أم فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني

بعد أن أغدقت عليها بالدلال …فلذة كبدي في طريق المحال

سيدتي الفاصلة، أعترف أنني السبب في ما أعانيه مع ابنتي الوحيدة، فانا سيدة متزوجة وشاء القدر أن أرزق بفتاة واحدة. حيث واجهتني بعض الصعاب لأنجب مرة ثانية، فإعتبرتها حياتي وأغدقت عليها من حناني لدرجة أنني فضلتها حتى على زوجي.

الذي هو والدها، وصرت أمنعه من التدخّل فيها وفي شؤونها، فقد كنت اعتبر نفسي الوحيدة. التي تحبها والتي تعرف مصالحها، والتّي يجب أن تسهر على راحتها.
كبرت الفتاة ونحن على ذات الحال، أبرر كل أفعالها وكل أخطائها وأغلّط الكل في سبيل عدم إزعاجها. أعترف أنني بالغت في ذلك لا وبل أنني كنت مخطئة. فقد كنت أظن أنني بتلك الطريقة أحسن تربيتها فإذا بي خسرتها وودعت السعادة من حياتي فابنتي وبسبب الحرية الزائدة. التي أعطيتها لها أصبحت اليوم وهي في سن العشرين لا تحترمني أنا كذلك وبوادر الطيش بادية عليها فبعد أن أهملت دراستها. اليوم تصاحب رفقاء لا أعلم لهم أصل ولا فصل، ترتدي لباساً غير لائق، تدخل وتخرج دون أن أدري إلى أين لا بل ليس لي حتى الحق في السؤال.
أنا جد مقهورة وأنا أرى فلذة كبدي في طريق الانحراف دون أن أستطيع أن أفعل شيء، إنه طريق لا يرحم. ولا يفرّق بين كبير وصغير أنا أعلم بأنها لا تملك من الحيلة. ما يكفي لتخرج من هذه التجارب بأقلّ ضرر ممكن، الكل الآن يعاتبني ويرجع اللوم علي فانا من أفرط في تدليلها. وأنا من غلب الجميع عليها بما فيهم والدها، فكيف أتصرف معا دون أن أزيد الطين بلة وأنجيها من الدخول في نفق مظلم؟

أم إلين من الوسط الجزائري.

الــــــــــرد:

من الصعب أن تجد الأم نفسها المسؤولة عن ضياع فلذات الأكباد، ولعل المؤلم أن نتائج الدلال تكون وخيمة مقرونة بالخيبة. والضياع. أختاه، تتحملين مسؤولية تركك الحبل على الغالب في حق إبنة ستحاسبين على تصرفاتها. وكل ما تقترفه من زلّات في حق نفسها وفي حق أسرتكم إن لم يكن من المجتمع فمن الله عز وجلّ. أفهم حيرتك التي أتت مـتأخّرة، لكنني أخبرك أنه وبنفس الحماسة التّي بنيت بها غطرسة هذه الفتاة وطيشها. يمكنك إستعادتها والسموّ بأخلاقها من خلال التقرب منها وتبيان ما تقترفه في حق نفسها.
تأكدي أختاه أنّ اللّبنة الصالحة لازالت موجودة لدى هذه الفتاة، حيث أنك أكدت في رسالتك أنها قليلة الحيلة. ولا تقوى على مجابهة الصعاب، وإن كانت لديك القدرة فمن الضروري. أن تقحمي زوجك بصفته والدها ولكونه المسؤول الأول عنها، حتى يمارس نوعا من الضغط والسلطة عليها. فيكون لديها من تهابه وتخاف من عقابه إن هي أخطأت أو تمادت.
عليك أن تضربي بيد من حديد كل محاولة لإبنتك في التمرد والخروج عن سلطتك أنت ووالدها، وعليك أن تفهميها. بأنك تغيرت ومن أنّك أبدا لن تعودي كما كنت في السابق الفرحة. المرحبة بكل تصرف غير لائق ممن حملتِها تسعة أشهر وهنا على وهن والذي تظنه هي يدخل في إطار التحرر والامبالاة.
ما تمرّين به من تجربة ليعدّ رسالة لكل الأمهات مثلك ممن تحسبن أن الدلال والإفراط فيه هو من سيجعل أبناءنا وتحديدا بناتنا. في قمة الأدب والأخلاق، كما أنه من الضروري مراعاة الدين والأعراف والتقاليد في تربيتنا لأبنائنا. الذين لا يجب عليهم أن يخرجوا من إطار ما جبل عليه مجتمع لا يرحم من يخطئ ومن لا يصيب.
لازال لديك من الفرص ما سيجعلك تحسين أنك أديت رسالتك على أحسن وجه ومن أنك لست بالأم الفاشلة قطّ.
ردت: “ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

صناعة وطنية …مستقبل واعد

 

 

تمثل الصناعة الوطنية ركيزة أساسية في بناء الاقتصادات القوية والمستقرة وهي العمود الفقري الذي ترتكز عليه طموحات الأمم نحو التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.
في سياق مسيرة النمو التي تشهدها بلادنا تبرز الصناعة المحلية ليس فقط كقوة اقتصادية محركة بل كإرث واعد نصنعه اليوم لأجيال الغد.
تشكل حماية وتعزيز الصناعة الوطنية استثماراً في المستقبل حيث تضمن توفير فرص العمل المستدامة للمواطنين وتحافظ على تدفق الثروة داخل الوطن وتقلص الاعتماد على التقلبات والاضطرابات في الأسواق العالمية. إن كل منتج محلي يخرج من خطوط الإنتاج ليس مجرد سلعة معروضة في الأسوق بل هو لبنة في صرح الأمن الاقتصادي والسيادي للبلاد.
كما أن الابتكار والتطوير في القطاع الصناعي يخلق بيئة تنافسية محفزة تشجع على نقل وتوطين التقنيات الحديثة وترسيخ ثقافة الجودة والإتقان. هذا التطور لا يرفع من قيمة منتجاتنا في الأسواق المحلية والدولية فحسب بل يضع أسسا متينة لاقتصاد معرفي قادر على مواكبة متغيرات العصر.
وعلاوة على الجوانب الاقتصادية تحمل الصناعة الوطنية رسالة هوية وطنية فهي تجسد إرادة الشعب وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص والموارد الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
إن دعمنا للمصنع المحلي يعني مشاركتنا الفاعلة في كتابة فصل جديد من فصول نهضة أمتنا.
لذلك يقع على عاتقنا جميعاً أفرادا ومؤسسات
مسؤولية دعم هذا القطاع الحيوي. من خلال تفضيل المنتج الوطني والثقة في جودته والعمل على تطويره بشكل مستمر نكون قد ساهمنا بشكل مباشر في بناء درع واق لاقتصادنا وضمان مستقبل مزهر لأبنائنا وأحفادنا.
فليست الصناعة الوطنية خياراً اقتصادياً فحسب بل هي التزام أخلاقي وواجب وطني نحو الأجيال القادمة.
إنها الجسر الذي نعبر به من الحاضر إلى المستقبل حاملين معنا قيماً من العمل الجاد والعزيمة الصادقة لتبقى بلادنا شامخة بعز منتجيها قوية باقتصادها المنتج.

مقالات مشابهة

  • التحيوي: تخفيض رسوم تراخيص المحال العامة بادرة إيجابية تخفف العبء المالي المؤقت
  • بالصورة.. الممثل الإنجليزي الشهير إدريس إلبا: أجريت اختبار الحمض النووي (DNA) وأكتشفت أنني أحمل أصول سودانية
  • حدث في 8 ساعات| الصحة تكشف خريطة الفيروسات المنتشرة.. وخفض رسوم ترخيص المحال
  • برلماني: تخفيض رسوم تراخيص المحال يعكس استجابة الدولة للمواطنين ويدعم بيئة الأعمال
  • لمدة 6 أشهر.. التنمية المحلية تخفض رسوم ترخيص المحال العامة
  • محافظ بورسعيد يتفقد أعمال تطوير شارعي الحميدي والتجارى
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف سر قوتها
  • صناعة وطنية …مستقبل واعد
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • الفيل … وضل الفيل