بالشال والخريطة وقوافل المساعدات.. غزة في قلب أصحاب «متلازمة داون»
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
نظراتهم بريئة وعلى وجوههم تستقر ابتسامة تكشف عن قلوب بيضاء، لا وجود لحقد أو غل بها، لا تستوعب مشاهد الدمار والخراب وقتل الأطفال، وترفض العدوان الوحشي على الأهالي العُزّل، فلم تنل الإعاقة الذهنية من انتمائهم للوطن العربي.
عبر كثير من أصحاب «متلازمة داون» عن تعاطفهم ودعمهم لأهالي غزة، وأكدوا إلمامهم بما يحدث حولهم، ولو على قدر استيعابهم، شاركوا في وقفات احتجاجية وحملات لتقديم معونات غذائية وطبية، من بينهم كريم أحمد، الذي روت والدته مدى تأثره بما يحدث لأشقائنا في فلسطين من قتل وتهجير.
«كريم متعود يحتفل بنصر أكتوبر، وزى كل سنة رُحنا البانوراما، وشارك في ورش فنية تابعة لمتحف الفن الإسلامي، ولأن حسه الوطني مرتفع، كان بيدوّر في التليفزيون عن أفلام وأغاني نصر أكتوبر من بعد 7 أكتوبر، وفوجئ بمشاهد القتل والدمار واتأثر بها جدا، وسأل ليه بيحصل في فلسطين كده»، خاصة أن صداقة وطيدة تربطه بفلسطينيين يشاركون سنويا في ملتقى قادرون باختلاف «أولادنا»، واعتاد الغناء معهم «أنا دمى فلسطيني».
المشاركة في تعبئة المنتجات الغذائية ضمن قوافل الإغاثةتواصل إيمان زكى، والدة «كريم» التعبير عن مدى تأثره بأحداث غزة: «شارك بمشغولاته اليدوية في معرض تراثنا، وكان متأثرا جدا بالأحداث، وقرر يكون له دور في تقديم المعونات لأهالي غزة، وبمجرد دعوته من قبل الهلال الأحمر لتعبئة المعونات المفترض توصيلها لمعبر رفح، ارتدى الشال الفلسطيني، وقعد لفترات طويلة يعبئ الكراتين دون تعب، وكان نفسه يروح رفح مع القوافل».
من وقتها لم يخلع «كريم» الشال الفلسطيني، وظل متلحفا به، يرتديه خلال عمله كموظف في دار الكتب والوثائق القومية، كما ذهب به لفعالية دعته إليها وزيرة التضامن الاجتماعي، وكذلك معرض للملابس والحلى بالتنسيق مع الإعلامية لميس سلامة.
تأثر شديد شعر به أيضا مصطفى نوفل، فبينما كان يتجول بين قنوات التليفزيون لمح مشاهد لم يستوعبها، قتلى وأطفال يتم انتشالهم من تحت الأنقاض وصرخات اهتز لها بدنه الصغير، وتوجه لوالدته يسألها عن سبب ما يحدث لأهالي فلسطين، خاصة أنه يعرف الكثير عنهم من والدته، وسبق أن التقط صورة له بالشال والخريطة الفلسطينية.
لم تفلح محاولات والدته لتهدئته، واضطرت لحجب ما يحدث عنه، على قدر استطاعتها، بعدم مشاهدة القنوات الإخبارية والخوض في حديث عن تطورات الأوضاع، خشية على نفسيته، آملة أن تهدأ الأوضاع قريبا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دعم غزة أطفال متلازمة داون الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
شيخ صيادين الشرقية: الحمد لله اصطياد التمساح أعاد الطمأنينة والفرح لأهالي الزوامل
قال الحاج عبد الفتاح عبد النبي خليل، شيخ صيادي محافظة الشرقية، إن اصطياد التمساح الذي ظهر في مصرف عزبة السدرة التابعة لقرية الزوامل بمركز بلبيس، أعاد الطمأنينة والفرح إلى قلوب أهالي القرية بعد أسبوع كامل من القلق والترقب.
وأوضح في تصريحات خاصة للوفد أن فرق الصيادين شاركت في عملية الصيد لمدة أربعة أيام فقط، لكنها كانت مكثفة ومركزة، بينما استمرت أعمال البحث والتمشيط داخل المصرف وعلى امتداد مجراه طوال الأسبوع، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية.
وأشار إلى أن 25 صيادًا من مختلف مراكز المحافظة شاركوا في تحديد مكان التمساح ومراقبة تحركاته باستخدام أدوات وأجهزة حديثة، وأضاف أن الفريق بدأ باستخدام شباك تقليدية في الأيام الأولى، لكنها لم تمنع التمساح من التحرك، لذلك تم اللجوء إلى شباك متطورة صُممت خصيصًا بحيث لا يستطيع التمساح الهروب حال دخوله فيها، وهو ما أسهم بشكل كبير في نجاح عملية الاصطياد.
وأوضح شيخ الصيادين أن العملية تمت صباح اليوم الخميس بعد تهيئة الجو المناسب بعيدًا عن أي ضوضاء من الأهالي أو الأطفال، وتم الإمساك بالتمساح على جسر المصرف باستخدام الشباك والأدوات المخصصة، بالتعاون مع الحماية المدنية، ووحدات الإنقاذ النهري، ومديرية الطب البيطري، إضافة إلى فرق إدارة المحميات الطبيعية.
وأكد أن التنسيق بين الصيادين والجهات الرسمية كان حاسمًا، مشيرًا إلى أن طول التمساح التقريبي يبلغ نحو 85 سنتيمتراً، وأن حالته الصحية مستقرة، مشيرا إلى أن التمساح جرى تسليمه للجهات المختصة لفحصه وتحديد المكان الأنسب لإيداعه بما يراعي المعايير البيئية ويحافظ على التوازن الطبيعي.
وقال الشيخ عبد الفتاح عبد النبي خليل إن أهالي القرية تعاونوا بشكل ممتاز مع الصيادين طوال أيام العملية، مقدمين الضيافة والدعم النفسي، وهو ما ساهم في نجاح المهمة وتحقيق الأمن والسلامة للأطفال والسكان.
وأضاف: «الحمد لله، باصطياد التمساح دخلت الفرحة والسرور على قلوب الجميع بعد أسبوع من القلق والخوف، ونتمنى أن تستمر عمليات المتابعة لضمان عدم وجود أي مخاطر مستقبلية في المصرف،» مؤكدا بأنه سيُلبي أي استدعاء مستقبلا لمثل هذه الحالات، ولن يتأخر وصيادين الشرقية عن الاستجابة لنداء الواجب والمساندة في أي وقت.
وأشار إلى أن المحافظة ستواصل أعمال الفحص والتمشيط بشكل دوري للتأكد من خلو المنطقة من أي تهديدات محتملة، داعيًا الأهالي إلى الإبلاغ الفوري عن أي ظهور غير طبيعي لضمان التدخل السريع.