معهد التخطيط القومي يعلن فتح باب التقدم لدراسة ماجستير "المتابعة والتقييم" 2024/2023
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أعلن معهد التخطيط القومي، فتح باب التقدم لقبول دفعة جديدة في برنامج الماجستير المهني في "المتابعة والتقييم" المعتمد من المجلس الأعلى للجامعات للعام الأكاديمي 2023/2024، للحاصلين على درجة البكالوريوس أو الليسانس أو ما يعادلهما من جامعة أو معهد عالي معتمد.
وفي هذا الإطار، أوضح أ.د أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي أن برنامج الماجستير المهني يعد من أهم البرامج العلمية المطروحة في مصر والمنطقة العربية ذات العلاقة بالمتابعة والتقييم، ويهدف إلى تطوير معارف ومهارات الدارسين الذهنية فيما يخص مجالات المتابعة والتقييم ومهارات التواصل والعمل الجماعي ليصبحوا قادرين على متابعة وتقييم المشروعات والبرامج والخطط والسياسات.
فيما أشارت أ.د. هالة أبو علي نائب رئيس المعهد لشؤون البحوث والدراسات العليا إلى أن المستهدفين من البرنامج هم كافة المهتمين بالعمل في مجال المتابعة والتقييم من المديرين والمسئولين عن ملف المتابعة والتقييم في الوزارات والجهات الحكومية المختلفة، ومن تشمل اختصاصاتهم المتابعة والتقييم للخطط والسياسات والبرامج بقطاع الأعمال العام والخاص والمجتمع المدني، فضلاً عن الأعضاء والباحثين بمجلسي النواب والشيوخ، وكافة المؤسسات الوطنية والأجنبية المهتمة بالمتابعة والتقييم، علاوة على الباحثين ومديري البرامج والمشروعات بالجهات المختلفة.
وفيما يتعلق بالمستندات المطلوبة للالتحاق بالبرنامج تتمثل في أصل شهادة المؤهل الجامعي من درجة البكالوريوس أو الليسانس، وأصل شهادة التقديرات والدرجات لسنوات الدراسة الجامعية، وصورة ضوئية لجواز السفر أو بطاقة الرقم القومي، بجانب استيفاء استمارة الترشيح للبرنامج، وعدد(6) صور شخصية بخلفية بيضاء.
وبالنسبة للطلبة غير المصريين، وبالإضافة إلى البنود السابقة للمصريين يستوفي الدارسون غير المصريين صورة الإقامة سارية المفعول لمدة 6 أشهر من تاريخ بداية الدراسة، مع صورة ضوئية لجواز السفر بالنسبة للطلبة الأجانب المقيمين في مصر.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الدراسة يتم تنفيذه على مدار عامين، ويومي الدراسة بالبرنامج هما (الجمعة والسبت) من كل أسبوع، وآخر موعد للتقدم للبرنامج بمقر المعهد بمدينة نصر هو الخميس 14 ديسمبر 2023م، على أن تبدأ الدراسة في 10 فبراير 2024.
ولمزيد من التفاصيل حول شروط القبول بالبرنامج يمكن مراجعة الموقع الرسمي للمعهد inp.edu.eg.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معهد التخطيط وزارة التخطيط المتابعة والتقییم
إقرأ أيضاً:
رجل الظل: من التخطيط خلف الكواليس إلى قيادة الإنجاز في الميدان
بقلم : رشــيد الشــمري ..
في مشهدٍ يتعطّش فيه العراقيون إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية، ظهرت تجربة “الجهد الخدمي والهندسي” كأحد أكثر النماذج الحكومية ديناميكية وتأثيرًا خلال السنوات الأخيرة. هذا الجهد، الذي تحوّل إلى عنوانٍ للأمل في المناطق المنسية، لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة مسار طويل من الخبرة والتخطيط والرؤية العملية.
فمنذ تسلُّم حكومة السيد محمد شياع السوداني زمام الأمور في أواخر عام 2022، شهد الشارع العراقي تحولًا نوعيًا في طريقة معالجة الملف الخدمي. وكانت الانطلاقة عبر تشكيل فريق الجهد الخدمي والهندسي، الذي ضم وزارات الدولة الخدمية والأمنية، ونزل ميدانيًا إلى أحياء كانت تعاني لسنوات من الإهمال.
ولكن، ما لا يعرفه كثيرون أن بذور هذه الفكرة وملامحها الأولى رُسمت في عقول رجال عملوا بصمت خلف الكواليس، في مقدمتهم المهندس جابر عبد خاجي الحساني. فهو “رجل الظل” الذي صار في الواجهة. لأكثر من عشر سنوات من العمل كوكيل فني في وزارة الإعمار والإسكان، ظلّ الحساني يتابع عن كثب احتياجات المدن، ويضع حلولًا عملية لمشاكل الخدمات، ويدير مشاريع البنى التحتية في بغداد والمحافظات. بخبرته الواسعة واحتكاكه اليومي بمطالب الناس، كان من أوائل من نادوا بضرورة تشكيل جهد هندسي ميداني موحد، يتجاوز البطء الإداري ويركز على الإنجاز الفعلي.
وعندما حان الوقت، جاء تعيينه رئيسًا لفريق الجهد الخدمي والهندسي، ليمنحه الفرصة لترجمة رؤيته إلى واقع. ومعه، بدأ الفريق ينفّذ لا يخطط فقط، ويخدم ولا يكتفي بالوعد، حتى بات الناس في المناطق العشوائية والقرى المحرومة يشاهدون فرق الدولة تُعبّد الطرق، وتصلح المجاري، وتعيد الكهرباء والماء، دون الحاجة إلى مناشدات إعلامية أو وعود انتخابية.
لقد تمكن الفريق – خلال ثلاث سنوات فقط – من تنفيذ أكثر من 697 مشروعًا خدميًا في مختلف المحافظات، منها 468 مشروعًا أُنجز بالكامل، في حين يجري العمل على ما لا يقل عن 200 مشروع جديد للعام الحالي.
وشملت الأعمال تمديد أكثر من 1.4 مليون متر من شبكات المجاري، و1.3 مليون متر من أنابيب الماء، وتبليط أكثر من 8 ملايين متر مربع من الشوارع، و4 ملايين متر مربع من الأرصفة والمقرنص.
وتبرز منطقة الشاكرية (شاكر العاني) في بغداد مثالًا حيًّا على ذلك. ففي تشرين الثاني 2022، بدأت فرق الجهد أعمالها هناك، وتم إنجاز كامل المشروع بنسبة 100%، متضمّنة شبكات الماء والمجاري، الكهرباء، الطرق، المدارس، والخدمات الصحية. وافتُتحت رسميًا كمثال لتحوّل منطقة عشوائية إلى حي نموذجي دون الحاجة إلى وعود انتخابية.
وفي قاطع بلدية الشعب (الرصافة)، شملت العمليات مناطق مثل حي الكوفة، المصطفى، الصدرين، الكوثر، الباقر، وأحياء زراعية في حي الجزائر، حيث وصلت نسب الإنجاز في بعضها إلى 90%، وتم افتتاح 20 منطقة بشكل كامل.
ما يُميّز هذه التجربة أنها لم تكن مجرد مشروع خدمي، بل نموذج حوكمة جديدة، أعاد ثقة المواطن بالدولة. فالمواطن الذي طالما شعر بالخذلان تجاه الخدمات، بدأ يرى مؤسسات الدولة تتحرك باتجاهه، دون تأخير أو واسطة. وهذا الإنجاز لا يُنسب إلى فريق العمل فقط، بل إلى رؤية مبكرة تبنّاها رجال ميدانيون أمثال المهندس جابر الحساني، الذين آمنوا بأن كرامة المواطن تبدأ من حقوق مثل الماء والكهرباء، والشوارع وشبكات المجاري، وخدمة تصل حيث يجب أن تصل.
إن تجربة الجهد الخدمي والهندسي لا تمثل مجرد مشروع ناجح، بل تعكس تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة الخدمية في العراق. وهي شهادة حيّة على أن النجاح لا يولد من الفراغ، وأن ما تحقق اليوم من إنجازات ميدانية هو انعكاس لرؤية رجل آمن بأن “الخدمة ليست شعارًا يُرفع، بل مسؤولية تُمارس”، وبأن مكان المسؤول الحقيقي هو بين الناس، لا خلف الجدران.
ومن هنا، يبقى هذا المشروع شاهدًا حيًا على أن الوفاء لفكرة صادقة يمكن أن يصنع فرقًا في حياة الناس.