مدير منظمة الصحة العالمية: كل 10 دقائق يموت طفل في غزة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
مدير منظمة الصحة العالمية: كل 10 دقائق يموت طفل في غزة.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
وصيّة غائب لقلب لا يموت
عائض الأحمد
وصيّتي إن متُّ أن تُحييني معكِ…
ألا تدعي حبر اسمي يجف في قلبكِ، ولا تتركي ملامحي تذوب في ملامح العابرين.
ولا تقولي: "كان معي هنا" وتشيري إلى التراب، بل إلى صدركِ… إلى دفء الأيام التي جمعتنا.
إن مُتُّ، لا تعلّقي صورتي… بل علّقي ذِكراي في ضحكتكِ.
لا تزوري قبري، بل مرّي على الأماكن التي جمعتنا،
واذكريني كما كنتُ: ضوءًا وإن انطفأ.
لا تبكي كثيرًا، فدمعكِ كان يكسرني حيًّا، فكيف إذا انسكب فوق ترابي؟
إن سألوا عني، لا تقولي: "كان"، بل قولي: "ما زال… لكنه خلف الغيم".
ولا تبوحي بما كان بيننا… بل اجعليه غفرانًا ورحمة.
لا ترتدي السواد من أجلي، ارتدي الأمل، وامشِ كما كنا نحلم…
أن نكمل الحياة، حتى إن خذلتنا.
وإن شعرتِ بالوحدة، تذكّري أنني في تفاصيلكِ…
في رائحة قهوتكِ، في صوت المطر، في ارتباك رسائلكِ، في ارتعاشة الحروف.
سعاد…
وصيّتي أن تُحييني، لا أن ترثيني.
أن تكوني شاهدة على حبي، لا على غيابي.
فأنا ما أحببتكِ لأُدفن في قلبكِ، بل لأعيش… حتى وإن رحلت.
تذكّري الجدب… واسقيه برقتكِ،
وانثريه على أطراف ذكرياتنا.
كفى دموعكِ…
واعلمي أن الحياة أيّام هنا، والباقي هناك.
شاهدي قبري في حروفي التي أمطرتكِ بها سنوات، فخلّديها كيفما كانت تُلهمكِ، وتناسي منها ما كان يُؤلمكِ.
كنتُ وطنًا صغيرًا يليق بكِ، وكنتِ بين أضلعي عيدًا دائمًا.
احكي عني… عن ضحكتي، عن نبرة صوتي حين أناديكِ، عن خوفي عليكِ إن تأخرتِ، عن فرحي بكِ حين تضحكين، وقولي:
كان يُحبّني أكثر من نفسه، وكان يرى فيّ العمر كلّه.
يحمل قلب طفلٍ يَغضب إن شُغِلتِ عنه، ولم يكن يسعده أحدٌ سواي.
لن تريه بعد اليوم، ولكن… روحه لا تغادركِ.
وإن أبكاكِ الغياب، فلا تعتذري لأحد…
فمن يلوم عاشقًا على دمعه، لا يعرف ماذا يعني أن يفقد من أحبّه قبل أن يقول له كل شيء.
وإن مرّت السنون، ولم تسمعي عني خبرًا…
فادعي لي كثيرًا، وابتسمي كلما تذكّرتِني،
فأنا ما متُّ… بل الحياة هي التي أفلتت يدي، وأصبح منزلي هناك.
تذكّري دومًا: أعمارُنا كشَمعةٍ، إمّا أن تُحرِق نفسَها بصمت، أو يَهُبَّ عليها نسيمٌ فيأخذها إلى النهاية.
ارفعي رأسكِ إلى السماء… فأنا سأنتظركِ هناك.
وإن صرتِ يومًا بين الحلم واليقظة، وشعرتِ بأن أحدًا يلمس أطراف قلبكِ بلطف…
فاعلمي أنني جئتُ من الزمن الآخر، لأرتّب تفاصيلكِ قبل أن يسرقكِ الحزن.
قد تجدين وردةً على نافذتكِ بلا سبب…
قد تفقدين عقدًا، أو تستحضرين دفئًا نسيتيه ذات شتاء، أو تسمعين همسًا يشبه صوتي…
لا تخافي…
فالذين أحبّوا من قلوبهم، لا يرحلون تمامًا.
رابط مختصر