عيد عبد الحليم يؤرخ لشهداء بني سويف
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
عن "بيت الحكمة" بالقاهرة صدر للشاعر والناقد عيد عبدالحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، ومنسق عام أنشطة منتدى الشعر المصري، كتاب "ضحايا حريق الفن.. الجيل المفقود في بني سويف".
يرصد عيد في كتابه التجربة الإبداعية والفنية لمجموعة من ضحايا حريق مسرح بني سويف عام 2005، يقول عبد الحليم في مقدمة الكتاب: ترجع فكرة هذا الكتاب إلى شهر سبتمبر 2005، أي بعد حاثة حريق "مسرح بني سويف" في 5 سبتمبر من نفس الشهر، لكن حالت ظروف خاصة وعامة لإتمام مشروع الكتاب، الذي يحاول الاقتراب من التجربة الفنية والإبداعية لمجموعة من ضحايا الحريق، وهم من خيرة وصفوة النخبة المسرحية في مصر والعالم العربي، ومعظمهم ينتمي إلى جيل السبعينيات، ذلك الجيل المفصلي في الثقافة المصرية والعربية.
وكلهم لهم تجارب مميزة في مجالات المسرح المختلفة على مستوى التأليف والإخراج والإعداد المسرحي والإدارة المسرحية والنقد، وكان لكل منهم مشروعه الفني الخاص، بالإضافة إلى صفة أساسية جمعتهم جميعا وهي حب الفن والإخلاص والتفاني من أجل رسالته السامية دون انتظار لمقابل.
يحاول هذا الكتاب الاقتراب من تجارب بهائي الميرغني وصالح سعد وحازم شحاته ومحسن مصيلحي و أحمد عبد الحميد ومدحت أبو بكر وحسن عبده ومؤمن عبده وحسني أبو جويلة.
ويضيف عيد عبد الحليم قائلا: جيل كامل من عشاق المسرح المصري حصدتهم النيران اللعينة نتيجة إهمال مهني في الأساس ، فالقاعة التي وقع فيها الحادث المشئوم عبارة عن قاعة صماء لا يوجد فيها نافذة واحدة ومدخلها الرئيسي عبارة عن باب صغير أغلقه مخرج العرض بحجة استغلاله في الديكور لأن المسرحية والتي قدمتها فرقة " الفيوم " – في المهرجان الخامس عشر لنوادي المسرح – كانت من النوع التجريبي وهى مسرحية " من منا .. حديقة حيوان " للكاتب العالمي " إدوارد إلبى " والتي تدور في إطار جنائزي حيث ينتهي العرض بقتل أحد الممثلين لزميله في مغارة مضاءة بالشموع ثم يسحبه على أرض المسرح وبالفعل تم السيناريو على أسوأ ما يكون .
ويؤكد عيد عبد الحليم في كتابه على أن مجموعة من العناصر جمعت بين النقاد الراحلين في حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف أولها أن معظم أبناء جيل واحد وهو جيل السبعينيات وهو جيل محوري في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية المصرية أبناؤه شاهدوا وهم في نهاية الصبا انهيار دولة " المد القومي بعد هزيمة يونيو 1967 ومع بدايات الشباب وجدوا أن البديل السياسي الذي حل محلها مع حكم السادات أكثر شراسة وضراوة وقسوة على المجتمع نتيجة سياسات الانفتاح التي حولت كل الأشياء إلى سلعة حتى الفن .
ولذلك رأينا عدداً كبيراً منهم ينخرط في الحركة الطلابية مؤمنين بفكرة التغيير وكانوا مع غيرهم من الشعراء والروائيين الذين أصبحوا الآن ملء السمع والبصر زهرة هذا الجيل الذي تمت ملاحقته من قبل النظام الساداتي فذاق معظمهم مرارة السجون وقسوة المعتقلات .
كان أبناء هذا الجيل حازم شحاتة وبهائي الميرغني ومدحت أبو بكر ومحسن مصيلحي ونزار سمك وصالح سعد تجمعهم صفة لازمت هذا الجيل بأكمله وهى صفة " التمرد " المؤسس على التجديد فكما رأينا في الشعر جماعات شعرية غيرت كثيراً من خريطة الشعر في مصر مثل إضاءة 77 بشعرائها حلمى سالم وحسن طلب وماجد يوسف وجمال القصاص وأصوات بشعرائها عبد المنعم رمضان ومحمد سليمان وأحمد طه رأينا بالتوازي حركة مسرحية جادة تحاول الخروج عن الأطر التقليدية للمسرح وتقديم ألوان جديدة من الفرحة الشعبية حركة مسرحية تؤمن بضرورة العودة إلى المنبع إلى التراث المصري والعربى ، مع عدم إغفال المدارس الجديدة في فنون الأداء ، لذلك رأينا أحمد إسماعيل وصالح سعد – على سبيل المثال – يتجهون إلى القرية لتقديم عروض اتسمت بطابق المواجهة " الأول في قرية شبرا نجوم بالمنوفية – والثاني في أبشواى بالفيوم " وكان الجمهور جزءاً أساسياً من العروض ومن بعدها جاء " بهائي الميرغني " من خلال عروض فرقته " الطيف والخيال " في رؤية أراها تتجاوز نظرية كسر الإيهام عند بريخت وتقترب كثيراً من تجارب " بيتر بروك " .
جدير بالذكر أنه قد صدر للمؤلف من قبل 28 كتابا ما بين الدواوين الشعرية والكتب النقدية والفكرية والمسرح الشعري، نذكر منها دواوين: "ظل العائلة" و"كونشيرتو ميدان التحرير" و"تحريك الأيدي" و"حبر أبيض" وكتب "فقه المصادرة" و"الشعر النسائي في مصر" و"الحرية وأخواتها" و"مسرح الشارع في العالم العربي" وغيرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كتاب جديد شهداء حريق مسرح بني سويف بيت الحكمة عبد الحلیم بنی سویف عید عبد
إقرأ أيضاً:
سوخوي 57 | أول دولة عربية وإفريقية تحلّق إلى عصر المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس: خطوة تاريخية
في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحوّل استراتيجية في المشهد العسكري الإقليمي، كشفت مجلة «مليتاري ووتش» أن روسيا باعت الجزائر 14 مقاتلة شبحية من طراز «سوخوي 57»، لتصبح أول دولة عربية وإفريقية تمتلك مقاتلات من الجيل الخامس خارج المنظومة الأمريكية. هذا التطور العسكري اللافت لا يعكس فقط قوة العلاقات الدفاعية بين موسكو والجزائر، بل يؤشر إلى توجه جزائري حاسم نحو تعزيز قدراتها الردعية وسط بيئة إقليمية مضطربة وتحولات جيوسياسية متسارعة.
تفاصيل الصفقة وتأكيدات روسية
أشارت المجلة إلى أن وثيقة تسعير مسرّبة من تكتل الصناعات العسكرية الروسية «روستيك» كشفت عن استعداد قطاع الدفاع الروسي لتسليم أول مقاتلتين «سو 57» للجزائر قبل نهاية هذا العام. ويعزّز هذا التسريب ما نشرته وسائل إعلام حكومية جزائرية في فبراير الماضي حول قرب وصول أولى الطائرات خلال يناير، وهو ما أكده لاحقاً المكتب الصحفي للهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني بالإعلان عن بدء عملية التسليم.
بيئة إقليمية شديدة التوتر
تأتي هذه الصفقة في لحظة استراتيجية حساسة. فالمنطقة تشهد تعاظم تحالفات مضادة وتنافساً عسكرياً معقداً؛ فتركيا وإسرائيل تواصلان دعم القدرات الدفاعية للمغرب، بينما تتلقى الجماعات المسلحة في ليبيا دعماً تركياً يشمل طائرات مسيّرة هجومية، ما يرفع مستوى التهديد على الحدود الجزائرية. كما أشارت تقارير غربية إلى أن مناورات عسكرية بقيادة الولايات المتحدة في غرب إفريقيا تضمنت سيناريوهات تحاكي هجمات على مواقع داخل الجزائر، الأمر الذي اعتبرته دوائر أمنية تهديداً مباشراً للأمن القومي.
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتداخل التحالفات العسكرية، تتقدم الجزائر كاستثناء استراتيجي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعدما أصبحت الدولة الوحيدة في المنطقة التي تبنت على نطاق واسع منظومات دفاع جوي متطورة من روسيا والصين. هذا التوجه جعل من مجالها الجوي مساحة محصنة يصعب اختراقها، ويضع أي قوة غربية أمام تحديات عملياتية كبيرة حال التفكير في تنفيذ هجوم جوي مباشر.
البعد الدولي.. والرهان الروسي على الهند
لا تقف دلالات صفقة “سو 57” عند حدود الجزائر، بل تمتد إلى حسابات أكبر ترتبط بالسوق العالمية للسلاح. ففي الوقت الذي تسعى فيه موسكو لدعم فرص تسويق المقاتلة للهند، تقدم روسيا عرضاً غير مسبوق يمنح نيودلهي حق الوصول الكامل إلى "شيفرة المصدر" للطائرة، ضمن مفاوضات لإنتاج مشترك. ويبدو هذا الانفتاح نتيجة مباشرة لنجاحات الطائرة في أوكرانيا واقتراب دخولها الخدمة في الجزائر، ما يمنح البرنامج الروسي دفعة قوية ويعزز ثقته لدى الدول الساعية لتحديث قدراتها الجوية.
الجزائر.. قوة جوية ضاربة
مع هذه الصفقة، تدخل الجزائر نادي القوى الجوية النخبوية، فهي أول دولة في العالم تقتني مقاتلة جيل خامس غير الطائرة الأمريكية F-35، وأول دولة عربية وإفريقية تمتلك هذه التكنولوجيا. وبذلك تصبح الجزائر المشغل الوحيد لمختلف طرازات المقاتلات الروسية الحديثة، من الجيل 4+ وصولاً للجيل الخامس.
كما تشير تقديرات القيادة الجوية الروسية إلى أن الجزائر ستتسلم دفعات إضافية بين عامي 2026 و2027 لاستكمال طلبها المكوّن من 14 مقاتلة، بالتزامن مع توسعة خطوط الإنتاج في مصنع «كومسومولسك أون أمور» شرق روسيا.
ومع إتمام هذه الصفقة، تكرّس الجزائر موقعها كقوة إقليمية تتقدم بثبات نحو امتلاك أدوات ردع متطورة قادرة على تغيير قواعد اللعبة العسكرية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. فامتلاك مقاتلة شبحية من الجيل الخامس يمنح الجزائر تفوقاً نوعياً، ويضعها في مرتبة متقدمة ضمن سباق التسلح العالمي.