سودانايل:
2025-06-28@05:52:08 GMT

تجربة دوائر الخريجين..هل من عودة تاني؟

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

عدة منطلقات تدفعني لكتابة هذا المقال، بل وتحفزني للمطالبة بعودة تجربة دوائر الخريجين في الانتخابات التشريعية القادمة..
من هذه المنطلقات ..التجربة نفسها فهي ليست بالجديدة علينا،فقد خبرناها في فترات متفرقة من تجاربنا الديمقراطية كان ذلك في الأعوام: 1953,1965,1968والعام 1986 ...,ومن الصعوبة بمكان الحكم بفشل أو نجاح تلك التجارب ،لأن الديمقراطية نفسها لم تمنح فرصة الأستدامة.


المنطلق الثالث ،طبيعة ونوعية وخصوصية ثورة ديسمبر المجيدة...فهي ثورة وعي واستنارة، قادتها الشباب الواعي المثقف المدرك لقضايا وطنه،وتختلف بذلك عن بقية الثورات الكبري التي عرفها السودان...فحاليا ،
وحسب الاحصائيات الرسمية،توجد في السودان نحو خمسة وستين مؤسسة تعلمية علي مستوي الجامعات والمعاهد العليا..منها(41) مؤسسة حكومية ..و(24) مؤسسة تعلمية عليا تابعة للقطاع الخاص..مما يعني ارتفاع عدد الخريجين من الجامعيين والمعاهد العليا بنسب عالية جدا مقارنة بالفترات السابقة..وبذلك تتغير فكرة تعريف(من هو الخريج ؟) عما كان عليه التعريف في المراحل السابقة..فقد كان المستوي التعليمي المستهدف هو المستوي الثانوي ثم
الثانوي والدراسة المتقدمة بعامين كحد أدني..
كان ذلك هو الحال حتي اخر تجربة لدوائر الخريجين في العام 1986.أما الأن فقد أصبحنا أمام متغير جديد بارتفاع نسب فرص التعليم الجامعي وزيادة عدد الخريجين الجامعيين الأمر الذي يؤشر بدخول شريحة اجتماعية جديدة ذات قوة عددية وثقل معرفي يجعلها ذات تأثير في الحراك الثقافي والسياسي والاجتماعي ،الأمر الذي يصعب تجاهله.
اما المنطلق الثالث،فهو غياب المثقف والمتعلم المستنير ،زمانا طويلا عن المشاركة في أحداث بلده الكبري ومنها القضايا السياسية..مما أفسح المجال والفرص للطفيليات الاجتماعية ،ذات المحدودية في التفكير والتفعيل في الحراك السياسي والوظيفي للمجتمع ،مما أثر وأضعف الدور السياسي للاحزاب والجماعات السياسية والجهوية والمستقلة،وانعكاس ذلك علي الأداء الحكومي والتمثيل الديمقراطي في مؤسسات الحكم على مستوي المركز والأقاليم،فكان لابد من تغذية المجال السياسي بروافع علمية مستنيرة تتجاوز الانزلاقات الحزبية الضيقة....لابد من إعطاء الملكات الإبداعية الفرصة بالمشاركة في أجهزة الحكم بفعالية ودراية كن خلال المشاركة في جهاز الدولة التشريعي والتنفيذي.
وتستوجب هذه المنطلقات ،بالضرورة ، إصلاح النظام الانتخابي ومعالجة أوجه القصور فيه ،وذلك من أجل إستدامة
النظام الديمقراطي حيث كان غياب المثقف السوداني وعدم مشاركته في أجهزة الحكم التشريعية ،بالذات، سببا من أسباب فشل إستدامة الديمقراطية وفشلها في الوقوف أمام الانقلابات العسكرية.
إن الدعوة إلي إعادة تجربة دوائر الخريجين ،يجب ألا يفسر بأنه إمتياز أو صوت إضافي أو تأليه للصفوة..بل هي دعوة لتصحيح تجربة النظام الانتخابي في السودان،بعودة دوائر القوي الحديثة المستنيرة،باعتبار ذلك من استحقاقات ثورة الوعي ،حتي لا نتردي مجددا في مستنقع الأداء الحزبي الذي خبرناه بذاك الوجه المشوه منذ فجر الاستقلال.
وبطبيعة الحال، فلن ندخل في طبيعة وكيفية هذه العودة وكيف يمكن تجاوز سلبياتها أو تعزيز ايجابياتها، وغير ذلك من العناوين الفرعية ذات العلاقة...فكل ذلك وغيره ،يترك لاتفاق القوي السياسية ومفوضية الانتخابات المستقلة، ولكن ما يهمنا ،حقيقة، هو قبول الفكرة بعودة التجربة...تجربة دوائر الخريجين بمفهومها ومواصفاتها الجديدة حتي يكون لهم دورا في استدامة النظام الديمقراطي في السودان..وبشكل استثنائي يضع في الاعتبار حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد وتعقيداتها الداخلية والخارجية.
د.فراج الشيخ الفراري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

وفد من الشؤون السياسية يزور كنائس عدة في حمص

حمص-سانا

زار وفد من مديرية الشؤون السياسية في محافظة حمص، برئاسة مدير المديرية الأستاذ عبيدة الأرناؤوط، عدداً من الكنائس في المدينة وريفها، لتقديم واجب العزاء جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق.

وشملت الزيارات كنيسة أم الزنار للسريان الأرثوذكس، حيث التقى الوفد بالمطران مار تيموثاوس متى الخوري، راعي أبرشية حمص وحماة وطرطوس، وأعضاء المجلس الكنسي، مؤكداً على أن الدم السوري واحد لا يفرّق بين طائفة أو عرق أو قومية، وأن المستهدف في هذه الفاجعة هو النسيج السوري المتماسك بتعدده وثقافته، مشدداً على أصالة المكوّن المسيحي ودوره الوطني التاريخي في سوريا.

كما زار الوفد مطرانية السريان الكاثوليك في حي الحميدية، والتقى الخورأسقف ميشيل نعمان والخورأسقف جرجس الخوري، وعدداً من الفعاليات الكنسية، الذين أكدوا على التكاتف الوطني وضرورة مواجهة الاستهدافات المتكررة بثبات ووحدة.

وفي فيروزة، زار الوفد كنيسة قلب يسوع الأقدس، حيث أكد الأب جورج مسوح أن المصاب ليس خاصاً بمكون بل هو مصاب وطني، مثمناً الزيارة بوصفها رسالة أخوّة وتضامن.

كما زار الوفد كنيسة أم النجاة في زيدل، والتقى الأب حميد مسوح وعدداً من الفعاليات الأهلية والدينية، حيث جدد التأكيد على وحدة الصف الوطني وقدرة السوريين على تجاوز المحن بإرادة جماعية.

كما شملت الزيارات كنيسة الأربعين شهيد للروم الأرثوذكس، وأبرشية عكار وتوابعها في وادي النصارى، حيث شدد رجال الدين على أن الاستهداف يطال وحدة المجتمع السوري، وأن الحفاظ على السلم الأهلي مسؤولية جماعية.

وأكد الأستاذ الأرناؤوط في ختام الزيارات على أهمية الحوار المجتمعي وتعزيز اللحمة الوطنية والتمسك بالقانون والمساواة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • الفيدرالية والنظام الرئاسي: طريق السودان نحو دولة العدالة والاستقرار
  • فيديو مرعب يحاكي كارثة نووية ويكشف مصير البشر داخل دوائر الموت .. فيديو
  • المنيا تحسم ملف «أراضي شباب الخريجين» بتونا الجبل بملوي بعد 17 عامًا من التعثر
  • عضو بمجلس نينوى: غياب الرؤية السياسية أدى لإرباك بالملفات المصيرية
  • محافظ المنيا: خطوات جادة لإنهاء ملف أراضي شباب الخريجين بتونة الجبل بملوي
  • انفراجة بعد تعثر 17 عامًا.. خطوات جادة لإنهاء ملف أراضي شباب الخريجين بتونة الجبل
  • عودة الإخوان غدا!!
  • وفد من الشؤون السياسية يزور كنائس عدة في حمص
  • موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة.. خريطة الأنشطة الترفيهية ومرافق عالمية
  • تصريحات حميدتي .. مثال للسذاجة السياسية