تصاعدت حدة التوتر السياسي والأمني في لبنان، وسط تمسّك “حزب الله” بسلاحه ورفضه لأي تدخل خارجي في النقاش الداخلي حول هذا الملف، في وقت توغلت فيه قوة إسرائيلية داخل بلدة كفركلا الجنوبية، ما أثار موجة استنكار جديدة في بيروت.

وجدّد الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم رفض الحزب القاطع لأي مساعٍ لنزع سلاحه، قائلاً خلال إحياء مراسم شهر محرم في الضاحية الجنوبية: “لا نقبل أن نساق إلى المذلة، ولا أن نسلّم أرضنا أو سلاحنا للعدو الإسرائيلي”، مشدداً على أن قضية السلاح “لبنانية داخلية تُعالَج داخلياً من دون إشراف أو تدخل خارجي”.

وفي إشارة إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، قال قاسم: “على إسرائيل أن تلتزم بما تم التوقيع عليه مع الدولة اللبنانية، أما شؤوننا فنحن من يعالجها”.

وأكد قاسم أن الحزب لن يخضع لأي تهديد أو ضغط خارجي، قائلاً: “لا أحد يقرّر عنا أو يفرض علينا خيارات لا نقبل بها، وسلاحنا هو حقنا الشرعي والقانوني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.

نواف سلام: تقدم في نزع السلاح من الجنوب

في موازاة ذلك، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أن الدولة اللبنانية نجحت في تفكيك أكثر من 500 مخزن سلاح في جنوب البلاد، ضمن مساعٍ لفرض سلطة الدولة على كامل أراضيها.

وقال خلال مؤتمر لإعادة إعمار لبنان في بيروت إن الحكومة “تسعى لحصر السلاح بيد الدولة، دون المسّ بالسلم الأهلي الذي يشكل خطاً أحمر”.

ودعا سلام إلى استمرار العمل مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل كي تنسحب من النقاط الحدودية الخمس التي لا تزال تسيطر عليها جنوب لبنان، مشيراً إلى أن لبنان أحرز “نحو 80% من أهداف نزع السلاح في الجنوب”.

الرئيس اللبناني جوزيف عون أكد بدوره أن مسألة حصر السلاح بيد الدولة “قابلة للتحقق”، لكنه دعا إلى عدم التسرع، تجنّباً لأي تهديد للاستقرار الداخلي، مشدداً على أن “لا أحد في لبنان يريد الحرب”.

توغل إسرائيلي في كفركلا

ميدانياً، أفادت وسائل إعلام لبنانية أن قوة إسرائيلية توغلت صباح الخميس داخل بلدة كفركلا الحدودية وفجّرت منزلاً يعود للمواطن عباس بدير، في خطوة اعتُبرت خرقاً جديداً لوقف إطلاق النار.

وبحسب المصادر، وقع التفجير في أطراف البلدة المحاذية للخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000. وتُعدّ كفركلا من أقرب المناطق إلى مستوطنة المطلة الإسرائيلية، ولا يفصلها عنها سوى سياج حدودي، وسط وجود دائم لقوات “اليونيفيل” والجيش اللبناني.

إسرائيل تضغط لنزع السلاح

يأتي هذا التصعيد بعد أيام من دعوة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى “نزع سلاح حزب الله ومنعه من تصنيع طائرات مسيرة تهدد أمن الإسرائيليين”، في وقت يتزايد فيه التوتر على الحدود بين الجانبين.

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد شدّدت بدورها على ضرورة “ربط أي عملية لسحب السلاح في لبنان بضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين”، محذّرة من أن أي خطوة غير متوازنة قد تُعرّض الاستقرار الداخلي للخطر.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: حزب الله وإسرائيل لبنان وإسرائيل نعيم قاسم وقف إطلاق النار لبنان

إقرأ أيضاً:

نواف سلام: لا استقرار في لبنان طالما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية

قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اليوم الأربعاء إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في بلاده ما دامت إسرائيل مستمرة في انتهاكاتها واحتلالها أجزاء من أراضي الدولة.

وأضاف سلام خلال كلمة في اجتماع خاص في مقره بالعاصمة بيروت "من هذا المنطلق نكثف الضغوط السياسية والدبلوماسية لتنفيذ القرار 1701، ونوفر كل ما يلزم لضمان العودة الكريمة لأهلنا، وإعادة إعمار ما دمره العدوان" الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الدولة اللبنانية "تواصل جهودها لبسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها بقواها الذاتية بهدف حصر السلاح في يدها وحدها"، مشددا على أن حكومته "عززت السيطرة على مطار رفيق الحريري الدولي والطريق المؤدي إليه عبر إجراءات إدارية وأمنية صارمة للحد من التهريب وتعزيز السلامة العامة".

وأوضح أن الحكومة "أطلقت تعاونا مباشرا مع الجانب السوري لضبط الحدود ومكافحة التهريب وتأمين العودة الآمنة والكريمة للنازحين".

المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي توم باراك ركز على أهمية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية (الأوروبية-أرشيف) المقترح الأميركي

وفي الإطار، ذاته قال مسؤول لبناني اليوم في تصريح لوكالة الأناضول إن المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي توم باراك إلى بيروت في يونيو/حزيران الماضي يتمحور حول 3 عناوين، أولها حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وأضاف المسؤول -الذي فضل عدم نشر اسمه- أن المقترح الأميركي مكون من 5 صفحات، وأنه لا يتضمن مهلة زمنية لتطبيقه.

وتابع أن "العنوان الأول سحب السلاح وحصره في يد الدولة اللبنانية، وثانيا إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب وزيادة الجباية الجمركية وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة".

أما العنوان الثالث -بحسب المسؤول اللبناني- فيتضمن "تصليح العلاقة مع سوريا على المستويات المختلفة الأمنية والسياسية وضبط الحدود وصولا إلى ترسيم الحدود وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية".

وشدد على أن لبنان ملتزم بحصر السلاح بيد الدولة، لكنه سيطالب بوقف مباشر لاعتداءات إسرائيل وبضرورة انسحابها وإطلاق مسار إعادة الإعمار لجنوب البلاد.

إعلان

ولفت المسؤول إلى أنه "لا معلومات حتى الآن حول موقف حزب الله إذا وافق على حصر السلاح بيد الدولة، وهو ما ننتظره الأيام المقبلة"، مشيرا إلى أن "المبعوث الأميركي سيزور لبنان الأسبوع المقبل".

وسبق أن أعلن حزب الله تمسكه بسلاحه ورفضه أي نقاش بشأن تسليمه إلا ضمن شروط يصفها بأنها مرتبطة بالسيادة الوطنية.

وكانت إسرائيل شنت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكن إسرائيل لم تلتزم به ونفذت انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، في حين تواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • (حزب الله): السلاح قضية لبنانية داخلية ولا نقبل تسليمه لإسرائيل
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق الهدنة مع لبنان.. فجر منزلا في الجنوب
  • من تفجير إلى تمشيط.. هكذا يواصل الاحتلال الإسرائيلي اختراق الهدنة بجنوب لبنان
  • نعيم قاسم: لن نسلم السلاح للعدو الإسرائيلي
  • نعيم قاسم يرد على الشروط الأمريكية حول نزع سلاح حزب الله
  • قاسم: لن نسلم سلاحنا لإسرائيل ولا نقبل بأن يهددنا أحد
  • نواف سلام: لا استقرار في لبنان طالما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية
  • نعيم قاسم: سنكون مع الحق ولن ندع الاحتلال يستقر
  • قاسم نعيم: سنكون مع الحق ولن ندع الاحتلال يستقر