MEE: هذه تفاصيل تخطيط حماس لطوفان الأقصى.. ومجزرة جباليا أوقفت اتفاقا لتبادل الأسرى
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
سلط موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على الوساطة القطرية للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرا إلى أن الاتفاق كان على شفا الانتهاء قبل قصف إسرائيل الوحشي لمخيم جباليا للاجئين، شمالي غزة.
وذكر الموقع البريطاني، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخصا، ما دفع الخارجية القطرية للتنديد بتوسع الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات والمدارس والمراكز السكانية وملاجئ النازحين، واصفة إياه بأنه "تصعيد خطير في سياق المواجهات، من شأنه أن يقوض جهود الوساطة وخفض التصعيد".
وكانت المفاوضات أكثر تعقيدا من تلك التي أدت إلى إطلاق سراح، جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس في عام 2006 واحتجزته في غزة حتى عام 2011، عندما أطلق سراحه مقابل 1027 سجينا.
تخطيط حماس
ونقل الموقع البريطاني عن مصادر وصفها بالمطلعة أن "حماس لم تكن تخطط لإلقاء القبض على العدد الحالي من الأسرى، بل لم يكن من المقرر إعادة العديد من الأسرى إلى غزة عندما تم التخطيط للعملية من قبل كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس".
أوضح أحد المصادر، معلقا على عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها القسام في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "كان القسام ينوي أخذ ما بين 20 إلى 30 رهينة. ولم يساوموا على انهيار فرقة غزة [الإسرائيلية]. وقد أنتج هذا نتيجة أكبر بكثير".
وأكد مصدر ثان أن حماس أرسلت 1500 مقاتل، متوقعة أن يُقتل معظمهم، فيما قال مصدر ثالث: "عاد حوالي 1400 مقاتل منهم".
ولما كان المقاتلين يتوقعون الموت، ومع انهيار كل مقاومة من جانب القوات الإسرائيلية، واصلت كتائب القسام التقدم، ومهاجمة مواقع لم تكن مدرجة في قائمة الأهداف الأصلية، وانتهى بها الأمر بعدد من الأسرى، أكبر بكثير من المخطط له.
اقرأ أيضاً
بايدن يدعو لهدنة في غزة لإطلاق الأسرى ويرفض وقف إطلاق النار
وكانت القوة الضاربة الأولية للكتائب تتمتع بمعلومات استخباراتية دقيقة، وكانت تعرف أين يعيش كبار قادة فرقة غزة وتذهب إلى عناوينهم، وكانت تعرف مخطط القواعد العسكرية ومواقع نقاط التفتيش.
علاوة على ذلك، عرفت الكتائب موعد تغيير المناوبة في ثكنات فرقة غزة في نهاية عطلة يوم الغفران، وشنت الهجوم بعد ساعة واحدة من تغيير الوردية، ليتم القبض على العديد من الجنود في أسرتهم، بحسب المصادر، مشيرة إلى أن نحو 20 من كبار الضباط جرى أسرهم بهذه الطريقة.
وكانت خطة الهجوم الأصلية، بحسب عدة مصادر، هي ضرب أهداف عسكرية ثم القيام بانسحاب سريع، إذ أرادت حماس إلحاق أقصى قدر من الإحراج لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والحصول على شيء للمساومة عليه مقابل إطلاق سراح جماعي للأسرى الفلسطينيين.
وقال مصدر مطلع على تخطيط العملية: "كانت الخطة هي مهاجمة فرقة غزة وليس المستوطنات، لأن نية القسام كانت أسر جنود وضباط لإنهاء ملف الأسرى"، مشيرا إلى أن "عدد الأسرى المدنيين كان نتيجة لتسلسل المعركة عندما عبر الكثير من الفلسطينيين الحدود".
فوضى كاملة
وبينما كانت حماس مستعدة للحرب، فإنها لم تتوقع أن يؤدي الهجوم إلى أي شيء أكثر من مجرد ضربات انتقامية محدودة على غزة، بحسب أحد المصادر، قائلا: "كان من المفترض أن تكون الضربة تكتيكية وليست استراتيجية".
وبدلاً من ذلك، كان للمقاتلين الحرية في العبور بين الأهداف المحددة ولم يكن أحد يسيطر على المكان لبضع ساعات، و"بمجرد حدوث ذلك، تدفقت قوات أخرى ومهربون أسلحة وأناس عاديون عبر السياج، وأصبحت الفوضى الكاملة"، بحسب المصدر.
وتقول الحكومة التايلاندية إن 22 مواطناً تايلاندياً محتجزون كأسرى في غزة، وأن 32 آخرين قتلوا في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
واتهمت إسرائيل وحلفاؤها حماس بقتل حوالي 1400 شخص في هجمات على قواعد عسكرية ومجتمعات المستوطنين ومهرجان موسيقي خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
اقرأ أيضاً
هيئة البث الإسرائيلية: رئيس الموساد زار قطر والإمارات سرا من أجل اتفاق الأسرى
وقال أحد المصادر إن محمد ضيف، قائد كتائب القسام، أصدر أوامره قبل العملية بعدم قتل النساء والأطفال والمسنين، مضيفا: "الأهداف الوحيدة لصواريخ القسام كانت عسكرية. فقتل النساء والأطفال والشيوخ أمر غير إسلامي".
وقال مصدر آخر إن حماس تعتبر نفسها جيشا، موضحا: "لديهم زي رسمي. إنهم مستعدون. ولا يذهبون إلى الحرب وهم يرتدون قمصان البولو والجينز. معظم عمليات القتل تمت بشكل عشوائي".
توترات أمريكية قطرية
وأفرجت حماس حتى الآن عن 4 أسيرات، اثنين منهما تحملان الجنسية الأمريكية أيضا، نتيجة لجهود الوساطة التي شاركت فيها قطر ومصر.
ويوم الإثنين الماضي، ناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية المتبقين الشيخ، تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، المساعدة في تأمين إطلاق سراح أقاربهم المحتجزين في غزة.
فيما أعربت قطر عن غضبها من الرسائل المتضاربة الواردة من إسرائيل والولايات المتحدة بشأن اتصالاتها مع المكتب السياسي لحركة حماس، الذي يقع مقره في مجمع في الدوحة.
ويمارس وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ضغوطًا على قطر لإغلاق مكتب حماس، ونُقل عن مسؤول أمريكي في واشنطن قوله إن قطر أبلغت الولايات المتحدة بأنها منفتحة على إعادة النظر في وجود حماس بمجرد حل الأزمة لضمان إطلاق سراح الأسرى.
فيما قال مصدر مطلع على تفكير الحكومة القطرية للموقع البريطاني: "الأمر على العكس من ذلك"، موضحا: "إن المستفيدين من فتح قناة الاتصال هذه هما إسرائيل وأمريكا. وفي لقاء بلينكن مع الدوحة، سُئل عما إذا كان سيوصي بإغلاق مكتب حماس. وقال له القطريون بكل وضوح: ليس لديهم علاقة بحماس. لديهم علاقة مع الولايات المتحدة".
وعندما انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، دور قطر في الأمم المتحدة، كان رد الدوحة فوريا، وهددت بالانسحاب من المفاوضات.
وزعم كوهين أن "قطر، التي تمول وتؤوي قادة حماس، يمكنها التأثير وتمكين الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأسرى في غزة"، مضيفا: "ينبغي على أعضاء المجتمع الدولي أن يطالبوا قطر بالقيام بذلك على وجه التحديد".
وفي غضون 24 ساعة تراجعت إسرائيل، وكتب مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، على موقع X، منصة التواصل الاجتماعي المعروفة سابقًا باسم تويتر: "يسعدني أن أقول إن قطر أصبحت طرفًا أساسيًا وصاحب مصلحة في تسهيل الحلول الإنسانية. إن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر حاسمة في هذا الوقت".
اقرأ أيضاً
لدور قطر في ملف الأسرى.. إسرائيل تتراجع عن خطة لإغلاق "الجزيرة"
المصدر | ميدل إيست آي/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأسرى غزة حماس إسرائيل قطر القسام إطلاق سراح فرقة غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تغتال قائدًا في “فيلق القدس” بقصف في قم الإيرانية
صراحة نيوز-أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (السبت) أن الجيش الإسرائيلي اغتال محمد سعيد إيزادي بقصف استهدف شقة في مدينة قم الإيرانية، واصفاً إياه بـ«القائد المخضرم» في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري».
ووثقت عدة مقاطع فيديو استهداف شقة في أحد الأبنية بالمدينة.
فمن هو محمد سعيد إيزادي؟
يعدُّ محمد سعيد إيزادي قيادياً كبيراً في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري»؛ إذ ترأس «فرع فلسطين» المعني بالتواصل مع الفصائل الفلسطينية.
وقاد «الوحدة الفلسطينية» التي كان مقرها سابقاً في لبنان، وكانت تعمل تحت قيادة «حزب الله».
وشكَّل «فيلق القدس» شبكة من الحلفاء العرب تعرف باسم «محور المقاومة»؛ إذ أسس «حزب الله» في لبنان عام 1982، وقدم الدعم لحركة «حماس» في قطاع غزة، وفق «رويترز».
تمويل «حماس» و«الجهاد»
ومنذ أشهر صعَّدت إسرائيل من جهودها لاستهداف إيزادي بعد ضبط وثائق في غزة ولبنان، كشفت عن «الفرع الفلسطيني لـ(فيلق القدس)»، وفق صحيفة «معاريف».
وأشارت الصحيفة في فبراير (شباط) الماضي، إلى أن إيزادي كان متورطاً في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وتهريب الأسلحة، وتعزيز العلاقات بين التنظيمات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط.
وكان إيزادي مسؤولاً عن الاتصال مع التنظيمات والفصائل الفلسطينية؛ خصوصاً «حماس» و«الجهاد».
علاقة وثيقة بالسنوار
إلى ذلك، ورد اسم إيزادي في وثائق نشرتها إسرائيل سابقاً عن علاقة وثيقة تجمعه برئيس المكتب السياسي السابق لـ«حماس» يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل العام الماضي.
وشكَّل اسمه أحد أكثر الأهداف متابعة من قبل المخابرات الإسرائيلية، وفق ما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وقالت «معاريف» إن السنوار طلب في رسالة سرية إلى «الحرس الثوري» الإيراني في يونيو (حزيران) 2021، تحويل مبلغ 500 مليون دولار لـ«تدمير دولة إسرائيل»، تُدفع على دفعات شهرية بعشرين مليون دولار على مدى عامين.
ووفق «معاريف»، فإن إيزادي الذي كان يرأس «القسم الفلسطيني» في «الحرس الثوري» الإيراني، قبِل الطلب، وردّ على السنوار بأن «إيران رغم وضعها الاقتصادي الصعب ومعاناة الشعب الإيراني، ستواصل ضخّ الأموال إلى (حماس)».
عقوبات أميركية
كما فرضت على إيزادي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بصفته قائد فرع فلسطين في «فيلق القدس»، ورئيس وحدة العمليات الخارجية، وفق «رويترز».
ومنذ 13 يونيو، اغتالت إسرائيل نحو 30 قائداً عسكرياً كبيراً، وفق ما أكد مسؤول إسرائيلي قبل يومين، على رأسهم رئيس الأركان اللواء محمد باقري، وحسين سلامي قائد «الحرس الثوري» الإيراني منذ 2019، فضلاً عن غلام علي رشيد، قائد مقر «خاتم الأنبياء» العسكري.
كما قتلت أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية التابعة لـ«الحرس الثوري»، بالإضافة إلى العميد طاهر بور، قائد وحدة الطائرات المُسيَّرة في سلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري»، والعميد داود شيخيان، قائد القيادة الجوية لسلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري»، واللواء مهدي رباني، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني الذي قُتل مع زوجته وأولاده.