عبد الرزاق القاروني نظم الدكتور محمد الفحلي، مساء يوم السبت 08 يوليوز 2023 بمقر سكناه الفاخر بمراكش، حفل تقديم كتاب أبيه الشاعر والوطني الراحل أحمد شوقي الدكالي الفحلي الموسوم بـ “من شعر أحمد شوقي الدكالي (الفحلي)”، تأليف الباحث أحمد متفكر، والصادر، مؤخرا في طبعته الثانية، عن المطبعة والوراقة الوطنية بذات المدينة.
وقد حضر فعاليات هذا الصالون الأدبي، إضافة إلى عدد من أفراد أسرة الشاعر والمناضل الراحل، مجموعة من رجالات الفكر والثقافة والأدب والإعلام والفن بالمدينة الحمراء. وفي مستهل هذا الحفل، الذي أدار فعالياته الباحث الدكتور مولاي المامون المريني، ألقى ابن المحتفى به ومنظم الحفل كلمة ترحيبية، باسم العائلة وباسمه الخاص، شكر من خلالها الحضور الكريم، مؤكدا أن ذكرى أبيه ستبقى منقوشة وخالدة في قلبه، مشيرا أنه كان، بالنسبة له، السند الذي لا ينهار، والمثل الأسمى الذي يستمد منه طاقته وقوته، والقدوة التي أنارت مشواره الدراسي، ومبرزا أنه لن ينسى غيرته المشتعلة على الوطن وهو يحثه على الإيمان بقدسيته، وكان يصغي إليه، بكل اهتمام، وهو يحكي عن مسيرته التعليمية، رفقة أستاذه الكبير والهرم الشامخ المختار السوسي، كما كان يستمتع بقصصه ومغامراته المشوقة ضد المستعمر، التي كانت عبارة عن مضايقات واعتقالات تعسفية عاشها، بمعية رفاقه عبد الله إبراهيم وعلال الفاسي، وابن عمه أبي شعيب الدكالي، إضافة إلى مناضلين آخرين، الذين شكلوا نخبة من خيرة رجال البلد، الذين كان هدفهم المنشود هو الحفاظ على كرامة الفرد، وانتمائه لوطنه، بكل شرف وصدق. وعن الباحث متفكر، قال الدكتور الفحلي إنه يبعث الروح في التاريخ المنسي لمراكش، هذا التاريخ الذي كاد أن يضيع ويتلاشى ويتبخر في غياهب النسيان، لكن، بصبر واجتهاد هذا الباحث الجليل، أصبحت دروب البحث الوعرة بساطا من حرير، قضى فيها الباحث عشرات السنين، ليكتب عشرات الكتب القيمة، التي ستبقى نبراسا مضيئا لكل الأجيال المراكشية والمغربية والعربية. إثر ذلك، ألقت منال الفحلي، حفيدة الشاعر، قصيدة في حق جدها تشيد بمناقبه، خصوصا وطنيته ونضاله، من أجل تحرير الوطن من ربقة الاستعمار الفرنسي. وبدوره، قدم الناقد عبد الرحمان الخرشي قراءة في الكتاب، موضحا أن الكاتب والبحاثة متفكر قد ضاعف الجهد لإخراجه مادة لا يستغني عنها باحث رصين، في مجال الدراسة، بالرغم مما وقف في وجهه من صعوبة في الجمع، وتدقيق استدعاه التقديم، وسداد اقتضاه التعليق، ومبرزا أن الباحث قد جمع خيوط وسدى هذا الكتاب، كما حبك مادته من صميم تجربته البحثية الطويلة، ومن فائق عنايته وصفاء ذوقه المتسق، وحسه المترجم مع حس فني شفاف وأسلوب أثيل، وعمق نقدي رصين ومنهج واضح المعالم. ومن جهته، بسط الناقد محمد إكرام السباعي قراءة في الكتاب معنونة بـ “الشاعر أحمد شوقي الدكالي الفحلي وتجليات النبوغ”، ملقبا الباحث متفكر بمؤرخ الحضرة المراكشية، لكونه قد جعل من هذه المدينة قطب الرحى ومركز الثقل، حيث كتب عن أعلامها ومعالمها، ونفض الغبار عن كثير من زواياها، ليغوص، بعد ذلك، في قاموسها مستخرجا الدرر والنفائس، التي لولاه لطواها النسيان، ولما حظي بحسنها وجمالها إنسان، من بينها كوكبة من شعراء مراكش، التي أخرجها من الكمون إلى الظهور. وبخصوص هذا الكتاب، موضوع اللقاء، لقد كان لي شرف مواكبته إعلاميا، فور صدوره، من خلال قراءة تناقلتها مجموعة من المنابر الإعلامية الدولية والوطنية. وفي شهادتي، أثناء مناقشة أعمال ومجريات هذا الملتقى، أكدت أن الشاعر الدكالي الفحلي كان مخلصا للقبه، فحلا ومتميزا في قرض الشعر، ما جعل الشيخ المختار السوسي يلقبه بشوقي المغرب، كما كان وطنيا كبيرا من الرعيل الأول، إضافة إلى أنه لم يحظ بالمواكبة الإعلامية التي تليق بقدره وعطائه الأدبي والشعري. وبخصوص الباحث متفكر، أوضحت أنه من أساتذتي الأجلاء، الذين تتلمذت عليهم بسلك الثانوي التأهيلي، خلال بداية ثمانينيات القرن الماضي، وكانت لي فرص عدة لمواكبته إعلاميا، باللغتين العربية والفرنسية، في مجموعة من محطاته الفكرية والبحثية، بدءا بجريدة “لوبينيون” (الرأي)، الناطقة باللغة الفرنسية، سنة 1997، بمناسبة مساهمته القيمة في برنامج “ذاكرة المدن” للإعلامي الراحل عبد الحفيظ الرفاعي، ومرورا بمقالات ترصد وتعرف بمسار حياته وفكره بالنشرة الإخبارية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، ومجموعة من المنابر الإعلامية الدولية والوطنية، مع بداية العقد الثاني من القرن الحالي، وانتهاء بتقديم قراءة لعدد من إصداراته الرصينة حول ثلة من الوجوه البارزة، في ميدان العلم والشعر المغربيين، عبر أعمدة الصحافة الوطنية والدولية، خلال السنوات القليلة الماضية، داعيا إلى مأسسة المشروع البحثي لمتفكر، حتى يشمل المزيد من الوجوه الثقافية المغربية، التي يطالها النسيان، وحتى نضمن له الاستمرارية والمزيد من التوهج والإشعاع. وفي الختام، تناول الباحث متفكر الكلمة ليشكر منظم هذا الحفل، الذي له الفضل في إخراج هذا المؤلف إلى النور، وفاء لما قدمه المرحوم والده من خدمات جليلة، في مجال الشعر والأدب والحركة الوطنية المغربية، وكذا كل المتدخلين والحضور في هذا اللقاء، متمنيا عقد لقاءات أخرى، من هذا الصنف، فيما يستقدم من أيام.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
وسيم السيسي: أنا طبيب جراح وأعشق لقب الباحث في علم المصريات
كشف الدكتور وسيم السيسي أستاذ جراحة الكلى والكاتب في الآثار القديمة، عن كتاب مثير للجدل للكاتب “كريستوفر دان” يعرض نظرية مفادها أن شطف الجرانيت في العمارة المصرية القديمة لا يمكن أن يكون قد تم يدويًا، ودعا العلماء إلى ترجمته ومناقشة محتواه.

جدل بين زاهي حواس ووسيم
السيسي عن بناة الأهرامات .. فيديو

وسيم السيسي: جميع الأديان السماوية حثت على عدم الأذى والتقدير وتجنب التطاول
وأوضح السيسي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد أن الكاتب "كريستوفر دان" أجرى تجارب ميدانية لمحاولة إثبات نظريته حول استخدام تقنيات غير يدوية في معالجة الجرانيت لافتًا إلى أنه قام سابقًا بلقاء وزير الثقافة الراحل الدكتور جابر عصفور وطالبه بتبني ترجمة الكتاب لأخذ رأي العلماء المتخصصين فيه.
وأشار إلى أن الرحل الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق كان قد طلب من أنور مغيث التواصل مع الناشر والمؤلف للحصول على الموافقة وترجمة الكتاب؛ إلا أن المشروع توقف لوفاة وزير الثقافة بعد أسبوعين من اللقاء.
واختتم السيسي : «أنا طبيب جراح وفي إحدى اللقاءات التلفزيونية قدموني على أني عالم المصريات، قولت لهم لما أنا عالم أومَّال دكتور زاهي حواس يبقى إيه؟، أنا عاشق المصريات، أو باحث في علم المصريات، أنا واحد بحب الآثار، بحب الحضارة المصرية بالذات».

طباعة شارك وسيم السيسي زاهي حواس طبيب المصريات الآثار الأهرامات