لماذا يستعين الاحتلال بمرتزقة للقتال ضمن صفوفه في حرب غزة ؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
بعد ساعتين من بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، صدر الإعلان أن " إسرائيل في حالة حرب"، بالتزامن مع ذلك صدر قرار وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بطلب تجنيد 300 ألف جندي احتياط من الخارج للمشاركة في الحرب على قطاع غزة، وعملت إسرائيل على تكثيف عمل شركات الطيران الخاصة بها من أجل زيادة عدد رحلاتها الجوية اليومية، بهدف نقل هؤلاء الجنود إلى داخل دولة الإحتلال.
جند الاحتلال في الحرب التي يشنها على قطاع غزة والتي دخلت في شهرها الثاني، خمسة أضعاف عدد جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم في حرب لبنان 2006، وهي أكبر عملية تجنيد منذ حرب أكتوبر 1973، وفي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014، إذ قام بتجنيد حوالي 40 ألف جندي احتياطي، بعد حوالي أسبوع من بداية الحرب، للتأهب للحرب البرية.
لاحقا تحدثت وسائل إعلام غربية عن طلب الاحتلال من الدول الاوروبية إرسال مرتزقة للانضمام للقتال في صفوفها، مما أثار تفاعل الكثيرين والتساؤل عن حاجة مدى الاحتلال للجنود الأوربيين وهي تملك هذا الكم الهائل من الجنود الاحتياطين وفي صفوفها حوالي 170 ألف جندي في الخدمة الإلزامية.
المقاومة تستنزف جيش الاحتلال
اللواء المتقاعد عودة شديفات يقول لـ عربي21 أن اسرائيل منذ أن بدأت بالعملية البرية، بات أمامها صعوبات كبيرة في التعامل مع الكثير من الملفات وصعوبات في عدة اتجاهات وخاصة أن غالبية جنود الاحتياط ممن استدعتهم للقتال في صفوها هم من المتقاعدين وهم لم يشاركون في عمليات منذ فترات طويلة.
وأضاف أن ما تقوم به المقاومة هو مفاجأت من العيار الثقيل، باعتبار أن عمليات التدمير والاستنزاف لقوات الاحتلال كبيرة، فلم يتمكن جيش الاحتلال من الوصول إلى بضعة أمتار أو 100 متر من توغلها البري، بالتالي ما قامت به لا يعتبر اقتحام لقوات بهذه الحجم وبهذه التدريب والأسلحة.
وأشار إلى أن طول المدة الزمنية للعملية البرية وبدء الشهر الثاني للعملية بشكل كامل شكل تخوف، مما انعكس نفسيا على جنود الاحتلال، وخاصا أن لديهم مخاوف قديمة تتمثل في شعور كل شخص من جيش الاحتلال أنه سيقتل في أي لحظة.
ويرى شديفات أن اعتصامات أهالي الأسرى الاسرائيليين لدى حماس والتظاهرات التي تتنامى يوما بعد يوم، وزيادة عدد القتلى من القوات الإسرائيلية، واحتجاجات عائلات من قتلوا، كل هذه التطورات تشكل ضغوط كبيرة أمام القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية.
هناك الكثير من الإسرائيليين ممن يحملون جنسيات أخرى ويعملون في جيوش تلك البلدان لا يستبعد أن تقوم اسرائيل باستدعائهم للقتال في صفوفها، في المقابل هناك امتناع ورفض من بعض قوات الاحتياط أن تعود للخدمة وهناك أعداد ليس بسهولة، وفق حديثه.
الكاتب والصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي خالد خليل في حديثه لـ"عربي21" يقول أنه من غير الواضح وغير الدقيق حجم تجنيد الأجانب في صفوف الجيش الإسرائيلي، ولكن يأتي ذلك في أطار التحشيد والتعبئة الاعلامية الاسرائيلية لاستمالة الغرب والرأي العام العالمي، كما هو الحال حينما صورت إسرائيل وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الحرب التي يخوضونها إذ يستخدمون بها عبارات كهنوتية لجلب تعاطف الغرب مثل معركة النور ضد الظلام ، هي جزء من التسويق والبروباغاندا.
وأضاف أن إسرائيل تعرضت لانتكاسة كبرى تتمثل في خسارة تأييد الرأي العالمي وخير مثال التظاهرات في كبرى العواصم الأوروبية، مؤكدا أن هناك استدعاء انضمام الإسرائيليين مزدوجي الجنسية أما المقاتلين الأجانب لا تشكل ظاهرة إنما فرصة لإسرائيل نحو استخدام اللوبيات الضاغطة وتحشيد لصورتها المنهارة لا سيما بعد ارتكاب مجازر ضد الانسانية.
ويرى خليل أن هناك تجنيد الأجانب شيء طبيعي ولكن في نطاق ضيق، وخاصة أن كل الصراعات التي تتخذ شكل من أشكال الاستقطاب العالمي كما هو الحال في الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة والتي أعادت القضية الفلسطينية الى الجدل العالمي يوجد هناك من يتطوع للقتال في طرف ضد طرف آخر.
ولا يستبعد اللواء شديفات أن إسرائيل قد تستغل وتستثمر الوقفة الأوروبية والامريكية لطلب قوات عسكرية لمساعدتها، وذلك لا يكون بشكل مباشر و بصريح العبارة، للقتال، ربما لغايات أخرى مثل حفظ الأمن في بعض المناطق التي تحتاج للحماية في ظل تنامي القتال على الجبهة الجنوبية تجاه لبنان، وتخفيف من المخاوف من تنامي المقاومة بشكل أكبر في الضفة الغربية.
مؤكدا أن " إسرائيل إذا وصلت لهذا المنحى في طلب المرتزقة للقتال في صفوفها، فتعد نقطة ضعف لكيان يعتبر جيش أقوى جيش في هذه المنطقة" .
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية طوفان الأقصى غزة الجنود الاحتلال المقاتلين جنود مقاتلين الاحتلال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على قطاع غزة للقتال فی فی صفوفها
إقرأ أيضاً:
حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟
نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، مقالا لباحث إيراني يعيش في طهران في الوقت الحالي وشهد حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل خلال يونيو الماضي.
ويصف الباحث حسين حمدية، الحاصل على درجة دكتوراه مشتركة في الجغرافيا والأنثروبولوجيا من جامعة هومبولت في برلين وكلية كينغز في لندن، كيف أضحت إيران بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.
دروس الحرب الإيرانية الإسرائيليةويؤكد حمدية في مقاله أن هناك عددا من الدروس التي خرج بها الإيرانيون من المواجهة ضد إسرائيل، أبرزها أنه لا ثقة مرة أخرى في الغرب، وأن السلاح النووي بات امتلاكه أمرا ملحا وهو اقتناع تسرب إلى الذين عارضوا امتلاكه من قبل.
ويقول الباحث الإيراني: "لمدة ١٢ يومًا، عشنا في العاصمة تحت وطأة هجمات إسرائيلية متواصلة، وما رأيناه غيّرنا إلى الأبد: جيران موتى، مبانٍ مدمرة، وقلق - قلق لا ينتهي، عميق - على وجوه الناس".
وأضاف: "هناك راحة في الحديث عن "الشعب الإيراني" كما لو كنا كتلة واحدة موحدة لكن، كما هو الحال في معظم المجتمعات، لدى الإيرانيين آراء متباينة".
وأشار إلى أنه عندما اندلع القتال لأول مرة، كان هناك من سعد برؤية قوة أجنبية تستهدف كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، المكروهين على نطاق واسع، على الأقل في البداية لكن آخرين - وإن كانوا معارضين أنفسهم - استاؤوا بشدة من فكرة الغزو الأجنبي.
ولفت الباحث الإيراني إلى أنه رأى بعض المتشددين في هذه الحرب مهمةً خلاصيةً يجب خوضها حتى النهاية المريرة؛ بينما شعر آخرون بالخدر تجاه ما يحدث، ولكن مع امتلاء الأخبار بصور الضحايا المدنيين، وازدياد حدة الهجمات وتراجع استهدافها، بدأت مختلف الفصائل الاجتماعية تتوحد حول مفهوم "الوطن".
وتابع: "اكتسبت الوطنية رواجًا جديدًا، وساد الفخر الوطني على معظم الألسنة وكثرت مشاهد التضامن - وإن كان لا يزال من غير المعلوم مدى استمرارها -: أصحاب العقارات يُلغون الإيجارات في ظل الأزمة؛ وسكان خارج طهران يستضيفون الفارين من العاصمة؛ ولا اندفاع نحو محلات البقالة، ولا فوضى، ولا عمليات إجلاء مذعورة".
الغرب والحرب الإيرانية الإسرائيليةوأوضح حسين حمدية قائلا: "في رأيي، لعبت طريقة رد فعل الدول الأوروبية على الهجوم الإسرائيلي دورًا رئيسيًا في هذا التحول ودعمت الدول الثلاث، إلى جانب دول صامتة أخرى في جميع أنحاء القارة، الضربات الإسرائيلية، مستخدمةً جميع المبررات المعتادة، من البرنامج النووي الإيراني إلى دعمها للإرهاب، كل ذلك بينما كان الرئيس الأمريكي يرسم صورة وردية لعظمة إيران المزعومة "في اليوم التالي" على منصة "الحقيقة الاجتماعية". لكن نحن في الشرق الأوسط ندرك ذلك".
ونوه إلى أن صور الدمار الجديد في غزة تظهر يوميًا، ونتذكر الفوضى في ليبيا، والحرب الأهلية في سوريا، وعقدين من الاحتلال في العراق، وعودة طالبان إلى أفغانستان لم يكن هناك أي أمل في هذه الصراعات - لم تُزرع بذور الديمقراطية، ومن المؤكد أن حقيقة العدوان الإسرائيلي السافرة ستُصدم نفس القوى التي أدانت، عن حق، غزو روسيا لأوكرانيا - حتى لا تُدمر حرب أخرى المنطقة مرة أخرى.
وقال إنه من المؤكد أن هذه الهجمات - الوحشية، وغير المُبررة، والمُتعمدة - كان ينبغي أن تُقابل بفيض من الإدانة والغضب لتجاهلها ميثاق الأمم المتحدة لكن لم يحدث شيء، وكان الصمت مُطبقًا تذكيرٌ بأن حياة الإيرانيين، بلا شك، أقل قيمةً من حياة الآخرين هذا، بالنسبة للكثيرين منا، كان الدرس الرئيسي من دعم الدول الغربية لإسرائيل وكانت الحرب على إيران، لكنها بُرِّرت بنفس المنطق القديم: العنصرية. لامبالاة وتقاعس من يملكون سلطة التدخل؛ لهجة الإعلام السلبية عند الإشارة إلى الضحايا من غير البيض؛ التجاهل المُعتاد لمعاناتهم؛ واللامبالاة تجاه الهجمات على دول خارج المدار الغربي - حتى أن المستشارة الألمانية قالت: "هذا عملٌ قذرٌ تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعًا".
ولفت إلى أن كثيرا من الإيرانيين يغضب من هذا الظلم، لدرجة أن فكرة بناء سلاح نووي، التي كانت في السابق حكرًا على هامش الراديكالية السياسية، تكتسب الآن زخمًا بين عامة الناس، وكما عبّر أحد المستخدمين على منصة “إكس”: "لا يبدو أن أحدًا مهتم بحالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية"، مشيرًا إلى أن الرؤوس الحربية النووية لا تزال الرادع الوحيد الموثوق ضد العدوان.
إسرائيل تخرق الاتفاقياتوأكد أنه من “الحماقة أن نثق بإسرائيل لوقف إطلاق النار فلدى هذا البلد سجل حافل بانتهاك الاتفاقيات دون عقاب، هذا يعني أن سيفًا مسلطًا على طهران لا يزال مسلطًا عليها، حتى مع خفوت دوي الانفجارات”.
وأوضح أنه “من بعيد، قد تبدو هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة وكأنها عادت إلى صخبها المعتاد، لكن الغموض لا يزال يخيم على الأجواء، وما يزيد الأمر سوءًا هو غياب أي وسيط موثوق قادر على إنهاء الحرب، بالنسبة للكثيرين هنا، فإن مشاركة الغرب الضمنية أو الصريحة أو حتى النشطة في الصراع تحرمه من أي دور كمفاوض حسن النية”.
واختتم مقاله قائلا: "من موقعي هذا، تترسخ مرة أخرى مشاعر عدم الثقة تجاه أوروبا ستُعاد بناء المباني، وستُصلح البنية التحتية لكن ما قد يتضرر بشكل لا يمكن إصلاحه - ربما بشكل لا يمكن إصلاحه - هو النسيج الأخلاقي الذي تستند إليه أوروبا لتبشّر الآخرين، ازدواجية المعايير. النفاق. الظلم الكامن في كل هذا. العقلية الإمبريالية - التي لا تزال حيةً ونابضةً بالحياة - تُلقي بظلالها الثقيلة على كيفية النظر إلى أوروبا. ليس فقط على الإيرانيين، على ما أظن، بل على كثيرين في جميع أنحاء الجنوب العالمي".
وأضاف: “هذه أوقات عصيبة نعيشها لا أعلم ما إذا كانت إيران ستصمد في هذه اللحظة، أو ستُبرم اتفاقًا، أو ستواصل مسارها الانتقامي الحالي لكن المؤكد هو أن من يحكم إيران في المستقبل لن ينسى ما حدث هنا”.