مع بدء شن قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها البري على قطاع غزة، واستمرار الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين منذ الـ ٧ من أكتوبر، روجت إسرائيل لمركبة جديدة يطلق عليها مدرعة «النمر» التي من المفترض أنه لا يمكن اختراقها وذلك لعدة سنوات، لكن الصحف الإسرائيلية تتحدث الآن عن خيبة أملها إزاء ناقلة الجنود، التي أصبحت مقبرة لجنود الاحتلال الذين انتظروا عقودا لحمايتها.


وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا في معارك شمال قطاع غزة قتلوا بصاروخ مضاد للدبابات أطلقه مقاوم فلسطيني خرج من نفق واستهدف ناقلة جند مدرعة من طراز تايجر.
وبحسب مصادر إعلامية إسرائيلية، قتل جنديان آخران عندما انفجر لغم أسفل دبابة كانا متحصنين فيها.
وكان تأثير الخبرين صادما على إسرائيل التي تردد منذ فترة طويلة أن المدرعة المبنية على طراز "ميركافا ٤" والمعروفة باسم "النمر" (NMR) "كاسرة التوازن" وأنها توفر الأمان والحماية لإسرائيل. القوات المشاركة في حرب المدن، لتفاجأ – بحسب وسائل إعلام إسرائيلية – بتحول تلك المدرعة إلى مقبرة لجنود النخبة في الجيش أثناء توغلها في قطاع غزة.
وأشارت مصادر في الصحافة الإسرائيلية إلى أن فكرة تصنيع ناقلة الجند المدرعة "نمر" ولدت من رحم يوم قاس وصفه الا بالأصعب على جيش الاحتلال.
وذكرت صحيفة «رويترز» أنه في ١٢ مايو ٢٠٠٤، بينما كان الجيش الإسرائيلي يبحث عن رفات ستة من جنوده الذين قتلوا بعد أن استهدفت المقاومة الفلسطينية ناقلة جند مدرعة من طراز M٦، تمكن مقاتلو حماس من إصابة ناقلة جند مدرعة أخرى من طراز QM١١٣ محملة بالمتفجرات.
قتل الجنود الإسرائيليون الخمسة الذين كانوا على متنها، وعززت الصورة المنشورة لبعض جنود الاحتلال وهم يزحفون بالقرب من المدرعة المحترقة بحثا عن رفات زملائهم الجدل حول جدوى تواجد الاحتلال في غزة، وجددت الجدل. في ذلك الوقت حول خطة فك الارتباط مع قطاع غزة. وعليه، أدرك جيش الاحتلال الحاجة إلى ناقلة جند بديلة للطائرة M١١٣، التي لم تنجح خطط تطويرها في توفير حماية أفضل لجنود الاحتلال.
منذ سنوات عديدة بدأت وزارة الدفاع الإسرائيلية مشروع تصنيع ناقلة جند محصنة، وبعد الدراسات تقرر بناء مدرعة ميركافا سيمون-٤ النمر (NMR).
تم تصميم ناقلة الجنود المدرعة تايجر لضمان عدم تكرار "الكارثة" التي تعرض لها جنود الاحتلال في غزة عام ٢٠٠٤.
وقد تم تجهيز المركبة المدرعة بمعدات حماية مماثلة لتلك الموجودة في دبابات شاريوت، وكان من المفترض أن تكون مقاومة لاختراق الصواريخ المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية، ومزودة بنظام دفاع نشط لاعتراض مثل هذه الصواريخ، مما يمكنها من للتقدم رغم العقبات التي تواجهها.
لكن تكلفتها الباهظة، حوالي ٣ ملايين دولار لكل مركبة مدرعة، جلبت الكثير من الانتقادات للمشروع وأبطأت عمليات التصنيع.
وبعد الخسائر الفادحة التي مني بها جيش الاحتلال في حربه على غزة عام ٢٠١٤، جعل قادته يتخذون قرارا بالإسراع بتجهيز ناقلات الجند المدرعة "نمر".
وخلال سنوات أصبحت المدرعة المحصنة جاهزة تحت تصرف بعض وحدات جيش الاحتلال، وتم إنتاج نسخة معدلة منها لسلاح المهندسين لاختراق العوائق.
ويمتلك جيش الاحتلال الآن المئات من حاملات "النمر"، ويبلغ طاقمها ٣ أفراد، والقدرة على حمل ٨ أفراد.
بدأ إنتاج نسخة مطورة تسمى NMR-٢ العام الماضي بمحرك بقوة ١٥٠٠ حصان ومدافع رشاشة تعمل باللمس وغيرها من التقنيات الحديثة.
لكن رغم كل الإمكانيات المذكورة، اخترقتها صواريخ فلسطينية مضادة للدبابات، مما أدى إلى مقتل سبعة جنود داخل أحدهم أثناء توغلها في قطاع غزة.
شهداء فلسطين 
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الخميس، عن ارتفاع عدد الشهداء في غزة منذ بدء الحرب إلى أكثر من ٩٠٠٠ بينهم ٣٧٦٠ طفلا.
وكانت قد أعلنت الوزارة ، عن سقوط شهيدين و٦ إصابات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في رام الله والبيرة وقلقيلية بالضفة الغربية.
كان خمسة فلسطينيين على الأقل استشهدوا، وأصيب العشرات، جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلى، صباح اليوم الخميس، مخيم "الشاطئ" فى قطاع غزة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال غزة جنود الاحتلال جیش الاحتلال ناقلة جند قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ما دلالات تزايد كمائن المقاومة قرب المنطقة العازلة بغزة؟

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن نصب فصائل المقاومة كمائن ناجحة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي وآلياته قرب السياج الفاصل والمنطقة العازلة في قطاع غزة يؤكد جاهزيتها ويدحض مزاعم إسرائيل بالقضاء عليها.

وجاء حديث حنا للجزيرة تعليقا على مشاهد بثتها سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– توثق كمينا هندسيا استهدف آليات الاحتلال المتوغلة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بتفجير متزامن لقنبلة من مخلفات الاحتلال وعبوة ناسفة من نوع "ثاقب".

وبشأن هذه المشاهد، أعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن هذا الكمين قرب المنطقة العازلة يأتي ردا على تصريحات مسؤول عسكري إسرائيلي تباهى فيها بتدمير قرابة ألف منزل فلسطيني، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك منازل تطل على موقع ناحل عوز العسكري.

وشدد حنا على أن الموضوع لم ينتهِ، إذ تعد طريقة القتال وخصائصها مختلفة، و"لم نشهدها في تاريخ الحروب العسكرية".

واضطر جيش الاحتلال لاستعمال ذخيرة تعود إلى الخمسينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وفق الخبير العسكري، الذي قدّر وجود 10% من مخلفات الاحتلال لم تنفجر بعد.

وبناء على ذلك، فإن هذه المخلفات تأتي إلى المقاومة بدلا أن تصنعها، وتعيد طريقة التعامل معها واستغلالها بأفضل شكل ممكن.

إعلان

وأشار إلى نشاط 5 فرق عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة 3 منها تقاتل فعليا، وهي: 36، 98، 162، مؤكدا أن المعارك -حسب بيانات المقاومة- تقع في المنطقة الأمنية العازلة أو محيطها أو بالقرب منها.

وأمس السبت، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن الجيش أدخل جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى قطاع غزة.

معارك خان يونس

واليوم الأحد، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تنفيذ عملية مزدوجة استهدفت قوة من جيش الاحتلال كانت تتحصن داخل منزل في بلدة القرارة شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وتضمنت العملية تفجير المنزل بعدد من العبوات الناسفة الشديدة الانفجار، مما أدى إلى انهياره وسقوط عدد من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح.

وكما فجر مقاتلو القسام -وفق البيان- عين نفق في مجموعة من الجنود الذين وصلوا إلى المكان، وجرى اشتباك مباشر معهم باستخدام الأسلحة الخفيفة.

وبشأن المعارك في هذه المنطقة، قال الخبير العسكري إن لواء خان يونس في كتائب القسام لا يزال يقاتل ويعتبر مركز ثقل أساسيا، في حين تسعى إسرائيل لتأمين المنطقة بين محوري موراغ وفيلادلفيا باعتبارها عنوان المرحلة المقبلة.

ووفق حنا، فإن جيش الاحتلال يريد السيطرة على هذه المنطقة وتهجير الغزيين إليها تحت ذريعة توزيع المساعدات الإنسانية.

بين زامير وزيني

بدوره، قال رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير اليوم الأحد إن حرب غزة طويلة ومتعددة الجبهات، وتعهد بـ"حسم المعركة مع لواء خان يونس كما فعلنا في رفح".

وفي هذا الإطار، قال حنا إن زامير اقترح على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدخول إلى قطاع غزة عبر عملية "عربات غدعون"، ويرتكز في ذلك على الدبابات والآليات العسكرية ضمن فترة تقدر بـ3 أشهر.

وعقب ذلك، فإن جيش الاحتلال يحتاج 9 أشهر لتنظيف المنطقة وتنفيذ ما قرره نتنياهو قبل أيام بضرورة أن تكون غزة خالية من السلاح، وخروج قيادات المقاومة منها، وتدمير البنية التحتية العسكرية.

إعلان

وخلص إلى أنه من مصلحة نتنياهو الاعتماد على الحرب المستدامة لأنها الوسيلة الوحيدة لإنقاذه، وهو ما يتبناه رئيس الشاباك الجديد ديفيد زيني، خلافا لزامير الذي قال إن "هذه الحرب ليست بلا نهاية، وسنعمل على تقصيرها".

مقالات مشابهة

  • “القسام” تعلن استهداف 4 جنود بقذائف مضادة للأفراد وتفجير حقل ألغام بقوة هندسية
  • استعدادات أمام معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • لبنان أمام مهلة محددة لايجاد حل نهائي لمسألة السلاح... حزب الله: المقاومة باقية ومستمرة
  • أمن المقاومة: الثأر ممن قتل ونهب وتعاون مع العدو قادم
  • تشكيل النصر المتوقع أمام الفتح في دوري روشن السعودي.. رونالدو يقود الهجوم
  • بالأرقام: الحصار اليمني وتداعياته على كيان العدوّ.. سياحة تنهار واقتصاد ينزف
  • أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي
  • ما دلالات تزايد كمائن المقاومة قرب المنطقة العازلة بغزة؟
  • الاحتلال يستدعي ألوية تمهيدا لتوسيع الهجوم البري على غزة