دبلوماسي أوروبي لـ«واشنطن بوست»: إسرائيل لم تجد دليلا على وجود نشاط عسكري في مستشفى الشفاء
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
قال دبلوماسي أوروبي لصحيفة "واشنطن بوست الأمريكية إن إسرائيل لم تجد أي دليل على وجود نشاط مسلح كبير في مستشفى الشفاء في غزة.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الأوروبي الذي رفض الكشف عن هويته "كانت اسرائيل تأمل في أن تؤدي الغارة المثيرة للجدل إلى ظهور أدلة دامغة على وجود نشاط مسلح كبير في مستشفى الشفاء".
وتابع الدبلوماسي "لكن غياب دليل واضح حتى الآن دفع الحلفاء الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى زيادة الضغط على إسرائيل لقبول وقف القتال".
وذكرت الصحيفة أن عملية تفتيش القوات الإسرائيلية لأكبر مستشفى في غزة امتدت ليومها الثاني اليوم الخميس وسط انتظار المزيد من الأدلة الملموسة على وجود بنية تحتية واسعة النطاق لحركة حماس في المنشأة التي عجلت بالغارة.
وقالت إسرائيل أيضا إنه من غير المقرر نشر أي دليل آخر على أنشطة حماس في المستشفى في الوقت الحالي، بعد نشر صور ومقاطع فيديو يوم الأربعاء تظهر مخابئ صغيرة من البنادق وأجهزة الكمبيوتر المحمولة التي وصفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها مواد تابعة لحماس. ولم يظهر الجيش أدلة على وجود أنفاق أو مركز قيادة قال إنه موجود تحت المستشفى.
وقالت جماعات الإغاثة إنها فقدت الاتصال بفرقها داخل المستشفى، وتحولت المكالمات المتكررة للأطباء والعاملين هناك مباشرة إلى البريد الصوتي. وتمكنت صحيفة واشنطن بوست أخيرا من الوصول إلى أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة ومقره الشفاء.
وأضاف واصفا عمليات البحث الجديدة التي أجريت في العديد من أقسام المستشفى، : "الجنود والآليات العسكرية متواجدون حول المستشفى، ولكن بين الحين والآخر يدخلون ويخرجون من المجمع لإجراء عملياتهم".
وقال إن اليوم هو السادس بدون طعام وماء في المستشفى المحاصر: "لهذا السبب نطلب السماح على الفور بدخول الوقود والدواء والغذاء والماء إلى المستشفى".
وتتعرض إسرائيل لضغوط مكثفة لتعزيز ادعاءاتها القديمة بأن مستشفيات غزة، ومستشفيات الشفاء على وجه الخصوص، كانت بمثابة مخابئ لحماس، وهو مبرر لاستهداف مرافق الرعاية الصحية.
وحذرت جماعات الإغاثة من أن غارة مستشفى الشفاء أدت إلى تفاقم انهيار الرعاية الطبية المتاحة داخل القطاع. وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما يقرب من 11100 شخص قتلوا في غزة، من بينهم أكثر من 4000 طفل، عندما توقفت عن إحصاء القتلى في 10 نوفمبر، بسبب انقطاع الاتصالات. وقد تكدس أكثر من27 ألف جريح داخل شبكة المستشفيات التي تعمل بدون إمدادات طبية أو حتى كهرباء في كثير من الأحيان.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي على غزة دبلوماسي أوروبي مجمع الشفاء الطبي مستشفى الشفاء مستشفى الشفاء على وجود فی غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
رغم مرور 22 شهرا على الحرب، فإن إسرائيل صعّدت على المستويين السياسي والعسكري من نبرة تهديدها لقطاع غزة، بعد تمسك المقاومة بمطالبها لإبرام صفقة تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي وقت كثفت فيه المقاومة عملياتها وكمائنها المركبة على الأرض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن المؤسسة العسكرية ستقدم خططا للمستوى السياسي لاستمرار القتال في غزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية العسكرية في غزة ستنتقل إلى مرحلة "أكثر تصعيدا إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الجيش سيعمل على إيجاد "تهديد عسكري حقيقي في مناطق معينة، أملا أن يدفع ذلك نحو التوصل إلى صفقة جزئية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن التنسيق يجري حاليا وراء الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
مأزق مزدوجويخفي هذا التوجه الجديد مأزقا سياسيا وعسكريا إسرائيليا في قطاع غزة يترجم بتعميق التجويع وزيادة وتيرة القتل، وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.
وحسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فإنه لا يوجد في جعبة جيش الاحتلال من الناحية الإستراتيجية ما يمكن استخدامه لإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية في المفاوضات.
وشكلت عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي- أقصى تهديد عسكري حقيقي لحماس، إذ كانت ذروة عمليات جيش الاحتلال خلال الحرب، التي ينظر إليها المجتمع الإسرائيلي بأنها أصبحت عبثية.
واستبعد الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد نجاح إسرائيل في إخضاع المقاومة عبر أي تهديد عسكري جديد، مستدلا بالكمائن ضد جيش الاحتلال في بيت حانون شمالا ورفح جنوبا.
وحسب زياد، فإن استمرار سقوط القتلى والجرحى الإسرائيليين في رفح وبيت حانون "دلالة راسخة على استعصاء العمل العسكري في هزيمة قطاع غزة".
إعلانوبناء على ذلك، فإن انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى قاب قوسين أو أدنى، في حين يبقى الهدف الإسرائيلي الأسمى تصفية القضية الفلسطينية عبر رفع شعار القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وفرض حكم عسكري على القطاع ثم تهجير سكانه.
ضوء أخضر أميركيلكن المقاومة بدأت قراءة المتغيرات الميدانية، بعدما بات جيش الاحتلال يميل للاندفاع أكثر بما يحقق له احتلالا مباشرا للأرض وفرض حصار مطبق، كما يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي.
وتحاول إسرائيل فرض واقعين على المقاومة الأول: "تفاوض تحت النار"، والآخر: "تفاوض تحت الحصار" عبر عمليات استطلاع متقدم -حسب الشريفي- ضمن هدف لم يعد تكتيكيا، وإنما في إطار إستراتيجية إدارة الأزمة.
وبناء على هذا الوضع الميداني، بات واضحا ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إثر تغير في الأهداف تبناه جيش الاحتلال، الذي يريد السيطرة على محاور متعددة لإسكات قدرة حماس على المشاغلة والمواجهة.
لكن استهداف المقاومة وحدات الاستطلاع يعني أنها "لم تؤمّن قاعدة بيانات وبنك أهداف جديدا"، مرجحا إطاحة عمليات المقاومة بإستراتيجية إسرائيل القائمة على الاحتلال والحصار.
وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإنعاش جيش الاحتلال -الذي يعاني ضعفا وانهيار معنويا- من قبل الولايات المتحدة لإدامة زخم المعركة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية والأميركية في غزة.
في المقابل، رأى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو في الهجمات الفلسطينية على القوات الإسرائيلية أنها بمنزلة "تقوية لحكومة بنيامين نتنياهو"، إذ تظهر أن هناك حربا لم تنتهِ، وضرورة القضاء على حماس وطرد قياداتها إلى الخارج.
وحسب فرانكو، فإن حماس تريد تجميع عناصرها وترتيب صفوفها والعودة إلى الحرب، مرجحا في نهاية المطاف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية إسرائيلية.
وكان ترامب قال -في أحدث تصريحاته- إنه "لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة"، مطالبا إسرائيل باتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، في حين قال نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة- إنه سيواصل التفاوض ويتقدم في القتال من أجل القضاء على حماس وتحرير الأسرى.