أخطاء إسرائيل قادتها لهجوم أكتوبر.. تحليل يكشف تسلسل الأحداث
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
مع بدء هجوم يوم 7 أكتوبر، كان رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي لا يزال غير قادر على تحديد ما إذا كان ما يراه حقيقيا أم مجرد تدريب عسكري اعتيادي لحماس.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مسؤولو الاستخبارات والأمن القومي الإسرائيليون، الذين أقنعوا أنفسهم بأن حماس ليس لديها مصلحة في خوض الحرب، افترضوا في البداية أن الأمر كان مجرد تدريب ليلي.
وربما كان حكمهم في تلك الليلة مختلفاً لو أنهم لاحظوا الاتصالات عبر أجهزة الراديو المحمولة الخاصة بمقاتلي حماس، لكن الوحدة 8200 المسؤولة عن الأمر توقفت عن التنصت على تلك الشبكات قبل عام لأنها اعتبرت ذلك "مضيعة للجهد".
وبحسب ما نقلته عن مسؤولين دفاعيين إسرائيليين فإنه حتى بداية الهجوم تقريبا، لم يعتقد أحد أن الوضع كان خطيرا بما يكفي لإيقاظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وعلى الرغم من براعة إسرائيل في التكنولوجية المتطورة في مجال التجسس، فقد خضع مسلحو حماس لتدريب مكثف على الهجوم، ولم يتم اكتشافهم فعليا لمدة عام على الأقل.
ويظهر تحليلا أجرته "نيويورك تايمز"، استنادا إلى عشرات المقابلات مع مسؤولين إسرائيليين وعرب وأوروبيين وأميركيين، فضلا عن مراجعة وثائق الحكومة الإسرائيلية والأدلة التي تم جمعها منذ هجوم 7 أكتوبر، ما يلي:
قضى مسؤولو الأمن الإسرائيليون أشهراً وهم يحاولون تحذير نتنياهو من أن الاضطرابات السياسية الناجمة عن سياساته الداخلية تضعف أمن البلاد وتشجع أعداء إسرائيل. واصل رئيس الوزراء الدفع بهذه السياسات، وفي أحد أيام شهر يوليو رفض حتى مقابلة جنرال كبير جاء ليسلمه تحذيرا من التهديد بناء على معلومات استخباراتية سرية. أخطأ المسؤولون الإسرائيليون في تقدير التهديد الذي تشكله حماس لسنوات، كان التقييم الرسمي للمخابرات العسكرية الإسرائيلية ومجلس الأمن القومي منذ مايو 2021 هو أن حماس ليست مهتمة بشن هجوم من غزة قد يستدعي ردا مدمرا من إسرائيل. قدرت المخابرات الإسرائيلية أن حماس كانت تحاول إثارة العنف ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها منافستها، السلطة الفلسطينية. اعتقاد نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بأن إيران وحزب الله يمثلان أخطر تهديد لإسرائيل أدى إلى تحويل الاهتمام والموارد بعيداً عن مواجهة حماس. في أواخر سبتمبر قال مسؤولون إسرائيليون كبار لصحيفة "التايمز" إنهم يشعرون بالقلق من احتمال تعرض إسرائيل لهجوم في الأسابيع أو الأشهر المقبلة على عدة جبهات من قبل الميليشيات المدعومة من إيران. توقفت وكالات التجسس الأميركية في السنوات الأخيرة إلى حد كبير عن جمع المعلومات الاستخبارية عن حماس وخططها، معتقدة أن الجماعة تمثل تهديدا إقليميا تديره إسرائيل. اقتنع المسؤولون الإسرائيليون أن التفوق العسكري والتكنولوجي للبلاد على حماس من شأنه أن يبقي الجماعة تحت السيطرة.وقال إيال هولاتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: "لقد تمكنوا من خداع مجموعتنا وتحليلاتنا واستنتاجاتنا وفهمنا الاستراتيجي، لا أعتقد أن هناك أي شخص كان متورطا في شؤون غزة لا ينبغي أن يسأل نفسه كيف كان جزءا من هذا الفشل الذريع".
وثيقة سرية لم تعار الانتباه
وبحسب الصحيفة، في 24 يوليو، وصل جنرالان إسرائيليان كبيران إلى الكنيست لتوجيه تحذيرات عاجلة إلى المشرعين الإسرائيليين.
وكان من المقرر أن يمنح الكنيست في ذلك اليوم الموافقة النهائية على إحدى محاولات نتنياهو للحد من سلطة القضاء الإسرائيلي، وهو الجهد الذي هز المجتمع الإسرائيلي، وأشعل احتجاجات ضخمة في الشوارع وأدى إلى استقالات واسعة النطاق.
وفي حقيبة أهارون هاليفا، رئيس مديرية المخابرات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، كانت هناك وثائق سرية تتحدث عن أن الاضطرابات السياسية تشجع أعداء إسرائيل.
وذكرت إحدى الوثائق أن قادة إيران وسوريا وحماس وحزب الله والجهاد يعتقدون أن هذه كانت لحظة ضعف إسرائيلية ووقتاً مناسبا للهجوم.
ولم يحضر سوى عضوين من أعضاء الكنيست للاستماع إلى إحاطة هاليفا الإعلامية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الأمن القومي بنيامين نتنياهو إسرائيل نتنياهو إسرائيل حماس الضفة الغربية إيران إسرائيل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي وثائق سرية فلسطين غزة حماس الأمن القومي بنيامين نتنياهو إسرائيل نتنياهو إسرائيل حماس الضفة الغربية إيران إسرائيل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي وثائق سرية شرق أوسط
إقرأ أيضاً:
هل يُخفق كارت ترامب الذهبي في استقطاب مليونيرات العالم لواشنطن؟.. تحليل يكشف الحقائق
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فكرة "تأشيرة البطاقة الذهبية" بقيمة 5 ملايين دولار في فبراير الماضي، والحديث لم يتوقف عن هذا المشروع المثير للجدل. التأشيرة التي وُعد بأنها ستمنح المستثمرين الأثرياء طريقًا سريعًا للإقامة والجنسية الأمريكية، قوبلت بحماسة إعلامية، لكنها حتى الآن تظل "مجرد فكرة" على الورق، بحسب ما أكده خبراء لمجلة فوربس الأمريكية.
تحديات قانونية كبيرة تعرقل الانطلاقوبحسب نوري كاتز، مؤسس شركة "أبيكس كابيتال بارتنرز" المتخصصة في استشارات الهجرة الاستثمارية، فإن التحديات القانونية والتشريعية التي تعترض طريق هذا المشروع كبيرة ومعقدة. كاتز، الذي يتمتع بخبرة تتجاوز ثلاثة عقود في المجال، أوضح بلهجة حاسمة: "لا يوجد حتى الآن برنامج حقيقي، لا تفاصيل، لا قوانين.. فقط الكثير من التسويق وتحفيز السوق، لذلك لا يمكنك تقديم أي استشارة جدية لأي عميل بشأنه".
وأشار إلى أن تفعيل البرنامج يتطلب تشريعات جديدة في الكونغرس، تشمل قوانين للهجرة والنظام الضريبي، وهو أمر ليس بالهين.
تصريحات ضبابية وغموض رسميإيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير، أثار المزيد من التساؤلات عندما صرّح بأن الحكومة تقوم بـ"تجربة هادئة" للبرنامج قبل إطلاقه. لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية، ولم ترد وزارة التجارة الأمريكية على استفسارات فوربس حول موعد الإطلاق أو تفاصيله.
وعود اقتصادية خياليةوروج ترامب والمستثمر الأمريكي لوتنيك للفكرة على أنها وسيلة لحل أزمة الدين الوطني الأمريكي، الذي تجاوز 36 تريليون دولار. وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك، عندما قال إن بيع مليون بطاقة ذهبية يمكن أن يجلب 5 تريليونات دولار، وبيع عشرة ملايين منها قد يصل بالعائدات إلى 50 تريليون دولار، لكن هذا الطرح، بحسب المراقبين، غير واقعي.
حتى لوتنيك نفسه بدا وكأنه يتراجع عن هذه الأرقام خلال فعالية مؤخراً، ليشير إلى إمكانية جمع تريليون دولار فقط إذا شارك 200 ألف مستثمر.
الحسابات لا تُقنع الأثرياءنوري كاتز انتقد هذه الأرقام بقوله: "هذه الحسابات غير منطقية. في خبرتي الممتدة لـ34 عاماً، نادراً ما رأيت شخصاً ينفق أكثر من 10% من صافي ثروته على برنامج هجرة. عادةً لا تتعدى النسبة 5%. وهذا يعني أن المستثمر بحاجة لأن يمتلك 100 مليون دولار ليدفع 5 ملايين لتأشيرة".
بين الحلم والحقيقة.. طريق طويلورغم الأضواء التي أُلقيت على تأشيرة ترامب الذهبية، إلا أن الواقع يشير إلى أن المشروع لا يزال بعيدًا عن التنفيذ. فمع غياب التشريعات الرسمية والتفاصيل الواضحة، تبقى الفكرة مجرد حملة تسويقية تستهدف إثارة الاهتمام، أكثر من كونها مبادرة جادة قابلة للتطبيق في المدى القريب. وبين وعود المليارات والواقع القانوني والاقتصادي، يبدو أن "الحلم الذهبي" ما زال في مراحله الأولى.