موقع 24:
2025-05-23@09:15:54 GMT

غزة ومعايير النظام الدولي

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

غزة ومعايير النظام الدولي

شاهد العالم ما يجري في غزة من دمار وقتل ومازالت الوتيرة تزداد يوماً بعد يوم، ولا توجد مؤشرات حتى الآن لإيقاف «وادي دم الأبرياء».


ما يحدث في غزة جريمة حرب واضحة حسب القوانين والأعراف الدولية وترفضها الإنسانية والفطرة السليمة، معظم دول العالم والغالبية العظمى من الشعوب نددت ورفضت ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة ، وطالبت بالوقف الفوري للتحركات الإسرائيلية وفتح الممرات الإنسانية بل وكسرها إن لزم الأمر.


ما نشاهده على أرض الواقع هو محاولة القضاء على شعب كامل أعزل محاصر بحجة القضاء على حركة «حماس»، شعب قتل منه خلال أيام معدودة الآلاف ودمرت المنازل والمستشفيات والبنى التحتية، وإضافة إلى كل ذلك أصبح أهالي غزة الذين يتجاوز عددهم 2.3 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 100 %.
هذا حسب ما صرحت به مسؤولة في برنامج الأغذية العالمي، أي أنهم لا يملكون ولا يتوفر لهم الغذاء الكافي وسيعانون بالتالي من سوء التغذية وبالتالي سيصابون بالعديد من الأمراض.
أما في ما يخص المعاناة الفلسطينية بشكل عام وسكان غزة بشكل خاص كُتب الكثير وعُرض على الشاشات المشاهد الفظيعة وتألم العالم أجمع مما رأوا، لكنني هنا أود التطرق إلى المعايير الدولية أو إن شئنا تسميتها بالعالمية أو حتى ما يطلق عليها القيم الأممية «نسبة إلى منظمة الأمم المتحدة»، الواقع أثبت أكثر من مرة أنها ما هي إلا مصطلحات جميلة ومعانٍ راقية تلامس العواطف وتحقق مآرب للدول المسيطرة والمتحكمة بالنظام العالمي، أي أنها أصبحت أدوات ومبررات للتدخل أحياناً ولإعطاء صورة سلبية أحياناً أخرى للمخالف والمعارض لهم.
والتغاضي عنها في أحيان حسب المصلحة، الازدواجية في تطبيق المعايير والنظر للأحداث والحروب بشكل خاص من قبل الغرب يذكرني ببيت الشعر العربي الشهير «وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ... وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا».
ازدواجية المعايير الدولية أصبحت علنية وواضحة بل مستفزة لشعوب العالم و«الحكومات الإنسانية»، نحن مع تحقيق السلام العالمي ولا نرضى إزهاق روح إنسان في أي مكان في العالم مهما كان وبغض النظر عن جنسيته أو عرقه أو دينه أو لونه، بل نحن ندعو للحفاظ على حياة كل حيوان ونبات، رسخت فينا قيم المحبة والسلام والتعايش وتمنى الخير للآخرين.
لكن للأسف لو قمنا بمراجعة ومقارنة التصريحات الغربية في قضايا متشابهة لكن أطرافها مختلفون سنجدها تتعاطف وتتألم هناك وتغض الطرف ولا ترى هنا، فلو أخذنا مثالاً على ذلك التصريحات الأمريكية، ففي الحرب الروسية – الأوكرانية (نتمنى أن تتوقف هذه الحرب) ذكرت التصريحات أن الإدارة الأمريكية تراقب الوضع.
وما يحدث في الميدان ولديها من الأدلة ما يثبت أن ما يحصل يعتبر جريمة حرب، لكن في المقابل التصريحات عن ما يحدث في غزة منذ أكثر من 42 يوماً تكون غير واضحة أو لطيفة أو من الممكن أن نطلق عليها «التصريحات الرمادية»، حيث تذكر الإدارة الأمريكية أنهم ليسوا متأكدين أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة عن عدد القتلى، لكنهم يعلمون بوجود أبرياء قتلوا وهذا هو ثمن الحرب.
الحقيقة والواقع يقولان إن تطبيق المعايير والقوانين والقواعد والأعراف الدولية يتم بشكل انتقائي، حسب المصالح الوطنية للقوى العظمى والكبرى المسيطرة على النظام العالمي الحالي، لذا لا بد من المراجعة الجادة الوقفة الحازمة لمراجعة وتقييم وضع وأداء منظمة الأمم المتحدة حتى لا تنهار.
وبما أن لنا في التاريخ عبرة ومن دروس الماضي فائدة ومن تجارب السابقين دروساً، علينا بمراجعة أسباب انهيار منظمة عصبة الأمم (المنظمة الدولية التي ورثتها منظمة الأمم المتحدة)، طبعاً هناك العديد من الأسباب لكن كان من أهمها هو عدم قدرتها على وقف العدوان على الدول.
ونذكر على سبيل المثال الهجوم الياباني على إقليم منشوريا الصيني، والهجوم الإيطالي على أثيوبيا وعدم قدرتها على منع حدوثه واندلاع الحرب العالمية الثانية، ونظراً لفشلها طالبت الدول الكبرى في تلك الفترة ومنها الولايات المتحدة بإنشاء منظمة دولية جديدة، وعليه تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة التي لا تستطيع إيقاف الحروب والعدوان كسلفها عصبة الأمم، فهل ستكون النتيجة نفسها؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل منظمة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

صمت العالم ينكسر.. غزة تفضح النفاق الدولي تجاه إسرائيل| تقرير خاص

“حين يصم الحليف أذنيه عن صوت الضمير، يبدأ الحلفاء في الانسحاب”.. بهذه العبارة يمكن تلخيص المشهد المتغير في العواصم الغربية. فبعد عقود من الدعم غير المشروط لإسرائيل، بدأ الغرب يعيد النظر في العلاقة مع دولة لم تعد ترى في القانون الدولي أكثر من عائق، ولا في المجازر إلا "أهدافًا مشروعة".

وفي خضم استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، بدأت أوروبا وكندا والولايات المتحدة ترسل إشارات غير مسبوقة: رسائل غضب، عقوبات، ومراجعة شاملة للشراكات السياسية والتجارية مع تل أبيب. 

وفي تطور غير مسبوق، تشهد إسرائيل تراجعًا ملحوظًا في دعم حلفائها الغربيين، نتيجة استمرار عدوانها على قطاع غزة ورفضها المتكرر للامتثال للنداءات الدولية لوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

أعربت عدة دول أوروبية، بما في ذلك فرنسا، المملكة المتحدة، وكندا، عن قلقها العميق إزاء العمليات العدوانية الإسرائيلية على غزة. ففي بيان مشترك، حذرت هذه الدول من اتخاذ "إجراءات ملموسة"، بما في ذلك فرض عقوبات، إذا استمرت إسرائيل في هجومها العسكري ومنعت دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، وفق صحيفة إل بايس الإسبانية.

وأعلنت المملكة المتحدة تعليق محادثات التجارة مع إسرائيل وفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين بارزين، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، بسبب ما وصفته بـ"العدوان غير المقبول" على غزة، حسب ما جاء في صحيفة ذا تايمز.

وبدأ الاتحاد الأوروبي مراجعة لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، مشيرًا إلى "الوضع الكارثي" في غزة والانتهاكات لحقوق الإنسان . وتدعم 17 من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد هذه المراجعة، ما يعكس تحولًا كبيرًا في الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل.

من جانبه، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قلقه إزاء تصاعد العدوان الإسرائيلي علي غزة، داعيًا إلى السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية لتجنب المجاعة بين السكان.

فيما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إحباطه من استمرار الحرب علي غزة، مشيرًا إلى رغبته في إنهاء الحرب بسرعة . كما أشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن تدخل الولايات المتحدة ساهم في السماح بدخول محدود للمساعدات إلى غزة بعد حصار دام عدة أشهر.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن أكثر من 9,000 طفل في غزة يعانون من سوء التغذية هذا العام، محذرة من مجاعة وشيكة. وكما أبلغت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن نقص حاد في الوقود، ما يهدد بوقف عملياتها خلال أيام، وفق ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية.

وعليه، تواجه إسرائيل عزلة دولية متزايدة نتيجة لسياساتها في غزة، حيث بدأت الدول الغربية في إعادة تقييم علاقاتها معها، بما في ذلك تعليق الاتفاقيات وفرض عقوبات. ويبدو أن استمرار العمليات العدوانية ورفض الامتثال للنداءات الدولية قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في علاقاتها الدولية.

طباعة شارك غزة إسرائيل ترامب

مقالات مشابهة

  • 80 دولة : غزة تواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب
  • صمت العالم ينكسر.. غزة تفضح النفاق الدولي تجاه إسرائيل| تقرير خاص
  • منظمة غامضة ومرتزقة أجانب:خطة أمريكية إسرائيلية للسيطرة على مساعدات غزة
  • المغرب يستضيف مباريات المنتخبات الإفريقية خلال فترة التوقف الدولي المقبل
  • بعد الضوء الأخضر الإسرائيلي .. غزة الإنسانية بديل من المؤسسات الدولية
  • بلدية الزنتان: استقبلنا ستيفاني ومنفتحون على التواصل مع المجتمع الدولي
  • الصين عن مشروع ترامب "القبة الذهبية": يهزّ أسس الأمن الدولي
  • الاتحاد الأوروبي يستضيف لقاء لكبار المسؤولين الإنسانيين بشأن اليمن و116 منظمة دولية تحذر المانحين من كارثة قادمة تهدد اليمنيين ..
  • 116 منظمة تدعو المانحين لإنقاذ اليمن من الانزلاق إلى أزمة أعمق والوصول إلى حافة الكارثة
  • الأمم المتحدة: استشهاد أكثر من 28 ألف امرأة في غزة منذ بداية العدوان