موقع النيلين:
2025-07-04@02:19:11 GMT

التدليس الأكبر وعمي الأيديلوجيا

تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT

من أغرب تدليس هذه الحرب السودانية الادعاء بعدم وجود فرق بين الجيش والجنجويد. أصحاب هذا الاعتقاد الغريب إما من أنصار الجنجويد أو أناسٌ دفعتهم كراهيةٌ أيديولوجيةٌ متطرفةٌ لهذا الجيش، فأعمتهم عن الحقائق الشاخصة قدر الفيل .

لفهم عبثية هذه الإدعاء الزائف، انظر إلى الأعداد الهائلة من السودانيين الذين يفرّون من المناطق التي يغزوها الجنجويد، وانظر كيف يعودون عندما يستعيد الجيش السيطرة عليها.


لتوضيح هذه النقطة، إليك ما جاء علي لسان منظمة الهجرة الدولية عن عودة ما يقارب من مليون ومئتي ألف نازح منذ ديسمبر فقط إلي الجزيرة وسنار والخرطوم (المصدر في أول رابط) :
– في الفترة ما بين 18 ديسمبر 2024 و28 مايو 2025، سجّلت منظمة الهجرة الدولية – مصفوفة تتبع النزوح – ما يقارب 1,189,893 عائدًا عبر 898 موقعًا في الجزيرة (80%)، وسنار (15%)، والخرطوم (5%). ويمثل هذا زيادة بنسبة 89% في أعداد العائدين.

• في الجزيرة، سُجّلت أعداد العائدين عبر ستّ محليات: شرق الجزيرة (41%)، أم القرى (33%)، جنوب الجزيرة (12%)، الحصاحيصا (7%)، مدني الكبرى (6%)، والمناقل (2%).
• داخل سنار، تم تسجيل العائدين في سبع محليات: السوكي (40%)، سنجة (18%)، الدندر (15%)، سنار (10%)، الدالي (8%)، أبو حجار (7%)، شرق سنار (2%).
الخرطوم، تم تسجيل العائدين في ست محليات: بحري (46%)، شرق النيل (21%)، أم درمان (10%)، الخرطوم (8%)، أمبدة (7%)، جبل أولياء (4%)، وكرري (4%).

هذه الأرقام تكشف أن المساواة بين الجيش والجنجويد أكذوبة صادرة أما عن تواطؤ مع الجنجويد أو عن عمي أيديلوجى مستحكم من كائن إذا خالف الواقع وساويسه فبرك الواقع بدلا عن مراجعة قناعاته التي لا تقف علي ساق.

إن فبركة مساواة لا توجد يعني ببساطة أن صاحبها يحتاج لشيء من العلاج أو هو كائن سايكوباثى بالنسبة له لا فرق بين تشريد الملايين وعودتهم فهذه قضايا جانبية لا تفسد لقناعاته المسبقة قضية.

لكلِّ شخصٍ الحقُّ في كراهية الجيش ما شاء، ولكن لا يحقُّ لأحدٍ تزييف الواقع باختلاق مساواةٍ غير موجودةٍ في الواقع بين الجيش والجنجويد.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كاتب عبري .. الرهان على “نصر مطلق” أو “محو حماس” ليس سوى هروب من الواقع

#سواليف

في مقال نُشر بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الصادرة بالعبرية، أكد الكاتب الإسرائيلي #ميخائيل_ميلشتاين أن #إسرائيل، وبعد مرور أكثر من 3 أشهر ونصف الشهر على استئناف العدوان على قطاع #غزة، تجد نفسها واقفة في ذات المفترق الإستراتيجي الذي واجهته قبل عام.

وأوضح أن إسرائيل، بعدما خاضت حربا دامية بلا إنجاز حاسم، وخسرت جنودا وأموالا ودعما دوليا، اكتشفت في النهاية ألا سبيل أمامها سوى أحد خيارين كلاهما مرّ: إمّا اجتياح شامل لغزة بكل ما يحمله من عواقب، أو التوجه إلى تسوية تُنهي #الحرب مقابل #انسحاب و #تنازلات.

ويشير الكاتب إلى أن إسرائيل دخلت الحرب بشعار #تدمير حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) و #تحرير_الأسرى، لكنها لم تحقق أيًّا من الهدفين.

مقالات ذات صلة الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيّرة 2025/07/03

وأكد أن حماس لا تزال تُدير المعركة وتُمسك بزمام السلطة داخل القطاع، فلا فوضى في غزّة كما تروّج بعض الجهات الإسرائيلية، ولا وُلدت سلطة بديلة، ولا خفّف الضغط العسكري من موقف الحركة في قضية الأسرى، بل إن كل المشاريع الموازية، وعلى رأسها توزيع المساعدات وتسليح المليشيات، تراوحت بين الفشل والتخبط.

ذات المعضلة
ويوضح الكاتب أن إسرائيل تُعيد إنتاج ذات المعضلة التي واجهتها خلال وجودها في جنوب لبنان قبل انسحابها عام 2000: البقاء في مستنقع دموي، أو الخروج باتفاق غير مُرضٍ سياسيا.

وحتى النموذج “المحدّث” الذي اعتمدته منذ نهاية 2024، والمتمثل في تنفيذ ضربات متفرقة ضد حزب الله دون التورط في اجتياح، يبدو أنه بعيد المنال في غزة حاليا، حيث تُراكم الحكومة الإسرائيلية أخطاءها عبر الاستنزاف الطويل.

وفي خضم هذه الأزمة، تتغذى الساحة السياسية على “أوهام التفاؤل”، كالحسم القريب أو بناء كيانات بديلة داخل غزة أو حتى إعادة تنفيذ خطة ترامب التي تقوم على تفريغ القطاع من سكانه.

ويشير ميلشتاين إلى أن كل هذه التصورات غير واقعية، إذ لم تُبدِ أي دولة عربية أو أجنبية استعدادا لتحمّل عبء القطاع، ولا توجد أطراف قادرة على ملء فراغ السلطة إذا تم إسقاط حماس.

تغيير الواقع في غزة يتطلب 3 ركائز أساسية: خطة مفصّلة وواقعية، وإجماعا داخليا واسعا، ودعما خارجيا صلبا، وهي غير متوفرة اليوم. وفي غياب هذه الشروط، فإن الرهان على “نصر مطلق” أو “محو حماس” ليس سوى هروب من الواقع

التحديات الحقيقية
ويحذّر الكاتب من أن الانشغال في غزة يأتي على حساب التحديات الحقيقية، وأبرزها التهديد الإيراني، فعملية “الأسد الصاعد” الأخيرة ضد طهران حققت إنجازا مهما في ضرب برنامجها النووي، لكنها ليست نهاية المعركة.

وتوقع أن تسعى إيران سريعا لترميم قدراتها النووية والصاروخية، مما يتطلب يقظة إسرائيلية وتركيزا إستراتيجيا، لا حرب استنزاف في غزة تُنهك الجيش وتستنزف الاحتياط وتُثير الانقسامات الداخلية والانتقادات الدولية.

ويضيف أن مواصلة الحرب قد تُفشل الانفتاح الإقليمي الجاري، لأن ضم الأراضي وإعادة الاستيطان في غزة يضعان مستقبل هذا الانفتاح في مهب الريح، ما يعمّق التوتر مع واشنطن، ويُقوّض رؤية ترامب لتشكيل شرق أوسط جديد.

تحول ضروري
ويشيد الكاتب بظهور ما يصفه بـ”الواقعية السياسية” في بعض أروقة المؤسسة الأمنية، حيث يجري الآن التفكير بتسوية تشمل إنشاء “منطقة آمنة” على طول الحدود، وترتيبات أمنية في ممر فيلادلفيا، مع الحفاظ على حرية الحركة العسكرية الإسرائيلية داخل غزة عند الحاجة.

ويرى أن هذا التوجه يعكس تراجعا عن شعار احتلال غزة بالكامل أو إسقاط حماس، وهو تراجع “عقلاني” يجب أن يُقرأ كتحول ضروري وليس كمؤشر على الضعف.

ويتابع ميلشتاين موضحا أن التمسّك بشعارات من قبيل “يجب ألا نترك النازيين على الحدود”، يُدخل إسرائيل في مأزق أخلاقي وإستراتيجي، فاستمرار الاحتلال يعني إدارة شؤون أكثر من مليوني فلسطيني في بيئة عدائية، مع تصاعد مقاومة شعبية ومخاطر الانفجار الأمني، دون أي ضمان لتحرير الأسرى أو تحسين الموقف الإستراتيجي إزاء إيران.

وفي ختام المقال، يرى الكاتب أنه من الضروري الاعتراف بأن تغيير الواقع في غزة يتطلب 3 ركائز أساسية: خطة مفصّلة وواقعية، وإجماعا داخليا واسعا، ودعما خارجيا صلبا، وهي غير متوفرة اليوم.

وفي غياب هذه الشروط، فإن الرهان على “نصر مطلق” أو “محو حماس” ليس سوى هروب من الواقع.

مقالات مشابهة

  • الجنجويد داخل البيت
  • كاتب عبري .. الرهان على “نصر مطلق” أو “محو حماس” ليس سوى هروب من الواقع
  • علاء نفسه لو تجرأ و بشّر أهل الشمال بمشروع الجنجويد لن يسمع إلا اللعنات
  • والي سنار يقف على سير امتحانات الشهادة السودانية بمحلية الدندر
  • "الجزيرة 360" تُطلق فيلم "غزة.. صوت الحياة والموت" على أمازون برايم وأبل تي في
  • كلية السلطنة للعلوم الطبية بسنار تقدم 10 منح دراسية لأبناء شهداء “معركة الكرامة”
  • صندوق "بروكفيلد" يستحوذ على الحصة الأكبر من "العُمانية للأبراج"
  • مفوض العون الانساني تثمن تضحيات مواطني مايرنو ووقوفها خلف القوات المسلحة
  • جهاز المغتربين يستقبل المجموعة الأولى من السودانيين العائدين من سلطنة عمان عبر ميناء سواكن