موقع 24:
2025-05-30@13:05:09 GMT

ليست الحرب الأخيرة

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

ليست الحرب الأخيرة

أنهت الحرب الدائرة فى غزة فرص السلام الذى لم يكن قريباً على الإطلاق، ووفق مخطط إسرائيلى سبق إعداده وتنفيذه يجعل حل الدولتين «محض خيال» روج له كل من لم يكلف نفسه دراسة الأمر الواقع على الأرض.

سلسلة طويلة من الإجراءات فرضها الاحتلال طوال العقود الماضية، تصدرتها حركة استيطان واسع، استولت بموجبه على الأراضى المقترحة ضمن مبادرات السلام، التى سبق طرحها من قبل الأطراف العربية والدولية، أجهضت كل التصورات، وحولت الأمر إلى المستحيل الذى لا يمكن تحقيقه، ولم يعد ممكناً وفق أى خارطة طريق يمكن للطرف الفلسطينى قبولها.


يمثل الاستيطان عقبةً رئيسيةً أمام التوصل إلى حل للنزاع الفلسطينى الإسرائيلى، كما أنه يعد عملاً مخالفاً للقانون الدولى، ورغم ذلك استمر وتزايد فى عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والحكومات اليمينية المتعاقبة، التى حرصت على خلق واقع يستحيل تغييره ويصيب العملية السلمية فى مقتل.
يقترب عدد المستوطنين من المليون، ينتشرون فى كل الأراضى الفلسطينية، حيث يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلى فى مستوطنات غزة والضفة الغربية، كما يحتل 230 ألف مستوطن أجزاء من القدس الشرقية، التى من المفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المقترحة، والمرجح أن الأمر لن ينجح طالما بقى هؤلاء وممارساتهم فى اقتحام المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين.
لا يمثل السلام القائم على العدل أى قيمة لدى المجتمع الإسرائيلى بالكامل، ويتساوى فى ذلك أحزاب اليمين واليسار باستثناء أصوات خافتة لبعض المثقفين وقد لا يتعدى عددهم أصابع اليدين، وهو ما ينكشف تماماً فى موسم انتخابات الكنيست الإسرائيلى، حيث تتجنب أحزاب الوسط التطرق للقضية الفلسطينية من قريب أو بعيد، فيما تجهر أحزاب اليمين بموقفها الرافض والمعادى، بينما تطرح أحزاب اليسار حل الدولتين على استحياء ورؤيتها غير قابلة للتطبيق من قبل الفلسطينيين.
لم يعد أمامنا سوى التعامل مع الموقف بمنتهى الشفافية فنحن أمام شعب يصوت لصالح المتطرفين وأحزاب لا تعمل من أجل تحقيق سلام حقيقى، وكل ما يسعون له التخلص من كل الفلسطينيين، وهو ما يجوز وصفه بـ«تصفية القضية» باستخدام القوة المدعومة بمواقف الغرب السياسية المؤيدة على الدوام ودون مراعاة لما يسمى بالقانون الدولى أو دعوات المؤسسات الأممية «الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، التى احترفت الفشل طوال عقود فيما يخص الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
لن تكون الحرب الأخيرة ولن تفلح إسرائيل فى القضاء على المقاومة بعناصرها المقاتلة على الأرض أو على فكرة المقاومة التى تشكل عقيدة ثابتة لدى شعوب المنطقة التى ترسخ لديها عداء مباشر ضد الصهاينة وجيشهم ودولتهم ولم ولن تفلح معاهدات «السلام الكاذب» فى تحسين الصورة الذهنية أو قبول تصورات الحلول التى لا تتسم بالعدالة.
نحن على أعتاب مرحلة خطيرة أياً كانت نتيجة الحرب الدائرة، التى لن تنتهى بانتصار إسرائيل بأى حال من الأحوال بعد أن تحقق مفهوم «هزيمة جيش الدفاع الإسرائيلى» على يد عناصر المقاومة رغم التفاوت الرهيب فى السلاح والإمكانيات العسكرية، ما يشجع الانخراط فى المقاومة بعد أن تأكد إمكانية تحقيق النصر العسكرى والاستخباراتى لمن هم أقل عدداً.
مبالغة إسرائيل والغرب فى إظهار العداء لكل ما هو عربى ومسلم والإفراط فى استخدام القوة كما يحدث فى غزة بالإضافة إلى جرائمهم السابقة وما قد ينتج عن الاجتياح البرى المرجح وقوعه بين لحظة وأخرى رسخت مفاهيم تنسف فكرة السلام الممكن من الأساس.
المراهنة على مواقف البعض فى حكومات العرب الذين تعتقد إسرائيل أن التحالف معهم وتوقيع الاتفاقيات سيجلب لها السلام خدعة كبرى تسوق على عكس الواقع، وعلى الجميع مراقبة سلوك الشعب المصرى الذى رفض التطبيع طوال أربعة عقود هى عمر معاهدة كامب ديفيد، ليثبت أن السلام مع الشعوب التى تعرف عدوها الحقيقى ولا تنسى ثأرها أبداً أمر مرهون بالمصداقية، وقد انتقل قطاع غير قليل منهم إلى منطقة الرفض لكل الحلول التى لا تلبى تطلعات شعوب قدمت التضحيات من أجل العدالة التى لم تتحقق بعد.
لن يكون هناك سلام ولن تنتهى الحروب ما لم يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه كاملة فى إقامة دولته المستقلة ولن يقبل بأقل من كامل التراب الفلسطينى، بعد أن أيقن أن آفاق الحلول السلمية باتت ضيقة وشبه منعدمة، وأن تجاوبه وقبوله بالقليل لم يشفع فى تحقيق مطالبه العادلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة

مع بلوغ الحرب الإسرائيلية يومها الـ600، صادقت حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- رسميا على عملية "عربات جدعون"، الرامية لاحتلال قطاع غزة بشكل كامل وتهجير سكانه.

وقد أشار تقرير أعده صهيب العصا للجزيرة، إلى أن العصابات الصهيونية أطلقت سنة 1948 عملية حملت الاسم نفسه (عربات جدعون) في الأطراف الشمالية للضفة الغربية -المحاذية للأردن- لتهجير الفلسطينيين منها واحتلالها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شهيد في قلقيلية وإصابات واعتقالات في طولكرمlist 2 of 2في غزة الورد يحترق والمدرسة مقبرةend of list

وسيتم تنفيذ العملية الجديدة في غزة على 3 مراحل تستهدف احتلال القطاع وإخضاع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة الأسرى وذلك وفقا لمخطط قوات الاحتلال.

وستبدأ العملية بتهجير سكان شمال القطاع إلى مدينة رفح في الجنوب حيث تقول إسرائيل إنها ستقيم "منطقة آمنة"، تمهيدا لتوزيع المساعدات بالتعاون مع شركات مدنية ستفرضها تل أبيب التي تواصل استخدام التجويع سلاحا في هذه الحرب.

تهجير السكان

وفي المرحلة الأخيرة من العملية، ستتوغل قوات الاحتلال تدريجيا في قلب القطاع لتهيئة الأرض لبقاء طويل الأمد وإنهاء المقاومة وتدمير الأنفاق بشكل كامل.

يأتي ذلك، فيما تتصاعد الانتقادات الدولية لهذه العملية التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من القطاع من خلال تجويعهم، وهو ما أكده نتنياهو بنفسه في خطابه الأخير، بينما لم تتخذ الدول العربية موقفا من هذه التطورات.

إعلان

في المقابل، تواصل المقاومة تنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال الموجودة في القطاع بين الفينة والأخرى، حيث تم استهداف العديد من الآليات والدبابات والجنود خلال الشهرين الماضيين.

وتقول إنها مستعدة للتفاوض على اتفاق ينهي الحرب ويضمن انسحاب الاحتلال من القطاع وتبادل الأسرى، من دون التفريط في سلاحها، وهو ما ترفضه إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • «مصطفى بكري»: جيش الاحتلال يدفع الفلسطينيين نحو رفح.. ومصر ليست هينة
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • البابا لاوون يطالب بوقف إطلاق النار في غزة ويؤكد: الحرب ليست حتمية
  • محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • جعجع: محور الممانعة انتهى والأولوية ليست لاتفاق سلام مع إسرائيل
  • حنا: الحرب وصلت لمداها الأقصى ونتنياهو فشل بتحقيق مكاسب سياسية
  • ما أهمية عملية القسام الأخيرة في بيت لاهيا؟ الفلاحي يجيب
  • عاجل | الكرملين: أوروبا ليست على طريق السلام وتحلم بأن تتمكن من الحصول على شيء من روسيا من خلال الضغط
  • أكاديمية الشرطة ومركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان يستقبلان مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة