تابعت دول العالم بقلق وترقب أمس السبت مجرى الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر بقيادة يفغيني بريغوجين ضد القيادة العسكرية للبلاد، فيما يشكل أبرز تحدّ داخلي يواجهه الرئيس فلاديمير بوتين في خضم حرب أوكرانيا.

وفيما يأتي عرض لأبرز مواقف دول وحكومات بشأن التمرد الذي اعتبره بوتين "طعنة في الظهر" و"خيانة":

يفغيني بريغوجين والرئيس بوتين مادة اعلانيةأوكرانيا

اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن تمرّد مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها.

وكتب على وسائل التواصل "ضعف روسيا واضح. ضعف واسع النطاق. وكلما أبقت روسيا قواتها ومرتزقتها على أرضنا، واجهت مزيدا من الفوضى والألم والمشكلات لاحقا".

واعتبر أن روسيا "اختارت الدعاية لإخفاء ضعفها وحماقة حكومتها، والآن بلغت الفوضى حدا لم يعد بإمكان أحد الكذب بشأنها".

من جهتها رأت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار أن التمرد "فرصة" لبلادها. وكتبت عبر "تليغرام": "يقاتلوننا لكنهم يدمرون أنفسهم. ما معنى ذلك بالنسبة لنا؟ فرصة"، مؤكدة أن أوكرانيا تواصل عملها حتى تحقيق "النصر".

#بريغوجين ينشر صورا لتحيته السكان في #روستوف أثناء مغادرتها
#العربية pic.twitter.com/wqjaORdpZH

— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 24, 2023 الولايات المتحدة

أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن واشنطن ستُبقي على "تنسيق وثيق" مع حلفائها بشأن الأحداث في روسيا. وأوضح: "تحدثت اليوم إلى وزراء خارجية دول مجموعة السبع ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الراهن في روسيا. الولايات المتحدة ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع تطور الوضع".

وشدد المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر على أن الأوضاع المستجدة "لا تغيّر شيئا" بالنسبة إلى الدعم الذي توفره واشنطن وحلفاؤها لأوكرانيا.

وكان متحدث باسم الرئاسة الأميركية أكد في وقت سابق أن البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا، مشيرا إلى أن الرئيس جو بايدن أطلِع على ما يجري.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج "نراقب الوضع وسنتحدث مع حلفائنا وشركائنا" بشأن التطورات.

حلف الأطلسي

اكتفت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي بالتأكيد أن التحالف "يراقب الوضع".

أوروبا

أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن التكتل القاري "يراقب عن كثب الوضع في روسيا. على تواصل مع القادة الأوروبيين والشركاء في مجموعة السبع". وقال: "واضح أن هذا شأن داخلي روسي"، مشددا على أن دعم دول الاتحاد لأوكرانيا "لا يتزعزع".

وأوضح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أنه "على تواصل دائم مع سفيرنا في موسكو ونواصل مشاوراتنا الداخلية مع الدول الأعضاء".

وأكد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع الأوضاع عن كثب، مضيفا "نواصل التركيز على دعمنا أوكرانيا".

وتابعت الحكومة الألمانية "عن كثب الأوضاع في روسيا"، وفق ما أكد متحدث باسمها لوكالة "فرانس برس". ونصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها بتفادي وسط موسكو والمباني الحكومية والمقار العسكرية في العاصمة.

ورأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أن ما يجري "يظهر كيف أن الاعتداء على أوكرانيا يتسبب بعدم استقرار في روسيا أيضا".

وحض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك "جميع الأطراف على تحمّل مسؤولياتهم لحماية المدنيين". وأضاف أنه على تواصل مع قادة الدول الحليفة "في ضوء تطوّر الوضع. سأتحدث إلى بعضهم (...) الأهم بالنسبة إلينا هو أن يتصرف جميع الأطراف بمسؤولية".

ولجأ مسؤولون في الجمهورية التشيكية إلى السخرية للتعليق على الأحداث. وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي: "أرى أن إجازتي الصيفية في القرم تقترب"، في إشارة الى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.

من جهتها قالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا سيرنوشوفا "وأخيرا بتنا ندرك ما تعنيه روسيا بعملية عسكرية خاصة"، في إشارة إلى التسمية التي أطلقها بوتين على دخول قواته الى أوكرانيا. وأضافت "بعد 16 شهرا من الحرب على أوكرانيا، روسيا تشنّ حربا على روسيا. لم نفاجأ. هذا تقليد هناك. الحروب الفاشلة تنتهي بإعدام القيصر، بفوضى وحرب أهلية بإشراف المتلصصين. تهانينا".

واعتبرت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر أن الوضع في روسيا "خطر" وقيد المتابعة "لتبيان ما سيكون أثره على النزاع" في أوكرانيا.

وحذر المستشار النمسوي كارل نيهامر من مخاطر "الأسلحة البيولوجية، الكيماوية، والنووية" في حال غرقت روسيا في فوضى شاملة.

وأكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن "الحكومة تتابع عن كثب الوضع في روسيا. الوضع خطر".

وأعلنت وزيرة الخارجية النريوجية أنيكن هويتفيلدت أن بلادها تتابع "من قرب الوضع الدراماتيكي في روسيا وهي على تواصل وثيق مع السفارة في موسكو". ونصحت الخارجية رعاياها بعدم السفر إلى روسيا، كما فعلت بلغاريا.

ودعت الخارجية الدنماركية رعاياها في روسيا إلى "البقاء في الداخل (منازلهم)، الصبر، والاطلاع على ما يجري" من وسائل الإعلام الروسية.

مجموعة السبع

أعلن بوريل أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع "تبادلوا وجهات النظر" بشأن الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية.

وكتب على "تويتر": "أجريت اتصالا مع وزراء خارجية مجموعة السبع لتبادل وجهات النظر بشأن الوضع في روسيا. عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، أنسّق داخل الاتحاد الأوروبي وقد فعّلتُ مركز الاستجابة للأزمات".

وأكدت ألمانيا أن وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك "بحثت في الوضع" مع نظرائها في مجموعة السبع التي تضم أيضا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا. ولم يقدّم الجانبان تفاصيل إضافية.

تركيا

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال مع نظيره فلاديمير بوتين، السبت، إلى تحكيم المنطق في روسيا، مبديا استعداده للعمل على إيجاد "حل سلمي" للأزمة.

وأورد بيان للرئاسة التركية أن أردوغان "شدد على أهمية التصرف من خلال تحكيم المنطق"، وأنه قال "إننا، في تركيا، على استعداد لتأدية دورنا لإيجاد حلّ سلمي للأحداث في روسيا في أسرع وقت".

وأعلن الكرملين في وقت سابق أن بوتين تلقى من أردوغان "دعمه الكامل" في مواجهة التمرد.

وأكد في بيان أن بوتين أطلع أردوغان على "الوضع في البلاد المرتبط بمحاولة التمرد المسلّح"، مشيرا إلى أن الرئيس التركي الذي واجه محاولة انقلاب عام 2016، أعرب عن "دعمه الكامل لكل الإجراءات المتخذة" من نظيره.

بيلاروسيا

اعتبرت بيلاروس، الجارة الحليفة لروسيا، أن التمرد "هدية" للغرب، محذّرة من أنه قد يتحول "كارثة". ونقلت الخارجية عن بيان لمجلس الأمن القومي "أي تحريض، أي نزاع داخلي في الدوائر العسكرية أو السياسية، في مجال المعلومات أو المجتمع المدني، هو هدية إلى الغرب مجتمعا".

بعدها، قال مكتب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إنه توسط في اتفاق مع بريغوجين الذي وافق على تهدئة الوضع، فيما أعلن قائد فاغنر أنه أمر مقاتليه، الذين يتقدمون صوب موسكو في قافلة، بالتراجع والعودة إلى قواعدهم لتجنب إراقة الدماء.

وأعلن الكرملين أنه سيتم إسقاط دعوى التمرد المسلح ضد بريغوجين، وأنه سيذهب إلى بيلاروسيا.

العرب والعالم 26 نقطة تختصر ما حدث في 24 ساعة.. تمرد فاغنر من الألف للياء العرب والعالم قائد فاغنر: قواتنا ستعود لقواعدها حقنا للدماء لاتفيا واستونيا

أعلن رئيس لاتفيا المنتخب إدغارس رينكيفيكس أن بلاده عززت أمن حدودها إثر التمرد في روسيا ولن تسمح بدخول المواطنين الروس إلى أراضيها.

وكتب في تغريدة "تتابع لاتفيا من كثب مستجدات الوضع في روسيا.. عززنا الأمن عند الحدود ولن نصدر تأشيرات أو نسمح بدخول مواطنين روس يغادرون روسيا بسبب الأحداث الراهنة".

وكانت لاتفيا أوقفت اعتبارا من العام الماضي منح الروس تأشيرات دخول إلى أراضيها، إلا أنها كانت تسمح باستثناءات لغايات إنسانية.

كذلك، أعلنت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس تعزيز "أمن الحدود"، داعية رعاياها إلى "عدم السفر الى أي مكان" في روسيا.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News بريغوجين بوتين فاغنر روسيا

المصدر: العربية

كلمات دلالية: بوتين روسيا روسیا فی

إقرأ أيضاً:

أوروبا تتخذ قرارا صارما تجاه روسيا.. وموسكو تحذر من عواقبه الوخيمة

قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تجميد الأصول الروسية التي تبلغ قيمتها 210 مليارات يورو إلى أجل غير مسمى، مؤكدة أنها ستواصل العمل على زيادة تكلفة الحرب على أوكرانيا بالنسبة لروسيا.

وقالت مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن دول الاتحاد قررت إبقاء الأصول الروسية مجمّدة إلى أجل غير مسمّى، ما لم تدفع روسيا تعويضات كاملة لأوكرانيا عن الأضرار التي تسببت فيها.

كما أكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سيواصل تصعيد الضغط على روسيا لدفعها إلى التعامل بجدية مع مسار المفاوضات.

من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن قادة الاتحاد تعهدوا بالإبقاء على تجميد الأصول الروسية إلى أن تنهي موسكو ما وصفها بـ"حربها العدوانية" على أوكرانيا وتتحمل مسؤولية التعويض عن الأضرار، موضحا أن الخطوة التالية ستتركز على تأمين التمويل اللازم لأوكرانيا خلال العامين المقبلين.

وأشار بيان لمجلس الاتحاد الأوروبي، إلى أن الدول الأعضاء قررت حظر إعادة الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي في دول الاتحاد، مبينا أن القرار جرى اتخاذه بشكل عاجل للحدّ من الأضرار المحتملة على اقتصاد الاتحاد الأوروبي.

وأكد المجلس، أنه في حال عدم حظر هذه الموارد، فسيتمكّن الجانب الروسي من استخدامها لتمويل الحرب ضد أوكرانيا، مما قد يفضي إلى عواقب خطيرة على اقتصاد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.

من جانبها رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بقرار المجلس، مؤكدة أنهم سيواصلون زيادة تكلفة الحرب بالنسبة لروسيا.

وقالت فون دير لاين، في بيان، إنهم سيعملون على ضمان أن تصبح أوكرانيا أقوى في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات.



وفي أول رد فعل روسي، قال المبعوث الروسي الخاص كيرلي ديمتريف إن "الأوروبيين سيواجهون عواقب وخيمة إذا قرروا استخدام أصولنا المجمدة".

وكان البنك المركزي الروسي قد استبق صدور القرار الأوروبي وأكد أن المقترحات التي نشرها الاتحاد الأوروبي لاستخدام أصوله غير قانونية، وحذر من أنه يحتفظ بحقه في استخدام جميع الآليات المتاحة لحماية مصالحه.

وينهي القرار الجديد عملية سابقة كانت تقضي بتمديد تجميد الأصول الحكومية الروسية التي تبلغ نحو 210 مليارات يورو كل 6 أشهر، وهي العملية التي تتطلب إجماع كل الأعضاء، وبذلك يبعد خطر رفض المجر وسلوفاكيا لقرار التمديد.

وبحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية فإن وثيقة داخلية اطلعت عليها تؤكد أن بلجيكا عبّرت عن معارضتها لخطة الاتحاد الأوروبي بشأن تجميد الأصول الروسية، كما أن إيطاليا تدعمها في هذا الموقف.

ومنذ 24 شباط/ فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • تصعيد جوي بين روسيا وأوكرانيا وكييف تتهم موسكو بقصف سفينة تركية
  • خبير: مشهد إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا لا يزال بعيدًا للغاية عن الوصول للحظة حسم
  • بـ 10 حيل مجرّبة.. كيف تزيد من شغف الأطفال بالمذاكرة؟
  • إردوغان يحذّر من تحويل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة بين روسيا وأوكرانيا
  • الرئيس التركي: مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين
  • الرئيس التركي: السلام بين روسيا وأوكرانيا ليس ببعيد
  • روسيا تعلن مقتل شخص وأوكرانيا تحقق اختراقا بجبهة خاركيف
  • أوروبا تتخذ قرارا صارما تجاه روسيا.. وموسكو تحذر من عواقبه الوخيمة
  • سياسي: خطة المفوضية الأوروبية تجاه أموال روسيا المجمدة تهدد الاقتصاد الأوروبي
  • 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام