مع استمرار الحرب والحصار.. سكان غزة في بحث يائس عن الغذاء
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
لا يختلف اثنان على ما خلفته الحرب في غزة من أزمة إنسانية خانقة، في ظل الحصار المفروض على القطاع، المحجوب منه الماء والوقود، ومع دخول مساعدات إنسانية تقول المنظمات الأممية إنها لا تلبي سوى نحو 10% من احتياجات السكان.
وفي تقرير لها على صحيفة "تايمز" البريطانية، تتناول أمل هليس الوضع الإنساني المتردي داخل القطاع.
وقال: "لدي أموال ولكن لا أستطيع العثور على أي شيء لأشتريه، ذهبت إلى السوبر ماركت لشراء بعض الفول أو العدس أو المعكرونة ولكن لم يكن هناك شيء". وقام شابير بإجلاء عائلته من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد أن دمرت منازلهم في غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 126 شخصاً.
A total of 5,000 displaced Gazan families recently received urgently needed food in a program funded by PCRF and implemented by the Palestine Red Crescent society. This urgent project aims to ensure that families and their children do not go without food following their… pic.twitter.com/VWBjzEWuLF
— The PCRF (Palestine Children's Relief Fund) (@ThePCRF) October 18, 2023وأسقطت القوات الجوية الإسرائيلية منشورات على المنطقة تحذر الناس من التحرك جنوباً إلى بر الأمان، بينما كانت العملية البرية ضد حماس جارية.
أزمة في الشمال والجنوبومع ذلك، في الجنوب، انضم شبير وعائلته إلى مئات الآلاف من النازحين الآخرين في غزة في بحث يومي يائس عن الغذاء والماء والمأوى، وسط تحذيرات من وكالات الإغاثة من أن تفشي الجوع والمرض على نطاق واسع أمر "حتمي".
وتفاقمت ندرة السلع الأساسية بسبب غياب الأمان، بينما واصلت إسرائيل قصف جنوب غزة على الرغم من مطالبة المدنيين بالانتقال إلى هناك، ويدعي جيشها أنه يستهدف مواقع حماس في الجنوب.
وأسقطت إسرائيل منشورات على مدينة خان يونس الواقعة في الجنوب، تأمر فيها المدنيين بمغادرة 4 بلدات على الطرف الشرقي لمخيم للاجئين. وجاء في المنشورات إن "أعمال جماعة حماس الإرهابية تتطلب من قوات الدفاع التحرك ضدها في مناطق سكنكم، لسلامتكم، عليكم إخلاء أماكن سكنكم فوراً والتوجه إلى مراكز الإيواء المعروفة".
سكان بلا مأوىوتقول الأمم المتحدة إن حوالي ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى، ولجأ معظمهم إلى بلدات في الجنوب، منذ أن شنت إسرائيل هجومها على القطاع رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ومنعت إسرائيل إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود إلى القطاع، مما دفع منظمة أوكسفام إلى اتهامها باستخدام المجاعة "كسلاح حرب".
ووفق تقرير "تايمز"، فمع دخول نسبة ضئيلة فقط من المساعدات المطلوبة إلى غزة عبر معبرها الحدودي مع مصر، فإن الأوضاع تزداد سوءاً.
Over 1 million people have been displaced, thousands on the roads & families in cramped conditions.
There is limited food & water. People add sugar to the salt water to be able to drink it.
The needs are immense. We need a regular flow of aid.
More from Hisham Mhanna, Gaza ???? pic.twitter.com/BdHtWighxB
وأجبرت الغارات الجوية وانعدام الكهرباء، المخابز في مختلف أنحاء قطاع غزة على إغلاق أبوابها. وبعد أن وجد أرفف السوبر ماركت فارغة، ذهب شابير للبحث عن مخبز ليعرض عليه شراء الدقيق وصنع الخبز بنفسه.
وقال "لقد أعطاني بعض الناس نصف كيس من الدقيق، ولكن لا يوجد غاز، لذا أحاول العثور على الحطب حتى أتمكن من صنع الخبز لإطعام العائلات"، وأشار إلى أن عددهم الإجمالي كان 40 شخصاً، ويعيشون معاً في مدينة خيام في خان يونس.
وكانت المساعدات الوحيدة التي وصلت إليهم حتى الآن هي بعض البسكويت من وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين. في نهاية المطاف أسفر بحثه عن بعض الخضروات. وأضاف "قال البائع إن الكمية ستنفد في الأيام المقبلة، لأن المزارعين غير قادرين على الذهاب إلى أراضيهم، وقد تعرضت العديد من المزارع للقصف".
وتعني الكثافة السكانية في غزة أن الأراضي الصالحة للزراعة نادرة وثمينة، في حين يعتمد القطاع بشكل كبير على الأغذية المستوردة حتى في وقت السلم. كما أن مياه الشرب، ناهيك عن الغسيل، بدأت تنفد. وقال شبير: "من الصعب جداً علينا العثور على الماء، لا توجد كهرباء أو وقود، لذا لا يمكن تحلية المياه أو سحبها من الآبار. نحاول البحث عن شخص لديه طاقة شمسية لتحلية المياه، وننتظر أكثر من 3 ساعات حتى نتمكن من ملء زجاجة سعة 10 لترات بضعف السعر”.
المزيد من المعاناةواضطرت حياة الروحي، 51 عاماً، إلى ترك ولديها خلفها في العناية المركزة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة عندما هربت جنوباً إلى خان يونس، بعد أن أصيبوا بجروح خطيرة عندما تم قصف منزلهم. وهي الآن لا تعرف حتى ما إذا كانوا سيبقون على قيد الحياة بعد نفاد الطاقة من المستشفى، الذي أصبح الآن محور عملية إسرائيلية بحثاً عن مركز قيادة حماس، وهي الآن تقضي أيامها في البحث عن الطعام لعائلتها.
وتقول حياة: "نذهب إلى المتاجر ولا يوجد شيء لنشتريه. لقد صدمت عندما ذهبت ووجدت أن الرفوف كانت فارغة تماماً"، مضيفة "كنا نبحث عن الأطعمة المعلبة والأرز، ولكن بعد ساعات من البحث لم أجد سوى الأرز. لعدة أيام، كنت أطبخ الأرز عن طريق حرق الحطب".
وأصبحت الأمور أكثر صعوبة عندما هطلت أمطار الشتاء الأولى هذا الأسبوع، مما أدى إلى غمر ساحة المدرسة التي كانوا يحتمون بها، وتابعت "كنا نجلس في الساحات دون خيم أو مكان مغلق، لقد غرقنا، وتبللت ملابسنا، ونحن نتجمد من البرد منذ ذلك الحين. ونأمل أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن. إذا لم نموت من الحرب، فسوف نموت من البرد".
ونزح فوزي الحواجرة (59 عاماً) من منزله شرق خان يونس الشهر الماضي. ويقول: "قبل الحرب، كان الوضع الاقتصادي قد انهار بالفعل بشكل أساسي". وأوضح أن هناك نقصاً في المياه والكهرباء والخبز.
وأردف قائلاً "مع بداية الحرب، ساءت الأمور. ولم تعد هناك مخابز عاملة بسبب عدم توفر الوقود لتشغيلها، كما تعرضت المخابز للقصف والتدمير. منذ أكثر من أسبوع لم يكن لدينا خبز. أشعر بالخجل الشديد عندما يطلب مني ابني رغيف خبز، وأكذب عليه وأقول إن المخبز مغلق أو أن الخبز قد انتهى. أريد أن أحميه من الحقيقة، أنني أخشى أن نموت من الجوع إذا لم تنته الحرب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی الجنوب خان یونس
إقرأ أيضاً:
الأغذية العالمي.. أكثر من مليوني شخص في غزة على حافة المجاعة.. وخبير: القطاع مهدد بخطر الموت جوعا
في ظل استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أصبحت الحياة اليومية للملايين صراعا من أجل البقاء.
ومع تفاقم نقص الغذاء وتوقف وصول المساعدات الإنسانية، أطلقت منظمات أممية تحذيرات عاجلة بشأن مصير سكان القطاع، الذين يعانون من الجوع والفقر والحرمان من أبسط مقومات الحياة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبداللة نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن
تتفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة تاركة معها تداعيات خطيرة على أهالي القطاع ، والحصار المطبق على غزة من جيش الاحتلال يواجه مليونان مواطن وأكثر هم سكان القطاع المدمر خطر الموت جوعا ، بينهم اكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار يعانون من الجوع اليومي.
وأضاف نعمة- خلا ل تصريحات لـ "صدى البلد"، أن قد حزرت اليونيسيف من
أن الأطفال باتوا على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد، كما أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حزر من ارتفاع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية ، يعني حوالي 90%من الأطفال لا يحصلون مع أمهاتهم على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، كما أنهم لا يستطيعون على الحصول على مياه نظيفة للشرب او الطبخ ،وفق هيأت إغاثة دولية.
وأشار نعمة، إلى أن يجب الضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة تجويع غزة واطفالها، يجب أن توقف إسرائيل خطر المجاعة الذي يزداد في غزة بسبب الحجب المتعمد للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء ،تعد هذه الأزمة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، بدون الوصول الفوري إلى الغذاء والامدادات الأساسية، سيستمر الوضع في التدهور مما يسبب في المزيد من الوفيات والانزلاق إلى المجاعة.
وتابع: "يعيش سكان غزة في دوامة خطيرة ،حيث يغذي سوء التغذية والمرض بعضهما البعض، كما أن الخطة التي اعلنتها السلطات الإسرائيلية مؤخرا لتوصيل الغذاء والمواد الأساسية إلى جميع أنحاء غزة غير كافية،الحل الوحيد إطلاق جميع الرهائن لدى حماس ووقف إطلاق النار ،مما يفضي إلى سلام
وإنهاء فوري الحصار".
واختتم: "هناك سؤال ماذا حصدت حماس،من هذه الحرب غير الدمار والموت لفلسطين والفلسطينيين، عندما ابرم إتفاق كم ديفيد الرئيس أنور السادت العرب وقتها كلهم لم يوافقون على الاتفاق ، وبعد مرور السنين تبين
اليوم ان ما انجزه أنور السادات في هذا الاتفاق لم يقدر العرب مجتمعين على تحقيق 20% من استرجاع أرض فلسطين نسبة لما كان حققه أنور السادات في إتفاق كم ديفيد لاسترجاع من مساحة الأرض الفلسطينية ".
ومن جانبه، أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن هناك أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد، وأن خطر المجاعة يهدد حياة الكثير منهم، لا سيما النساء والأطفال.
وأوضح البرنامج أن الأوضاع الغذائية في غزة وصلت إلى نقطة حرجة، مشيرا إلى أن مستويات انعدام الأمن الغذائي قد تجاوزت الخطوط الحمراء.
وأضاف البرنامج في بيانه أن استمرار منع دخول المساعدات الغذائية، وتقييد حركة الشاحنات، وإغلاق المعابر، يؤدي إلى تأخير إيصال الغذاء إلى المحتاجين، مما يساهم في ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وانخفاض مناعة الأطفال وتدهور صحة الأمهات.
وتابع: "إذا لم نمد غزة بالغذاء بشكل فوري وفعال، فإن انعدام الأمن والاضطرابات الاجتماعية سيظلان تحديا حقيقيا وخطيرا، ليس فقط داخل القطاع، بل على مستوى المنطقة ككل".
وأشار البرنامج إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتسهيل إدخال المواد الغذائية والطبية إلى غزة، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ الأرواح، وتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق.
والجدير بالذكر، أن في وقت تتعالى فيه أصوات الأطفال الجياع، وتتحول الموائد إلى أماكن فارغة إلا من الانتظار، يبقى الأمل الوحيد معلقا بتحرك دولي جاد يضع حدا لهذه الكارثة.
كما أن غزة لا تطالب بشئ غير حقهم في حياة كريمة، تشملها والكرامة والغذاء.