عمّان- تتصاعد المطالبات في الأردن للحكومة بالامتناع عن توقيع اتفاقية الطاقة والمياه، أو ما يعرف في عمّان بصفقة "الماء مقابل الكهرباء"، مع تواصل مشاهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى وأوضاعاً إنسانية صعبة للغاية.

فقد وقّع كل من وزير المياه الأردني ووزيرة الطاقة الإسرائيلية "إعلاناً للنوايا" برعاية أميركية إماراتية، في معرض إكسبو بمدينة دبي عام 2021، حيث ينص الاتفاق على أن تصدّر عمّان حوالي 600 ميغاوات من الكهرباء المولدّة من الطاقة لإسرائيل، مقابل حصولها على المياه المحلّاة.

ومن المتوقع أن يكون التوقيع النهائي للاتفاقية خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 28" نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لكن تقدير موقف نشره المركز العربي للدراسات والأبحاث أمس، توقّع تأجيل توقيع الاتفاقية لتفادي استفزاز الشارع الأردني الغاضب نتيجة ما يحصل في غزة .

وأشار المركز إلى أنه لا يرجّح إلغاء الأردن هذه الاتفاقية بشكل نهائي، وهي التي وصلت إلى مراحلها النهائية في سبتمبر/أيلول الماضي، لكن يمكن أن يبقى إلغاؤها إحدى الأوراق المطروحة للضغط على الاحتلال.

وقفة احتجاجية أمام وزارة المياه في العاصمة عمان؛ رفضا لاتفاقية الماء مقابل الطاقة.#ماء_العدو_احتلال pic.twitter.com/WvNQCLeP59

— شباب لأجل القدس – الأردن (@4jerusalem) November 15, 2023

 "قيد الدراسة"

قال الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين في حديثه للجزيرة نت "لا تزال الدراسات جارية، ولن يتم طرح اتفاقية الماء قبل استكمال الدراسات التفصيلية ودراسات الجدوى والفائدة"، وهو الأمر الذي تكتفي الحكومة بالتصريح به بشكل مستمر.

وكان وزير المياه الأردني محمد النجار قد صرّح في لقاء سابق مع الجزيرة نت في مايو/أيار الماضي بأن الاتفاقية "قيد الدراسة"، وفي حال تم توقيعها فقد تستمر لمدة 35 عاماً.

ورداً على سؤال الجزيرة نت عما إذا كانت الأحداث الحالية في غزة وسحب السفراء الذي أقدمت عليه عمّان سيؤثر على مصير هذه الاتفاقية، اكتفى الوزير مبيضين بالقول إن "الدراسات لم تستكمل بعد".

من المتوقع أن يكون التوقيع النهائي للاتفاقية خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الحالي (الجزيرة) اعتصام أمام الوزارة

وأُقيم الأربعاء أمام وزارة المياه الأردنية في العاصمة عمّان اعتصام دعا له "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، الذي يضم أحزاباً وحراكات شعبية، لمطالبة الحكومة الأردنية بعدم توقيع اتفاقية "الماء مقابل الكهرباء".

وهتف المشاركون أمام الوزارة "يا اللي بتحكي استثمار، ماء العدو استعمار، والتطبيع أكبر عار"، كما حملوا لافتات كُتب عليها "الدم ما بصير مي" و"أوقفوا اتفاقية الماء" و"ماء العدو احتلال".

وقالت الأمين العام لحزب العمال النائب السابقة رولا الحروب "نرفض توقيع اتفاقية الماء مقابل الطاقة مع العدو الصهيوني، لا يعقل أن توقع الحكومة هذه الاتفاقية في الوقت الذي يمارس فيه العدو أبشع أنواع حرب الإبادة والتهجير، ويقترف جرائم الحرب على أهلنا في غزة".

وطالبت الحروب الحكومة بإعلان فوري بأن هذه الاتفاقية لن توقّع، وأضافت "لا يُعقل أن نرهن عصب اقتصادنا الأردني من الماء والغاز والطاقة بيد العدو الصهيوني، الذي نراه على أرض الواقع يستخدم هذه الأدوات لإذلال شعبنا في غزة وتجويعه، هل يعقل أن نسلم له مصيرنا بأيدينا".

رغم الاعتقالات ومحاولة تخويف الحراك الشعبي من التحدث بما يمليه عليه ضميره وواجبه الوطني والديني نعيد ونكرر "الدم ما بصير مي" وعليه نطالب الحكومة الاردنية وأجهزتها الامنية التي تحافظ على "الامن الوطني" بسحب مذكرة التفاهم بينهم وبين الاحتلال #اوقفوا_اتفاقية_الماء #ماء_العدو_احتلال pic.twitter.com/RASrYED6TQ

— بهاء الدين العتله ⚖️???? (@bahaa_alatala) November 13, 2023

ماء العدو احتلال

وتصدر مواقع التواصل في الأردن وسم "ماء العدو احتلال"، وطالب نشطاء من خلاله بالإعلان عن عدم توقيع الاتفاقية، رداً على العدوان الذي يشنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ولحفظ "أمن الأردن المائي من الارتهان في يد الاحتلال".

وقال الخبير في الشؤون الفلسطينية زياد ابحيص في تغريدة له على موقع إكس "بدأ الصهاينة حربهم على غزة بإغلاق محابس المياه لتعطيش أهلها، هذا ما سيحصل للأردن إذا اتخذ أي قرار لا يعجب الصهاينة بعد توقيع اتفاقية الماء مقابل الكهرباء"، واسماً تغريدته بـ "أوقفوا اتفاقية الغاز".

وقالت الناشطة ليلى العاجيب "نريد حماية الأردن وأمنه القومي وشعبه الذي يرفض أن يرتهن لعدو غاشم ليس لديه ذمة، عدو يفعل كل ما بوسعه لامتلاك مفاتيح بقائنا، نحن الشعب نرفض اتفاقيات الماء والغاز".

يأتي هذا الحراك في حين يواصل الشارع الأردني خروجه في مظاهرات بالعاصمة والمحافظات وقرب السفارة الإسرائيلية في عمّان، للمطالبة بوقف العدوان وفتح معبر رفح وقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بما يشمل إلغاء الاتفاقيات الاقتصادية، في مشهد لم يتوقف بشكل يومي منذ بدء العدوان على غزة قبل 40 يوما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اتفاقیة الماء توقیع اتفاقیة هذه الاتفاقیة الماء مقابل فی غزة

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأميركية توضح للجزيرة رؤية ترامب بشأن سوريا

قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية مايكل ميتشل إن رؤية الرئيس دونالد ترامب تتماشي مع رفع العقوبات عن سوريا، مؤكدا أن الولايات المتحدة مستعدة لبدء عصر جديد من التعاون والشراكة مع سوريا.

وكشف ميتشل -في حديثه للجزيرة- عن بدء تنفيذ الخارجية الأميركية لرؤية ترامب بعد زيارته الخليجية الأخيرة، التي شملت كلا من السعودية وقطر والإمارات.

وأشار إلى أن هذه الرؤية قائمة على السلام والاستقرار، ودعم حكومة جديدة تتصرف بطريقة مسؤولة و"لا تشكل خطرا على جيرانها".

وأكد أن إدارة ترامب تريد رؤية حكومة سورية قادرة على فرض سيطرتها على كافة الأراضي السورية، وكذلك تحترم حقوق السوريين بغض النظر عن الدين والعرق، إضافة إلى محاسبة المتورطين بتأجيج العنف والمذهبية.

وأمس الخميس، افتتح المبعوث الأميركي لسوريا توماس باراك مقر إقامة سفير بلاده بدمشق لأول مرة بعد 13 عاما من قطع العلاقات بين البلدين.

وقال باراك إن ترامب اتخذ قرارا جريئا بشأن سوريا دون شروط أو متطلبات، وتتلخص رؤيته في إعطاء الحكومة السورية فرصة بعدم التدخل، كما أنه سيرفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

في أول زيارة رسمية منذ توليه مهام منصبه.. المبعوث الأمريكي إلى #سوريا يرفع علم بلاده فوق مقر السفير الأمريكي في العاصمة دمشق رفقة وزير الخارجية السوري#الجزيرة_سوريا pic.twitter.com/43m3kKcXan

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 29, 2025

ولفت المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية إلى أن صلاحيات ترامب تمكنه من رفع العقوبات عن سوريا بشكل مؤقت، لكنه يحتاج الكونغرس لرفعها بشكل كامل، كاشفا عن اتصالات يجريها ترامب مع الأطراف المعنية لتحقيق الإلغاء التام للعقوبات المفروضة.

إعلان

وشدد على حاجة سوريا لاستثمارات من أجل تأهيل البنى التحتية والنظام الكهربائي، مما يؤدي إلى تحسين الوضع الأمني، ورؤية مستقبل أفضل للسوريين.

ووفق ميتشل، فإن من أولويات الولايات المتحدة وأهدافها منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية أو أي تنظيم إرهابي آخر في سوريا.

سوريا وإسرائيل

وأشار المتحدث الأميركي إلى علم واشنطن بـ"اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل لمناقشة الملفات الأمنية"، معتبرا هذه الاتصالات "أساسا لأي حل دبلوماسي دائم ومستدام للمشكلة".

واستند في حديثه إلى تصريحات الإدارة السورية الجديدة بأنها تريد السلام مع جيرانها، و"لا تريد أن تشكل خطرا على أي بلد مجاور".

وفي هذا السياق، قال المبعوث الأميركي "نحن بحاجة للبدء باتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل والحديث عن الحدود"، مؤكدا أنها "مشكلة قابلة للحل، لكن الأمر يبدأ بالحوار".

يذكر أن ترامب التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض منتصف شهر مايو/أيار الجاري، وأعلن ترامب وقتها رفع إدارته العقوبات الأميركية على سوريا.

وتم تعيين باراك في منصب مبعوث بلاده إلى دمشق في 23 مايو/أيار الجاري، وهو أيضا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. ويجري حاليا أول زيارة رسمية له إلى سوريا.

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقية الازدواج الضريبي بين سلطنة عمان وجهورية كازاخستان
  • الذي يعرفه كل الناس عدا الجنجويد
  • وزير الري يؤكد أهمية الاعتماد على صور الأقمار الصناعية والأدوات التكنولوجية في إدارة المياه
  • الخارجية الأميركية توضح للجزيرة رؤية ترامب بشأن سوريا
  • “الفاو” توقّع اتفاقية لتصميم برك تخزين المياه المعالجة في جنوب الأردن
  • سوريا: توقيع اتفاقية بـ7 مليارات دولار مع تحالف شركات لتوليد الكهرباء
  • الخبير الخوالدة يشيد بالتقدم الذي أحرزه الأردن بمجال الصناعات الدفاعية
  • رئيس الحكومة يوجه برفع تقرير تفصيلي عن إجراءات سلطات تعز لمعالجة أزمة المياه
  • المهندس البشير: قيمة الاستثمار 7 مليارات دولار سيسهم بتوليد 5 آلاف ميغا واط الأمر الذي يسهم في زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية وينعكس إيجاباً على جميع مناحي الحياة
  • توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة ريف دمشق وغرفة صناعة الأردن