هجمات الحوثي ضد إسرائيل وانعكاسها على اليمن مكاسب أم تآمر؟ (تحليل)
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن لدى الحوثيين القدرة على إطلاق صواريخ تصل إلى إسرائيل، وذلك بعد أيام من اعلان جماعة الحوثي بشكل رسمي تبني إطلاق هجمات صاروخية ومسيرات مستهدفة إسرائيل.
يعد هذا الموقف من جماعة الحوثي الأول من نوعه في توسيع نطاق الصراع إلى أمد بعيد، بعد استهدافها من قبل لأهداف في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، اللتان تشاركان في تحالف عسكري لمحاربة الجماعة في اليمن منذ مارس 2015م.
يأتي هذا التوجه لدى جماعة الحوثي ليشكل حدثا محوريا ضمن التطورات الجارية في المنطقة، خاصة بعد العملية العسكرية التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي في إسرائيل، ويشير إلى العديد من الدلالات، ويثير العديد من الأسئلة، عن مألات هذا التدخل، وانعكاسه على اليمن، والجماعة، والوضع في المنطقة.
لماذا تأخر التبني الرسمي؟
بالنسبة لجماعة الحوثي فإعلانها هذا التدخل المباشر يكتنفه الغموض، فهي لم تعلن عن تبنيها للهجمات منذ أول رشقة وجهتها، بل جاء إعلانها بعد مرور ما يقارب خمسة أيام من إعلان البحرية الأمريكية اعتراض مسيرات في البحر الأحمر، ولم تحدد وجهتها بالضبط، أو الجهة التي تقف خلفها، ولكنها رجحت أن تكون قادمة من الحوثيين، ومتجهة نحو إسرائيل.
ثم ردد الإعلام الإسرائيلي ذات الحديث عندما أعلن تمكنه من التصدي لمسيرات، ولم يجزم بأنها كانت قادمة من اليمن، وتوالى الأمر مع إعلان مصر سقوط مقذوفات على أرضها، وكذلك حديث تقارير صحفية عن تصدي السعودية واعتراضها هجمات في سمائها، وحدث كل ذلك ولم تعلن جماعة الحوثي عن هجمات صاروخية أطلقتها.
لكنها سارعت لاحقا على لسان الناطق بلسان الجيش التابع لها العميد يحيى سريع لإعلان تبني الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل بشكل رسمي، معترفة أنها من يقف وراء الهجمات السابقة، ومتوعدة بشن المزيد منها، مبررة ذلك بالرد على ما تتعرض له مدينة غزة الفلسطينية من قصف وحشي من قبل إسرائيل.
تعتبر جماعة الحوثي هذا التدخل إسهاما منها في نصرة المقاومة الفلسطينية، وسعت من خلاله للترويج عن نفسها أكثر، وتمثل ذلك بخطاب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي تصنع منه الجماعة رمزا لمرجعيتها الدينية، وصاحب القرار الأول حين أبدى في خطاب له يوم العاشر من أكتوبر الماضي استعداد الجماعة للمشاركة بالقصف الصاروخي والمسيرات في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر مع إسرائيل في غزة.
وعقب ذلك الخطاب بأيام بدأت الجماعة هجماتها الفعلية - وفقا لإعلانها – معتبرة ذلك ترجمة لوعيد قائدها، بعد تلقيها تهديدات بعدم الهجوم، وهو ما كشف عنه عضو المجلس السياسي للجماعة محمد البخيتي في تصريحه لقناة الميادين بأن الجانب الأمريكي أرسل تهديدات للحوثيين عبر سلطنة عمان، بعدم مهاجمة إسرائيل، لكن الجماعة رفضت تلك التهديدات، وباشرت هجماتها.
ما دلالة التوقيت؟
من ناحية التوقيت يشير هجوم الحوثيين إلى أنه يمضي في نفس الدائرة التي تقع فيها جماعة الحوثي، وهو ما يعرف بمحور المقاومة الذي تتزعمه إيران، وتلتحق معها العديد من الفصائل الشيعية المسلحة في المنطقة، كلبنان والعراق وسوريا، والتي يخوض بعضها مناوشات متفاوتة وغامضة مع إسرائيل، كحزب الله في جنوب لبنان، أو سجلت مواقف لاتزال غير واضحة كمهاجمة فصائل عراقية أهدافا أمريكية في العراق.
ويتكشف هذا أكثر من حديث عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي مع قناة روسيا اليوم عندما تحدث عن وجود تنسيق تام، وغرفة مستمرة للتنسيق، وأن الأهداف يضعها محور المقاومة، وما يمكن أن نصل إليه أو أن نستهدفه سيتم بالتنسيق التام مع محور المقاومة بشكل عام، نحن ننطلق في تنسيق مستمر.
لذلك يأتي الهجوم الحوثي متسقا مع التحركات الإيرانية الكلية في المنطقة، رغم إعلان إيران عدم تورطها في دعم عملية طوفان الأقصى، واستبعاد الولايات المتحدة لطهران في الوقوف وراء هجمات حماس، وكذلك رغبة واشنطن في عدم توسيع نطاق الصراع في المنطقة برمتها.
لكن السؤال هنا عن تأثير هذا التدخل الحوثي في مهاجمة إسرائيل، وهل يمكنه أن يلحق أضرارا وخسائر بإسرائيل، أو يؤثر على سير المعركة هناك، وما انعكاساته على اليمن والمنطقة؟
وللإجابة على هذا السؤال يمكن العودة لتعليق الجانب الإسرائيلي على تلك الهجمات، حين وصفها بأنها تهدف للتشويش على معركته في غزة، وأن تل أبيب قادرة على الرد في الوقت الذي تريد، ولم يستبعد مهاجمة اليمن، بل اعتبرتها إسرائيل مؤشرا على فاعلية أنظمتها الدفاعية حين تمكنت من التصدي لتلك الهجمات.
غير أن الرد العملي الإسرائيلي تمثل بنشر قواته البحرية في البحر الأحمر، وبإعلان الولايات المتحدة تعزيز حضورها وقواعدها في المنطقة بشكل أكبر للتصدي لتلك الهجمات، ما يعني إن هجمات الحوثيين منحت إسرائيل وأمريكا المبرر للتواجد والانتشار في المنطقة أكثر، بينما لم يتبين أي تأثير حتى اللحظة لهجوم الحوثيين، والأضرار الناجمة عنه، وذلك يثير العديد من الأسئلة عن العلاقة بين الطرفين، وعن اتخاذ الحوثيين ذريعة لفرض واقع جديد، خاصة مع التماهي الأمريكي سابقا عن الهجمات التي اطلقها الحوثيون باتجاه الرياض، واستخدامهم الطائرات المسيرة وسيلة لابتزاز السعودية، الحليف الأكبر لأمريكا في المنطقة.
ما مكاسب الحوثيين من الهجوم؟
من الواضح أن جماعة الحوثي ترى في التدخل بمعركة غزة ومهاجمة إسرائيل فرصة فريدة لها في العديد من الجوانب، فمن ناحية تسعى لترجمة شعاراتها الأيديولوجية في العداء لإسرائيل، وكذلك اشغال الرأي العام المحلي عن أي استحقاقات داخلية، والتهرب من أي فرص للسلام مع الحكومة اليمنية، والأهم من ذلك تأكيد ارتباطها بمحور إيران، وتخفيف الضغط على فصائل إيران خاصة في لبنان.
واستفادت الجماعة في إنتاج المسيرات الخاصة بها للاستعراض حاليا، وهي مجموعة من الصواريخ التي أنتجتها مؤخرا، مستفيدة من الدعم الإيراني لها، وسبق لها اختبار مداها وتأثيرها من خلال الضربات التي وجهتها للسعودية والإمارات، ومواقع تابعة للحكومة اليمنية المناوئة لها.
ماذا عن تداعيات الهجمات الحوثية على اليمن؟
أدت تلك الهجمات إلى تصدير اسم اليمن إلى واجهة التناول الإعلامي الدولي مجددا، وفيما لايزال الرد الإسرائيلي والأمريكي غير واضحا بشأنها، لكن سياق الأحداث يشير إلى أن ردة الفعل ستكون مرهونة بحجم الضرر الذي تحدثه تلك الهجمات، التي لاتزال بعيدة من أي تأثير حتى اللحظة.
وفي حال أحدثت أضرارا وخسائر مادية أو بشرية، فإن من المتوقع أن يكون هناك ردا هجوميا من الجنب الإسرائيلي على أهداف تابعة لجماعة الحوثي داخل اليمن، الذي لايزال يدفع فاتورة الحرب التي فجرتها الجماعة، وخاضتها مع السعودية منذ تسع سنوات، وهو ما سيؤدي إلى عزل الجماعة، أو لن يكون بدون أي تأثير، جراء الغارات التي شنت من قبل السعودية سابقا، واستهدفت البنى التحتية، والمعسكرات.
غير أن من الوارد أيضا اضطرار واشنطن لإعادة تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وهو ما نقلته قناة فوكس نيوز الأمريكية عن السيناتور ستيف داينز، المنتمي للحزب الجمهوري عن ولاية مونت، والذي قال إنه قدم مشروع قانون يسعى إلى إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، بعد مهاجمتها إسرائيل، معتبرا ذلك رسالة إيران وحماية لحلفاء واشنطن.
وبالطبع سيؤدي الانخراط الحوثي المباشر في الحرب مع إسرائيل إلى جمود مفاوضات السلام التي كانت الأمم المتحدة والجانب الأمريكي قد قطع شوطا كبيرا في مسارها، وكذلك توقف وتعثر انفتاح الجماعة مع السعودية، ولقائها وزير الدفاع السعودي في سبتمبر الماضي، كمقدمة لوضع حل شامل في اليمن.
ما تأثير هذا التدخل على المنطقة؟
بالتأكيد فإن دخول الحوثيين هذه المعركة سيولد العديد من التأثيرات على المنطقة برمتها، خاصة تجاه السعودية، التي ستجد تقاربها مع الحوثيين يعود لنقطة الصفر، وستجد نفسها تحت التهديد المباشر من قبل الحوثيين، خصوصا مع موقفها البارد تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، والتماهي مع إسرائيل، وعدم وجود موقف واضح معها، وربما أيضا تؤدي تلك التهديدات لعزل الموقف السعودي نفسه، في حال سلمنا جدلا أن جماعة الحوثي ومن خلفها إيران يعملون في نسق واحد مع إسرائيل.
ينطبق الوضع ذاته على دولة الإمارات، فقد نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك قلق إماراتي من استهداف جماعة الحوثي لهم من جديد، على خلفية مواقف الإمارات المؤيدة لإسرائيل، بل إن هذا التصعيد الحوثي يمثل قلقا واسعا في المنطقة، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أردنيين قولهم أنهم يشعرون بالقلق من توسع خطر الحوثيون في اليمن.
أين الحكومة اليمنية؟
منذ إعلان جماعة الحوثي تبنيها رسميا الهجمات ضد إسرائيل وتوعدها بالمزيد، لم يصدر عن الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي أي تعليق على خطوات الحوثيين، رغم إن الجماعة تقدم نفسها للعالم بأنها تفعل كل هذا باسم اليمن والجيش اليمني والجمهورية اليمنية، وهو ما يجعل اسمها حاضرا أكثر رغم عدم الاعتراف الدولي بها.
ويقتضي الأمر هنا أن يكون هناك توضيحا من جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا حتى لا يختلط الأمر، لكن من الواضح أن الحكومة وجدت نفسها في موقف محرج، فهي لا تستطيع رفض ما يفعله الحوثيون، إذ سيعتبر ذلك موقفا مساندا لإسرائيل، وسيحرجها بشكل كبير، في الداخل والخارج.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: طوفان الأقصى صواريخ الحوثي هجوم الحوثي على إسرائيل مسيرات الحوثي الحکومة الیمنیة جماعة الحوثی تلک الهجمات فی المنطقة هذا التدخل مع إسرائیل العدید من على الیمن من قبل وهو ما
إقرأ أيضاً:
تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.. نهاية للحرب أم تصعيد للصراع في السودان؟
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإدراج الإخوان المسلمين “الحركة الإسلامية” في السودان ضمن قائمة المنظمات الإرهابية موجة من الجدل والتساؤلات حول تأثيره على الوضع السياسي والاجتماعي في السودان. فهل سيكون هذا القرار بداية لنهاية الحركة الإسلامية في السودان، أم سيزيد من تعقيد الأوضاع في البلاد؟
تقرير: التغيير
طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من وزيري الخارجية ماركو روبيو والخزانة سكوت بيسنت بدء بحث تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين بالإرهابيين، في خطوة من شأنها التمهيد لفرض عقوبات على الفروع المستهدفة.
وذكر البيت الأبيض في نص بيان الأمر التنفيذي، أن ترامب أمر ببدء “عملية يتم بموجبها اعتبار بعض أقسام الجماعة منظمات إرهابية أجنبية”، مع الإشارة خصوصا إلى فروعها في لبنان ومصر وتونس والأردن. ووجّه روبيو وبيسنت بتقديم تقرير عمّا إذا كان سيتم تصنيف أي من فروع الجماعة، كما طلب منهما المضي قدما في تطبيق أي تصنيفات في غضون 45 يوما من صدور التقرير.
حاكم تكساسوقبل إجازة القرار بشكل رسمي سارع حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) رسميًا كمنظمة إرهابية أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية.
ويمنع هذا التصنيفُ الجماعةَ من شراء أو امتلاك الأراضي في تكساس، ويمنح المدعي العام في تكساس سلطة اتخاذ إجراءات قانونية لإغلاقهما.
كما تستمر الجهود الأوروبية للحد من نفوذ جماعة الإخوان في القارة، مع ارتفاع الوعي بخطر انتشار التطرف داخل المجتمعات، وفي خطوة غير مسبوقة، شهدت مدن مثل فيينا وبراج ولندن وباريس وبرلين وبروكسل وسويسرا، وصولًا إلى هولندا وأيرلندا، تجمعات احتجاجية طالبت بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، وفرض عقوبات دولية على شبكاتها المالية ووقف مصادر تمويل الإرهاب المرتبطة بها.
اخوان السودان
في السودان، طالبت كيانات سياسية بتصنيف الحركة الإسلامية كتنظيم إرهابي، من بينها تحالف صمود برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك، وتحالف تأسيس برئاسة قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”. ويأتي هذا المطلب بهدف تقليص دور الإخوان المسلمين في السودان، خاصة الحركة الإسلامية بزعامة علي كرتي، التي يتم اتهامها بإشعال حرب منتصف أبريل 2023.
ويرى مراقبون أن تصنيف الحركة الإسلامية كجماعة إرهابية قد يعقد الأزمة في السودان ويطيل أمد الحرب، خاصة وأن الحركة لديها مقاتلون إلى جانب الجيش في حربه ضد الدعم السريع، التي تقترب من دخولها عامها الرابع، والتي خلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم وفقًا للأمم المتحدة.
تأخر القرارويرى السياسي والمفكر السوداني دكتور النور حمد، أن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تأخر كثيرًا جدًا. وقال النور حمد لـ(التغيير) إن كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأخيرا المملكة الأردنية، صنفت هذه الجماعة جماعة إرهابية، منذ سنوات.
وأضاف أن كل العنف والاضطراب والزعازع التي تحدث في العالمين العربي والإسلامي، وحتى في الدول الغربية، تقف وراءها هذه الجماعة.
وتابع: لقد نشأت هذه الجماعة في عشرينات القرن الماضي وتقارب الآن أن تكمل قرنا كاملا. ولا بد من ملاحظة أن هذه الجماعة أخطبوطية متعددة الرؤوس. وهذا التعدد في الرؤوس جزء من خطتها لإرباك الحكومات العربية والإسلامية والقوى الدولية بصورة تجعل محاصرتها أمرًا صعبا.
وأشار إلى أن كل عمل إرهابي حدث في العقود الأخيرة وقفت وراءه هذه الجماعة المتطرفة المعسكرة. ولذلك، لا أرى أي فرق بين جماعة الإخوان المسلمين في السودان، أو في مصر، أو في تونس، أو في الأردن، أو في اليمن، أو في باكستان، وبين جماعة بوكو حرام، أو القاعدة، أو الشباب الصومالي، أو داعش، وغيرها.
وأوضح أن كل هذه المسميات التي تتكاثر كما يتكاثر الفطر في البرية تضمها مظلة واحدة ماكرة. فهي جميعها جماعات عنفية تؤمن بالوصول إلى السلطة عن طريق العنف وتؤمن بأن من حقها إخراس أي صوت غيرها صوتها.
وقال حمد لقد سبق أن استخدمت المخابرات الأمريكية هذا التيار في مقاومة المد اليساري الشيوعي في العالم العربي في خمسينات وستينات القرن الماضي. كما استخدمتها في محاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان في السبعينات. وأضاف وقد جرى ذلك من قبل المخابرات الأمريكية بمساعدة المملكة العربية السعودية والمؤسسة الدينية الوهابية حين كانت مهيمنة على الخطاب الديني في المملكة العربية السعودية.
وتابع لكن، لقد اكتوت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية بنار ذلك الدعم الذي قدمتاه للمتطرفين. فقد جرى نسف مباني الأمريكيين في الخبر في المملكة العربية السعودية، وجرى نسف السفارات الأمريكية في شرق أفريقيا، كما جرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وغير ذلك. وكما جاء في الشعر العربي: (ومن يجعل الضرعام بازًا لصيده تصيَّده الضرغام فيما تصيدا).
وأردف: فمن يستخدم المتطرفين لخدمة أجندة تكتيكية سيجيء يوم ينقلب فيه عليه أولئك المتطرفون. وفق تعبيره.
وزاد ولذلك، أرجو أن يكون التصنيف الذي جرى من قبل الإداراة الأمريكية، حتى الآن، لبعض الجماعات، في بعض الأقطار، مقدمة لكي يصبح هذا التصنيف شاملاً لكل الجماعات التي تنشط في العالمين العربي والإسلامي، بل وفي في أوروبا.
وقد اتضح للأوربيين أن هذه الجماعة تعمل على بث روح التطرف وسط أبناء المسلمين في الدول الغربية بل كانت وراء إرسالهم إلى دول الشرق الأوسط ليحاربوا مع المتطرفين. وقال إن في السودان بلغوا حد إرسال طالبات الجماعات إلى مناطق حروب المتطرفين ليسهموا بما أسموه (جهاد النكاح) فهذه الجماعة متعددة الرؤوس تتخفَّى خلف مختلف المسمَّيات ومختلف الأنشطة الخيرية الخبيثة.
باختصار، هذه أكبر من أعاق العالمين العربي والإفريقي من الإمساك مبادئ الحداثة المتمثلة في الحرية والديمقراطية. فهي جماعة تعمل، بطبيعتها، ضد السلام، وضد الاستقرار، وضد الديمقراطية، وضد التقدم، وتستخدم العنف لتحقق رؤيتها القروسطية الفاشية هذه.
تمرير القانونبدوره، يرى الصحفي والمحلل السياسي ماهر أبو الجوخ أن تأثير القرار الأمريكي الذي أجازته لجنة العلاقات الخارجية في انتظار اجازته من الكونغرس “مجلس النواب” ومجلس الشيوخ ليصبح قانونًا بعد توقيع الرئيس ترامب عليه فعليًا.
وقال أبو الجوخ لـ(التغيير) إن هذا الإجراء تجاوز المرحلة الأولى ولا يتوقع أن يجد معارضة باعتباره تشريع مقترح من ترامب المسنود بالاغلبية الجمهورية في كل من مجلسي النواب والشيوخ ولذلك فلا يتوقع أن يجابه القانون أي عقبات لتمرير القانون شكلاً.
وأشار إلى أن تأثير هذا القرار سيكون مرتكز بشكل أساسي على الرباعية بداية لكون الدول المشكلة لها بعد هذا القانون كلها قد أصدرت قوانين صنفت جماعة الاخوان المسلمين “تنظيمًا إرهابيًا” حيث سبق لكل من مصر والامارات والسعودية هذا التصنيف وهو ما يعزز بيان 12 سبتمبر الصادر عن الرباعية الذي ينص على ابعاد الاخوان المسلمين والحزب المحلول والمجموعات الارهابية عن تدابير المستقبل للسودان وهذا يغلق كوة الضوء التي يحاول الحزب المحلول التسلل من خلالها بطرح نفسه في المشهد السياسي مجددًا.
تصعيد الصراعوفي المقابل، يرى المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد ميرغني، أن تصنيف الإخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية في السودان كجماعة إرهابية قد يؤدي إلى تصعيد الصراع. حيث قد ترى الحركة الإسلامية أنها مستهدفة من المجتمع الدولي وتزيد من مقاومتها. كما قد يؤدي إلى زيادة التوترات بين الحكومة السودانية والمجتمع الدولي، مما قد يعيق الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.
وقال ميرغني لـ(التغيير) إن قيادات الحركة لن ترضخ لهذا القرار وستحاول مقاومته بجميع الوسائل، خاصة بعد أن فقدت خيرة شبابها في الحرب الحالية. وأضاف أن الحركة الإسلامية لن تتخلى عن خيار الحرب وتحقيق السلام في السودان إلا إذا وجدت ضمانات من المجتمع الدولي بعدم تعرض مصالحها وقياداتها لمحاكمات مستقبلية.
ورأى أن المخرج من الأزمة الحالية هو جلوس جميع السودانيين في حوار جامع لا يستثني أحدًا، يتم فيه تناسي مرارات الماضي إذا أردنا سودانًا واحدًا موحدًا.
التضييق في تركياوراجت أنباء في الأيام الماضية عن بدء تركيا التضيق على الإسلاميين السودانيين بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام الماضية بتصنيف الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
ويقول النور حمد إن ما يتردد حول أن تركيا بدأت إجراءات صد المقينين لديها من الإخوان المسلمين فلا توجد معلومات مركدة حوا هذا الامر.
وأضاف لكن كلفت الإدارة الأمربكية وكالتها للاستخبارات CIA بمراقبة تدفق السلاح على السودان وتدفق الأموال إضافة إلى صادرات الذهب وذلك لتجفيف المعينات التي تساعد على استمرار الحرب. وهذه خطوة جيدة نحو أنهاء الحرب.
من جهته، يقول ماهر أبو الجوخ معلوم أن التصنيف الأمريكي للجماعة وواجهاته يعد قانونًا وطنيًا وبالتالي فإن نطاق سريانه ينطبق على الدولة الصادر عنها ولا ينتقل أثره بشكل إلزامي على غيرها من الدول ما لم يتضمن تنفيذه وسريانه اتفاق مشترك ومثل هذا الاجراء ملزم في حال صدوره من مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى أن هذا التباين لا يخلق تناقضًا في العلاقات ما بين الدول إذا ما اختلفت تقديراتها والدليل على ذلك علاقات انقرة مع الدول الثلاثة الأخرى بالرباعية التي تصنف الجماعة “كياناً إرهابياً” ولكن النقطة ذات التأثير هي المرتبطة بعدم السماح باطلاق انشطة يمكن أن تفسر بأنها عدائية تجاه اي من الدول الصديقة وهذه الانشطة نفسها يرتبط تفسير وتعريف “عدوانيتها” من طرف وقبل الدولة الأخرى.
وعليه فإن أمر وقف الانشطة سواء كانت إقتصادية أو إعلامية محكوم بأمرين مقدار الضرر والاعتراضات على تلك الانشطة وثانيها علاقة الطرف المتضرر بأنقرة نفسها واقناعها بضرورة وقف تلك الأنشطة.
واوضح أن هذا يجعل مسألة الالتزام في ظل التباين من الموقف من “إرهابية” جماعة الاخوان أو عدمه قائم على اساس مستوي العلاقات والتفاهمات بين الحكومات وفي هذه الحالة سيكون مقدار التفاهم مع أنقرة.
وتابع: من المؤكد أن التوجه التركي الحالي لن يتخلي عن الاخوان عمومًا وتنظيم الحزب المحلول على وجه الخصوص المتواجد في أراضيهم لكن إذا وجدوا أنفسهم أمام طلبات أمريكية أو إقليمية أو من الرباعية قد يحجموا أنشطتهم السياسية والاعلامية والاقتصادية إذا طُلب منهم ذلك.
واستدرك قائلًا: لكن حتى اللحظة على المستوي المنظور لا توجد مؤشرات على اللجوء لهذا التوجه والخيار لا على مستوي الرباعية أو الادارة الامريكية نفسها في ما يتصل بوضعية تنظيم اخوان السودان والحزب المحلول.
اختلاف الآراءفي الختام، يظل تصنيف الحركة الإسلامية كجماعة إرهابية محل جدل وتساؤل حول تأثيره على الحرب في السودان. بينما يرى بعض الخبراء أن هذا التصنيف قد يضعف قدرة الحركة على مواصلة الحرب، يعتقد آخرون أنه قد يؤدي إلى تصعيد الصراع. وفي كل الأحوال، يبقى الأهم هو أن يكون هذا التصنيف جزءًا من خطة شاملة لتحقيق السلام والاستقرار في السودان، وليس وسيلة لزيادة تأجيج الأزمة.
الوسومالإخوان المسلمين الإرهاب الولايات المتحدة الأمريكية