لندن- بدعوة من منظمة "عمال من أجل فلسطين حرة" شارك أكثر من 400 نقابي في بريطانيا بقطع الطريق إلى مصنع للأسلحة في مقاطعة كنت جنوب شرقي العاصمة لندن ومحاصرته، وهو الذي يوفر عتادا لسلاح الطيران في الجيش الإسرائيلي.

وأقام المشاركون في هذا الحدث حائطا بشريا لمنع دخول الموظفين والتقنيين والحيلولة دون خروج شحنة أسلحة من مصنع "بي إيه إي سيستم" أو إدخال أي مواد له، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار لوقف قتل المدنيين في فلسطين، ووضع حد لما اعتبروه "تواطئا" بريطانيا في جرائم الحرب الإسرائيلية.

ويعد هذا التحرك الثاني الذي تقيمه المنظمة بعد فعالية مماثلة في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استهدفت مصنع "إنسترو بريسيجن" في كنت أيضا، حيث أغلق 150 نقابيا بوابته لمدة 6 ساعات ومنعوا دخول وخروج الشاحنات من وإلى الموقع.

نشطاء أغلقوا الطريق إلى مصنع الأسلحة يتهمون الحكومة البريطانية بالمشاركة في الإبادة الجماعية بغزة (الجزيرة) حائط بشري

وضم المشاركون في الفعالية عمالا في مجال الصحة والضيافة ومعلمين وأكاديميين وفنانين وغيرهم ممن هم أعضاء في مجموعة واسعة من النقابات العمالية، مثل "يونيت" ونقابة التمريض "يونيجين" والعاملين في مجالات الصناعة والتعليم وأطباء والاتحادات الطلابية والجامعات والصحفيين.

وتم تنظيم الحائط البشري بالتزامن مع حراك مماثل في كل من الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا ومختلف أنحاء أوروبا أمام مصانع تصدر أسلحة إلى إسرائيل.

كما تزامن مع احتجاجات عمالية في واشنطن وأستراليا أخيرا، لتعطيل السفن التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل، ورفض النقابيون في بلجيكا وبرشلونة تحميل المعدات العسكرية المرسلة إلى دولة الاحتلال.

وعلى الرغم من احتلالها غير القانوني للضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس منذ عام 1967 فإن المملكة المتحدة ظلت تبيع الأسلحة لإسرائيل باستمرار.

ويسهم الموقع المحاصر بشكل مباشر في تصنيع 15% من مكونات طائرة "الشبح إف-35" التي تشارك حاليا في قصف غزة.


موجة احتجاجات

وأوضح منظمو الحراك أنه يأتي في سياق موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء بريطانيا للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، في ظل مواصلة رئيس الحكومة ريشي سوناك ورئيس حزب العمال البريطاني كير ستارمر رفض دعم وقف الحرب رغم أن استطلاعات الرأي تظهر تأييد أغلبية الجمهور البريطاني هذه الدعوة.

كما نظم نشطاء في المملكة المتحدة اعتصامات سلمية لقطع الطرق في محطات القطارات ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وإضرابات عشوائية، واحتجاجات خارج "داونينغ ستريت" وفي المكاتب المحلية لأعضاء البرلمان.

وقالت ألكسندرا -وهي معلمة وعضوة في الاتحاد الأوروبي– "انضممت إلى حصار المصنع اليوم، لأنه من المستحيل أن أقف متفرجة فيما تدعم حكومتنا هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي على غزة، بما في ذلك مساهمة بالأسلحة من هذا المصنع بالذات".

وأضافت للجزيرة نت "كمعلمة فإن رؤية 185 مدرسة ومؤسسة تعليمية أخرى في غزة وهي تتعرض للقصف أمر مفجع للغاية، إذا لم تدعم حكومتنا والمعارضة العمالية وقف إطلاق النار فسنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ذبح المدنيين باسمنا كبريطانيين وبتمويل من ضرائبنا".

وقالت إن "صناعة الأسلحة البريطانية المدعومة بالمال العام متورطة في القتل الجماعي للفلسطينيين، نحن هنا اليوم لتعطيل آلة الحرب الإسرائيلية واتخاذ موقف ضد تواطؤ حكومتنا، ونحث العمال في جميع أنحاء البلاد على اتخاذ إجراءات مماثلة في أماكن عملهم ومجتمعاتهم".

متظاهرون في فعالية دعت إلى "وقف إطلاق النار الآن" في لندن (الأناضول) رسالة قوية

وقال عضو في منظمة "عمال من أجل فلسطين حرة" (تحفّظ على ذكر اسمه) -وهي ائتلاف يدعو إلى العصيان المدني لوقف تجارة الأسلحة مع إسرائيل- "إن المسيرات الحاشدة تبعث رسالة قوية، ولكن من المهم ممارسة ضغط على الحكومات والشركات التي تستفيد من تجارة الأسلحة مع إسرائيل".

وأضاف للجزيرة نت "إننا نحيي جميع النقابيين الذين استجابوا للدعوة التي وجهتها الحركة النقابية الفلسطينية وتصرفوا بشكل حاسم ضد التواطؤ، فمثل هذه الإجراءات الواضحة من قبل أصحاب الضمير هي وحدها القادرة على وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب".

ونُظّم هذا الحراك بسرية تامة بسبب صرامة الإجراءات التي تحول دون السماح الرسمي بمثل هذه الأنشطة، ووسط إجراءات مشددة قد تعرض هذا النشاط السلمي لعواقب قانونية وخيمة تصل إلى حد التجريم أو على الأقل ذكره في السجل الجنائي للمشاركين.

ولم تثنِ هذه المخاوف المشاركين عن التقدم في صفوف الحراك السلمي، آملين أن يساهموا في رفع الحصار عن غزة، وأن تسمع أصواتهم المطالبة بوقف إطلاق النار لوقف الحرب الدموية التي خلفت حتى الآن أكثر من 10 آلاف شهيد، 40% منهم أطفال.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بعد رفع القيود.. أوكرانيا قد تبدأ باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد أهداف روسية

عقب تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس حول رفع القيود عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى، قد تتمكن أوكرانيا من الاعتماد على صواريخ مثل "توروس" و"ATACMS" و"ستورم شادو" في ضرب أهداف داخل روسيا، اعلان

أشار أحد أبرز الحلفاء الأوروبيين لأوكرانيا، يوم الاثنين، إلى أن كييف لم تعد مقيّدة باستخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا، في تطوّر قد يُعدّ تحولاً في قواعد الاشتباك ضمن الحرب المستمرة.

وكانت أوكرانيا تتلقى من دول غربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا صواريخ بعيدة المدى، لكنها كانت محصورة في استخدامها ضد القوات الروسية المتواجدة على الأراضي الأوكرانية المحتلة فقط.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن رفع هذه القيود، والذي أوضح أنه تم اتخاذه قبل أشهر، قد يكون له تأثير حاسم في الحرب. وأضاف: "إن الدولة التي لا تستطيع التصدي للمهاجمين على أراضيها فقط لا تدافع عن نفسها بشكل كافٍ".

على إثر تصريحات ميرتس، استعرضت "يورونيوز نكست" الأسلحة التي يُسمح الآن لأوكرانيا باستخدامها دون قيود، والآثار المحتملة لذلك على مسار النزاع الذي دخل عامه الرابع.

أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش

في نوفمبر 2024، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكنت من إسقاط عدد من الصواريخ بعيدة المدى أجنبية الصنع أُطلقت على أراضٍ روسية، من بينها ستة صواريخ من طراز "ATACMS" الأمريكية الصنع. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها أوكرانيا هذا النوع من الأسلحة؛ إذ سبق أن أفادت تقارير في أكتوبر 2023 بأن كييف استخدمت صواريخ ATACMS في ضرب قواعد روسية شرق البلاد، ما أسفر عن تدمير تسع مروحيات.

يُعدّ نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS) نظامًا مدفعيًا صاروخيًا أرض-أرض بعيد المدى، ويُوصف بأنه يمتلك قدرة تفوق مدى المدفعية التقليدية، بحسب الشركة المصنعة لوكهيد مارتن. وتتميز الصواريخ التابعة لهذا النظام بأنها قوة نيران فعالة وقابلة للتشغيل في جميع الأحوال الجوية، ويمكنها الوصول إلى أهداف تبعد حتى 300 كيلومتر.

وتُطلق هذه الصواريخ عبر منصات متحركة عالية القدرة مثل نظام HIMARS أو منصات MLRS M270، وهي من تصنيع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية.

Relatedدون موافقة البرلمان.. المفوضية الأوروبية تقر خطة لتسليح أوكرانيا بـ800 مليار يوروفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسيا القمة الأوروبية في لندن: تشديد على أهمية إعادة تسليح أوروبا وتوحيد الصف الغربي ودعم أوكرانياصواريخ ستورم شادو

أكدت شركة MBDA الأوروبية، المصنعة لصاروخ "ستورم شادو" (المعروف باسم "SCALP EG" لدى القوات الفرنسية)، أن هذا الصاروخ بعيد المدى يُعدّ نتاجاً للتعاون بين فرنسا والمملكة المتحدة، ويبلغ وزنه 1300 كجم، ومداه يتجاوز 250 كيلومتراً.

أوضحت الشركة أن الصاروخ مصمم بشكل خاص للهجمات المخططة ضد أهداف ثابتة ومهمة مثل المخابئ المحصنة والبنية التحتية الحيوية، مشيرة إلى أنه يتمتع بدقة عالية في الضرب ليلاً ونهاراً، بفضل اعتماده على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأنظمة توجيه مدمجة وخريطة تضاريس رقمية لتحديد موقع الهدف بدقة.

وأشارت MBDA إلى أن الصاروخ يستخدم عند الاقتراب من الهدف كاميرا الأشعة تحت الحمراء لمطابقة صورة الموقع مع الصور المحفوظة على ذاكرة الصاروخ، ضماناً لإصابة الهدف المطلوب بدقة.

كما لفتت إلى أن الرأس الحربي للصاروخ مزود بشحنة أولى تمكنه من اختراق المخابئ أو طبقات التربة، يتبعها آلية انفجارية محسوبة لتدمير الهدف بشكل فعال.

ويستخدم الصاروخ حالياً من قبل الجيوش البريطانية والفرنسية والإيطالية.

صواريخ توروس

وتتركز أغلب المناقشات في ألمانيا حالياً حول إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ "توروس" (Taurus) KEPD 350، وهو صاروخ مواجهة جوي معياري تصنعه شركة ساب السويدية بالتعاون مع شركة MBDA Deutschland، ويُوصف بأنه "لا يضاهى" في قدراته على توجيه ضربات دقيقة إلى أهداف ثابتة ومهمة مثل المخابئ المحصنة ومحطات الرادار الكبيرة.

ويمتاز صاروخ توروس بقدرته على التحليق منخفضاً فوق سطح الأرض لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المعقدة، ويحمل رأساً حربياً يزن 481 كجم يُعرف باسم "ميفهيستو"، ويمكنه الوصول إلى أهداف تبعد أكثر من 500 كيلومتر، ويصل وزنه الإجمالي إلى 1400 كجم.

اعلان

وقبل الانتخابات الفيدرالية الألمانية التي جرت في فبراير الماضي، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، حينها زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلى تسليم هذا النوع من الصواريخ لأوكرانيا. وأكد مؤخراً أن التعاون بين أوكرانيا وألمانيا في مجال الإنتاج العسكري يمكن أن يصبح واقعاً، مشيراً إلى إمكانية تصنيع الصواريخ في البلدين معاً.

وعلى الرغم من رفع القيود عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى من قبل أوكرانيا، رفض شولتس تأكيد ما إذا كانت ألمانيا ست proceed في تسليم صواريخ توروس إلى كييف.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • عاجل. برشلونة تقطع جميع العلاقات مع إسرائيل وتطالب بوقف إطلاق النار وتؤكد: غزة للفلسطينيين
  • رئيس «القدس للدراسات»: إسرائيل تسعى لتدمير حركة حماس وطرد الفلسطينيين من غزة
  • البابا لاوون يطالب بوقف إطلاق النار في غزة ويؤكد: الحرب ليست حتمية
  • بعد رفع القيود.. أوكرانيا قد تبدأ باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد أهداف روسية
  • لقمة تحت النار.. كيف تتعمد إسرائيل استهداف تكايا الطعام في غزة؟
  • ألمانيا تهدد بوقف تسليح إسرائيل بسبب جرائم غزة
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • «محامو الطوارئ» يحذرون من حملة «بلّغ عن متعاون» ويطالبون بوقف الاعتقالات التعسفية
  • من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
  • النتيجة تدمير إسرائيل.. ساعر يحذر من نتيجة فرض حظر أسلحة على الاحتلال