ماذا يعني قيام الحوثيين بمناورة عسكرية على الحدود مع السعودية في هذا التوقيت؟.. خبير عسكري يجيب
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
علق خبير وأكاديمي مختص بالشؤون العسكرية، على المناورة العسكرية، التي نفذتها المليشيات الحوثية في محافظة صعدة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، بالتزامن مع أحداث ساخنة في المنطقة، وتوقف مباحثات السلام اليمنية.
وذكرت وسائل إعلام حوثية، أن المناورة تمت باستخدام الأسلحة الصاروخية والمدفعية والطيران المسير والدبابات والرشاشات ومختلف أنواع الأسلحة.
واستمرارا للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، وهروبا من الاستحقاقات الداخلية، وامتصاص غضب الشارع اليمني، الذي بلغ ذروته، الأشهر الأخيرة، رفعت المليشيات صور العلم الفلسطيني، وأطلقت اسم "طوفان الأقصى" على المناورة، في إشارة إلى العملية التي أطلقتها حركة حماس، ضد الاحتلال الاسرائيلي، في السابع من أكتوبر 2023.
وتعليقا على المناورة، يقول المحلل العسكري الدكتور علي الذهب إن هذه المناورات ترتبط بتحركات وزيارات قيادات الجيش اليمني للمناطق العسكرية على الحدود الشمالية مع السعودية ومنها زيارة رئيس الأركان الفريق صغير بن عزيز.
اقرأ أيضاً سعر صرف الدولار في السعودية واليمن والدول العربية اليوم الاثنين 6/11/2023 مناورة عسكرية أخيرة لمليشيا الحوثي على الحدود السعودية قبيل إنهاء الحرب في اليمن رسميا السعودية تواصل خفضها الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية العام وروسيا تلتحق بها بيان سعودي شديد اللهجة ردا على دعوة وزير إسرائيلي لضرب غزة بقنبلة نووية بينهم من الجنسية اليمنية.. الأمن العام السعودي يعلن القبض على مرتكبي عدد من الجرائم كيف تري ”هيرمس” نتائج شركات الاتصالات السعودية في الربع الثالث؟ انهيار وشيك للهدنة بين السعودية ومليشيا الحوثي ستمتد إلى السعودية والأردن.. 10 محافظات يمنية على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة عملية عسكرية حوثية فاشلة ضد السعودية درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية أثناء لقائه وزراء خارجية العرب.. محمد عبدالسلام يبعث رسالة تهديد للوزير الأمريكي وهذا ما ورد فيها سعر صرف الدولار في السعودية واليمن والدول العربية اليوم الأحد 5/11/2023ويضيف في حديث لموقع "يمن ديلي نيوز"، أن ”المناورة تحمل دلالات كثيرة لكنها لا ترتبط بعملية السلام، وترتبط بالتحشيد والاضطراب الحاصل على الحدود بين السعودية واليمن، وتحركات قيادة الجيش في هذه المناطق، وأعني بذلك صعدة وحجة حيث زار رئيس الاركان جبهات المنطقة الخامسة وتقريبا زار مناطق اللحية، والسواحل“.
وتابع: “تلك المناورات يمكن تفسيرها بأنها رد عملي على تحركات قيادة الجيش الوطني، جزء منه استعراض القوة والجزء وهي المناورة، والآخر حدث على الأرض، تمثل في استهداف رئيس الاركان واستهداف المناطق الحدودية مع السعودية“.
وتطرق المحلل العسكري إلى إعلان الحوثيين استهداف إسرائيل وقال: ”استخدام الصواريخ والطيارات إلى مناطق غير مأهولة خارج الارضي اليمنية، جاء بناء على ما أملته الظروف الراهنة“، متوقعا أن يكون للحوثيين فيه قرارا مستقلا يحاولون من خلاله إسكات الداخل الناقم بفعل تردي إدارة مناطقهم اقتصاديا وامنيا و سياسيا.
وتحدث عن رسائل ودلالات أخرى لإعلان الحوثيين استهداف إسرائيل يتمثل في أن إيران بدأت تحرك أذرعها في المنطقة، وأن أنسب هذه الأذرع هم جماعة الحوثيين“.
وقال إن إطلاق الصواريخ لا يعبر عن اليمن بقدر ما يعبر عن جماعة ما دون الدولة وهذه الجماعة تعرف بأنها موالية لإيران وتسير معها في اتجاه واحد”.
ولفت الأكاديمي في الشؤون العسكرية إلى أن هذه الخطوة في سياق بعده ودلالته الخارجية “لا تمثل أو لا تحدث أثرا عسكريا بالغا يغير مجرى الحدث، هي فعلا له صدى إعلامي وقد يكون له تأثير عسكري طفيف من حيث مشاغلة الدفاعات واستهلاك النيران الدفاعية، واستفزاز الجوار والقوى الكبرى المتعدد مصالحها في البحر الاحمر كل هذا له عمل تداعيات في هذا الاتجاه او ذاك”.
يُذكر أن إعلان السعودية حربها في اليمن عام 2015 جاءت بعد أيام قليلة من إجراء مليشيا الحوثيين مناورة عسكرية مماثلة في منطقة البقع بصعدة قرب الحدود السعودية، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة، وأعلن ناطق المليشيا أن هدفها توجيه رسالة للرياض لمنع التدخل في اليمن.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: على الحدود
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
رغم مرور 22 شهرا على الحرب، فإن إسرائيل صعّدت على المستويين السياسي والعسكري من نبرة تهديدها لقطاع غزة، بعد تمسك المقاومة بمطالبها لإبرام صفقة تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي وقت كثفت فيه المقاومة عملياتها وكمائنها المركبة على الأرض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن المؤسسة العسكرية ستقدم خططا للمستوى السياسي لاستمرار القتال في غزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية العسكرية في غزة ستنتقل إلى مرحلة "أكثر تصعيدا إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الجيش سيعمل على إيجاد "تهديد عسكري حقيقي في مناطق معينة، أملا أن يدفع ذلك نحو التوصل إلى صفقة جزئية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن التنسيق يجري حاليا وراء الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
مأزق مزدوجويخفي هذا التوجه الجديد مأزقا سياسيا وعسكريا إسرائيليا في قطاع غزة يترجم بتعميق التجويع وزيادة وتيرة القتل، وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.
وحسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فإنه لا يوجد في جعبة جيش الاحتلال من الناحية الإستراتيجية ما يمكن استخدامه لإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية في المفاوضات.
وشكلت عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي- أقصى تهديد عسكري حقيقي لحماس، إذ كانت ذروة عمليات جيش الاحتلال خلال الحرب، التي ينظر إليها المجتمع الإسرائيلي بأنها أصبحت عبثية.
واستبعد الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد نجاح إسرائيل في إخضاع المقاومة عبر أي تهديد عسكري جديد، مستدلا بالكمائن ضد جيش الاحتلال في بيت حانون شمالا ورفح جنوبا.
وحسب زياد، فإن استمرار سقوط القتلى والجرحى الإسرائيليين في رفح وبيت حانون "دلالة راسخة على استعصاء العمل العسكري في هزيمة قطاع غزة".
إعلانوبناء على ذلك، فإن انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى قاب قوسين أو أدنى، في حين يبقى الهدف الإسرائيلي الأسمى تصفية القضية الفلسطينية عبر رفع شعار القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وفرض حكم عسكري على القطاع ثم تهجير سكانه.
ضوء أخضر أميركيلكن المقاومة بدأت قراءة المتغيرات الميدانية، بعدما بات جيش الاحتلال يميل للاندفاع أكثر بما يحقق له احتلالا مباشرا للأرض وفرض حصار مطبق، كما يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي.
وتحاول إسرائيل فرض واقعين على المقاومة الأول: "تفاوض تحت النار"، والآخر: "تفاوض تحت الحصار" عبر عمليات استطلاع متقدم -حسب الشريفي- ضمن هدف لم يعد تكتيكيا، وإنما في إطار إستراتيجية إدارة الأزمة.
وبناء على هذا الوضع الميداني، بات واضحا ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إثر تغير في الأهداف تبناه جيش الاحتلال، الذي يريد السيطرة على محاور متعددة لإسكات قدرة حماس على المشاغلة والمواجهة.
لكن استهداف المقاومة وحدات الاستطلاع يعني أنها "لم تؤمّن قاعدة بيانات وبنك أهداف جديدا"، مرجحا إطاحة عمليات المقاومة بإستراتيجية إسرائيل القائمة على الاحتلال والحصار.
وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإنعاش جيش الاحتلال -الذي يعاني ضعفا وانهيار معنويا- من قبل الولايات المتحدة لإدامة زخم المعركة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية والأميركية في غزة.
في المقابل، رأى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو في الهجمات الفلسطينية على القوات الإسرائيلية أنها بمنزلة "تقوية لحكومة بنيامين نتنياهو"، إذ تظهر أن هناك حربا لم تنتهِ، وضرورة القضاء على حماس وطرد قياداتها إلى الخارج.
وحسب فرانكو، فإن حماس تريد تجميع عناصرها وترتيب صفوفها والعودة إلى الحرب، مرجحا في نهاية المطاف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية إسرائيلية.
وكان ترامب قال -في أحدث تصريحاته- إنه "لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة"، مطالبا إسرائيل باتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، في حين قال نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة- إنه سيواصل التفاوض ويتقدم في القتال من أجل القضاء على حماس وتحرير الأسرى.