فلسطينيون يعيشون على أنقاض منازلهم.. «وين نروح.. وعهد الله ما نرحل»
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
يتمسكون بالأمل رغم الآلام، يتشبثون بالصبر والمثابرة رغم فقدان أحبتهم، يرفضون ترك منازلهم حتى بعدما دمرتها قذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي، يعيشون على أنقاض ما تبقى من بيوتهم، عازفين موسيقى الـ«شبابة أو الناي»، كما يسميها الفلسطينييون، هؤلاء هم أبناء غزة ورفح، الذين صمموا على ألا يتركوا ديارهم رغم ما طالها من قصف.
على أنقاض بيته في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، جلس عماد الربايعة، ممسكا بـ«آلة مصنوعة من الخيزران» المتبقية من تدمير منزله، يعزف موسيقى الـ«شبابة أو الناي»، على أنقاض منزله، مؤكدا أنه لن يتركه، مرددا كلمات أغنية «وعهد الله ما نرحل»: «بيتي قصفته طائرات قوات الاحتلال، واستشهد إخواتي وأمي وجزء من ولاد إخواتي، لكن صممت على عدم ترك منزلي ولو كلفني ذلك حياتي، إحنا شعب بنحب الحياة».
«وعهد الله نجوع نموت ولا نرحل، عهد الثورة والثوار، والجماهير ما نرحل، وإحنا قطعة من هالأرض»ـ كانت جزءا من كلمات الأغنية الثورية الفلسطينية، لكنها تعبر عن حال عشرات الأسر الرافضة لترك منازلها والمتمسكة بالعيش فوق أنقاضها، من بينها أسرة «الربايعة»، إذ صممت أمل طعيمة زوجته العيش على أنقاض منزلها: «مش هنرحل، هنعيش ونموت في بيوتنا وحتى لو مات كل أفراد عيلتنا».
View this post on Instagram
A post shared by Hani Alshaer هاني الشاعر (@hani.alshaer)
تتخد «أمل»، من حجارة أنقاض منزلها، منشرا لما تبقى من ملابس أسرتها، وتستخدم الأخشاب في طهي الطعام على أنقاض المنزل، وفقا لها: «هنعيش بأقل الإمكانيات، لكن مش هنغادر بيتنا اللي كان شاهد على استشهاد أسرتي، الحياة حلوة ولازم نستمر فيها رغم الآلام اللي بتحاصرنا، عاهدت حماتي قبل وفاتها إني مش هخرج من البيت اللي إتجوزت فيه إلا على القبر اللي هروح ليه، علشان كدة جمعت أولادي وولاد سلايفي وبربيهم مع بعض».
قبل أيام قليلة، قصفت قوات الاحتلال منزل «الربايعة»، لتقرر العيش فوق ركامه رغم التهديدات التي تحيط بيهم، وفق عارف الربايعة الذي تخطى عمره الـ80 عاما: «عايشين وراضين رغم الخوف، ولادي استشهدوا وزوجتي، لكن باقيلي ولدي عماد وزوجته وولاده الـ3 واتنين من ولاد ولدي محمد اللي استشهد هو وزوجته، أنا ما بعرف مكان غير بيتي وحتى لو مدمر هعيش فوقه، لكن خايف على هاي الأطفال من البرودة ما بقى لينا لا ملابس ولا بطاطين ولا شيء فقط الركام».
لم تكن أسرة «الربايعة»، وحدها التي تمسكت بالعيش فوق ركام منزلها، بل صممت أسرة محمد الكفارنة، التمسك بالدار رغم تهدمها وفق «محمد»: «أنا بقولهم كلمات الأغنية هدمتوا البيت بنينا فوقه عليِّة، منعتوا الزاد زرعنا الأرض حرية، قطعتوا النور والمية، بس وعهد الله ما نرحل، مش هنسيب بيوتنا حتى لو بقت هي والأرض مستو واحد، إحنا صامدين حتى الرمق الأخير رغم استشهاد عددا من أفراد أسرتي».
فقدت أفراد أسرتها، إلا أنها صممت على عدم ترك منزلها رغم الدمار الهائل الذي حل به من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، هي السيدة حليمة طعيمة التي أكدت أنها لن تستطيع مغادرة منزلها الذي تحطم أمام أعينها: «كنت برة في السوق وفجأة رجعت لقيت طواقم الإنقاذ بيطلعوا جثث زوجي وابني من تحت الأنقاض، مشيوا وسابوني فقلت مش هرحل وأسيب بيتي اللي كان شاهد على الحياة الحلوة والمعاناة».
أمام غرفة نومه المتهدمة، جلس الشاب شريف أبوجراد، باحثا عن ذكرياته في منزله الذي تهدم إثر قصفه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، رافضا مغادرته متمسكا بالعيش على ركامه وفقه له: «وين نروح؟.. حالفين ما نرحل، عايشين على ذكرى الألم والمعاناة، على الأقل نحن بجانب أحبابنا اللي فقدناهم، قريبين من قبورهم، بنروح نحكي معهم هربا من القصف، ما بنسيب بيوتنا الموت في دارنا أشرف لينا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرئيلي المنازل في غزة قوات الاحتلال قوات الاحتلال على أنقاض ما نرحل
إقرأ أيضاً:
عدد الشهداء المعتقلين في سجون الاحتلال يرتفع الى 306 اسير
لال
الجديد برس|
أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية، اليوم الخميس، استشهاد 3 معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة داخل سجون قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تلقيها ردودًا رسمية من قوات الاحتلال تؤكد وفاتهم، في تطور يسلّط الضوء مجددًا على الجرائم المتواصلة بحق المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء العدوان على غزة.
وأكدت كل من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، أن الشهداء هم:
أيمن عبد الهادي قديح (56 عامًا)، الذي اُعتقل بتاريخ 7 أكتوير 2023 واستشهد بعد خمسة أيام من اعتقاله، وبلال طلال سلامة (24 عامًا) الذي اُعتقل خلال نزوحه من خان يونس في مارس 2024 واستشهد بتاريخ 11 أغسطس، ومحمد إسماعيل الأسطل (46 عامًا)، الذي اُعتقل في فبراير الماضي واستشهد في 2 مايو الجاري.
وباستشهاد المعتقلين الثلاثة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلَمين منذ بدء العدوان إلى 69، بينهم 44 من قطاع غزة، فيما بلغ إجمالي الشهداء منذ عام 1967 إلى 306 شهداء، بحسب البيان.
وحذرت مؤسسات الأسرى من أن هذا الرقم لا يعكس الحجم الحقيقي للضحايا، في ظل استمرار إخفاء قوات الاحتلال لهويات عدد كبير من الشهداء المعتقلين من غزة، معتبرة أن هذه المرحلة تمثل الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة.
وأشار البيان إلى أن عمليات القتل التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون، خاصة من قطاع غزة، تجري ضمن منظومة ممنهجة تشمل التعذيب والتجويع والحرمان من الرعاية الصحية، إلى جانب الانتهاكات الجنسية، واصفًا ما يحدث بأنه “وجه آخر من وجوه الإبادة الجماعية بحق الأسرى”.
ولفتت المؤسسات إلى أن شهادات الناجين من معتقلات قوات الاحتلال كشفت عن تفاصيل مروعة لانتهاكات ممنهجة ولحظية بحقهم، مؤكدة أن بعض المعتقلين أفرج عنهم وهم في حالة صحية متدهورة نتيجة التعذيب وسوء المعاملة.
كما نوّهت إلى أن الردود التي تحصل عليها المؤسسات الحقوقية من الاحتلال لا تتضمن أي تفاصيل بشأن ظروف الاستشهاد، مكتفية بتحديد تاريخ الوفاة، في ظل محاولات متكررة من قوات الاحتلال للتلاعب بالمعلومات، ما اضطر بعض المؤسسات للجوء إلى المحاكم.
وحملت مؤسسات الأسرى الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقلين، مطالبة المنظمات الحقوقية الدولية بفتح تحقيق فوري ومحايد، واتخاذ خطوات فعلية لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحق الأسرى.
وأكدت أن استمرار القتل البطيء داخل المعتقلات من خلال الإهمال الطبي المتعمد والتجويع والتعذيب، قد يؤدي إلى ارتفاع متسارع في عدد الشهداء ما لم يتم التحرك العاجل لحماية المعتقلين.
يُذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية مايو الجاري تجاوز 10,100 أسير، من بينهم 37 أسيرة، وأكثر من 400 طفل، و3577 معتقلاً إداريًا، و1846 معتقلاً من قطاع غزة، صنفهم الاحتلال كـ”مقاتلين غير شرعيين”، علمًا أن هذه الإحصائية لا تشمل كافة المعتقلين من غزة المحتجزين في معسكرات الاحتلال.