بوابة الوفد:
2025-12-09@21:27:25 GMT

الضغوط الدولية.. تنقذ القضية وتوقف الحرب

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

يمكن للضغوط الدولية سواء كانت رسمية أو شعبية على إسرائيل وحليفتها أمريكا أن تثمر، خاصة أن الغطاء الذى يوفره العالم الغربى وأمريكا للعدوان الإسرائيلى على غزة قد سقط، والعملية العسكرية فى غزة بعد اكثر من أربعين يوما من القتل والتدمير والإبادة للشعب الفلسطينى، لم تحقق ما كانت مخططة لأجله، وهو استعادة الأسرى لدى حماس والتخلص من حماس نهائيا، مما أوقع العالم الغربى وأمريكا الداعمين لاسرائيل فى مأزق حقيقى.

نتنياهو مستمر فى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، لأنه يعجز عن مواجهة شعبه، خاصة وأن الضغوط تأتى أيضا من داخل إسرائيل ومن عائلات الأسرى والتيارات المعتدلة فى إسرائيل المعارضة لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وظهور بوادر أزمة فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بسبب تعطيل نتنياهو صفقات تبادل الأسرى مع حماس والتوجه إلى المناوشات مع حزب الله فى لبنان.

وقع العالم فى فخ ما قالته إسرائيل من دعاية كاذبة شوهت صورة المقاومة الفلسطينية وصورتها كحركة إرهابية تقتل الأطفال وتحرق وتغتصب النساء بعد خروج المسئولين فى إسرائيل ونشرهم لهذه الأكاذيب دون أدلة.

وبدأ الوعى العالمى يعود تدريجيا إلى قطاعات واسعة فى الدول الغربية، وبدأ الأمر ينتقل من الشعوب إلى أوساط رسمية فى المجتمعات الغربية، غير أن الحسابات السياسية والمصالح هى التى تحكم مواقف وسياسات الحكومات الغربية تجاه ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وحتى الآن لم تتحرر الأنظمة الغربية من الارتباط بإسرائيل واستخدامها كأداة فى الاستيراتيجية الغربية ومنحها الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء طالما أن ذلك يقوى من موقفها.

وفى أمريكا اتسع الانقسام داخل الإدارة الأمريكية وخاصة الخارجية الأمريكية وتزايد الضغوط الشعبية بعد أن بعث أكثر من 400 مسئول أمريكى يعملون فى مؤسسات أمريكية مختلفة وشخصيات أخرى من مجلسى الشيوخ والنواب رسالة إلى بايدن احتجاجا على سياسته المتعلقة بإسرائيل، وعلى دعم الإدارة الأمريكية للهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

وعلى المستوى الشعبى الأمريكى تزداد الضغوط على الإدارة، فالشعب الأمريكى يرفض العدوان على غزة والاشتراك فيه، منددا بالموقف الرسمى الداعم لإسرائيل وعدم وقف إطلاق النار، وقام بعمل وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض فى واشنطن إثر اقتحام القوات الإسرائيلية لمجمع الشفاء الطبى بغزة  بحجة وجود أنفاق وأسلحة داخل المجمع.

أما بايدن الذى مازال يدعم إسرائيل، فقد تغير حديثه ولو شكليا لمحاولة ضبط سياسته داخليا مع الشعب الأمريكى لأنه إذا لم يفعل شيئا سيخسر الانتخابات القادمة، وخارجيا سيتراجع النفوذ الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط وستزداد كراهية المجتمع العربى والإسلامى ضد أمريكا، ولن تعود العلاقات العربية الأمريكية بعد هذه الأزمة إلى ما كانت عليه، لاسيما بعد الانحياز الأمريكى لإسرائيل فى مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتوطين الفلسطينيين فى دول الجوار.

أما فى فرنسا فقد ظهر التوتر لدى الدبلوماسيين رفيعى المستوى من موقف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بتوقيع مذكرة استنكار لانحياز ماكرون لإسرائيل، معلنين انتقادهم الشديد لسياسة فرنسا الخارجية وطالبوه بالعودة للطريق الصحيح لتأثير ذلك على المصالح الفرنسية فى المنطقة، الأمر الذى دعا ماكرون للتراجع عن موقفه  ويطالب بوقف إطلاق النار، معللا ذلك بأنه يدافع عن موقف متوازن ولم يتبدل أو يتراجع أبدا.

وعلى مستوى الاتحاد الاوروبى فقد ظهرت تصريحات جوزيف بوريل منسق السياسات الخارجية للاتحاد، والذى عارض بشدة فكرة تهجير الفلسطينيين، داعية لعدم مواصلة العمليات العسكرية بكل هذا العنف والقتل ، والدعوة لوقف اطلاق النار وإلى الحذر من خطورة تهجير الفلسطينيين والتخلص نهائيا من القضية الفلسطينية.

أما المواقف العربية فقد ظهرت منذ البداية، فقامت بعض الدول بسحب سفرائها وطرد سفراء الكيان الصهيونى، وقامت السعودية بتجميد مفاوضات التطبيع مع إسرائيل، ومنعت سلطنة عمان استخدام مجالها الجوى للطيران المدنى الإسرائيلى، وأعلن مجلس النواب الأردنى مراجعة كافة الاتفاقيات مع الكيان الصهيونى، بما فيها اتفاقية السلام واعتبار أن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن إعلان حرب، ورفضت مصر كل المشاريع الأمريكية الإسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء، وإن كانت إسرائيل تفكر فيه حتى الآن، ولكن بطرق مختلفة، ورفض فتح معبر رفح لإخراج مزدوجى الجنسية دون تقديم المساعدات، ورفضت الضغط على المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات بدون مقابل للكيان الصهيونى.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصحيح مسار محمد على محمد للضغوط الدولية إسرائيل أمريكا غزة

إقرأ أيضاً:

من أوسلو إلى حرب غزة.. كيف انهار النموذج القديم للعلاقة الأمريكية–الإسرائيلية؟

يطرح أندرو ب. ميلر، الزميل الأول في الأمن القومي والسياسة الدولية بمركز التقدم الأمريكي والمسؤول السابق في إدارات بايدن وأوباما، رؤية نقدية عميقة للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، معتبرا أن “الاستثناء الإسرائيلي” الذي ميز هذه العلاقة على مدى ثلاثة عقود قد شارف على نهايته، وأن السياسة الأمريكية بحاجة إلى إعادة بناء جذرية تعيدها إلى المعايير الطبيعية في التعامل مع الحلفاء.

فعلى الرغم من الدعم الأمريكي الواسع للاحتلال الإسرائيلي خلال حقبة التسعينيات من عملية السلام، والانتفاضة الثانية، وسلسلة حروب غزة ولبنان، ثم هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما تبعه من حرب على غزة؛ تكشف التجربة – بحسب ميلر – أن هذه العلاقة كلفت واشنطن كثيرا دون أن تفضي إلى تأثير فعال على سلوك الحكومة الإسرائيلية.

علاقة "استثنائية" خارج كل المعايير
يرى ميلر بمقاله المطول في مجلة "فورين أفيرز" أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب ليست “خاصة” كتلك التي تجمع الولايات المتحدة بالمملكة المتحدة، بل “استثنائية” إلى حد يجعل إسرائيل تتمتع بمعاملة لا يحصل عليها أي حليف آخر. فصفقات السلاح مع تل أبيب غالبا ما تستثنى من القوانين الأمريكية التي تطبق على بقية الدول. 

كما أن القادة الإسرائيليين يظهرون تفضيلا علنيا لحزب أمريكي دون أن يواجهوا تبعات، وتذهب واشنطن إلى حد حماية سياسات الاحتلال في المؤسسات الدولية حتى عندما تتعارض مع مواقفها الرسمية.
لكن هذه “الاستثنائية” – بحسب ميلر – لم تخدم أحدا: فقد أعطت الاحتلال الإسرائيلي ضوءا أخضر لسياسات توسعية ومغامرات عسكرية، وأسهمت في استفحال الاستيطان وعنف المستوطنين وسقوط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين في غزة، إلى جانب المجاعة في بعض المناطق. كما قوض الدعم غير المشروط مكانة الولايات المتحدة وشوه صورتها في العالم.

تراجع التأييد الشعبي في الولايات المتحدة
تزامنا مع حرب غزة، سجل الرأي العام الأمريكي تحولا تاريخيا؛ إذ تراجعت شعبية الاحتلال إلى مستوى منخفض غير مسبوق عبر مختلف المكونات السياسية. ويشير ميلر إلى أن استمرار الوضع الحالي يهدد بعزل تل أبيب عن الشعب الأمريكي ذاته، وبإلحاق ضرر كبير بالمصالح الاستراتيجية لواشنطن.

يستعرض ميلر تاريخ العلاقة، مبينا أن الدعم غير المشروط لم يكن قاعدة دائمة. فحتى إدارة بيل كلينتون، كانت واشنطن لا تتردد في فرض عقوبات أو تجميد مساعدات لإجبار الاحتلال على تغيير سلوكه، بل دعمت في كثير من الأحيان قرارات أممية تنتقد السياسات الإسرائيلية.

لكن الإدارات التالية غيرت هذا النهج، إذ اعتقدت أن إسرائيل القوية المدعومة بلا حدود ستكون أكثر استعدادا للمخاطرة من أجل السلام. وبذلك، تخلت الولايات المتحدة تدريجيا عن أي أدوات ضغط فعالة.


نتنياهو.. استغلال الاستثناء بدل احترامه
يؤكد ميلر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعاد تشكيل العلاقة على نحو أحادي، إذ يستغل الالتزام الأمريكي بالعلاقة الاستثنائية لخدمة مصالحه السياسية الداخلية، كما حدث خلال مواجهته إدارة بايدن أو هجومه على اتفاق إيران النووي أمام الكونغرس في 2015. ويرى ميلر أن صعود اليمين الإسرائيلي المتشدد وتراجع الدعم الشعبي لحل الدولتين يعمقان هذا الخلل البنيوي.

تكشف الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2025 – وفق تحليل ميلر – هشاشة النفوذ الأمريكي. فعلى الرغم من الدعم العسكري والدبلوماسي الواسع، فشلت واشنطن في تغيير مسار العمليات الإسرائيلية أو الحد من الخسائر المدنية. 

ويشير إلى أن الإدارة الأمريكية لم تستخدم أدوات الضغط المتاحة لها، بما في ذلك القوانين التي تمنع تقديم المساعدات للدول التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية.

ويقدم ميلر مثالين فقط استخدمت فيهما إدارة بايدن نفوذها بفعالية، حين هددت بخفض الدعم العسكري لتحسين تدفق المساعدات إلى غزة، فاستجابت إسرائيل بشكل مؤقت قبل أن تعود إلى القيود السابقة.

ترامب بين الاستثناء والبراغماتية
لم تختلف المقاربة الأمريكية كثيرا بعد عودة دونالد ترامب للرئاسة. فبعد بداية واعدة في الضغط على نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار مطلع 2025، سرعان ما تبنت إدارته نهجا يقوم على تفويض إسرائيل حرية واسعة في العمليات العسكرية. 

وقد أسفر ذلك عن حصار شامل دام أكثر من شهرين، أدى إلى مجاعة واسعة النطاق في غزة، قبل أن تتدخل واشنطن لتعديل الآلية الإنسانية – وهي خطوة وصفت بأنها جاءت “متأخرة للغاية”.
كما منحت إدارة ترامب تل أبيب مساحة للتحرك العسكري في لبنان وسوريا وإيران، قبل أن تنخرط هي نفسها في ضرب مواقع إيرانية نووية، في استجابة يعتقد أن نتنياهو كان يسعى إليها منذ البداية.

نحو “علاقة طبيعية” وليس علاقة استثنائية
يدعو ميلر بوضوح إلى إنهاء مرحلة “الاستثناء الإسرائيلي”، ووضع إطار جديد للعلاقة يتضمن: ( توقعات وحدود واضحة - مساءلة حقيقية بشأن الامتثال للقانون الدولي والقانون الأمريكي - شروطا صريحة للدعم العسكري والسياسي - عدم التدخل في السياسة الداخلية الأمريكية - احترام المصالح الأمريكية بدل استغلالها).

ويرى أن هذا التغيير ليس مجرد خيار، بل “ضرورة استراتيجية وسياسية وأخلاقية”، وأنه السبيل الوحيد لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي، والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة، ووقف الانهيار الإنساني في غزة، وتفادي عزلة الاحتلال الإسرائيلي الدولية المتفاقمة.

يخلص ميلر إلى أن الاستمرار في النهج الحالي سيؤدي إلى كارثة لجميع الأطراف٬ الولايات المتحدة، إسرائيل، والفلسطينيين. أما إعادة العلاقة إلى إطار “طبيعي” يراعي المصالح المشتركة ويضع ضوابط واضحة، فهي الخطوة الوحيدة القادرة على حماية الاستقرار الإقليمي واستعادة التوازن الذي فُقد منذ ثلاثة عقود.

مقالات مشابهة

  • ما وراء الخبر يبحث الضغوط الأميركية المتوقعة على نتنياهو بشأن الضفة الغربية
  • مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية والتهجير بحنكة سياسية
  • كوبا تجدد التنديد بالإبادة الجماعية “الإسرائيلية” ضد الفلسطينيين
  • فعالية ووقفة نسائية بالضالع إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء ودعم القضية الفلسطينية
  • ندوة أكاديمية تستعرض تأثير الفيتو الأمريكي على القضية الفلسطينية
  • عمرو أديب: مصر لم تبع القضية الفلسطينية.. وأهدافنا إنهاء المأساة الإنسانية في غزة
  • وكالة الأنباء الفلسطينية: 3 قتلى في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية
  • من أوسلو إلى حرب غزة.. كيف انهار النموذج القديم للعلاقة الأمريكية–الإسرائيلية؟
  • طيران الاحتلال يقصف المناطق الغربية لرفح الفلسطينية
  • آخر الأوضاع بالقطاع| طيران الاحتلال يقصف المناطق الغربية لرفح الفلسطينية.. نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية