فنانون وباحثون: الأسطورة الشعبية في التراث الإماراتي مادة غنية للفنانين والمبدعين
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
الشارقة - الوكالات
أجمع فنانون وباحثون في الفن التشكيلي على ضرورة توضيح الفرق بين التراث التقليدي، والإبداع في التراث، مشيرين إلى أن الأسطورة الشعبية مادة غنية في التراث الإماراتي، وشكلت مركزاً للكثير من التجارب الفنية لتقديم أعمالهم وتجاربهم الخاصة.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "التراث والإبداع في الفن الإماراتي" أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 42 معرض الشارقة الدولي للكتاب، شارك فيها الفنان التشكيلي محمد يوسف، والفنانة التشكيلية سلمى المري، والباحثة الدكتورة نهى قران.
أوضحت الدكتورة نهى قران أن التراث التقليدي يعني الفنون الشعبية، أما الإبداع في التراث، فهو نظرية متكاملة عن الإبداع لها علاقة وثيقة بالزمن"، مشيرة إلى أهمية الارتكاز على التراث والانطلاق منه لتكوين رؤية خاصة.
من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي محمد يوسف أن "مجتمع الإمارات نشأ في الخمسينات والستينات مجتمعًا استهلاكيًا، فكانت الحرف والصناعات اليدوية وحتى الأهازيج والمواويل لها دور وظيفي، وتقام بغرض محدد، لكن بعد الطفرة النفطية تحول المجتمع من الاستهلاكية إلى الفنية الثقافية، وقال: "الفنانون قاموا بتوظيف التراث وتقديمه بشكل جمالي، وظهرت الأدوات التراثية بشكل فني متوازن".
بدورها، تحدثت سلمى المري عن الأسطورة الشعبية وتوظيفها في العمل الفني، قائلة إن" الأسطورة الشعبية ذاكرة غنية في التراث الإماراتي، وقمت بتوظيفها في أعمال تشكيلية، ومن الأساطير القديمة (زنوبيا) ملكة تدمر، وكانت وفق الأسطورة الشعبية سيدة شديدة البأس، تسكن جبال رأس الخيمة، وكانت جدتي تروى حكايتها لنا ونحن صغار".
في إطار الندوة، استعرضت الدكتورة نهى قران كتابها "التراث والإبداع في الفن الإماراتي" الذي أصدره معهد الشارقة للتراث، قائلة إن "الكتاب استقراء للتاريخ والموروث الإماراتي، يرصد القوة البصرية والمرئية في التراث، من خلال العديد من الفنانين الذين حملوا موروثهم وانطلقوا منه للتعبير عن هويتهم الخاصة، مثال الدكتورة نجاة مكي التي استلهمت آثار مليحة في الكتابة والعملات في أعمال فنية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی التراث
إقرأ أيضاً:
إشكالية التخصص والإبداع
كثيرا ما نسمع أن شخصا ما يتحدث أويكتب في غير تخصصه، ويعتبره البعض نقيصة ويعتبره البعض الآخر مبادرة، ومسألة التخصص لم تكون موجودة عند العلماء في العصور الوسطى وما قبلها، فكان الطبيب رجل الدين وفيلسوف والشاعر.
التخصص هو من نتاج الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر التي وفرت كثيرا من العلوم، أكبر مما يستطيع المرء استيعابه، ومحاولة الإضافة إليه، مشكلة اختيار التخصص كثيرا ما تكون لأسباب اجتماعية أو قانونية تخص الدولة، رغم ذلك الأشخاص الذين يطلبون النجاح في عملهم وأبحاثهم لهم فرص كبيرة للتفوق في مجال التخصص الذي يخدم العلم أكثر من خدمة المجتمع، ولذلك كثيرا ما يكون التخصص ضيق المجال قليل الفائدة للمجتمع لأنه لا رابط له بقضايا الوطن بقدر أنه مرتبط بقضايا العلم على مستوى العالم، فالرجل الذي يقدم ورقات علمية في تطوير التربينات الغازية أو تصميم أجسام ذات ديناميكا هوائية جيدة أو حتى تصنيع الخلايا الشمسية أو زرع قلب الحيوان في الإنسان يخدم العلم والدول الكبرى المصنعة لتلك الأجهزة، أما نحن في العالم الثالث فنحتاج إلى توطين تقنيات أكثر من بحوث أساسية.
بسبب هذه الظروف ينتج نوع آخر من المبادرين الذين يعتمدون على فهم العلوم وتمعنها وربطها بالواقع ومحاولة إيجاد الحلول للمختنقات النظرية والعملية التي يواجهها المجتمع بطريقة إبداعية يشترك فيها العلم والمهارة مع الشغف، وهؤلاء جلهم ليسوا من المتخصصين، وحيث أنهم تدفعهم النظرة الشمولية للأحداث والشغف في الإضافة فإنهم يبدعون فيما اختاروا من موضوعات، وهم جل العلماء في القرون الوسطى وما قبلها وكثيرون في العصر الحاضر: نذكر منهم مالك بن نبي وهو مهندس كهربائي أبدع في دراسة الحضارات، والعقاد فني لم يتحصل سوى على الشهادة الابتدائية وهو من أبدع في الدراسات الإسلامية، والشيخ طاهر الزاوي والأديب بعيو وفشيكة كتبوا في التاريخ، والألباني عمله تصليح الساعات أصبح من رجال الحديث، على المستوى الدولي نيوتن مكتشف الجاذبية هو موظف في سك النقود، وبل كان مخترعا للتلغراف وهو موسيقي ومخترع مكتشف المعادن وتطوير الطائرات.
والشاعر نزار قباني هو حقوقي في الأصل، أما عبد الرحمن منيف وهو روائي عراقي لأم سعودية، كان متخصصا في مجال النفط، والروائي حنا مينا لم يصل للصف السادس الابتدائي وعمل حمالا في ميناء اللاذقية، وغادة السمان دكتورة في اللغة الإنجليزية، وروائية وشاعرة كبيرة، وإبراهيم ناجي كان طبيبا، وعندما تسمع قصيدته (الأطلال) من أم كلثوم تشعر بروعة كلماته، والكثيرين غيرهم، في حين أن هناك ملايين من المتخصصين الذين يقضون حياتهم في تكرار رتيب لأعمال روتينية لا تغيير فيها، ولا إبداع يطور في آلياتها أو تقدم في أهدافها.
الإبداع حالة وجدانية وقودها الشغف لأجل المبادرة في العمل والفهم ثم الإنتاج لسد فراغ لم يستطيع المتخصص تغطيته، ولا شك أن المتخصص الشغوف يكون مبادرا مبدعا يُلبي حاجات المجتمع بأقل جهد، والمجتمع في حاجة إلى الصنفين أن يكونان مبدعين في زمن لا يفرق الكثيرين بين الإبداع والبدعة فيصفون بالتبديع.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.