أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة «أداسي» تحصل على عقد بـ239 مليون درهم «تريندز» ينظم حلقة نقاشية حول «الشباب والتعليم ومستقبل الإعلام»

عقدت الجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية «فانا»، مؤتمرها الخمسين في أبوظبي أمس الأول، برئاسة الدكتور فهد بن حسن آل عقران، رئيس وكالة الأنباء السعودية، رئيس الاتحاد، تحت شعار «تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل وكالات الأنباء»، وذلك ضمن أجندة أعمال النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام 2023، المنعقد حالياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.


وناقش المؤتمر، الفرص والتحديات التي بات يفرضها الذكاء الاصطناعي على قطاع الإعلام بشكل عام ووكالات الأنباء على نحو خاص باعتبارها الجهات المعنية بصناعة الأخبار.
حضر الاجتماع الدكتور فريد أيار، الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية «فانا»، والدكتورة فاطمة سعود السالم، رئيسة مجلس الإدارة، المديرة العامة لوكالة الأنباء الكويتية، وعبدالله خليل بو حجي، مدير عام وكالة الأنباء البحرينية، وإبراهيم بن سيف العزري، مدير عام ورئيس تحرير وكالة الأنباء العمانية، وعلي حسن محمد عبدالباقي، رئيس مجلس الإدارة، رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وزياد حرفوش، مدير وكالة الأنباء اللبنانية، وفؤاد عارف، مدير عام وكالة الأنباء المغربية، والدكتور ناجح الميساوي، الرئيس المدير العام لوكالة الأنباء التونسية، وخالد محمد علي محمد المطوع، مدير إدارة الشؤون الفنية بوكالة الأنباء القطرية، وجميل نواف محمد غدايره، مدير التطوير المؤسسي والتدريب بوكالة الأنباء الأردنية، وعبدالرحمن راشد بو حجي، المدير العام للإدارة العامة للإعلام والتواصل الاستراتيجي - مجلس التعاون لدول الخليج العربية - الأمانة العامة.
وفي كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر، نقل محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام»، رئيس اللجنة العليا المنظمة للكونغرس العالمي للإعلام، للمجتمعين، تحيات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وتمنيات سموه لهم بدوام التوفيق والنجاح، والإسهام الإيجابي في إثراء جلسات ومناقشات النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام، تحت شعار «صياغة مستقبل الإعلام».
وأكد الريسي، في كلمته، أن صحافة الذكاء الاصطناعي تشكل مرحلة جديدة في صناعة الإعلام، ما يتطلب التعاون والعمل معاً كفريق واحد لتسخير هذه التقنيات بما يعزز العمل الإعلامي العربي، ويحوّل التحديات الناجمة عن التقنيات التكنولوجية إلى فرص جديدة للنجاح وتحقيق الأهداف المؤسسية المشتركة.
وأكد المؤتمر أننا أمام قدرات هائلة للذكاء الاصطناعي قد تعالج فجوة نقص المهارات، وتسهّل عمل المحررين، لافتين إلى أنه خلق تحديات أيضاً تتعلق بمزاحمة البشر في أعمالهم واستبدالهم، فضلاً عن مخاوف تتعلق بالاحتيال والأخبار المزيفة، الأمر الذي يدفع للاستعداد لهذه الحقبة عبر وضع التشريعات المنظمة ومدونات السلوك التي تضبط عملية توظيف الذكاء الاصطناعي واستخدامه.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وكالات الأنباء العربية الكونغرس العالمي للإعلام الذكاء الاصطناعي الإمارات الذکاء الاصطناعی وکالة الأنباء مدیر عام

إقرأ أيضاً:

هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟

 

 

مؤيد الزعبي

بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟

قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.

لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.

الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.

ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.

في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.

حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.

وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.

يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.

إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات  فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.

في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • شرطة أبوظبي تستعرض إنجازات الذكاء الاصطناعي
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي
  • رئيس الذكاء الاصطناعي في آبل على وشك مغادرة كوبرتينو بعد WWDC
  • وكالة الأنباء الإيرانية: تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية شرقي العاصمة طهران
  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • أنا إنت" أول أغنية لمحمد رمضان بتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • بـ الذكاء الاصطناعي.. تشكيل الأهلي ضد إنتر ميامي في افتتاح كأس العالم للأندية