هذه الوزيرة وأمثالها من البريطانيين من أصول أخرى يسعون دائماً لأن يكونوا ملكيين أكثر من الملك
لم تكن تظاهرة مئات الآلاف في لندن يوم السبت الأخير مثل سابقاتها منذ بداية حرب غزة، ليس من حيث العدد الذي كان أكبر، ولا الشعارات التي لم تختلف عن المطالبة بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وانتقاد ما تقوم به إسرائيل من قصف للمستشفيات والمدارس وقتل الأطفال والنساء.
ولا حتى لأنها كانت في ذات اليوم الذي تحتفل فيه بريطانيا بنهاية الحرب العالمية الأولى، حيث دقيقة الصمت ووضع أكاليل الزهور على نصب الجنود في العاصمة لندن والمدن الأخرى.
إنما وجه الاختلاف الأهم، هو خروج العشرات من اليمين المتطرف والجماعات العنصرية في احتجاج بوسط لندن بهدف تخريب مسيرة دعم فلسطين السلمية. فقد اعتدى هؤلاء على الشرطة وحاولوا تجاوز الحواجز بالعنف ليصلوا إلى مسيرة فلسطين. واعتقلت الشرطة أكثر من مئة منهم، بعضهم يحمل أسلحة ومخدرات.
وهذه التظاهرات مستمرة منذ أول مسيرة منتصف الشهر الماضي، حين فوجئت حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك بخروج مئات الآلاف إلى وسط المدينة مطالبين بوقف إطلاق النار في الوقت الذي يعلن هو ووزير خارجيته يومياً معارضتهم وقف قصف غزة وقتل المدنيين.
في البداية، اتهمت وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان، قائد شرطة العاصمة بأنه يسمح بمسيرة «معادية للسامية»، لكن قائد الشرطة تمسك بموقفه، وحقه القانوني، ما دامت المسيرات سلمية ولا تخالف القانون.
ثم صعّدت الوزيرة لهجتها بأن تلك المسيرات داعمة لجماعة مصنفة بالقانون البريطاني إرهابية، لكن أغلب المشاركين في المسيرة لا يرفعون سوى علم فلسطين وليس غيرها.
وقبل المسيرة الأخيرة، استغلت الوزيرة تزامنها مع يوم احتفال نهاية الحرب لتضغط على الشرطة كي تمنعها. لكن لأن المسيرة المعلن خط سيرها لا يقترب من مكان الاحتفال الرسمي بنهاية الحرب العالمية فقد رفض قائد الشرطة إلغاء المسيرة. فما كان من الوزيرة إلا أن كتبت مقالاً في الصحف انتقدت فيه بشدة الشرطة البريطانية بزعم أنها تسمح بمسيرات الكراهية.
وجاء مقالها المنتقد للشرطة، الذي تنصلت الحكومة منه، بمثابة تجاوز منها لمدونة سلوك الوزراء والمسؤولين الرسميين. لكن الأهم أنه شجع جماعات اليمين المتطرف والنازيين الجدد والعنصريين الذين يتبنون العنف ضد الشرطة على الخروج في يوم المسيرة بهدف الاصطدام بالشرطة والوصول إلى مسيرة فلسطين وتخريبها.
هذه الوزيرة وأمثالها، من البريطانيين من أصول أخرى، يسعون دائماً لأن يكونوا «ملكيين أكثر من الملك». وقد كانت سابقتها في المنصب بريتي باتيل، وهي من أصول هندية، أكثر عنصرية منها، حتى أنها فصلت من الحكومة في ظل رئاسة تيريزا ماي لقبولها رشوة من الإسرائيليين.
أما بريفرمان، فقد أقيلت أمس من الحكومة لأنها انتهكت مدونة السلوك مرتين، وهي من أصول إفريقية (أصلها من كينيا وموريشيوس) مثل وزير الخارجية جيمس كليفرلي (أصله من سيراليون) وهما من البريطانيين الذين انضموا لحزب المحافظين من باب المزايدة وانتهاز الفرص.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بريطانيا من أصول
إقرأ أيضاً:
مفوضية حقوق الإنسان تطالب مصر وليبيا بمحاسبة المسؤولين عن قمع نشطاء “المسيرة العالمية إلى غزة”
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مصر وليبيا إلى ضمان محاسبة المسؤولين عن استخدام القوة غير الضروري والمفرط ضد نشطاء سلميين في “المسيرة العالمية إلى غزة”، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفياً على خلفية مشاركتهم في المسيرة التي هدفت إلى التضامن مع الفلسطينيين في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية.
وفي بيان صادر عنها، اعتبرت المفوضية أن ما تم الإبلاغ عنه من استخدام للقوة، والاحتجاز غير القانوني، وسوء المعاملة، والترحيل القسري للنشطاء من قبل مصر وليبيا، يشكل انتهاكاً لحقوقهم في الحرية والأمان وحرية التعبير والتجمع السلمي.
وأعربت المفوضية عن قلقها البالغ إزاء تقارير مقلقة تلقتها حول “عنف جنسي وجنساني ضد المشاركات” في المسيرة، كما أبدت قلقها من تعرض النشطاء في مصر لهجمات على أيدي من وصفتهم بـ”عملاء بملابس مدنية”، وذلك بحضور أفراد من قوات الأمن النظامية الذين لم يتدخلوا لوقف الاعتداءات.
وشددت المفوضية على وجوب قيام السلطات المصرية والسلطات الفعلية في شرق ليبيا بإجراء تحقيقات “فورية ومستقلة وشاملة” في هذه الأحداث، مؤكدة ضرورة احترام مصر وليبيا لحرية التعبير والحق في التجمع السلمي وضمانهما.
وكانت قوات الأمن التابعة لسلطات شرق ليبيا قد أوقفت قافلة الصمود على مشارف مدينة سرت، حيث أكدت القافلة تعرضها لحصار ممنهج ومنع وصول أي تموينات بالغذاء والماء والدواء، علاوة على احتجاز أكثر من 15 ناشطا.
كما أظهرت مشاهد مصورة اعتداء بلطجية على الذين أتوا لمصر للتضامن والمطالبة برفع الحصار عن غزة ضمن “قافلة الصمود”، حيث أدت الاعتداءات إلى وقوع عدد من المصابين، بينهم النائب التركي فاروق دينتش.
المصدر: الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0