الشارقة - الوكالات

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة "هيئة الشارقة للكتاب"، أن العاملين في صناعة النشر عليهم أن يبقوا ملتزمين ومؤمنين بقوة الكلمة المكتوبة والدور الذي تلعبه في توحيد العالم أو تفرقته، وقالت: "يجب أن تبقى صناعة النشر حافزاً للتغيير المنشود، ودافعاً للتبادل الثقافي، ومنصة للتحول الاجتماعي، ومعاً يمكننا بناء مستقبل يواصل فيه الأدب وقطاع النشر إحداث التأثير الإيجابي على الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

 

وأضافت :"إن قطاع النشر اليوم يقف على بوابة التاريخ، ليستعيد الدور الأساسي الذي لعبه على مدار قرون. في زمن انتشرت فيه المعلومات الخاطئة والمضللة والأخبار الزائفة وثقافة إلغاء الآخر، وهيمنت فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي على الفضاء الرقمي لتصنع فقاعات زائفة، يتحمل الناشرون مسؤولية تقديم محتوى موثوق تم التحقق منه والبحث فيه بشكل شامل، ويمتلكون فرصة فريدة لاستعادة الثقة في الإنسانية وبناء مستقبل تنتصر فيه الحقيقة على البهتان".

 

جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح فعاليات الدورة الـ13 من "مؤتمر الناشرين" الذي أقيم أمس في مركز أكسبو الشارقة، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ونخبة من قيادات صناعة الكتاب وخبراء في مجال النشر من 106 دول حول العالم.

 

وتحدث خلال الافتتاح كلًٌ من: يوم تشول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، ونوريا كابوتي برال، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بنغوين راندوم هاوس"، وبورتر أندرسن، رئيس تحرير مجلة "ببلشينغ بيرسبيكتيف"، وإيان تشابمان، الرئيس التنفيذي لـ"سايمون آند شاستر"، وجو هينري، المدير التنفيذي لـ"بوك برانش".

 

وقالت الشيخة بدور القاسمي: "في زمن يتشكل فيه الرأي العام، وتنتشر فيه الآراء بسرعة كبيرة، تبرز أهمية استمرار الناشرين بتوفير قاعدة راسخة للحقيقة تُمكّن الأفراد من بناء فهم صحيح للقضايا العالمية المعقدة عليهم، وهذه هي رسالة الناشرين التي نبني عليها مصداقيتنا لدى قرّائنا ومجتمعاتنا، والتي ينبغي لنا حمايتها بكافة الوسائل في ظل جميع التوجهات وتحت كل الظروف".

 

وتابعت: "لكي نكون قادرين على الوفاء بعهدنا، يتوجب على صناعة النشر أن تتكيف مع التغيرات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها عالمنا، فنحن نقف على مفترق طرق بين التقليدي والمبتكر، ويتوجب علينا أن نجد مسارنا في هذا المشهد المضطرب، فإن تبني الابتكار يعد من أبرز الطرق التي يمكننا من خلالها مواكبة هذا التغيير المستمر".

 

استكشاف قطاع النشر

ومع الاحتفاء بكوريا الجنوبية ضيف شرف دورة العام الجاري من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، شارك يوم تشول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، رؤاه حول مشهد النشر الكوري وأهمّ التحديّات والفرص التي يمرّ بها. وقال: "إنّه فخر كبير لكوريا التواجد اليوم في هذا المؤتمر حيث يُمكننا مناقشة الفرص وأهمّ الأنظمة والبرامج الخاصة بسوق النشر في كوريا مع الحاضرين من مختلف أنحاء العالم. لقد شهدنا في الآونة الأخيرة العديد من الإنجازات والتحوّلات في صناعة النشر وهو الأمر الذي يفتح لنا آفاقاً واسعة من الإمكانات والتعاون مع كافة الأطراف المعنيين.

 

وأضاف: إنّ السوق الكوري يتميّز بكونه مستداماً ويعتمد على توظيف التقنيات المتطوّرة، التي تساعد بدورها على إحداث تأثير إيجابي كبير وقد لمسنا ذلك من خلال الانتشار الكبير للكتب الرقميّة، كما أنّنا من خلال الذكاء الاصطناعي يُمكننا ملء الثغرات بين الناشرين وقطاع النشر والحفاظ على المعلومات وابتكار أنظمة جديدة خاصة بذلك".

 

من جانبها، شاركت نوريا كابوتي برال، الرئيسة التنفيذية لمجموعة "بنغوان راندوم هاوس" في نقاش مع بورتر أندرسن، رئيس تحرير مجلة "ببلشينغ بيرسبيكتيف"، حيث شهد النقاش التطرق إلى أبرز التحديّات التي تواجه سوق النشر العالمي وتحديداً تلك المتعلّقة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

 

وقالت برال: "الجميع يّدرك أن للذكاء الاصطناعي تأثيره المتوّقع على سوق النشر، ولكن لايزال الوقت مبكراً لفهم طبيعة هذا التأثير، والمهمّ في هذا الإطار هو أنّ هذه التكنولوجيا ستتيح فرصاً وإمكانات كبيرة على العديد من الأصعدة، وستلعب دوراً في تمكين العنصر البشري وتعزيز الذكاء والإبداع الإنساني وهو المحور الرئيس في القطاع". وأشارت برال إلى أنّ مجموعة "بنغوان راندوم هاوس" تنتشر في 9 دول حول العالم وتحتضن آلاف المؤلفين، وتقوم ببيع ملايين كتب سنوياً.

 

وتطرّقت كذلك في حديثها إلى التحدّيات التي يشهدها سوق النشر في إسبانيا، وتناولت أهميّة تعزيز حضور القراءة والكتاب بين أوساط الأطفال واليافعين مؤكّدة التزامهم تجاه توفير المحتوى المُلهم والجذاب لهذه الفئات.

 

فرص ثمينة للتواصل من خلال لقاءات نقاشية

وتضمن المؤتمر مجموعة متنوعة من اللقاءات النقاشية، تناولت كلٌّ منها موضوعات محددة، منها ديناميكيات المناطق المختلفة مثل بلدان شرق آسيا، بالإضافة إلى توفير رؤية شاملة حول الولايات المتحدة، كما سلطت اللقاءات الضوء على تطور مشهد الكتاب الكوري، واستعرضت استراتيجيات التفاعل مع العالم العربي، ومستجدات مشهد الكتاب في كل من الهند والقارة الأفريقية، إلى جانب سوق النشر الياباني، وشملت النقاشات تقييم سوق المكتبات العالمي واستكشاف الابتكار في النشر بالإضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والطباعة عند الطلب في مستقبل قطاع النشر.

 

واستكشفت اللقاءات أنواع وصيغ النشر، ومنها الروايات المصورة والكتب الصوتية المخصصة للأطفال، وشهدت نقاشات حول ترجمة كتب الكبار والأطفال، وتحويل الأعمال الروائية إلى أفلام سينمائية، وإتمام الصفقات، وتوقيع العقود، ونماذج الأعمال الرقمية، كما بحثت المعايير العالمية لصناعة الكتاب، وآليات والوصول إلى أسواق جديدة، والعمليات المشتركة للنشر العابر للحدود، واستراتيجيات التواصل الاجتماعي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في النشر، وغيرها من القضايا التي تهم الناشرين والعاملين في صناعة الكتاب.

 

وتوقفت اللقاءات النقاشية عند مبادرة "ببلش هير" حيث استعرضت الدور القيادي للمرأة، وبناء شركات نشر ناجحة، وترسيخ العدالة وتكافؤ الفرص، وتعزيز العمل المشترك في منظومة النشر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمسية مثايل تجمع فرسان الكلمة في معرض الدوحة الدولي للكتاب

 شهد المسرح الرئيسي في معرض الدوحة الدولي للكتاب أمسية شعرية استثنائية احتضنت المتأهلين لتصفيات نهائي مسابقة "مثايل" في نسختها الأولى.

قدّم الأمسية الشاعر الأديب عبدالحميد اليوسف، كما أدار نقاشًا ثريًا مع الشعراء التسعة، وهم محمد ماجد الجهني، سلطان بن بندر العجمي، حمد جابر الدوسري، عمر الودعاني، سالم علي الدبل، عبد الله بن ناصر السبيعي، سعد فهد السبوق، سعيد بن علي آل عفر، فيصل نماس الرياحي، حيث ألقى كل شاعر من المتأهلين التسعة ثلاث قصائد من اختياره، واختتمت الجلسة بالقاء القصيدة الفائزة لسلطان بندر العجمي.

وخلال الحوار الذي دار ما بين الشاعر عبدالحميد اليوسف وشعراء "مثايل" خلال الأمسية، تم القاء الضوء على تجربتهم في المسابقة وما أضافته لكلٍّ منهم من أدوات ومعانٍ وتجارب، مستعرضين عدة محاور من أبرزها أجواء المسابقة والتحديات التي واجهها الشعراء خلال مراحل التنافس، والتأثيرات التي انعكست على مسيرتهم الأدبية، وأراء الشعراء في الموضوعات التي تناولتها الحلقات، ومدى قربها من تجاربهم الحياتية والشعرية.

وأكّد الشعراء في هذا السياق أن تنوّع الموضوعات دفعتهم إلى طرق مساحات شعورية وفكرية لم يكن يخوضها من قبل، مجمعين على أن "مثايل" أتاحت لهم فرصة نادرة للقاء بجمهور واسع والاستماع إلى تقييمات حيّة ومباشرة، الأمر الذي أسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ورفع سقف طموحاتهم الشعرية.

يذكر أنه وقع تأسيس مسابقة "مثايل" للشعر النبطي في إطار جهود وزارة الثقافة لدعم المواهب الشعرية وتسليط الضوء على أكثرها تميزا وتطوير الحركة الشعرية في قطر، حيث تعد إحدى أبرز المسابقات التي تسلط الضوء على الشعر النبطي كونه جزء أصيلا من التراث الثقافي الخليجي والعربي.

وتهدف المسابقة إلى ترسيخ أهمية الشعر النبطي بين الأجيال الجديدة، وتشجيع المبدعين على تقديم أعمالهم بأسلوب متجدد يعكس تطورات العصر دون الإخلال بالهوية التراثية، ودعم المواهب الشعرية وتسليط الضوء على أكثرها تميزا.

مقالات مشابهة

  • عقول تُشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي.. 5 رواد غيّروا العالم
  • الصين تقود صناعة السيارات الكهربائية في العالم بإنتاج 10 ملايين سيارة
  • سالم بن سلطان القاسمي يحضر حفل زفاف عبدالرحمن بن جراح الطنيجي
  • العبيدي: توحيد “مجلس الدولة” بات قريبًا جدًا  
  • كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟
  • أمسية مثايل تجمع فرسان الكلمة في معرض الدوحة الدولي للكتاب
  • فارس الكلمة ونصير «الغلابة».. مسيرة محمود بكري من المعنا إلى البرلمان
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • الذكـاء الاصطناعـي «الخـارق» لـم يولـد بعـد!
  • رجّي اكد تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل