6 مشاريع وطنية سيفتتحها جهاز الاستثمار العماني بالتزامن مع العيد الوطني المجيد
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
مسقط-أثير
تزامنًا مع احتفالات سلطنة عُمان بالعيد الوطني الثالث والخمسين المجيد؛ أعلن جهاز الاستثمار العماني عن الانتهاء من ستة مشاريع وطنية تتوزع جغرافيًا على عدد من المحافظات، وتتنوع في عدد من القطاعات، وتتجاوز قيمتها الاستثمارية 4 مليارات ريال عماني، وهي مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، ومشروع رأس مركز لتخزين النفط الخام، ومحطة الدقم المتكاملة للكهرباء والمياه، ومشروع “ربط” الكهرباء، ومزرعة خويمة لاستزراع الروبيان، واكتمال مشروع تطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة العرفان (شرق).
وقال هشام بن أحمد الشيدي مدير عام استثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العماني بأن هذه المشاريع التي ستُفتتح تباعًا خلال الفترة القادمة تأتي ضمن محفظة التنمية الوطنية للجهاز التي تستهدف تحقيق العديد من الأولويات والأهداف من أبرزها الإسهام في جهود التنويع الاقتصادي، وتنمية المحافظات، وجذب الاستثمارات الخارجية، وتمكين القطاع الخاص، ودعم الصناعات التحويلية وتوطين الصناعات إلى جانب إيجاد فرص وظيفية للمواطنين، وفرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدًا بأن المشاريع تُجسّد إستراتيجية الجهاز وأهدافه التي تتواءم مع رؤية عمان 2040، حيث تتميز بتنافسيتها وجاذبيتها للاستثمار، وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية.
ويُعدّ مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية أكبر مشروع استثماري تم تنفيذه في المنطقة الاقتصادية في الدقم، وبمثابة خط الانطلاق لخطة تحويل الدقم إلى أحد أضخم المراكز الصناعية والاقتصادية في المنطقة؛ حيث يتضمن المشروع ثلاث حزم رئيسة هي وحدات المعالجة الرئيسية بالمصفاة، والمرافق والخدمات، ومنشآت التخزين والتصدير للمواد البترولية السائلة والسائبة الواقعة بميناء الدقم، ومنشآت تخزين النفط الخام في رأس مركز، وخط أنبوب نقل النفط الخام بطول 81 كم من رأس مركز إلى مصفاة الدقم. وتشتمل المصفاة على 10 وحدات معالجة رئيسية قادرة على إنتاج الديزل ووقود الطائرات وغاز البترول المسال والكبريت والفحم البترولي، وتستطيع طاقتها التي تبلغ 230.000 ألف برميل يوميًا على التعامل مع مختلف أنواع النفط الخام.
ويعزز مشروع رأس مركز لتخزين النفط الخام في محافظة الوسطى جهود الحكومة في مجال التنويع الاقتصادي؛ حيث يحقق العديد من المكاسب الاقتصادية والتجارية لكونه أول مشروع إستراتيجي لتخزين النفط الخام في سلطنة عمان، بقدرة استيعابية عالية تصل إلى 200 مليون برميل، وسعة تخزين تصل في المرحلة الأولى إلى 26,7 مليون برميل مع تخصيص 5,2 مليون برميل لمصفاة الدقم (OQ8)، وهو مهيأ لتصدير النفط العماني عن طريق ربطه بمحطة نهيدة؛ ليعطي منفذًا آخر لتصدير النفط الخام العماني بعد ميناء الفحل في مسقط. ونظرًا لموقعه الإستراتيجي بالقرب من الأسواق الناشئة في آسيا وإفريقيا فإن المشروع قادر على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية، وسيُسهم في زيادة عدد السفن البحرية لنقل النفط القادمة إلى سلطنة عمان.
وفي قطاع الكهرباء، سيعمل مشروع محطة الدقم المتكاملة للكهرباء والمياه في ولاية الدقم على تلبية احتياجات مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية من الكهرباء والمياه، واستقطاب الاستثمارات إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من خلال توفير الكهرباء والمياه الصناعية لشركات الصناعات الثقيلة الراغبة بالاستثمار في المنطقة، ومواكبة التوسعات المستقبلية في المنطقة، وتوفير الطاقة الكهربائية لمشروع خزانات النفط، وتبلغ القدرة التصميمية للمحطة 326 ميجاواط من الكهرباء و36 ألف متر مكعب من المياه يوميًا. كما تتضمن المحطة منشآت لسحب مياه البحر بسعة إمداد تصل إلى 1.5 مليون متر مكعب في اليوم، بالإضافة إلى خط لإعادة المياه بسعة تصل إلى مليون متر مكعب في اليوم.
وفي قطاع الطاقة، يُعدّ مشروع “ربط” من المشاريع الإستراتيجية في الدقم، وتتكون مرحلته الأولى من خطوط نقل هوائية جهد 400 ك.ف بطول 660 كم وخمس محطات رئيسية في نهيدة وبارك وسويحات والدقم ومحوت، وسيضاعف المشروع من كفاءة شبكة نقل الكهرباء الوطنية وتكاملها، وسيؤدي دورًا محوريًا في تعزيز موثوقية الطاقة الكهربائية وأمانها، وسيسهم في فتح آفاق كبيرة لمصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتوفرة بصورة كبيرة في محافظة الوسطى، وربط مناطق بعيدة عن شبكة نقل الكهرباء الرئيسة، ومنها هيماء والدقم ومحوت، وأيضا تقليل تكلفة الطاقة المنتجة في الدقم ومحوت التي تعتمد حاليا على وقود الديزل المكلف وله آثار سلبية على البيئة.
وفي القطاع الغذائي والسمكي، سيُسهم مشروع مزرعة خويمة لاستزراع الروبيان في ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية على مواصلة إسهامات الجهاز وشركاته التابعة في تحقيق الأمن الغذائي، وإيجاد صناعات جانبية تعزز القيمة المضافة للمواد الخام المتوفرة في سلطنة عمان، حيث يقوم المشروع على مساحة 200 هكتار، ويحوي 126 حوض استزراع، ووحدة حضانة للروبيان تضمّ 48 حوضًا، ووحدة رعاية لما بعد اليرقات، ووحدة معالجة أوّلية، ووحدة إنتاج وتغليف، وتبلغ الطاقة التشغيلية للمشروع 4000 طن في السنة.
وفي القطاع السياحي؛ يمثّل اكتمال تطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة العرفان (شرق) الذي تقوم به مجموعة عُمران التابعة للجهاز، نموذجًا بارزًا للتنمية السياحية المستدامة، ودعم جهود التنويع الاقتصادي، ورفع الإسهام المباشر وغير المباشر للقطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص عمل مباشرة للقوى العاملة الوطنية، حيث تشمل المرحلة الأولى مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وفندق جي دبليو ماريوت مسقط، وفندق كراون بلازا، بالإضافة إلى المرافق الأساسية المتكاملة الأخرى في المخطط التطويري، ليصبح المشروع وجهة متنامية لاحتضان وإقامة كبرى المؤتمرات والمناسبات، والفعاليات المحلية، والإقليمية، والعالمية.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: التنویع الاقتصادی المرحلة الأولى النفط الخام مصفاة الدقم فی المنطقة رأس مرکز
إقرأ أيضاً:
عدن روح المشروع الوطني
قال الفقيد عبدالله باذيب – في رده على تساؤل الشيخ البيحاني عن من هو العدني؟ وماهي الروح العدنية؟ عام 1950
(إننا يا سيدي نحمل روحاً عدنياً، وأن لم نكن من نسل ذلك الصياد القديم ..وهناك فرق كبير بين سلالة الروح وسلالة الجسد، وحب الأوطان وعبادتها تنبت من الأرواح وليس من أعضاء الجسم )
هذه هي عدن روح قبل ان تكون جغرافيا ونسل، والروح هنا هي محتوى البيئة الفكرية والثقافية التي احتوت كل الاعراق والثقافات والاديان، وتشكل نسيجها الاجتماعي من كل الوان الطيف الفكري والعقائدي، و التعدد السياسي، بيئة تخلقت في رحمها الحركة العمالية، نواة الحركة الوطنية اليمنية، الرافد المهم في تبلور فكرة الدولة الوطنية ( الجمهورية) في المنطقة، هذه البيئة التي اوجدت المنتديات الثقافية والفكرية، وضبطت الاختلاف والتنوع ليثري المجتمع وينميه، جعل من عدن منارة وإشعاع، فتصدرت قمة المجد ويشار لها بالبيان، كثاني ميناء عالمي، ومركز اقتصادي وتجاري دولي، جلبت كل العقول النيرة والكفاءات والمهنيين ، من كل بقاع الارض، ليشكل معا نور عدن وروحها الاخاذ، تلك الروح التي تعايش فيها كل هذا التنوع بسلام وامان، التنوع الذي افضي للرقي والتطور والازدهار.
عدن السباقة بكل جديد، كهرباء وماء واتصالات وتعليم وفن ومسرح و رياضة وثقافة وفكر، عدن مصدر تزويد الدولة الفتية بعد الاستقلال بنظام المهندس البلدي والخزانة العامة، وكوادر وكفاءات ادارية نوعية، وقامت الدولة على اكتاف عدن ومقوماتها، فكانت مصدر نماء وخير، ويبقى السؤال ما الذي حدث حتى تجازى عدن، وهي اليوم تتلقى ضربات الجهل والجهالة، الفقر والجوع والمرض، وتصارع العنصرية والكراهية.
الاجابة على هذا السؤال مرة بمرارة الصراعات التي تعرضت له عدن ما بعد الاستقلال، حينما غزتها القبيلة( بعقلية الثأر) وتسببت بضرر في نسيجها، وتشوهات في ارثها الثقافي والفكري، وعطلت مقوماتها الاقتصادية و موقعها الاستراتيجي، وانهت دورها الدولي، ليبحث العالم عن بديل، في سنغافوري وهن كنج، ودبي حيث لا موقع استراتيجي ولا مقومات ربانية، انها الصناعة والاحتكار والاستخبارات، وسياسة زراعة البؤر، وكانت عدن ضحية كل ذلك، وما زالت تصارع المؤامرات.
سقطت الايدلوجيا، وتحول الاممي لقبيلي، ومن كان ينهل من عدن علم وحضارة صار اليوم يبحث كيف يستهدف هويتها التي تشكلت على مدى قرون ، ليكسوها بهوية غريبة تم قطفها من مشتل استخبارات الاعداء ، (خذو البلد ونبصم لكم بالعشر) ، وهي امتداد للكارثة، واعدت السيناريوهات وجهزت المخططات، للسيطرة على عدن، وتم عسكرة الحياة فيها( القبيلة والمعتقد) ، ليموت فيها المشروع الوطني، ومشروع الامة ، ويدفن في ارضها الطاهرة، وهيهات ان تستسلم عدن وستقاوم.
حملت عدن وما زالت تحمل مشروع الدولة الجامعة، دولة المواطنة والنظام والقانون، بطيفها المتنوع، وتعددها السياسي والفكري، وتعايش الاعراق والثقافات، في ظاهرة لا مثيل لها ولا شبه، عدن تصبر وتتحمل، تترك مجال لمخاض سياسي وفكري تتبلور فيه الافكار، لكن لا تخون القيم والمبادئ، ولا تسقط اخلاقيا في مستنقع العنصرية والجهوية، عدن هي المشروع الوطني الكبير، هي منارة الامة العربية والدولة الوطنية، هي الجمهورية والثورة، عدن الحرية والاستقلال، لا تقبل التبعية والإرهاب لغير الوطن والسيادة الوطنية.
احمد ناصر حميدان