمية الاستثمار في الشباب كقيادة مستقبلية وضرورة تأهيليها بالأسس العلمية والعملية اللازمة لضمان استدامة خطط التنمية الشاملة لمصر.   

1- فقام بدعم العديد والعديد من المبادرات والانشطة الشبابية منها : منتدي شباب العالم بنسخه الاربع.

2- تقديم كافة أوجه الدعم التقني والفني والمادي لمبادرة رواد النيل منذ تدشينها في 2018 الماضي وفتح 3 مراكز لريادة الاعمال في منطقة الدلتا والصعيد والقاهرة.  فضلا عن تبني مبادرة تطوير وتحسين اداء لعدد من الصناعات منها : صناعة الالبان – صناعة البلاستيك – وصناعة الاخشاب – واخيرا صناعة المفروشات والمنسوجات والملابس الجاهزة 

3- رعاية طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة للفوز بالجائزة الاولي والثانية والمراكز الأولي في المسابقة الدولية للزراعة العمرانية الابتكارية بإيطاليا 2020 و2021

4- رعاية فريق جامعة القاهرة كلية الهندسة المشارك في معرض باريس لتصميم الاثاث من اعادة تدوير مخلفات البيئة 2022

5- رعاية فريق طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة في مسابقة تصميم سيارة صديقة للبيئة حتى الفوز في المسابقة العالمية Shell eco 2019

6- وعلي الصعيد الداخلي استثمر المصرف المتحد في تنمية اصوله البشرية وتأهيلها للقيادة المستقبلية من خلال برنامج النجوم الساطعة High Fliers  ليبدأ ومراحل المشاركة العملية في وضع الاستراتيجيات والخطط التنفيذية للمصرف المتحد وخطط العمل وممارسة قواعد الادارة الحقيقية.  

وتعقيبا على حصاد المصرف المتحد من الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة يقول أشرف القاضي – الرئيس التنفيذي للمصرف المتحد والعضو المنتدب – ان استراتيجية المصرف المتحد موجهه نحو مزيد من الممارسات الصديقة للبيئة وتعظيم ادوات الاقتصاد الاخضر.  الامر الذي يحتاج لتوطين الاقتصاد الاخضر علي 4 ابعاد هم:  

1- الالتزام - بالممارسات المستدامة لحماية البيئة والحد من التأثيرات المناخية السلبية.  

2- الابتكار - للحلول المالية والمنتجات المصرفية التي تتماشي مع استراتيجية الصيرفة الخضراء مثل : الودائع الخضراء - التمويلات صديقة للبيئة – بطاقات الائتمان الخضراء – الحسابات الجارية وحسابات التوفير الخضراء.  مما يتيح للشركات والمؤسسات امكانية استثمار الاموال في مشروعات مستدامة.  

3- المساندة – في تحقيق مبادئ العدالة والمساواة مثل : الحق في العمل والمساواة فيما بين الذكور والنساء.

4- تعزيز الوعي البيئي – عبر وسائل الاعلام المختلفة لنشر آليات ثقافة "الصيرفة الخضراء" 

وأعرب القاضي ان للبنوك دور اساسي في تمكين المؤسسات الاقتصادية وتعظيم دورها في تعزيز النمو الاخضر.  وذلك من خلال فتح آفاق استثمارية جديدة أمام رجال الاعمال وتحفيزهم على الانتقال الي تطبيق آليات الاقتصاد الاخضر مع مراعاة كاملة للمخاطر البيئية والتغيير المناخي والتقييم الفعلي للمشروعات من منظور اقتصادي واجتماعي وبيئي معا.

المنظور الاقتصادي يتمثل في دفع الاستثمارات في مجال الابتكارات للحلول البنكية والمنتجات المالية الخضراء.  ووضع آليات لتوسيع آفاق اعمالها سواء بآليات مصرفية او غير مصرفية خاصة مجال التكنولوجيا الرقمية الحديثة.  الأمر الذي يساهم في تقليل حاجة البنوك لفروع جديدة باهظة التكلفة.  ويساهم في التركيز على تحسين الخدمة للعملاء مما يساهم في زيادة ربحية البنوك وتعظيم حصصها السوقية.   

المنظور الاجتماعي حيث باتت قدرة البنوك على تدعيم مشروعات الصيرفة الخضراء لمضاعفة معدلات التنمية وخدمة المواطن في المقام الاول من خلال تمويل المشروعات المستدامة. 

المنظور البيئي حيث يساهم تفعيل "الصيرفة الخضراء" في عملية تقليل البصمة الكربونية.  

كذلك نشر ثقافة الترشيد في العديد من جوانب العمل المصرفي مثل: خفض المعاملات الورقية.  اتاحة الخدمات للعملاء عبر الآليات الرقمية بديلا عن التوجه للفروع مما يتسبب في اهدار الوقت والمجهود ويوفر الطاقة المستخدمة.  كذلك استبدال عملية دفع الفواتير والالتزامات عبر الانترنت بدلا من ارسالها بالبريد.  

هذا وقد تم إنشاء العديد من التحالفات العالمية منها التحالف العالمي للخدمات المصرفية الاخلاقية الذي اقر بمبادئ "الصيرفة الخضراء" المستدامة والتي ترتكز على تنمية المجتمعات والحوكمة الشفافة.  

،،،

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المصرف المتحد الاقتصاد الاخضر البصمة الكربونية

إقرأ أيضاً:

السياسات الاقتصادية واستشراف المستقبل

تعد السياسات الاقتصادية والاقتصاد عموما من المجالات المعقّدة مفهوما وتوضيحا، لأنها تحوي عدة مفاهيم ومصطلحات مرتبطة بها ربما لا تكون واضحة لبعض أفراد المجتمع مثل مفهوم الاقتصاد الناجح الذي يبنى على سياسات اقتصادية فاعلة ويبنى على منظومة متكاملة من القيم والسلوكيات الأخلاقية والإنسانية.

ورغم أهمية تفعيل أدوات السياسات الاقتصادية والتوازن بينها في التخطيط لاتخاذ القرار الاقتصادي والمالي في تحقيق اقتصاد متين ورصين، إلا أنّ اقتصار الجمهور على تأطير مفهوم الاقتصاد في جانب مالي بحت، ساعد على ترسيخ فكرة أن الاقتصاد هو جمع الأموال وادخارها واختزاله في نطاق ضيّق «الترشيد في الإنفاق» وتجاهل العوامل الأخرى المرتبطة بالنمو الاقتصادي ودور السياسات الاقتصادية في التحفيز الاقتصادي والاستدامة المالية، وهنا يأتي دور الباحثين والمحللين الاقتصاديين في محاولة تغيير قناعة البعض بأن الاقتصاد ليس علما يهتم بالمال والمعاملات المالية فقط، وأن أحد الأدوات الفاعلة لاستشراف المستقبل هو وضع السياسات الاقتصادية المناسبة والداعمة لتنمية الاقتصاد من خلال فهم التوجهات والمتغيرات المستقبلية ودراستها المتوقعة على الاقتصاد باستخدام النماذج الاقتصادية في التحليل الاقتصادي، ولذلك فإنّ اتخاذ السياسات الاقتصادية المناسبة التي تتميز بالتوازن بين الوضع الاقتصادي والاعتبارات الاجتماعية لأي اقتصاد يعد اللبنة الأساسية لاستشراف المستقبل.

إنّ غرس مفهوم استشراف المستقبل الاقتصادي لدى أفراد المجتمع، ينبغي أن يبدأ بنشر ثقافة التفكير المستقبلي والمتغيرات المتوقع أن تطرأ على المشهد الاقتصادي؛ خصوصا المخاطر المتوقع حدوثها والاستعداد للتعامل معها، وهو ما سعت إليه سلطنة عُمان من خلال تأسيس المكتب الوطني لاستشراف المستقبل بوزارة الاقتصاد من خلال إعداد الدراسات والتحليلات الاقتصادية التي تساعد على رسم السياسات الاقتصادية المرنة ذات البعد الاستراتيجي في التنفيذ؛ لتتماشى مع الخطط والبرامج الوطنية، وفي رأيي أن قياس نجاح المكتب الوطني لاستشراف المستقبل يعتمد على مدى القدرة على الاستشراف الاستراتيجي من خلال دراسة المتغيرات المؤثرة على القطاعات الاقتصادية؛ بهدف إيجاد برامج وطنية بديلة تسهم في تحقيق مستهدفات القطاعات الأكثر عرضة للمتغيرات مثل قطاع التشغيل والتوظيف الذي يشهد تغيرا في نوعية الوظائف الأكثر طلبا في سوق العمل.

أعتقد أن الحلول والمعالجات للتعامل مع الأزمات والمشكلات الاقتصادية ينبغي أن تتجرد من الاستعانة بالنظريات الاقتصادية والأخذ بنتائجها وتحليلاتها كليا؛ كونها لا تتماشى مع المتغيرات الاقتصادية الحالية والمستقبلية، لكن الاستعانة بها لابتكار نماذج اقتصادية جديدة وللتنبؤ بالأحداث المستقبلية ربما هو القرار الصائب؛ لأن القرار الاقتصادي حسب ما أراه وأتوقعه لابد أن يأخذ في الحسبان جميع التطورات التي طرأت على منظومة الاقتصاد، ولم يعد الاقتصاد كما كان في عهد آدم سميث، نحن بحاجة إلى استحداث نظرية اقتصادية من خلال رصد وتحليل الوضع الاقتصادي وقراءة المشهد العام المؤثر في منظومة الاقتصاد وطرح عدة أسئلة حول تشكل بعض الحالات الاقتصادية خلال السنوات الماضية وجمع عدد أكبر من المعلومات والبيانات؛ بهدف اختبار الفرضيات وتجربتها بعد تحليل البيانات بدقة وباستنتاجات علمية رصينة، فتوظيف التنبؤ بالمتغيرات المستقبلية من خلال الاستفادة من نتائج واستنتاجات الدراسات التحليلية، يسهم في تشخيص المشهد العام بدقة وكفاءة عالية، ما يساعد على وضع الخطط الاقتصادية الكفؤة، ويحسّن من وضع الخطط والحلول الاستباقية للمتغيرات المتوقع حدوثها، إضافة إلى دور التنبؤ في منح صانعي القرار المنظور الأوسع لاستكشاف الفرص والمخاطر المحتملة لاتخاذ قرارات استراتيجية تسهم في حماية منظومة الاقتصاد من أي صدمات مستقبلية، وهنا لا أقصد بالاكتفاء بالتوقعات التنظيرية عند التنبؤ بالمتغيرات المستقبلية، لأن التوقعات عموما أراها غير كافية لاستشراف المستقبل لا تستند على نتائج دراسات واستنتاجات تجارب علمية، لكنها تحمل مخاوف وآراء مبنية على تحليلات لم يتم اختبارها أو قياسها.

إن استشراف المستقبل واتخاذ القرار الاقتصادي ينبغي أن يضع في الحسبان مواصلة النمو الاقتصادي بغض النظر عن حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وأن يتم مواءمة الإنفاق مع متطلبات تحفيز النمو الاقتصادي، وأعتقد أنه ليس بالضرورة التوسع في الإنفاق خلال فترات الازدهار الاقتصادي، وليس بالضرورة أن يتم تقليل الإنفاق خلال فترات تباطؤ النمو الاقتصادي، وأعتقد من الأهمية الوضع في الحسبان الاشتغال على خطط استراتيجية مبتكرة لاستشراف المستقبل بالاستفادة من مختلف المدارس الاقتصادية في صنع السياسات العامة وفي التحليل الاقتصادي، ليس بالضرورة أن تتواءم مع الدورة الاقتصادية التي يتم من خلالها اتخاذ القرار الاقتصادي بتفعيل أدوات السياسات الاقتصادية التوسعية أو الانكماشية، بل بمتطلبات الإنفاق ودوره في التحفيز الاقتصادي، وهنا نستطيع أن نتجنب الكثير من الإشكالات والتحديات الاقتصادية خلال فترة الأزمات وإدارتها.

مقالات مشابهة

  • العقل يسبق المهارة داخل المستطيل الاخضر.. معومات لا تعرفها عن مدرب الأهلي الجديد
  • أسامة ربيع: مصنع القاطرات انطلاقة جديدة لتوطين صناعة الوحدات البحرية
  • سلطنة عُمان وأذربيجان تبحثان سبل التعاون الاقتصادي
  • المصرف المتحد يطلق حملة للفحص المجاني بمرض سرطان الثدي
  • ما أبعاد اختيار العريش كمقر لإدارة غزة في خطة ترامب؟
  • مبادرة خصم 50% على المخالفات المرورية 2025.. ما هي الشروط المطلوبة؟
  • منال عوض: سرعة تنفيذ مصانع لبدائل البلاستيك لتعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري
  • المصرف الخارجي: معلومات مغلوطة تتداول بغرض الإساءة إلى عمل المؤسسة
  • منال عوض تترأس الاجتماع الثاني للجنة تسيير أعمال مشروع دعم تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري
  • السياسات الاقتصادية واستشراف المستقبل