شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في المائدة المستديرة رفيعة المستوى، التي عُقدت مساء اليوم، وأطلقت خلالها وزارة التعاون الدولي، تقرير المتابعة الأول للمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّــي» محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة.

جاء ذلك بحضور أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والفريق كامل الوزير، وزير النقل، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، و وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والدكتورسيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان لشئون البنية الأساسية، و جيراردين موكيشيمانا، نائب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية جيلسومينا فيليوتي، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار لمنطقة المشرق، و هايكة هارمجرات، المدير الإداري لمنطقة جنوب وشرق المتوسط للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، و محمد العزيزي، مدير عام شمال أفريقيا في البنك الأفريقي للتنمية، وعدد من السفراء والمسئولين وممثلي القطاع الخاص.

وخلال مشاركته، ألقى رئيس الوزراء كلمة رحب في مستهلها بالحضور، مثمناً علاقات التعاون المشترك الناجحة، والتي تُمثل أحد أهم الأعمدة الرئيسية في هيكل التعاون والتمويل الإنمائي في مصر.

وأشار رئيس الوزراء في كلمته إلى أن التغيرات المناخية أصبحت قضية تُلاحقنا تداعياتها بشكل لحظي، وأصبحت البصمة البيئية عُنصراً مُهماً في المشروعات والأنشطة الإنمائية، بداية من مرحلة التصميم، وحتى التنفيذ والوصول إلي مسارات الاستدامة والتي من شأنها أن تُساعد في أن تَنعم المجتمعات والأجيال القادمة بصحة جيدة ومستقبل أفضل، لافتا إلى ما اجتمعت عليه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من رؤية مُوحدة، وصَدّقت علي اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة، وعزمت علي اتخاذ التدابير اللازمة من أجل إنقاذ مستقبل هذا الكوكب من كوارث بيئية عديدة، قائلاً:" لمسنا بعضًا منها خلال السنوات القليلة الماضية، والتي للأسف الشديد تسببت في أضرار كارثية لحقت بالمجتمعات الأكثر احتياجًا ومن بينهم النساء والشباب".

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن تكاليف مواجهة آثار التغيرات المناخية تتجاوز قدرات الدول النامية بدرجة كبيرة، مما يستلزم العمل المشترك وتفعيل حلول التمويل المبتكرة المحفزة للاستثمارات الخاصة والعامة، وهو ما يؤكد الدور الحيوي الذي يضطلع به القطاع الخاص في تسريع عملية الانتقال الأخضر والمستدام، لافتا إلى أنه بغض النظر عن الجهود المضنية التي تقوم بها الدول النامية في مواجهة التحديات الإنمائية متعددة الأبعاد والتغيرات المناخية، إلا أن هناك فجوة ملموسة في الربط بين أبعاد القضية المناخية وأنشطة التنمية – تحت مظلة وفلسفة إنمائية شاملة، فهناك روابط مشتركة بين أنشطة التنمية والعمل المناخي وَيُكمل كلٌ منهما الآخر.

وأضاف رئيس الوزراء: من هذا المنطلق، وفي إطار رئاستها واستضافتها للدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للتغيرات المناخية (COP27)، في مدينة شرم الشيخ العام الماضي، أطلقت مصر العديد من المبادرات المناخية، التي تسعي من خلالها إلى تحفيز العمل المناخي بشكل أكثر استدامة وفعالية، وكذلك الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ، وهما "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل"، و"المنصة الوطنية – برنامج "نُوفــي".

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه بالتكامل مع الاستراتيجية الوطنية الشاملة للتغيرات المناخية لعام 2050، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ومحاور العمل المناخي – التخفيف والتكيف وتعزيز المرونة والصمود، أظهرت المنصة الوطنية "نُوَفـّي"، ضرورة الربط بين مشروعات الطاقة والغذاء والمياه، ومعها النقل، من أجل تحقيق أقصى استفادة من الجهود الإنمائية المبذولة والموارد المستخدمة في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر منخفض الانبعاثات.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الأمل في التغلب على تحدى تغير المناخ، لا يزال قائمًا، إذا ما توافرت الإرادة والعزيمة، وهو ما تسعى إليه مصر، من خلال التوسع في الاعتماد على الطاقة المتجددة والنقل النظيف، والتحول الهيكلي في القوانين والتشريعات وآليات العمل الحكومية، بما يسـاهم في تعزيـز الاسـتثمارات الخضـراء.

واتصالًا بتوصيات البيان المشترك الصادر عن هذا الجمع، جدد رئيس الوزراء الإشارة إلى الالتزام بتسريع تحقيق الأهداف المناخية المحددة في اتفاقية باريس والاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050، وكذلك أجندة التنمية المستدامة 2030، مع الاعتراف بالصلة التي لا تنفصم بين العمل المناخي والتنمية المستدامة.

وشدد رئيس الوزراء علي أهمية تعميم مبادئ التمويل العادل على جميع مقدمي التمويلات على الصعيدين الوطني والدولي، والحفاظ علي الملكية الوطنية، وكذا التأكيد علي الدور المهم لمنصات التنسيق المشترك مثل برنامج "نُوفَّي"، القابلة للتكرار علي المستويين الإقليمي والدولي، في تحقيق الأهداف المناخية الوطنية في تسريع الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون وَمَرِن وشامل، مؤكداً أهمية الاستثمارات الاستراتيجية في الحلول القائمة على التكنولوجيا في إطار هيكل العمل على مواجهة التغيرات المناخية، ومشاركة القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن لقاء اليوم يأتي خير دليل علي ثقة شركاء التنمية والمجتمع الدولي في الرؤية السياسية والإنمائية المصرية، بعيدة المدى، وأن مصر عازمة وبخطوات ثابتة، ورغم التحديات الدولية والإقليمية، على استكمال خطة التنمية في القطاعات المختلفة، والاستراتيجيات القُطرية للتعاون مع شركاء التنمية الثنائيين وَمُتعددي الأطراف، والتي تمتد لتشمل العديد من المبادرات الوطنية المهمة، مثل مبادرة "حياة كريمة"، وبرنامج "تكافل وكرامة"، وبرنامج "التأمين الصحي الشامل"، وبرنامج "تطوير التعليم"، و" 100 مليون صحة"، و"تطوير الإسكان الاجتماعي"، وبرامج تمكين المرأة والفتيات، ودعم الشركات الناشئة والقطاع الخاص، والبرنامج القومي للتغذية المدرسية، وغيرها.

وتقدم رئيس الوزراء بخالص الشكر والتقدير إلى شركاء التنمية، من المؤسسات الدولية والإنمائية الشريكة في المنصة، وعلاقات التعاون المشترك، وخاصة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية – في محور الطاقة، وبنك التنمية الإفريقي – في محور المياه، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية – في محور الغذاء، كما توجه بالشكر والتقدير أيضاً للجهود المبذولة من الجهات الوطنية ذات الصلة، وخاصة وزارة التعاون الدولي، على جهود التنسيق الفعّال والشفافية والتحرك في مسارات متكاملة ومبتكرة، وإعلان النتائج والمخرجات فيما يخص مشروعات المنصة الوطنية "نُوفَّي"، خلال عامٍ من التنفيذ.

وفى ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء أن مصر تعتز بالشراكة الإنمائية مع المؤسسات الدولية، وتسعى دائمًا إلى ازدهارها وتحقيق كافة الأهداف المشتركة، وذلك بما يخدم كافة الفئات التي تعيش على أرض مصر.

كما شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال مشاركته في المائدة المستديرة رفيعة المستوى، مراسم إطلاق المقر الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي لشمال أفريقيا والشرق الأدنى بالقاهرة، وذلك بحضور أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والسيدة/ جيلسومينا فيليوتي، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار لمنطقة المشرق.

وخلال فعاليات المائدة المستديرة، عرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزير التعاون الدولي، مُستجدات نتائج جهود الوزارة في إطار المنصة الوطنية المصرية لبرنامج «نُوَفِّــي» وذلك في محاور الطاقة، والغذاء، والمياه، إلى جانب مناقشة محور النقل، وتم إلقاء العديد من الكلمات من جانب الوزراء المصريين وممثلي المؤسسات الدولية، كما تم عقد جلسة نقاشية شهدت مداخلات من القطاع الخاص المستفيد من برنامج «نُوَفِّــي».

ويتضمن تقرير المتابعة الأول للمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّــي» تفاصيل تطور جهود العمل المشترك والتنسيق بين شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، والتحالفات الدولية في مجال العمل المناخي، والجهات الوطنية، لتنفيذ تعهدات البرنامج الذي يستهدف حشد استثمارات بقيمة 14.7 مليار دولار لتنفيذ 9 مشروعات في مجالي التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية بقطاعات المياه والغذاء والطاقة، فضلًا عن استعراض تطور الشراكة في ضوء برنامج «نُوَفِّــي+» الذي يتضمن مشروعات النقل المستدام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رئيس الوزراء رئيس مجلس الوزراء الإسكان وزارة الإسكان الأوروبی لإعادة الإعمار والتنمیة الدکتور مصطفى مدبولی التغیرات المناخیة التنمیة المستدامة المنصة الوطنیة البنک الأوروبی التعاون الدولی شرکاء التنمیة العمل المناخی القطاع الخاص رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: التعاون الدولي وتبادل الخبرات سبيلنا لبناء نظام صحي مستدام

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، عن مشاركتها في فعاليات النسخة الأولى من المعرض العربي للاستدامة، الذي يُعقد خلال شهر مايو الجاري، تحت رعاية جامعة الدول العربية وتنظيم تحالف شركاء جامعة الدول العربية للاستدامة، والذي يُعد أكبر تحالف عربي في مجال الاستدامة ويضم نخبة من المؤسسات والقيادات الحكومية والخاصة.

وقد شاركت الهيئة في المعرض بفاعلية من خلال جناح خاص عرضت فيه نماذج من تجاربها الناجحة في مجال الاستدامة الصحية، إلى جانب مشاركتها الطبية في تقديم الفحوصات السريعة لزوار المعرض.

محافظ الأقصر يترأس المجلس الصحي الثاني لمناقشة تحديات الرعاية الصحية وتطوير الخدمات بالمحافظةالرعاية الصحية: نصل بالخدمات الطبية إلى منازل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنةقانون لجوء الأجانب يكفل حقي التعليم والرعاية الصحية.. تفاصيلالرعاية الصحية تعلن نجاح استئصال ورم ضخم بالوجه والفك باستخدام تقنية الكمبيوتر

وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن الهيئة تولي أهمية كبيرة للتعاون الدولي وتبادل الخبرات واستكشاف سبل الشراكة على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف بناء نظام صحي مرن ومستدام قادر على التكيف مع تطورات العصر والاستجابة الفاعلة لاحتياجات المواطنين، مشيرًا إلى أن الهيئة تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة، ضمن إطار منظومة التأمين الصحي الشامل.

تسليط الضوء على جهو التحول الأخضر

وأضاف د. السبكي ، أن مشاركة الهيئة في المعرض العربي للاستدامة تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز ريادتها في مجال الرعاية الصحية المستدامة، وتسهم في تسليط الضوء على جهودها في التحول الأخضر، فضلًا عن دورها في تسهيل جذب الاستثمارات الذكية والشراكات الاستراتيجية، وفتح آفاق تعاون جديدة على المستويين الإقليمي والدولي.

وشهد جناح الهيئة العامة للرعاية الصحية بالمعرض العربي للاستدامة إقبالًا واسعًا من الزوار والمهتمين، للاطلاع على تجربة الهيئة الرائدة في تطبيق منظومة التغطية الصحية الشاملة، والاستفادة من الفحوصات الطبية السريعة التي قدمها فريق الرعاية الصحية لزوار الجناح، بما يعكس الثقة المتزايدة في قدرات الهيئة وإمكاناتها التقنية والبشرية.

وضمن فعاليات المؤتمر المصاحب للمعرض، نُظمت جلسة نقاشية بعنوان "إدارة الرعاية الصحية المستدامة: استراتيجيات من أجل مستقبل مرن"، وترأس الجلسة د. نعمة سعيد عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر. وشهدت الجلسة مشاركة رفيعة المستوى من قيادات الهيئة وخبراء في الرعاية الصحية.

حيث تحدث في الجزء الأول كل من: د. أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، د. حاتم الملا، المدير التنفيذي لمستشفى الناس، وأدارت الجلسة د. أسماء سلمان، مدير عام الإدارة العامة للتسويق وتنمية الأعمال والمشرف على ملف السياحة العلاجية بالهيئة.

وفي الجزء الثاني من الجلسة تحدث كل من: د. سالي عبدالرؤوف، مساعد المدير التنفيذي لشئون تهيئة المنشآت ومدير عام الإدارة العامة لشئون الأفرع بالهيئة، د. محمد عمارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات بهية، د. هشام شفيق، مدير الشئون الحكومية والاستدامة بشركة أسترازينيكا، د. رانيا السيد، المدير الإقليمي لمنظمة باثفايندر في مصر والشرق الأوسط، وأدارت الجلسة د. نرمين عاشور، مدير وحدة الاستدامة والتحول الأخضر بالهيئة.

ويُذكر أن تحالف شركاء جامعة الدول العربية للاستدامة يضم نخبة من المؤسسات من مختلف الدول العربية، ويهدف إلى تطوير السياسات المشتركة، دعم الشراكات الفاعلة، وتسريع التحول نحو تنمية عربية خضراء وشاملة ومستدامة، حيث تمثل مشاركة الهيئة العامة للرعاية الصحية في هذه الفعالية فرصة متميزة لنقل الخبرات المصرية وتوسيع نطاق تأثير التجربة الرائدة في التغطية الصحية الشاملة.

طباعة شارك الهيئة العامة للرعاية الصحية المعرض العربي جامعة الدول العربية هيئة الرعاية الصحية التعاون الدولي المواطنين القطاع الصحي التغطية الصحية الشاملة

مقالات مشابهة

  • مدبولي: صندوق النقد الدولي لا يفرض شروطًا على مصر
  • مدبولي لـ صدى البلد: النقد الدولي لا يضع على مصر شروط ولا يفرض علينا شيء
  • الوزراء يستعرض القواعد المعتمدة من صندوق التنمية الحضرية للشراكة مع الجهات العامة والخاصة الوطنية والأجنبية
  • مدبولي: الرئيس السيسي أكد على استغلال كل شبر من أراضي الدولة لخدمة التنمية
  • بعد توجيه رئيس الوزراء.. خبير آثار يطالب بإنشاء متحف للآثار الغارقة
  • مصر تستضيف اجتماع CAPSCA لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الأزمات الصحية بالطيران
  • الرعاية الصحية: التعاون الدولي وتبادل الخبرات سبيلنا لبناء نظام صحي مستدام
  • مصر تستضيف برنامج «CAPSCA» لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الأزمات الصحية بالطيران المدني
  • بحوث الصحراء يكشف أهداف آثار التغيرات المناخية على الصحاري المصرية
  • إيرادات محفظة التنمية الوطنية بـ"جهاز الاستثمار" تتجاوز 82.8 مليار ريال بنهاية 2024