كيف تعلمين أطفالك الصبر والتحمل؟.. إليك نصائح مهمة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
على الرغم من صعوبة نقل بعد الخصال الحميدة من شخص إلى آخر، فإن تربية الأطفال على التحلي بالصبر ليس أمرا مستحيلا حتى في عالم باتت فيه معظم الأشياء متاحةً للجميع.
فمع اتباع بعض الخطوات وممارسة بعض التمارين، يمكن للطفل أن يدرك أن الصبر فضيلة تؤتي ثمارها، ويتعلم التفريق بين ما يستحق الانتظار، وما تقتضي الحكمة تجاوزه وعدم إضافة الوقت فيه.
تقول الباحثة التونسية وداد رياحي إن تعليم الطفل الصبر والتحمل يعد ضرورة، لا سيما أن الكثير من الآباء يعانون من قلة تحمل أطفالهم للمسؤولية وقلة صبرهم في حياتهم اليومية، سواءً في انتظار الوجبات، أو استكمال الواجب المدرسي، أو على إتمام المهام المنزلية، إلخ.
وتبين وداد، وهي مربية أطفال حاصلة على دكتوراة في مجال الثقافة والحضارات، أن "الصبر سمة يمكن غرسها في نفوس الأطفال، وهي مهارة ضرورية له لينضج، إذ تساعد على تنمية مهارات التفكير وإيجاد حلول للعقبات والمشكلات التي يواجهها".
وتلفت إلى أن "الصبر والتحمل درسان مهمان يجب أن يتعلمهما الطفل لأنهما من مهاراته الأساسية؛ فالصبر يمنح الطفل إحساسًا بالسلام الداخلي ويقوي شخصيته، ويجعله راضيا عما ينجزه. وعندما نتحدث عن القدرة على التحمل، فإننا عادة ما نفكر في القوة الجسدية بدلاً من الاستقرار العاطفي أو العقلي والنفسي، على الرغم من أنها من الأمور المهمة التي يجب أن يعرفها الطفل، لأنها تساعده كثيرًا عندما يتعثر".
يتصرف الأطفال من الميلاد إلى عمر 6 سنوات بدافع رغباتهم المباشرة، ولا يعرفون الانتظار، فما الصبر؟
يعرّف الصبر على أنه القدرة على تحمل المعاناة وأخذ الأمور ببساطة، كما أنه القدرة على القيام بأمور صعبة أو تفصيلية، وهو أيضا القدرة على انتظار الأشياء التي نريدها.
تبين الكاتبة جيل بيلسكي، في تقرير لها نشره موقع "أندرستود"، أن صبر الأطفال ينفد من وقت لآخر، وخاصة الصغار منهم. ويتسم بعض الأطفال بالاندفاع ويصعب عليهم انتظار دورهم. ولكن عندما ينفد صبر الأطفال الأكبر سنا، فوق عمر 6 سنوات، فقد يحتاجون إلى دعم إضافي.
لماذا ينفد صبر الأطفال؟ينفد صبر معظم الأطفال من وقت لآخر. ولكن عندما يحدث ذلك طوال الوقت، فقد يكون هناك سبب آخر. والسبب الشائع هو الاندفاع، فالأطفال المندفعون "يتصرفون بشكل غير لائق"، ويواجهون صعوبة في التفكير بهدوء قبل أن يتصرفوا.
وقد يكافح الأطفال لانتظار دورهم إذا واجهوا مشكلة في فهم القواعد الاجتماعية واتباعها، ويقومون بمقاطعة المتحدث ليتمكنوا من مشاركة أفكارهم على الفور، بحسب الكاتبة بيلسكي.
كيف نساعد الطفل غير الصبور؟يجب أن نلقي نظرة فاحصة على نفاد صبر الطفل، هل يحدث لمرات متكررة في نفس الوقت أو اليوم؟ أم يحدث في مواقف معينة؟ وتنصح الكاتبة بيلسكي بتدوين ما تلاحظه.
إذ يسهّل تدوين الملاحظات على الآباء والمعلمين وغيرهم مشاركة ما يرونه والتوصل إلى إستراتيجيات للمساعدة في المنزل والمدرسة. ومن الجيد أيضًا مشاركة الآباء ومقدمي الرعاية مخاوفهم بشأن السلوك مع طبيب أطفالهم، أو الاختصاصي الاجتماعي أو النفسي.
وعندما "يصبر الطفل"، يجب تحفيزه بمدحه على ذلك، قل له مثلا: "شكرًا على الانتظار بهدوء حتى يأتي دورك في الحديث"، بحسب نصيحة بيلسكي.
سؤال يشغل بال الكثير من الأمهات، خاصة أن انعدام الصبر سمة طبيعية في شخصية الأطفال نظرا لأنهم لا يدركون الوقت، ما يعني أن الانتظار بالنسبة لهم يبدو طويلا مهما كانت المدة قصيرة.
وبحسب صحيفة "إل موندو" الإسبانية، ففي عصر نجد فيه كل ما نريده في متناول اليد، يعاني البالغون بمن فيهم الآباء من نفاد الصبر كوننا -جميعا- ضحايا عصر السرعة، فعندما نحتاج إلى شاحن جديد للهاتف نطلبه من متجر إلكتروني يقوم بتوصيله إلينا في أقل من 24 ساعة. وعند نفاد أي شيء من البيت، سنجد مركز تسوق مفتوحا حتى وقت متأخر من الليل جاهزا لتلبية أي من رغباتنا.
فكيف نعلّم أطفالنا التحلي بالصبر إذا كان ذلك صعبًا حتى بالنسبة لنا نحن الكبار؟
كن قدوةالمفتاح الرئيسي لتعليم طفلك الصبر هو أن تكون قدوة له. فكيف يمكننا أن نطلب من الأطفال الانتظار بهدوء إذا كنا أنفسنا نشعر بالقلق عندما نضطر للانتظار في طابور لشراء شيء ما؟ أما إذا رأى أطفالنا أننا قادرون على التحلي بالصبر فسوف يتعلمون تدريجيا الشيء نفسه.
تدريب يوميشددت الصحيفة الإسبانية على أهمية التدرب يوميا في المنزل أو في مواقف الحياة اليومية. ومن شأن عادة تقديم كل ما يريدونه "في الحال" تشجيعهم على انعدام الصبر.
لهذا علينا تقدير الوقت المناسب لكل مهمة. فعلى سبيل المثال، إذا كان الصباح وقتا عصيبا بالنسبة لنا لأن أطفالنا بطيئون في تناول وجبة الإفطار، فيمكننا إيقاظهم أبكر قليلا لربح مزيد من الوقت.
وهكذا سيتعلم الطفل أمورا عديدة مثل التنظيم والتخطيط والسيطرة على شعور القلق والتوتر.
قيمة التوقيتولأن الأطفال لا يعرفون معنى الوقت بعد، لذلك لا جدوى من مطالبتهم بمنحك 5 أو 10 دقائق. والأسهل قول جمل من قبيل "سنذهب إلى الحديقة بعد وضع الألعاب في مكانها". أو "الآن بعد أن انتظرتني حتى انتهيت من ترتيب المطبخ، يمكننا الذهاب في نزهة".
وعندما يكبرون قليلا، من الجيد أن نقدم لهم ساعة ونخبرهم بالوقت المحدد لما يريدونه، ويستحسن البدء بمواعيد قريبة ليتحققوا من أن الوقت يمر وأن صبرهم يُكافأ.
وينصح الخبراء بعدم الاستجابة لطلبات الأطفال التي تكون بشكل غير لائق أو التي تنم عن نفاد الصبر؛ وإذا طلب منك الطفل شيئا أو غضب، فيجب أن تذكّره بأن كل شيء له موعده النهائي، حتى يفهم أن الانتظار جزء من الحياة.
ومن الوسائل المفيدة لتعليم الطفل الصبر التقويم، خاصة عندما يتعين علينا التعامل مع أمور ستحدث بعد أيام أو أسابيع، وبهذا نتجنب الأسئلة المتكررة "متى؟"؛ ويمكن دعوة الطفل لتحديد التاريخ المطلوب وشطب كل يوم يمر ليكون لديه مرجع مؤقت.
نصائح مهمةويرى المختصون أن هناك رابطا قويا بين قدرة الإنسان على الصبر وقدرته على التحكم بنفسه، لذلك طوّروا طرقا تعوّد الطفل على الانتظار لفترة أطول، ويمكن للأمهات تنفيذها، طالما يرغبن في تربيته أطفالهن على الصبر والتحكم بالنفس، بحسب موقع "سوبر ماما" ومنها:
لا تتعجلي في مساعدة طفلك كلما لجأ إليكِ في شيء، اخبريه بأن ينتظر حتى تكملي ما تفعليه، هذه الطريقة تقلل التوتر عند الطفل. اقترحي عليه القيام بشيء آخر حتى تفرغي من المهمة التي تقومين بها.. مثل أن يذهب ليلعب. قومي معه بأنشطة تحتاج إلى وقت لإتمامها، مثل زراعة النباتات، أو صيد السمك، أو عمل الحلويات مثلاً. ضعي جدولا يوميا لتنظيم وقته، فهناك وقت للعب ووقت لمشاهدة التلفزيون.. إلخ، هذا الجدول يعلمه الانتظار. الوفاء بوعدك له دائما، فطالما انتظر فحققي له رغبته.امدحي طفلك لانتظاره على طلبه، فهذه أسهل وأهم جائزة ينتظرها طفلك.
هناك كثير من الألعاب التي يمكن أن تعلم الأطفال الصبر بدءًا من عمر صغير، وهي تزيد القدرة على التحمل وتجنب مشاعر الغضب، عند الانتظار سواء داخل عيادة الطبيب أو في السوبر ماركت، وحتى في البيت.
إليكِ أفضل ألعاب تعليم الصبر للأطفال، وهي غير مكلفة ويمكنك ابتكار ما يشبهها:
لعبة البازل: تعلم ألعاب البازل (لعبة تركيب الصور) الصبر، وهناك عديد من أنواع ألعاب البازل، اختاري منها ما يفضله طفلك وما يناسب عمره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القدرة على فی المنزل یجب أن
إقرأ أيضاً:
موعد التقديم الإلكترونى للصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال الأزهري بالقليوبية
أعلنت المنطقة الازهرية فى محافظة القليوبية، فتح باب التقديم الإلكترونى للمستوى الأول من مرحلة رياض الأطفال، والصف الأول من المرحلة الابتدائية بجميع المعاهد الأزهرية على مستوى محافظة القليوبية للعام الدراسى الجديد، 2025 - 2026 وذلك اعتبارًا من يوم الثلاثاء الموافق 1 يوليو 2025، وحتى يوم الخميس الموافق 31 يوليو 2025، عبر موقع التنسيق الإلكتروني.
وأضاف في بيان المنطقة الأزهرية بالقليوبية، أنه يمكن للراغبين في التقدم إلي مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية الأزهري يمكنه الدخول للتسجيل عبر ذلك الرابط المرفق التابع لموقع التنسيق الإليكتروني.
https://azhar.gov.eg/tnsek/
شروط الالتحاق بمرحلة رياض الاطفال والأول الابتدائى الأزهرى بالقليوبية
قالت المنطقة الازهرية بالقليوبية فى بيان لها انه يشترط للمتقدمين والراغبين فى الالتحاق ان يتوافر فيهم هذه الشروط:
أن يكون سن الطفل فى 1 أكتوبر 2025 كالتالي:
لمرحلة رياض الأطفال ان يكون سن الطفل من 4 سنوات إلى أقل من 6 سنوات بيوم واحد.
للصف الأول الابتدائى ان يكون سن الطفل من 6 سنوات إلى أقل من 9 سنوات.
ولفت بيان المنطقة الازهرية الى ان فتح باب التقديم الإلكترونى للمستوى الأول من مرحلة رياض الأطفال، والصف الأول من المرحلة الابتدائية بجميع المعاهد الأزهرية يأتى فى إطار حرص الأزهر الشريف على تطوير منظومة التعليم الأزهرى وتعزيز التحول الرقمى فى الخدمات المقدمة لأولياء الأمور، بما يسهم فى توفير الوقت والجهد، ويعكس توجهات الأزهر نحو التحديث المستمر بما يواكب التطورات التكنولوجية الحديثة.
أوضح البيان أن قطاع المعاهد الأزهرية يولى اهتماماً بالغا بمرحلة رياض الأطفال باعتبارها اللبنة الأولى فى بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية والوجدانية، مؤكدًا أن المناهج التعليمية فى هذه المرحلة صُممت بعناية لتغرس فى نفوس الأطفال القيم الأخلاقية والوسطية والاعتدال، وتُعزز من مهارات التفكير والإبداع لديهم، بما ينسجم مع رسالة الأزهر الشريف فى إعداد أجيال قادرة على المساهمة الإيجابية فى المجتمع.