حرب أوسع.. واشنطن تبعث برسائل لمحور المقاومة وتتلقي ردا في ساحة المعركة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
نشر موقع سكاي نيوز البريطاني تحليلا بشأن احتمالية اندلاع صراع إقليمي جراء القصف، الإسرائيلي علي غزة، وأبرز ما قالته إيران، إنها لم تكن وراء الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، لكنها دعمته.
في ظل تصاعد التوترات، نشأ تيار من القلق في الغرب، من أن القصف الإسرائيلي يمكن أن ينتشر إلى حرب إقليمية أوسع تشمل إيران القوة الإقليمية العظمى أو قواتها الوكيلة.
قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد، على أكس إن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء، الأمر الذي قد يجبر الجميع على التحرك.
يعتقد العديد من الخبراء، وفقا لما نشرته سكاي نيوز، أن هناك رغبة قليلة في واشنطن وطهران في نشوب صراع إقليمي. لكن قد تؤدي شدة القصف الإسرائيلي لغزة، والذي أدى، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، إلى مقتل أكثر من 8000 شخص، بما في ذلك الآلاف من المدنيين والأطفال، إلى دفع الوضع إلى الخروج عن نطاق السيطرة.
قالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة بحثية مقرها لندن: "هناك خطر حقيقي للتصعيد".
منذ أن شنت حماس هجماتها، يتبادل مقاتلو حزب الله بانتظام إطلاق الصواريخ مع إسرائيل عبر حدود الأراضي المحتلة الشمالية مع لبنان.
كما حذرت إيران من أنها قد تطلق صاروخا على مدينة حيفا الساحلية في شمال إسرائيل إذا واصل الجيش الإيراني هجوما بريا واسع النطاق على غزة.
أبعد من ذلك، أدت سلسلة من الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المرتبطة بإيران إلى قيام الولايات المتحدة بالرد بإرسال مجموعتين من حاملات الطائرات إلى البحر الأبيض المتوسط. كما أرسلت طائرتين مقاتلتين من طراز F-16 يوم الجمعة لقصف منشآت الأسلحة والذخيرة السورية.
قال الرئيس الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي: واشنطن تطلب منا عدم القيام بأي شيء، لكنها تواصل تقديم دعم واسع النطاق لإسرائيل. أرسلت الولايات المتحدة رسائل إلى محور المقاومة لكنها تلقت ردا واضحا في ساحة المعركة.
قالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، إن إيران وحزب الله على الأرجح لا يريدان حرباً أوسع. وبدلاً من ذلك، فمن المرجح أن يهددوا بالصراع لمنع الغزو البري الإسرائيلي الكامل.
لكنها قالت إن عناصر المقاومة تعمل بالاستقلالية عن طهران، مما يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين إلى هذا المزيج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة الإسرائيلي ايران طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية : صواريخ اليمن تربك كيان الاحتلال… وواشنطن تنأى بنفسها
يمانيون | تقرير
في تقرير تحليلي لافت، سلطت مجلة بوليتيكو الأمريكية الضوء على التحول اللافت في مواقف واشنطن من الضربات اليمنية المتصاعدة على كيان العدو الصهيوني، مشيرة إلى أن الكيان يعيش حالة من القلق المتزايد في ظل ما وصفته بـ”الصمت الأمريكي المريب” إزاء الصواريخ التي باتت تتساقط بانتظام على مستوطناته.
تجاهل أمريكي… واستثناء إسرائيلي
بحسب التقرير، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اليمن مؤخراً، ورغم تماسكه ميدانيًا في جبهات البحر الأحمر والخليج، لم يتضمّن –بشكل لافت– أي بند يتعلق بأمن “إسرائيل”، ما شكّل صدمة استراتيجية لصنّاع القرار في تل أبيب، الذين اعتادوا أن تكون مصالحهم جزءًا لا يتجزأ من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
وأشارت المجلة إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، مساء الخميس، صاروخًا باليستيًا جديدًا باتجاه الأراضي المحتلة، في سادس عملية من هذا النوع خلال أسبوع واحد فقط. هذه الهجمات، كما تقول بوليتيكو، تعكس أن اليمن لم يكن طرفًا في أي تفاهم يشمل وقف العمليات ضد الكيان، وأن رسائل صنعاء الصاروخية تتجاوز حدود الرد على العدوان، لتصل إلى إعادة رسم موازين الردع في المنطقة.
“كيان الاحتلال ليس أولوية”… رسائل أمريكية مزدوجة
المجلة نقلت عن مسؤول رفيع في إدارة ترامب، سبق أن عمل في ملفات الشرق الأوسط، قوله إن الاتفاق كان قائمًا على مبدأ “أمريكا أولاً”، وبالتالي فإن حماية الكيان الصهيوني لم تكن مطروحة على طاولة المفاوضات..هذا التصريح يعكس –وفق مراقبين– تصدّعًا حقيقياً في طبيعة العلاقة التقليدية بين واشنطن وتل أبيب، وربما بداية لتخلٍّ تدريجي عن الدور الأمريكي كدرع شامل لـ”كيان الاحتلال” في ظل المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية الأمريكية.
في السياق ذاته، أعربت منظمات صهيونية في الولايات المتحدة عن امتعاضها من استبعاد الكيان من الاتفاق، واعتبر بليز ميسزال من “المعهد اليهودي للأمن القومي” أن ما حدث يكشف عن فجوات حقيقية في التنسيق الاستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن، محذرًا من أن “غضّ الطرف” الأمريكي قد يتطور إلى حالة تجاهل بنيوي في ملفات حساسة.
صنعاء تفرض إيقاعها… وصمت واشنطن اعتراف ضمني
فيما دافعت بعض المصادر داخل إدارة ترامب عن الاتفاق، معتبرة أن إدخال ملف الكيان الصهيوني كان سيعقّد الأمور دون فائدة عملية، أشارت بوليتيكو إلى أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يدركون أن اليمنيين لن يوقفوا عملياتهم ضد “كيان الاحتلال” حتى لو تم تضمين ذلك في الاتفاق، لأن الدوافع العقائدية والسياسية لهذه الهجمات تتجاوز حدود التفاهمات المرحلية.
وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة اختارت التركيز على وقف استنزاف مواردها العسكرية في المنطقة، بعد قناعة عميقة بأن الحل لا يكون بالقوة، بل بمعالجة الجذور السياسية للصراع، وفي مقدمتها العدوان المستمر على غزة.
اليمن في محور المقاومة… والهيبة تتعاظم
في معرض تحليلها، رأت المجلة أن صنعاء تمكّنت خلال الأشهر الأخيرة من فرض نفسها كقوة فعلية في محور المقاومة، لا تكتفي بإطلاق التصريحات أو التضامن الإعلامي، بل تشارك فعليًا في المعركة، وتؤثر على مجرياتها ميدانيًا واستراتيجيًا.
ونقلت بوليتيكو عن مسؤول سابق في إدارة ترامب قوله: “كل المحاولات العسكرية لإسكات اليمنيين خلال السنوات العشر الماضية فشلت… وسيواصلون ضرباتهم لتعزيز حضورهم في مواجهة إسرائيل”.. ورأت المجلة أن هذه الهجمات تمنح اليمن ما وصفته بـ”رصيد هيبة غير مسبوق”، لا سيما في ظل انكفاء أطراف أخرى عن الفعل المباشر.
وفي السياق ذاته، أشار جون ألترمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن اليمنيين لا يكتفون بتحدي واشنطن وتل أبيب، بل يواصلون الضغط الميداني رغم اصطفاف خصومهم، وهذا ما يمنحهم “مصداقية هائلة” لدى جمهور المقاومة في المنطقة، وفق تعبيره.
“كيان الاحتلال” خارج المعادلة… مرحلة جديدة من الانكشاف
وفي تحليل لمغزى التجاهل الأمريكي لأمن الكيان في الاتفاق، رأت المجلة أن ذلك يعكس بداية مرحلة جديدة من الانكشاف الاستراتيجي لتل أبيب، إذ لم تعد تتمتع بالغطاء المطلق الذي كانت واشنطن توفره لها في كل ملف.. ويعتقد مراقبون أن استمرار الصواريخ اليمنية في دكّ مواقع الكيان قد يدفع الأخير نحو خطوات تصعيدية منفردة، دون ضمانة أمريكية، ما يعرّضه لمخاطر أكبر.
ويبدو –بحسب التقرير– أن محور المقاومة، من غزة إلى صنعاء، بات يتحرّك وفق منطق الفعل الاستراتيجي المشترك، وليس فقط ردود الأفعال.. وهذا التطور لا يعكس فقط انتقال المعركة من الأطراف إلى عمق الكيان، بل يؤشر إلى تراجع موقع “إسرائيل” في معادلات الردع الجديدة التي تُرسم على نار المقاومة المتقدة في أكثر من جبهة.
خلاصة:
تقرير بوليتيكو ليس مجرد عرض للوقائع، بل تأكيد على أن صواريخ اليمن لم تغيّر موازين الردع فحسب، بل أحرجت واشنطن، وأرعبت تل أبيب، وأعلنت أن زمن الاستفراد الصهيوني قد ولى، وأن “كيان الاحتلال” باتت بالفعل –كما قال التقرير– خارج معادلة الحماية الأمريكية المطلقة.