صواريخ وطائرات اليمن حين تُدلي بدلوها في مواجهة الصهاينة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
دخول اليمن في معركة المواجهة يعني تحولاً حتمياً في طبيعة بقاء الكيان
الثورة /
إعلان اليمن رسمياً دخول المعركة ضد غطرسة الكيان نكاد نقترب من الذروة ليتبعها بالتأكيد حسم مصير الوضع غير السليم الذي حاول الكيان فرضة تماشيا مع الأجندة التي وضعها مع الكيان الامريكي الراعي الذهبي لكل ما تعيشه المنطقة من فوضى وما يتكبده الشعب الفلسطيني من آثار الحقد الصهيوني على الشعوب العربية والإسلامية.
في مرحلة الذروة التي نعيشها تتسارع الأحداث لتبين أننا في منعطف حساس ومصيري لا يمكن معه أن يبقى حال المنطقة كما كان قبل السابع من اكتوبر الماضي، كما أنه من المستحيل أن يتجاوز ارادة شعوب المنطقة بالفكاك من هذا التمادي في الاستهداف الذي يرمي لإعادة تطويع الدول وإخضاعها للهيمنة الأمريكية وبالنيابة، الكيان الصهيوني.
دخول اليمن المعركة، مؤشر يؤكد على ما بدأته المقاومة الفلسطينية بكسر أو فضح أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر، فجيش العدو لم يكن أصلاً بحجم الهالة التي عملت الآلة الإعلامية على زرعه في ذهنية العالم، وباستثناء ما يمتلكه من سلاح نووي فإنه في حقيقة الأمر أضعف من أن يحاول فرض رغبته وطموحاته على الآخرين.
فضلا عن ذلك فإن اليمن انما استجابت للواجب الذي يفرضه رابط الدين والغروبة، في ظل الخنوع القاتل الذي اتسمت به الانظمة العربية تجاه ما يمارسه العدو بحق الشعب الفلسطيني من بطش وقتل وتنكيل.
كما تأتي المشاركة اليمنية استجابة لنداء الشارع اليمني الذي يكاد ينفجر تعطشا لأن يكون لنا دور في المعركة لردع هذا الاستفراد الصهيوني بالشعب الفلسطيني الأعزل.
وبالتأمل في معطيات الأحداث سنجد في هذا التصاعد ما يشير إلى أن الكيانين الصهيوني والأمريكي هما من قادا الأمور لتصل إلى هذا المستوى، ومع أن مسألة مواجهة العدو أمر محسوم لدى محور المقاومة إلا أن التمادي الصهيوني في ابادة الشعب الفلسطيني قد سرّع من اتخاذ قرار المواجهة.
ذلك في الخلفية، أما في ما يعني بالعملية أو العمليات التي قدمت من خلاله القوات المسلحة حضورا جديدا ليمن الـ21 من سبتمبر، فإن رحلة مجموعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، في سياق التحرك العملي والرسمي لإيقاف الكيان الصهيوني عند حده، له الكثير من الدلالات اهمها أن صنعاء نجحت بأن ترسخ لدى العالم بانها يحن تقول، تفعل، ولا تكتفي بإطلاق التصريحات لكسب تأييد أو تعاطف وإنما عملا بالواجب الديني والأخلاقي، لذلك ترجمت ذلك إلى دخول مباشر في المعركة، أربك كيان العدو الذي ما عاد بمقدوره السيطرة على ما يخرج من أجهزته السياسية والعسكرية من تصريحات فتناقضت البيانات في مضامينها بشأن ما كانت تمطره السماء عليه من الطائرات والصواريخ، صحيح انها كانت في المحصلة تتفق على أنها يمنية المنبع، الا أنها تباينت فيما بينها في ما كان بالنسبة لطبيعة التعامل معها، حتى أمريكا التي عمدت إلى ارهاب الدول باحتلالها المياه الدولية ونشر ناقلاتها العسكرية، شطحت ايضا الاسبوع الماضي بتصريحات حول التعامل مع الزائر اليمني سرعان ما ناقضه جيش الكيان، ففيما قالت امريكا اسقطنا الصواريخ اليمني قبل أن تصل إلى إسرائيل قالت ميليشيات الكيان المسلحة أنها اسقطتها!!!
والحقيقة في كل الأحوال أن المنتج اليمني وصل إلى الأراضي المحتلة حيث يقيم الكيان دولته الوهمية، وضربت ودمرت، وفي ذلك دلاله عميقة على اليد الطولى التي صارت تمتلكها صنعاء في ما عجزت عنه دول التوصيفات المتنوعة من الدولة العربية الاقوى إلى الدولة الاكثر نفوذا الى الدولة الاكثر ثراء الى آخره، وفي نهاية المطاف جاءت الصواريخ اليمنية لتفرض حقائق مغايرة.
اليمن الذي لم يخرج بعد من عدوان دولي وحصار غير أخلاقي وسياسات تجويع للشعب ومحاولات ضرب الجبهة الداخلية بزرع الفتن بقصد دفع المجتمع اليمني للاقتتال اليمني، نجح في تجاوز كل ذلك والذهاب إلى الإسهام بما عليه من واجب تجاه مناصرة قضية الأمة المركزية القضية الفلسطينية والمقدسات.
ولعل في ذلك ما ينبغي على التحالف السعودي الاحمق ادراكه، بأن اليمن في ثوابته الدينية والوطنية لا يمكن إلا أن يكون في المكان الذي يكره العداء أن يرونه فيها، ما يعني أن فشل التسع سنوات من دعم الخزينة الأمريكية والألمانية والفرنسية مقابل أفضل الاسلحة لقتل الشعب اليمني، لم تنجح ولن تنجح في إخضاع اليمنيين للإرادة الأمريكية أو تُعيد اليمن إلى الحضيرة السعودية، لذلك تأتي المبادرة في قول الكلمة تجاه ما تعيشه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في ذات السياق فإن هزيلي التفكير، من كانوا ينكرون على اليمن قدرته بصنع السلاح العابر للدول، صاروا اليوم يتباكون بصورة مقززة على ما يعنيه دخول اليمن في المعركة، محاولين تصوير أن المشاركة اليمنية يعني دخول المنطقة في أتون صراعات لا تنتهي.
والأصل أن من حق اليمنيين أن يتحركوا على نحو ناري غير قابل للجدل والمساومة، وحين يتجاوز الأعداء الغزاة من اليهود وحملة الفكر المنحرف أخلاقياً وقيمياً مثل أمريكا الراعي الأول والمروّج لكل أشكال الانحراف وفرنسا وألمانيا وأمثالهم من دول البلطجة والنهب وقطع الطرقات والبحار
وحين استخدمت اليمن إمكاناتها لتأديب الكيان الصهيوني على ما يقترفه من جرائم فإن الأمر يأتي استناداً إلى كون الصهاينة غزاة ومحتلين أولا، والى كون البلطلجي الصهيوني قد صار ينظر إلى أن العالم تحت إمرته وآن له أن يقتل ويسفك الدماء العربية الإسلامية كيف يشاء دون حسيب أو رقيب، وإذا ما نجح في التخلص من اي عقاب أو مساءلة قانونية فإنه سيذهب إلى أبعد من ذلك.
هذه الوضعية المرَضِية للكيان الصهيوني من الطبيعي أن تستفز دول المنطقة للمشاركة في إنقاذ الإخوة الفلسطينيين من هذا البطش.
ولما كان غالبية الأنظمة العربية إما مطبعة أو خانعة أو بلا شخصية، كانت اليمن أقوى من ان تسمح لدولة مثل أمريكا أدركت أن نصف قوتها ليس أكثر من دعاية اعلامية، وبالتالي لليمن أن تؤكد حضورها في عملية التحرر النهائي لكل المنطقة من الغزاة الأمريكيين والصهاينة والقيام بالعمليات الجراحية لاستئصال الغدة السرطانية الصهيونية من الجسد العربي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني
يمانيون | تحليل خاص
في تطور لافت يعكس تحولات ميدانية واستراتيجية عميقة، باتت اليمن اليوم عنواناً لانكسار الهيبة الأمريكية وتصدّع المشروع الصهيوني في المنطقة. فالمقالات والتقارير التي نشرتها مؤخراً كبرى الصحف العالمية كـ”ذا هيل”، و”هآرتس”، و”الغارديان”، تكشف عن اعتراف غير مسبوق بحجم الفشل الذي مُني به العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن، وتؤكد أن صنعاء لم تكتفِ بالصمود بل تحولت إلى قوة فاعلة قادرة على فرض المعادلات الإقليمية.
هروب أمريكي تحت وقع الصواريخ اليمنية
صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، المعروفة بقربها من دوائر صنع القرار في واشنطن، وصفت الاتفاق الأخير لوقف العدوان الأمريكي على اليمن بأنه “تراجع مُغلّف بالتفاخر”، مشيرة إلى أن واشنطن، وتحديداً إدارة ترامب، وجدت نفسها مضطرة للانسحاب من معركة لم تحقق فيها سوى الخسائر. فالطائرات الأمريكية المسيّرة سقطت، والطائرات المقاتلة فُقدت، والمليارات تبخرت دون مكاسب، فيما بَقيت القوة اليمنية أكثر رسوخاً وتماسكاً.
الكاتب “عمران خالد” اعتبر في مقاله بـ”ذا هيل” أن ترامب، الذي بدأ عهده بتهديد اليمنيين بـ”السحق”، اختتمه بوصفهم بـ”الشجعان”، في انعطافة تكشف اعترافاً كاملاً بالهزيمة. ولعل الأكثر أهمية هو ما خلص إليه المقال: أن الولايات المتحدة تخلّت عن الكيان الصهيوني وتركته وحيداً في ساحة المواجهة، ما زعزع ثقة “إسرائيل” وحلفائها العرب بالدور الأمريكي التقليدي كحامٍ وحليف.
اليمن كابوس تل أبيب: الاعتراف الإسرائيلي بالهزيمة
اللافت أن صحيفة “هآرتس” الصهيونية بدورها أطلقت تحذيراً مباشراً: “لا يوجد أي دولة نجحت في إخضاع اليمنيين، فلماذا تستمر إسرائيل في المحاولة؟”. هذا التساؤل لا يحمل فقط نبرة عجز، بل يكشف عن قناعة متزايدة داخل أروقة الكيان بأن الأدوات التي كانت تُستخدم لإخضاع شعوب المنطقة – كالاغتيالات والقصف المركز – لا تنجح مع شعبٍ يرى في معركته قضية وجود لا مساومة فيها.
الصحيفة نفسها أكدت أن الاغتيالات لن تُجدي نفعاً، وأن العدوان على الحديدة لن يُخضع اليمنيين، بل يزيدهم عزماً، مشيرة إلى أن هذه الحرب لم تكشف فقط صلابة اليمنيين، بل عرّت أيضًا محدودية خيارات تل أبيب، التي باتت عاجزة عن مواجهة تهديد يتجاوز حدود غزة والضفة.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” أن دوي صفارات الإنذار عاد ليتردد في مستوطنات “نير عام” والضفة المحتلة، بفعل صواريخ انطلقت من اليمن، لتُضيف اليمن إلى قائمة الجبهات التي باتت تشكّل خطراً مباشراً على “العمق الإسرائيلي”.
الغارديان: اليمن يُعيد تشكيل الجغرافيا السياسية
أما صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من تسجيل الفشل العسكري، لتؤكد أن العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن أسهم – من حيث لا يحتسب منفذوه – في تعزيز الحضور السياسي والعسكري الإقليمي لصنعاء. فبدلاً من تحجيم اليمن، عزز العدوان من استقلالية القرار اليمني، وعمّق صلته بالقضية الفلسطينية، ووسّع دائرة تأثيره في البحر الأحمر.
تقول الصحيفة إن استراتيجية “القصف الجوي” التي انتهجتها واشنطن وتل أبيب أثبتت عجزها، لأن الخصم اليمني – كما وصفته – يمتلك قدرة عالية على التكيّف، وعلى خوض “حرب استنزاف ذكية” تعتمد الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما كسر قواعد الاشتباك التقليدية، وفرض على الخصوم التفكير بطرق جديدة قد تكون أثمانها أعلى.
مفارقة الميدان والسياسة: صنعاء تمسك بزمام المبادرة
رغم الحصار، ورغم القصف المستمر، تؤكد التقارير الغربية الثلاثة أن صنعاء لا تزال صاحبة اليد العليا ميدانياً. فالقدرة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ، وتسيير المسيّرات، وضرب الأهداف الحيوية في البحر الأحمر والمحيط الإقليمي، لم تتأثر بأي ضربة جوية، ما يشي بأن اليمن نجح في بناء منظومة دفاع وهجوم مرنة وغير تقليدية.
والأهم من كل ذلك، أن حضور صنعاء لم يعد يقتصر على الميدان العسكري، بل بدأ يتمدد إلى المشهد السياسي الإقليمي، كقوة تُحسب لها الحسابات، لا سيّما بعد أن أصبحت لاعباً أساسياً في معادلة الدفاع عن غزة وفلسطين، وبات صوتها يُسمع في أروقة القرار السياسي العربي والدولي.
تحولات جذرية في العلاقة الأمريكية الصهيونية
ما كشفته “ذا هيل” من “استثناء إسرائيل” من اتفاق وقف إطلاق النار بين اليمن وأمريكا، يكشف تصدعاً في المحور التقليدي (الأمريكي – الصهيوني). فلم تعد المصالح متطابقة، بل أصبحت متضادة في بعض اللحظات، وهذا ما يُقلق تل أبيب التي تشعر بأن واشنطن قد تنسحب فجأة، كما انسحبت من أفغانستان، وها هي تفعل في اليمن.
من جهتها، تتساءل “هآرتس”: هل يدفع ترامب نتنياهو لعقد صفقة مع اليمنيين كما فعل هو؟ في إشارة واضحة إلى أن تل أبيب باتت تفكر بعقلية المضطر لا المنتصر، وبأنها قد تجد نفسها مدفوعة للحوار مع قوة كانت حتى الأمس القريب تُصنفها كـ”عدو هامشي” أو مجرد وكيل إقليمي.
اليمن الجديد: من الضحية إلى صانع التحولات
ما يجري اليوم هو تحوّل عميق في موقع اليمن ضمن الخارطة الجيوسياسية للمنطقة. لم تعد صنعاء مجرد عاصمة تُقصف، بل باتت منصة لإطلاق الرسائل الصاروخية والسياسية على السواء. وهي اليوم تتحدث بلغة المنتصر، فيما يتحدث خصومها بلغة الدفاع والتبرير والخسائر.
هذا التحوّل لم يكن ليحدث لولا استراتيجية الردع المتصاعدة، والصمود الشعبي والسياسي، والقدرة على المزاوجة بين القوة والموقف الأخلاقي الداعم لقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.
ويمكن القول إن ما شهده العالم في الأشهر الماضية لم يكن مجرد معركة عابرة، بل محطة فاصلة في تاريخ الصراع الإقليمي. اليمن، الذي اعتقدت واشنطن وتل أبيب أنه الحلقة الأضعف، تحوّل إلى ساحة كسر هيبة. واليوم، تقف أمريكا و”إسرائيل” أمام واقع جديد: لا يمكن كسر اليمن بالقوة، ولا يمكن عزل صنعاء عن محيطها العربي والإسلامي.
لقد أصبحت صنعاء رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه، وربما سيشهد التاريخ هذه المرحلة بأنها اللحظة التي بدأ فيها الانهيار الحقيقي لهيبة الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية في قلب المنطقة.