ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية أن الأميركيين لا يرون خليفة مماثلا للأمين العام الحالي لحلف الشمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الذي نجح في تنسيق أنشطة الحلف بطريقة تخدم مصالح واشنطن.

ولأجل ذلك، تسعى الولايات المتحدة للإبقاء على ستولتنبرغ الذي يفترض أن تنتهي عهدته في سبتمبر/أيلول العام الجاري.

وأضاف التقرير أن واشنطن تتجنب حدوث تغيرات على رأس قيادة الناتو في ظل الضغط الذي يُمارس على البنتاغون من قبل الكونغرس؛ حيث تطالب مجموعة من المشرعين بزيادة الإنفاق الدفاعي.


بدائل

من جهتهم، أشار ممثلو الناتو في وقت سابق إلى ضرورة اتخاذ الحلف قرارا بشأن ترشيح أمين عام جديد في القمة القادمة المقرر عقدها في الشهر المقبل.

وفي مقابلة جمعته مع مجلة "ذا إيكونوميست" (The Economist‎‏) البريطانية، نفى وزير الدفاع البريطاني بن والاس إمكانية تغيير الأمين العام للحلف، مشيرا إلى نيّة الناتو تمديد ولاية ستولتنبرغ رغم كشفه في السابق عن نيّة الاستقالة. ويعتقد والاس أن إمكانية بقاء ستولتنبرغ على رأس قيادة الناتو تعود بالأساس إلى شحّ الخيارات وغياب خليفة مناسب له.

ومنذ بداية العام، رشّحت وسائل الإعلام أسماء كثيرة من بينها رئيسة الوزراء الدانماركية "مته فريدريكسن"، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس، وعدد من الوجوه السياسية الأخرى.


وضمن هذه الأسماء ورد اسم وزير الدفاع البريطاني بن والاس الذي يدعم ترشحه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي عرض الأمر خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة في محادثات جمعته مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

ووفق نيزافيسيمايا يبدو أن الأميركيين يستبعدون إمكانية خلافة والاس لستولتنبرغ كونه مثل فريدريكسن وكالاس من مؤيدي الاندماج الأوروبي الأطلسي السريع لأوكرانيا، الأمر الذي يعترض عليه عدد من الدول الأعضاء في الحلف وعلى رأسها فرنسا.

ويرى تقرير الصحيفة الروسية أن التغييرات في الناتو لا تصب في مصلحة واشنطن كونه سيتعين على البنتاغون في المستقبل القريب المثول أمام المشرعين الأميركيين الذين تقدموا بمشروع قانون لتدقيق نفقات وزارة الدفاع.


ويرجّح الكاتب أن تكون مبادرة المشرّعين جزءا من الهجوم الذي يقوده الحزب الجمهوري على الرئيس الأميركي جو بايدن.

ففي حال كشفت مراجعة الكونغرس أن المجمّع الصناعي العسكري الأميركي قد ضخّم عن قصد نفقاته، فإن ذلك سيضع الإدارة الحالية في موقف حرج خلال حوارها مع الحلفاء الأوروبيين.

وفي الوقت نفسه، يُصرّ البيت الأبيض على رفع جميع أعضاء الناتو إنفاقهم الدفاعي بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، مع العلم أن 7 فقط من أصل 30 عضوا في التحالف يستوفون هذا المعيار في الوقت الحالي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروبا

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، من أن حربا عالمية مع روسيا قد تضرب كل بيت في أوروبا وتحدث دمارا هائلا، داعيا إلى الاستعداد لها "على غرار ما لاقاه آباؤنا وأجدادنا".

وقال روته في كلمة أدلى بها في العاصمة الألمانية برلين، الخميس، إن على الناتو أن يدرك أن "روسيا تعتبرنا الهدف التالي"، مشيرا إلى أن الحرب المحتملة قد تطال "كل منزل ومكان عمل، وتحدث دمارا هائلا ونزوح ملايين الناس ومعاناة واسعة وخسائر فادحة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءlist 2 of 2مراسل بريطاني: لم أتوقع أن تكون حياة الفلسطينيين بالضفة بهذا السوءend of list

وأكد أن هذا السيناريو مروع ولكن يمكن تجنبه إذا التزمت أوروبا بتحسين دفاعها، في ظل عدة حوادث فاقمت التوترات بين أعضاء الناتو وروسيا في الأسابيع الماضية.

الأمين العام لحلف الناتو مارك روته (الفرنسية)

فقد جاءت تصريحات روته بعد مقتل المظلي البريطاني جورج هولي يوم الثلاثاء الماضي في حادث "بعيد عن الجبهة" أثناء مراقبة اختبار عسكري أوكراني لتقنية دفاعية جديدة.

وألقى موقع "آي بيبر" البريطاني الضوء على تصريحات الأمين العام للناتو، مشيرا إلى أن روسيا اتهمت في اليوم نفسه بريطانيا بمساعدة أوكرانيا في تنفيذ "هجمات إرهابية".

وأكدت موسكو أن أي قوات أجنبية في أوكرانيا تعد هدفا مشروعا لها، ما اعتبرته أوروبا تهديدا مباشرا، بحسب الموقع البريطاني.

وردّت لندن بالتأكيد على أن روسيا وحدها تتحمل مسؤولية "الحرب غير القانونية" في أوكرانيا.

حرب روسيا على أوكرانيا دفعت العديد من الدول الأوروبية إلى إعادة فرض الخدمة العسكرية (الفرنسية)

في الوقت نفسه، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن غواصة روسية نفذت "عملية" في القنال الإنجليزية (المانش) على مدى 3 أيام، فلاحقتها مروحية من طراز "ميرلين" ومعها سفينة من الأسطول البريطاني بالتنسيق مع قوات الناتو.

وحذرت وزارة الدفاع من أن مرور السفن الروسية عبر المياه البريطانية ارتفع بنسبة 30% خلال عامين.

إعلان

وفي خلفية هذا التصعيد، أشار التقرير إلى أن بريطانيا وحلفاءها الأوروبيين ناقشوا شروط صفقة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن لندن ستواصل الضغط على موسكو ودعم كييف "ما دام ذلك ضروريا"، مشيرا إلى استعداد بريطانيا للمشاركة في قوة حفظ سلام محتملة إذا توقفت الأعمال القتالية.

تفاقم التوتر

وقد تعرضت دول الناتو في الآونة الأخيرة لاختراقات متكررة بمسيّرات يُعتقد أنها روسية، مما رفع درجة التأهب في القارة.

ورُصدت المسيرات في 15 دولة من دول الناتو، أبرزها ألمانيا وبلجيكا، وقد حلقت قرب مطارات في أكثر من نصف تلك الحوادث وفوق مواقع عسكرية في ربع الحالات، مما أثار استنفارا أمنيا واسعا في أوروبا.

وفي مقابلة خاصة للجزيرة نت، حذر الخبير العسكري والجنرال السابق في الجيش الفرنسي فرانسوا شوفانسي من أن أوروبا لم تعد قادرة على اعتبار نفسها في مأمن من الصراعات، مؤكدا أن تجنب الحرب لا يتحقق بالكلام، بل بإظهار القوة.

عناصر من الشرطة في مطار كوبنهاغن بالدانمارك إثر رصد مسيّرات في مجاله الجوي في سبتمبر/أيلول (رويترز)

ويرى شوفانسي أن أوروبا باتت مقتنعة بأن توازن الردع هو الضامن الأبرز لعدم الانجرار إلى حرب جديدة، لذلك تتجه معظم دولها بنسبة تتراوح بين 75% و80% إلى إعادة التسلح.

وخلص تقرير آي بيبر إلى ضرورة استعداد المملكة المتحدة وحلفائها لـ"حرب عالمية"، قد تؤثر على القارة بأكملها في السنوات القادمة.

مقالات مشابهة

  • طفرة تاريخية.. 8.8 مليون طن إجمالي الصادرات الزراعية المصرية العام الحالي
  • وزارة النقل:اكتمال المشاريع الأساسية ضمن ميناء الفاو الكبير بنهاية العام الحالي
  • الأمين العام لحلف الناتو يحذر: روسيا قد تهاجم إحدى دول الحلف خلال خمس سنوات
  • رويترز: الولايات المتحدة تسعى لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام المقبل
  • صاروخ موجه في غارة روسية يضرب حيا مدنيا بأوديسا
  • نائب وزير الدفاع البريطاني يعترف بسعي لندن إلى "عسكرة" الرأي العام في البلاد
  • الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروبا
  • إصابة 7 أشخاص في هجوم أوكراني بمسيرات على مقاطعة روسية
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • حفلات بلا كحول: لماذا يتجه الناس نحو السهر الصافي في وضح النهار؟