سودانايل:
2025-10-16@08:54:23 GMT

تجربة دوائر الخريجين..هل من عودة تاني؟

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

عدة منطلقات تدفعني لكتابة هذا المقال، بل وتحفزني للمطالبة بعودة تجربة دوائر الخريجين في الانتخابات التشريعية القادمة..
من هذه المنطلقات ..التجربة نفسها فهي ليست بالجديدة علينا،فقد خبرناها في فترات متفرقة من تجاربنا الديمقراطية كان ذلك في الأعوام: 1953,1965,1968والعام 1986 ...,ومن الصعوبة بمكان الحكم بفشل أو نجاح تلك التجارب ،لأن الديمقراطية نفسها لم تمنح فرصة الأستدامة.


المنطلق الثالث ،طبيعة ونوعية وخصوصية ثورة ديسمبر المجيدة...فهي ثورة وعي واستنارة، قادتها الشباب الواعي المثقف المدرك لقضايا وطنه،وتختلف بذلك عن بقية الثورات الكبري التي عرفها السودان...فحاليا ،
وحسب الاحصائيات الرسمية،توجد في السودان نحو خمسة وستين مؤسسة تعلمية علي مستوي الجامعات والمعاهد العليا..منها(41) مؤسسة حكومية ..و(24) مؤسسة تعلمية عليا تابعة للقطاع الخاص..مما يعني ارتفاع عدد الخريجين من الجامعيين والمعاهد العليا بنسب عالية جدا مقارنة بالفترات السابقة..وبذلك تتغير فكرة تعريف(من هو الخريج ؟) عما كان عليه التعريف في المراحل السابقة..فقد كان المستوي التعليمي المستهدف هو المستوي الثانوي ثم
الثانوي والدراسة المتقدمة بعامين كحد أدني..
كان ذلك هو الحال حتي اخر تجربة لدوائر الخريجين في العام 1986.أما الأن فقد أصبحنا أمام متغير جديد بارتفاع نسب فرص التعليم الجامعي وزيادة عدد الخريجين الجامعيين الأمر الذي يؤشر بدخول شريحة اجتماعية جديدة ذات قوة عددية وثقل معرفي يجعلها ذات تأثير في الحراك الثقافي والسياسي والاجتماعي ،الأمر الذي يصعب تجاهله.
اما المنطلق الثالث،فهو غياب المثقف والمتعلم المستنير ،زمانا طويلا عن المشاركة في أحداث بلده الكبري ومنها القضايا السياسية..مما أفسح المجال والفرص للطفيليات الاجتماعية ،ذات المحدودية في التفكير والتفعيل في الحراك السياسي والوظيفي للمجتمع ،مما أثر وأضعف الدور السياسي للاحزاب والجماعات السياسية والجهوية والمستقلة،وانعكاس ذلك علي الأداء الحكومي والتمثيل الديمقراطي في مؤسسات الحكم على مستوي المركز والأقاليم،فكان لابد من تغذية المجال السياسي بروافع علمية مستنيرة تتجاوز الانزلاقات الحزبية الضيقة....لابد من إعطاء الملكات الإبداعية الفرصة بالمشاركة في أجهزة الحكم بفعالية ودراية كن خلال المشاركة في جهاز الدولة التشريعي والتنفيذي.
وتستوجب هذه المنطلقات ،بالضرورة ، إصلاح النظام الانتخابي ومعالجة أوجه القصور فيه ،وذلك من أجل إستدامة
النظام الديمقراطي حيث كان غياب المثقف السوداني وعدم مشاركته في أجهزة الحكم التشريعية ،بالذات، سببا من أسباب فشل إستدامة الديمقراطية وفشلها في الوقوف أمام الانقلابات العسكرية.
إن الدعوة إلي إعادة تجربة دوائر الخريجين ،يجب ألا يفسر بأنه إمتياز أو صوت إضافي أو تأليه للصفوة..بل هي دعوة لتصحيح تجربة النظام الانتخابي في السودان،بعودة دوائر القوي الحديثة المستنيرة،باعتبار ذلك من استحقاقات ثورة الوعي ،حتي لا نتردي مجددا في مستنقع الأداء الحزبي الذي خبرناه بذاك الوجه المشوه منذ فجر الاستقلال.
وبطبيعة الحال، فلن ندخل في طبيعة وكيفية هذه العودة وكيف يمكن تجاوز سلبياتها أو تعزيز ايجابياتها، وغير ذلك من العناوين الفرعية ذات العلاقة...فكل ذلك وغيره ،يترك لاتفاق القوي السياسية ومفوضية الانتخابات المستقلة، ولكن ما يهمنا ،حقيقة، هو قبول الفكرة بعودة التجربة...تجربة دوائر الخريجين بمفهومها ومواصفاتها الجديدة حتي يكون لهم دورا في استدامة النظام الديمقراطي في السودان..وبشكل استثنائي يضع في الاعتبار حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد وتعقيداتها الداخلية والخارجية.
د.فراج الشيخ الفراري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

135 مرشح يخوضون انتخابات مجلس النواب في 4 دوائر بقنا

استقبلت لجنة تلقّي طلبات الترشح بمحكمة قنا الابتدائية، برئاسة المستشار إسماعيل زناتي، رئيس المحكمة، 135 طلب ترشح لخوض انتخابات مجلس النواب 2025 بمحافظة قنا، وذلك مع انتهاء مرحلة تقديم الطلبات وقبل فتح باب الطعون.

وشهدت الدائرة الأولى (بندر ومركز قنا) تقدم 33 مرشحًا، فيما بلغ عدد المرشحين في الدائرة الثانية (قوص وقفط ونقادة) 28 مرشحًا، وتقدم في الدائرة الثالثة (نجع حمادي ودشنا والوقف) 39 مرشحًا، بينما سجلت الدائرة الرابعة (أبوتشت وفرشوط) 35 مرشحًا، ليصل العدد الإجمالي إلى 135 مرشحًا، مع توقعات بارتفاع عدد المستبعدين بعد فحص الطعون خلال الأيام المقبلة.

وتضم محافظة قنا 4 دوائر انتخابية وهي كالآتي:الدائرة الأولى قنا وتضم (بندر ومركز قنا)

الدائرة الثانية مركز قوص وتضم: (قوص - قفط - نقادة) - دائرة الجنوب

الدائرة الثالثة نجع حمادي وتضم (نجع حمادي - الوقف - دشنا) -

الدائرة الرابعة (أبوتشت - فرشوط)، فيما تخوض القائمة المنافسة على 9 مقاعد، تمثل النصف الثاني من مقاعد محافظة قنا البالغة 18 مقعدًا.

هذاوتم غلق باب الترشح اليوم الأربعاء 15 أكتوبر، وسوف يكون تصويت المصريين بالخارج: 7 و8 نوفمبر، و تصويت الداخل: 10 و11 نوفمبر، جولة الإعادة (الداخل): 3 و4 ديسمبر

يُذكر أم عدد السكان في محافظة قنا أكثر من 3.6 مليون نسمة، و عدد الناخبين المسجلين: أكثر من 2.2 مليون، و الدوائر: 4 دوائر فردية + 1 قائمة.

مقالات مشابهة

  • عودة ميزة Slide Over إلى نظام iPadOS 26.1 بعد غيابها المثير للجدل
  • 135 مرشح يخوضون انتخابات مجلس النواب في 4 دوائر بقنا
  • حمّاد ورئيس جامعة بنغازي: شراكات للدراسات العليا وتوظيف الخريجين في مشاريع الإعمار
  • المجد للذهب
  • محمد صلاح حديث السياسية الأفريقية بعد تواجده في قوائم انتخابات الكاميرون
  • «مش هخلف تاني».. كارمن سليمان تتصدر التريند بعد ولادتها الأخيرة
  • أحمد الشرع يتحدث عن مصير بشار الأسد وشعوره بعد أن وصل إلى الحكم ودخل قصر الشعب
  • التدريب المهني: رفع كفاءة 100 مدرب و62% من الخريجين التحقوا بسوق العمل
  • التمكين… حين تحول الدين إلى غطاء للفساد السياسي
  • «كوشيب» مرآة منظومة الإنقاذ في السودان