طرطوس-سانا

أصدر اتحاد الكتاب العرب “بين الحلم والذكرى” كتابات رقم (9) من أدب الرحلات، ضمن سلسلة النصوص 2023، للأديب غسان ونوس وهو الكتاب الخامس الثلاثون في سجلّ إصداراته الأدبيّة.

ويرصد الكتاب الذي يقع في مئة وتسعين صفحة من القطع الوسط، أهم الوقائع والمشاهدات والعادات والمعالم والمظاهر مع معلومات وملاحظات وانطباعات متعدّدة ومتنوّعة في مختلف الشؤون والمجالات.

وبين ونوس في تصريح لـ سانا الثقافية أن رقم (9) في سلسلة أسماها “كتابات” تتضمّن نصوصاً عبارة عن كتابات نثريّة أدبيّة تتراوح موضوعاتها بين الثقافيّة والأدبيّة والفكريّة والوطنيّة والإنسانيّة المتنوّعة، إضافة إلى النصوص الوجدانيّة الطليقة والمكثّفة، والمقولات، التي تعبّر عن رؤى وخبرات واستنتاجات وخلاصات.

وأضاف: إن الكتاب يحوي ثماني مقالات، تسلط الضوء على الرحلات التي قام بها خلال مسيرته الأدبيّة؛ أولها في عام 1990 إلى مصر؛ وذلك إثر فوزه في مسابقة قصصيّة لاتحاد الكتّاب العرب، وستّ منها في نطاق اضطلاعه بمسؤوليّاته في الاتّحاد، ضمن وفود أدبيّة إلى إيران، والأردنّ، والصين الشعبيّة وتركيّا، وعُمان؛ أمّا الأخيرة فكانت إلى سوتشي الروسيّة؛ للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطنيّ من أجل سوريّة عام 2018.

وتتناول المقالات تبعا للأديب ونوس الظروف التي تمّت الزيارات في كنفها، والحالات النفسيّة، والذاتيّة، والعامّة، التي رافقتها، والأوقات، التي استغرقتها، إضافة إلى الطرق والمسارات التي عُبرت والاجتماعات التي عقدت والندوات التي أقيمت والمضامين التي عرضت والمواقع الثقافيّة والسياحيّة والتسويقية التي قُصدت وغيرها.

ونوه ونوس بأنه قام بتسجيل بعضها أثناء السفر والإقامة، وبعضها الآخر تمّ تدوينه لاحقاً، بعد حين لم يطل مسترجعاً ما كان حلماً، وقد صار ذكرى؛ ومن هنا جاءت تسمية إحدى المقالات، ومن ثمّ الكتاب، مضيفا أن محتوى الكتابة حيوي نابض، وتعريفي توثيقي، ومعبر عن المشاعر بصدق من دون مبالغة، وعرض المعطيات بشكل مفهوم ومحسوس.

يذكر أن ونوس من مواليد مزرعة الصليب بريف صافيتا عام 1958، وعضو في اتحاد العرب، وفي رصيده أربع عشرة مجموعة قصصية وخمس روايات وست مجموعات شعرية وتسعة كتب ولديه الكثير من المشاركات الأدبية داخل وخارج سورية.

هيبه سليمان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

عبد الله الثقافي يكتب: الحرب جرح لا يندمل

الحرب والقتل ليسا سبيلًا إلى حلّ المشكلات، بل هما سفاهة وجريمة عظيمة يدفع ثمنها الأبرياء من الأطفال والنساء والضعفاء. فالدماء التي تُسفك ظلماً تلطّخ وجه الإنسانية، وتبقى شاهدة على خيبة العقل وانطفاء الضمير.

إنّ العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى قائد رشيد يتفكر في مستقبل الإنسانية، ويعمل لمنافع الأمة جمعاء، بعيدًا عن نزوات السلطة وشهوة السيطرة. فالتفكر في المصير الإنساني، والنظر في نتائج الاحتلال، والتأمل في أحوال الأمم عبر التاريخ، كلّها دروس تدعو إلى نبذ الحرب وإيثار السلام.

لقد أثبت التاريخ أنّ الغزو جريمة لا تُمحى من ذاكرة الزمان، وأن الاحتلال مهما طال، لا يولّد إلا الحقد والثأر. فكل حرب تُخلف جيلاً غاضباً، وكل ظلم يزرع في القلوب بذور كراهية لا تموت.

إنّ ما تمارسه إسرائيل من عدوان وغطرسة، هو مثال صارخ على مصير كلّ دولة تبني مجدها على أنقاض الأبرياء. فمهما بلغت من القوة، فإنها تموت في داخلها بالذلّة والمسكنة، لأنّ الظلم لا يدوم، والحقّ لا يُقهر.

يا قادة الدول، تفكروا مليّاً قبل أن تفتحوا أبواب النار بأيديكم. اسألوا أنفسكم:
ماذا حصدتم من الحروب؟
وماذا كسبتم من تجارة الأسلحة؟
أهي أرباحٌ زائلة؟ أم دماءٌ باقية على جبين التاريخ؟
لقد آن للعالم أن يتعظ، وأن يكتب فجرًا جديدًا من السلام والعدالة. فالحروب لا تصنع النصر، بل تصنع الندم، ولا تبني الحضارة، بل تهدمها.
قال الله تعالى:«وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ»
[الأنفال: 61]

الكلاب تأكل لحوم الإنسان، والسارقون ينهبون أموال الفقراء، ويموت الصغار جوعًا وعطشًا، والأطباء عاجزون لكثرة الجرحى، والطيور تحوم حول جثث البشر.
وَرَاء ذلك كله قلوبٌ لا رحمة فيها ولا إنسانية.وقد صار نتنياهو أكبرَ مجرمٍ في التاريخ.

فانتظروا – يا أمة العرب – الخيانةَ والكيدَ في صورة الحق والصدق، والصهاينة يفتحون ملفًا آخر من القتل والحرب والتجسس، وكأنها أصبحت لهم متعةً قديمًا وحديثًا.
فليكن السِّلم طريقنا، والعقل رائدنا، والإنسانية ميثاقنا، حتى يعيش العالم في أمنٍ ووئام، بعيدًا عن ويلات الحروب وجراح التاريخ.

طباعة شارك إسرائيل السلام العدالة

مقالات مشابهة

  • رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الإسكندرية الأزهرية يؤكد اهمية إقامة معارض الكتاب بالجامعات الأزهرية
  • بعد شكاوى نقص الكتاب المدرسي… «تعليم الدبيبة» تحمل اللوجستيات والوقود المسؤولية
  • علي جمعة: العفو خلق عال يدل على إعراض المتخلق به عن شهوات النفس الدنيئة
  • شكاوى من نقص في الكتاب المدرسي ودعوات لتوفيره
  • علي جمعة: الحلم والأناة سبيل استقامة وضبط نفس المسلم
  • علي جمعة: الحلم والأناة هما دليل النضج والإيمان
  • عبد الله الثقافي يكتب: الحرب جرح لا يندمل
  • إطلاق سلسلة “الأساطير في عالمنا وحوله” في معرض الكتاب بالرياض 2025
  • حكم الدعاء على أهل الكتاب في خطبة الجمعة
  • من الحلم التوراتي إلى السياسات الراهنة: إسرائيل الكبرى بين الميثولوجيا والواقع