قال الدكتور إبراهيم الهدهد، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف، عضو مجمع البحوث ‏الإسلامية، إن الالتفاف الغربي والداعم للكيان الصهيوني في مجازره البشعة التي يمارسها ضد ‏الفلسطينيين تحمل في باطنها حملة ممنهجة ضد الأمة العربية والإسلامية وتنسج حولها ‏الأكاذيب والخرافات في محاولة لإكسابها الشرعية، وعلى مؤسساتنا ومنظماتنا أن تتصدى لكل ‏محاولات التزييف التي يتخذها الكيان الصهيوني ستارًا يخبئ خلفه كل جرائمه البشعة.

وأكد الهدهد أن محاولات تصوير الإسلام بأنه دين الإرهاب وأن أتباعه مجرمون وقتلة هي ‏حملات هدفها تشويه صورة الإسلام والمسلمين؛ هذا الدين الذي لا يعرف الكره ولا البغض ولا ‏التعدي على حقوق الآخرين، وهو دين يحمل في مقوماته دعائم الحضارة الإنسانية التي تقوم ‏على العدل والمساواة بين البشر جميعًا. ‏

وأوضح الهدهد أن هناك دورا مهما ورئيس للخطاب الإفتائي في بناء الوعي، والتصدي  لحملات ‏التشويه الممنهجة للحقائق التاريخية الثابتة، وهو الدور الذي لعبته فتاوى الأزهر في دعم ‏القضية الفلسطينية في كل مراحلها إيمانًا من علماء الأزهر بحق الشعب الفلسطيني الثابت ‏تاريخيا ودينيا، ولا يزال هذا الدور مستمر في مساندة القضية الفلسطينية، كما استعرض الهدهد  ‏جانبًا من وثائق الأزهر الشريف التاريخية ومواقف علمائه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية في ‏كل مراحلها والتي أكدت جميعها حق الشعب الفلسطيني في نضاله لاسترداد أرضه وحماية ‏مقدساته من اعتداءات الكيان الصهيوني الغاشم.‏

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إبراهيم الهدهد الازهر الشريف الأزهر البحوث الاسلامية الداعم للكيان الصهيوني

إقرأ أيضاً:

دلالات الانعطافة الحادة للكيان الإسرائيلي نحو تايوان

قبل يوم واحد من بدء وزير الخارجية الصيني وانغ يي جولته للمنطقة العربية للقاء نظرائه في الإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية والأردن، كشفت وكالة رويترز تسريبات عن زيارة نائب وزير الخارجية التايواني فرانسوا وو للكيان الإسرائيلي خلال كانون الأول/ ديسمبر الحالي، في استفزاز يعد الأقوى للتنين الصيني من قبل الكيان الإسرائيلي خلال العام الحالي (2025)، فقد سبقته زيارات في تشرين الأول/ أكتوبر قام بها وفد من الكنيست الإسرائيلي لتايوان، التقى فيها الرئيس لاي تشي، بعد أن كان 72 من أعضاء الكنيست الإسرائيلي طالبوا بدعم انضمام تايوان لمنظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات الأممية التابعة للأمم المتحدة، لتسبقها زيارة المدير العام لوزارة الرفاه الاجتماعي الإسرائيلي بنون ارون لوزير الخارجية التايواني في تايبيه في أيلول/ سبتمبر الماضي.

التسريب والتحركات الإسرائيلية تجاه تايوان لم تعد ظواهر فردية لعضو هنا أو هناك في الكنيست الإسرائيلي، بل موقف سياسي أقرب إلى اعلان التراجع عن مبدأ الصين الواحدة الذي أقره الكيان الإسرائيلي في العام 1992 لإقامة علاقات دبلومآسية طبيعية مع الصين الشعبية في حينه، اذ تعتبر بكين جزيرة تايوان جزء من أراضيها وشرط لتطور العلاقة معها.

التدهور في العلاقات الصينية مع الكيان الإسرائيلي بات ملموسا، ولكنه لم يأت على خلفية الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ودول الجوار بما فيها إيران، بل جاء نتاج الاستجابة للموقف الأمريكي الداعي إلى الحد من العلاقة الاقتصادية والتقنية المتنامية بين بكين والكيان الإسرائيلي، التي بلغ حجم الشراكة فيها ما يقارب 24 مليار دولار نهاية العام 2022، من ضمنها استثمارات في قطاع التكنولوجيا الفائقة، والنقل والشحن، كالموانئ وخطوط سكك الحديد الخفيفة داخل الكيان الإسرائيلي.

تايوان تمثل البديل الإحلالي للاستثمارات الصينية من ناحية، ومن ناحية أخرى استجابة استراتيجية للرفض الأمريكي للعلاقة المتطورة بين الكيان وبكين، ما يجعلها خيارا إجباريا للكيان يكشف مقدار التبعية وغياب المرونة أمام الضغوط الأمريكية خلافا لواقع كل من أبو ظبي والرياض وعمّان التي تستقبل وزير الخارجية الصيني بدءا من اليوم الجمعة الموافق 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بناء على دعوات من هذه العواصم.

في ضوء ذلك يمكن القول: إن الموقف الصيني الناقد للاحتلال والذي لم يختلف عن مواقف إسبانيا والنرويج والدنمارك وأيرلندا وهولندا وفرنسا وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، وغيرها كثير من دول القارة الأفريقية والآسيوية لم يكن السبب والدافع الحقيقي للموقف الإسرائيلي، كما أن الانفتاح الصيني على إيران بعيد العدوان الإسرائيلي وقبله لم يكن الدافع أيضا، فروسيا قدمت ما هو أكثر من بكين لطهران وللحوثيين في اليمن، والحال ذاته في رعاية الصين للقاء المصالحة للفصائل الفلسطينية الأربعة عشر في بكين في تموز/ يوليو 2024، إذ سبقتها إلى ذلك موسكو بعام كامل ولأكثر من جولة.

تايوان بالنسبة للكيان الإسرائيلي تعد محاولة لإعادة إنتاج دورها الوظيفي للراعي الأمريكي، فمن خلاله تحاول أن تعكس مرونتها في مقابل انعدامها لدى دول المنطقة التي تملك علاقات تجارية واقتصادية وثقافية آخذة في التنامي مع الجانب الصيني الذي يزور وزير خارجيته وانغ يي المنطقة العربية بناء على دعوة تلقاها من نظرائه الإماراتي عبد الله بن زايد، والسعودي فيصل بن فرحان، والأردني أيمن الصفدي؛ لزيارة البلدان الثلاثة بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) يوم أمس الخميس.

الدور الإسرائيلي الوظيفي لم يكن وما بهذا الوضوح، فالموقف من الصين لا يعد خيار إسرائيليا بل وظيفة وتكليف أمريكي، وهنا تكمن الصدمة التي تميط اللثام عن المرونة المزعومة، فالكيان مطالب بتزويد تايوان بالتقنية والتكنولوجيا التي تتيح لها تطوير قبتها الحديدية المتعددة الطبقات (تي-دوم) لموجهة التهديدات الصينية، الأمر الذي لا تستطيع واشنطن القيام به، في حين تستطيع دولة الكيان فعله دون تبعات استراتيجية كبرى تترتب على طاولة المفاوضات بين بكين وواشنطن، فميزانية الدفاع الأمريكية الأخيرة والمقدرة بـ900 مليار دولار تتضمن بنودا واضحة لتقديم الدعم العسكري والتقني للكيان لتطوير منظومة الدفاع الجوي الخاص به، وكأن دولة الاحتلال قاعدة أو لواء يتبع للجيش الأمريكي، لا أكثر ولا أقل، وهو تعريف لا سابقة له، كون الولايات المتحدة اعتادت تقديم الدعم بشكل منفصل وعبر اتفاقات ومنح ومساعدات تقر من الكونغرس ولجانه لا من قبل وزارة الحرب الأمريكية، وكان آخرها ما أقرته إدارة بايدن بتقديم 38 مليار دولار لدولة الاحتلال في العام 2023 للأعوام الخمس التي تلي ذلك.

انعطافة الكيان الإسرائيلي باتجاه تايوان كشفت عن فقدان المرونة السياسية وتحولها إلى أداة وبند مالي في وزارة الحرب الأمريكية، الأمر الذي ستكون له انعكاسات سلبية على العلاقة الإسرائيلية مع العملاق الصيني الصاعد، والذي بات معنيا بإعادة ترسيم علاقاته مع دول المنطقة وفقا للحقائق التي كشفها التصعيد الإسرائيلي الأخير تجاه الصين ووفقا للتعريف الأمريكي الجديد للكيان ودوره، باعتباره أحد أدوات مواجهة النفوذ الصيني في مضيق تايوان والمنطقة العربية.

المرونة المعدومة للكيان الإسرائيلي في رسم ملاح العلاقة مع الصين كرستها وعمقتها التحولات التي نشأت عن عملية طوفان الأقصى، بإعادة تعريف وظيفة الكيان الإسرائيلي كاحتلال معزول يصعب إدماجه في المنطقة بأدوات اقتصادية وثقافية من ناحية، يقتصر دوره على وظيفة أمنية حددتها له وزارة الحرب الأمريكية بدقة مؤخرا في بند الإنفاق والتطوير، معلنة بذلك فشله كمشروع مستقل قائم بذاته.

موازنة أمريكا الحربية لهذا العام استثنائية، وجلها لن يذهب لقواعدها في المنطقة العربية والمحيط الهادي، ولا لتمويل حاملات الطائرات في البحار والخلجان العربية والمحيط الهندي، بل لتمويل القبة الذهبية للدفاع عن أجواء وفضاء أمريكا كونها تتجاوز ثلت موازنة الحرب الأمريكية، إلى جانب تطوير وتحديث منظومة الأسلحة النووية والصواريخ الفرط صوتية، وأخيرا الحرس الوطني المناط به التعامل مع المهاجرين والتحديات الداخلية والحدودية، إلى جانب التحديات شمال الاسكا وجنوب البحر الكاريبي في أمريكا الجنوبية.

ختاما.. انعطافة الاحتلال نحو تايوان بعيدا عن الصين لا تعد خيارا إسرائيليا يمكن الرجوع عنه، بل دور رُسم لها مسبقا من وزارة الحرب الأمريكية، وعلى الجانب الآخر الصين التي وجدت في الاحتلال أداة متعفنة لإعاقتها جيوسياسيا، ما يعني أن دول المنطقة ستجد في الصين مستقبلا دولة أكثر انفتاحا واستعدادا لتطوير العلاقات على نحو يعالج الفراغ المتوقع والموثوقية المفقودة للولايات المتحدة التي تتعامل مع دول المنطقة العربية، من خلال قرارات تنفيذية للرئيس الأمريكي سرعان ما تنتهي صلاحيتها بانتهاء رئاسته.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • الأحرار الفلسطينية”: انطلاقة حركة “حماس” شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كسر الردع الإسرائيلي وأعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
  • إسرائيل تصف الرئيس السيسي بأنه حجر عثرة ضد تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية |فيديو
  • “الأحرار الفلسطينية”: العدو الصهيوني يستمر باستهداف المدنيين بذرائع واهية
  • “المجاهدين الفلسطينية” تدين الاستهداف الصهيوني سيارة مدنية في غزة واستشهاد 7 مواطنين
  • وزير الخارجية: نشدد على موقف مصر الداعم للسلطة الفلسطينية في غزة والضفة
  • «الهيئة الدولية لدعم فلسطين»: حماية «الأونروا» في غزة واجب للحفاظ على القضية الفلسطينية
  • “المجاهدين الفلسطينية”: العدو الصهيوني يواصل إبادة شعبنا بمنع ادخال مستلزمات الايواء والإغاثة لغزة
  • دلالات الانعطافة الحادة للكيان الإسرائيلي نحو تايوان
  • مقتل شاب بجريمة إطلاق نار في الداخل