سجلت سامسونج انخفاضات حادة في الأرباح وخسائر قياسية خلال الأرباع الماضية، وعلى الرغم من أنها لم تعد بعد إلى أرقامها السابقة، إلا أنها تبدو متفائلة بالمستقبل في تقرير أرباحها الأخير. ونسبت الشركة الفضل إلى المبيعات القوية لأجهزتها المحمولة الرائدة وشاشاتها المتميزة في الأداء الأفضل خلال الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة بالأرباع السابقة.

وقالت سامسونج أيضًا إن قسم حلول الأجهزة (DS)، الذي يتضمن أعمالها في مجال الذاكرة والمسابك، قد قلص خسائره. بل إنها تتوقع أن يتعافى الطلب على رقائق الذاكرة تدريجيا مع ارتفاع شعبية الذكاء الاصطناعي.

سجلت الشركة إيرادات مجمعة قدرها 67.40 تريليون وون كوري (49.9 مليار دولار) للربع الثالث من عام 2023، مما يظهر زيادة محترمة بنسبة 12 بالمائة عن الربع السابق. وقد سجلت أرباحًا بقيمة 2.43 تريليون وون كوري (1.80 مليار دولار أمريكي) أيضًا، وعلى الرغم من أن هذا يمثل ثلث ما كسبته في نفس الفترة من عام 2022 – 10.85 تريليون وون كوري أو 7.6 مليار دولار أمريكي – إلا أن هذا الرقم لا يزال أفضل بكثير من الأرباح البالغة 527 مليون دولار التي أعلنت عنها. للربع الثاني.

وبالنسبة لأعمالها في مجال الهاتف المحمول والشبكات، على وجه الخصوص، فقد سجلت 30 تريليون وون كوري (22.17 مليار دولار) من الإيرادات المجمعة، بالإضافة إلى 3.30 تريليون وون كوري (2.44 مليار دولار) من الأرباح التشغيلية. وقالت سامسونج إن الطلب كان أعلى في الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني، وذلك بفضل ظهور علامات التعافي على سوق الهواتف الذكية العالمية. إذا كنت تتذكر، فقد ألقت الشركة باللوم في الغالب على انخفاض إيراداتها في الربع الثاني على انخفاض شحنات الهواتف الذكية. وبالنسبة لهذه الفترة، تقول إن سلسلة Galaxy S23 حافظت على "زخم مبيعات قوي"، بينما سجلت أجهزتها القابلة للطي والأجهزة اللوحية والأجهزة القابلة للارتداء مبيعات قوية. وتتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية في الربع المقبل بسبب موسم العطلات وأن ينتعش السوق في العام المقبل "مع استقرار معنويات المستهلكين تحسبا للتعافي الاقتصادي العالمي".

هناك قطاع آخر حقق أداءً جيدًا في الربع الثالث وهو قطاع لوحات الهواتف المحمولة من سامسونج، والذي "أعلن عن زيادة كبيرة في الأرباح على خلفية إصدارات الطرازات الرئيسية الجديدة من قبل كبار العملاء". كما تشير بلومبرج، يمكن أن تشمل إصدارات الطرازات الرئيسية الجديدة هذه هاتف iPhone 15 من Apple. وتعتزم Samsung مواصلة التركيز على لوحات OLED لأعمال شاشات الأجهزة المحمولة الخاصة بها وتخطط لإنشاء سلسلة توريد تلبي احتياجات سوق الواقع المعزز والافتراضي.

أخيرًا، سجل قسم أشباه الموصلات بالشركة خسائر تشغيلية قدرها 3.75 تريليون وون كوري (2.77 مليار دولار) لهذا الربع، وهو أفضل قليلاً من خسائره البالغة 4.36 تريليون وون كوري (3.23 مليار دولار) في الربع السابق. وتتوقع سامسونج أن يتحسن الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية والأجهزة المحمولة في الفترة المقبلة، كما تتوقع طلبًا قويًا على الخوادم من موفري الخدمات السحابية بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المولدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تریلیون وون کوری ملیار دولار فی الربع

إقرأ أيضاً:

تايمز: إعادة إعمار غزة تحتاج 10 سنوات بتكلفة 50 مليار دولار

من بين أنقاض منزله المدمَّر، كان حمزة الشامي ينظر إلى مشهد من الدمار الكامل. ما إن بدأ وقف إطلاق النار في غزة يوم الجمعة الماضي، حتى أسرع الشاب البالغ من العمر 29 عاما، وهو فني حاسوب، إلى حيّه في خان يونس قادما من الخيمة التي كان يحتمي بها في الجهة الغربية من المدينة.

قال الشامي لصحيفة تايمز البريطانية "ذهبت مباشرة لأرى منزلي، لكنني وجدت مجرد أنقاض. كان البيت مكوَّنا من عدة طوابق، وفيه ورشة كنت أعمل فيها مع إخوتي، لكنه دُمّر بالكامل. كل شيء اختفى. حتى الشوارع والمعالم التي كنت أعرفها أصبحت غير قابلة للتعرّف عليها".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عدد محدود من شاحنات المساعدات يدخل غزةlist 2 of 2غزل أبو ريان.. طفلة غزية تناشد العالم لتأمين العيش والعودة إلى المدرسةend of list

وعلى الرغم من أن الشامي وأصدقاءه يشعرون بالارتياح لوقف إطلاق النار، فإنهم يدركون أنهم يواجهون طريقا طويلا وشاقا لإعادة بناء مدينتهم المحطّمة.

حجم الدمار غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. فبحسب أحدث بيانات الأمم المتحدة المستندة إلى صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين 22 و23 سبتمبر/أيلول الماضي، تبيَّن أن نحو 83% من المباني في مدينة غزة قد تضررت، من بينها نحو 17 ألفا و734 مبنى دُمّرت بالكامل.

وفي خان يونس جنوبا، الوضع مشابه. أحياء كاملة مثل حيّ الشامي سُويت بالأرض بعدما كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته خلال الأسابيع الأخيرة. وعلى مستوى القطاع، ارتفع عدد المباني المدمَّرة بمقدار الثلث مقارنة بالشهر السابق.

وتقول الصحيفة البريطانية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد تصوّر في البداية مشروع إعادة تطوير جذري على طراز "الريفييرا" لشريط غزة الساحلي الممتد بطول 25 ميلا، بحيث يتحول إلى منطقة منتجعات وفنادق فاخرة، ويُمنح سكانه أموالا لمغادرتها والعيش في أماكن أخرى.

لكنه تبنّى لاحقا خطة أقل تطرفا، يدعمها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، تقوم على إعادة إعمار غزة من أجل سكانها أنفسهم.

عملية غير مسبوقة

ويرى أندرياس كريغ، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات الأمنية بـ"كينغز كوليدج لندن" وزميل معهد دراسات الشرق الأوسط، أن عملية إعادة الإعمار هذه "لن تشبه أي عملية أخرى في التاريخ الحديث".

إعلان

واستشهد كريغ بأمثلة من مدن دُمّرت بفعل الحروب مثل سراييفو خلال حروب يوغوسلافيا، وغروزني التي دمّرها الروس في الشيشان، والموصل التي دمّرها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، قائلا "هناك سوابق، لكن الوضع هنا مختلف تماما. في تلك الحالات كان الحديث عن مدينة واحدة، أما هنا فالأمر يعادل أربع مدن مجتمعة، فهذا قطاع ضخم بأكمله".

وأضاف أن ثمة نحو مليوني إنسان يعيشون وسط الأنقاض، كثير منهم بحاجة إلى ملاجئ ومدارس ومستشفيات مؤقتة.

ومن الفروق الجوهرية الأخرى بحسب كريغ، أن سكان غزة يحتاجون إلى بدء العمل فورا، لكن التقدّم سيكون بطيئا في ظل وجود مقاتلي حماس المسلحين في الأنفاق. لذلك، ثمة حاجة إلى قوة حفظ سلام لضمان الأمن قبل وصول التمويل والمعدات اللازمة لإعادة الإعمار.

ومع ذلك، يقول فيليب بوفيرات، المدير التنفيذي السابق في شركة تصنيع المعدات الإنشائية "جيه سي بي" (JCB)، وهو من أصحاب الخبرة في مشروعات إعادة إعمار المدن الكبرى ويعمل حاليا مع فرق في أوكرانيا، إن "المدن التي دمرتها الحروب سابقا توفر دروسا مهمة".

ويضيف "هناك ما يمكن تسميته ببرنامج لوجستي يتكون من خطوات متسلسلة يجب اتباعه، يبدأ بتوفير المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي، والمأوى المؤقت، ثم تخطيط شبكة الطرق ومدّ الكهرباء على طولها، ثم إزالة الأنقاض، وأخيرا جلب عمال البناء.

لكن كل مرحلة من هذه المراحل أعقد مما تبدو عليه. فقد قدّرت الأمم المتحدة أن في غزة 54 مليون طن من الأنقاض تجب إزالتها. وللمقارنة، خلّف دمار مدينة الموصل في العراق ثمانية ملايين طن فقط.

50 مليار دولار

ومن المتوقع عقد قمة كبرى في مصر يحضرها الرئيس ترامب إلى جانب قادة عرب وأوروبيين لوضع خطة إعادة الإعمار وتأمين التمويل، الذي قد يتطلب ما لا يقل عن 50 مليار دولار بحسب تقديرات البنك الدولي.

وتوقعت الصحيفة البريطانية أن تستثمر قطر مبالغ ضخمة، سواء عبر مؤسسات الدولة أو صناديق الاستثمار الخاصة، وربما تُنفذ مشاريعها بشركاتها المحلية أو بالتعاون مع مقاولين أتراك. ويتوقع أحد الدبلوماسيين السابقين أن يستخدم مستثمرون إماراتيون شركاءهم المصريين في تنفيذ مشاريع داخل غزة.

وتضيف من المرجح أيضا أن يدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتجاه إشراك شركات المقاولات التركية بقوة، كما حدث في إعادة إعمار سراييفو.

أما من الولايات المتحدة، فتُعتبر شركتا "كيه بي آر" (KBR) و"بيتشتيل" (Bechtel) -اللتان حصلتا على عقود ضخمة في العراق- من أبرز المرشحين للفوز بعقود في غزة، إلى جانب شركتين بريطانيتين هما "بلفور بيتي" (Balfour Beatty) و"لينغ أوريكي" (Laing O’Rourke).

كما يُتوقع أن تحصد شركات التصميم البريطانية مثل "آروب" (Arup) عقودا مجزية بعدما نجحت سابقا في الفوز بمشاريع كبرى في السعودية.

ومع الدمار الهائل من حولهم، لا أحد في غزة يتوهم أن كل هذا سيحدث قريبا.

ثابت العمور، محلل من خان يونس يبلغ 47 عاما، يقدّر أن إعادة الإعمار ستستغرق عقدا كاملا، وأن إزالة الأنقاض وحدها ستتطلب عامين، وهي تقديرات تتماشى مع الرأي العام السائد.

إعلان

أما المهندس الحاسوبي شامي، فهو أكثر تفاؤلا حيث يقول "أعتقد أن إعادة الإعمار يمكن أن تمثل بداية جديدة لغزة. ستخلق آلاف الوظائف لمن فقدوا مصدر رزقهم أثناء الحرب، وقد تُنعش الاقتصاد. الشباب ينتظرون هذه الفرصة، إنهم يريدون فقط أن يعملوا ويعيشوا بكرامة".

مقالات مشابهة

  • تايمز: إعادة إعمار غزة تحتاج 10 سنوات بتكلفة 50 مليار دولار
  • كيف وفر العراق 2.6 مليار دولار عبر التقاضي الدولي؟
  • الجزائر تسترجع 30 مليار دولار من الأموال المنهوبة
  • وزير الأشغال الفلسطيني: خسائر غزة تتجاوز 70 مليار دولار
  • سامسونج تُغرم 445.5 مليون دولار بسبب انتهاك براءات اختراع
  • غزة: عودة إلى الركام.. 300 ألف منزل مدمر و53 مليار دولار للإعمار
  • إلزام سامسونج بدفع 445 مليون دولار لانتهاكها براءات اختراع
  • الحكومة: ضخ استثمارات جديدة بـ2.25 مليار دولار
  • حكومة غزة: خسائر الحرب الأولية تتجاوز 70 مليار دولار وتدمير 670 مدرسة
  • 8.12 مليار درهم تصرفات عقارات عجمان خلال الربع الثالث بنمو 47%