البلاد- جدة

سيظل يوم 20 نوفمبر 2022 خالداً في ذاكرة كرة القدم العربية، بعدما شهد انطلاقة أول نسخة لنهائيات كأس العالم للعبة الشعبية الأولى في العالم على أرض عربية.
ويوافق ذلك اليوم الذكرى الأولى لافتتاح منافسات مونديال 2022، التي جرت على الملاعب القطرية، التي تواصلت فعالياتها حتى 18 ديسمبر من العام الماضي.


انطلقت مباريات النسخة 22 من كأس العالم بلقاء المنتخب (العنابي) ضد نظيره الإكوادوري على ملعب “البيت”، لتستقطب قطر أنظار العالم إليها، باعتبارها أول بلد عربي يستضيف البطولة الأهم والأقوى في عالم الساحرة المستديرة التي تجرى كل 4 أعوام.
وجرت مباريات البطولة، التي شهدت مشاركة 32 منتخباً لآخر مرة بعد قرار “فيفا” زيادة عدد المشاركين إلى 48 منتخباً بدءاً من النسخة المقبلة للمونديال 2026، في 8 ملاعب هي: لوسيل والبيت وخليفة الدولي وأحمد بن علي والمدينة التعليمية والثمامة و974 والجنوب.

– للمرة الأولى في الشتاء
يمكن القول: إن “مونديال قطر 2022 بمثابة نسخة فريدة غير مسبوقة في تاريخ بطولات كأس العالم”، حيث تميزت عن غيرها من النسخ السابقة بأنها الأولى التي أقيمت في فصل الشتاء، بدلاً من موعدها المعتاد في فصل الصيف عقب انتهاء بطولات الدوري في معظم دول العالم، ويرجع السبب في ذلك لتجنب درجة الحرارة العالية في البلاد صيفاً.
وكانت تلك النسخة الأكثر اندماجاً منذ النسخة الافتتاحية للمونديال عام 1930، حيث تواجد 24 من أصل 32 فريقاً ضمن دائرة نصف قطرها 10 كيلو مترات من بعضها بعضاً، بعدما تركزت أغلب فنادق إقامة المنتخبات في العاصمة القطرية الدوحة.
كما كانت هذه هي النسخة الأولى في تاريخ كأس العالم التي لم يفرض على اللاعبين السفر لمراكز المباريات، كما كان بإمكانهم البقاء في نفس القاعدة التدريبية طوال البطولة بأكملها.
وساهم التقارب الشديد بين ملاعب مباريات البطولة، في منح الفرصة للجماهير لحضور أكثر من لقاء في يوم واحد، وهو الأمر الذي لم يتوفر في أي نسخة سابقة للمونديال.

– أرقام رائعة
اجتذبت قطر أكثر من مليون زائر خلال المونديال، فيما تابع 3.4 مليون مشجع المباريات في الملاعب، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
ووفقاً لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، سجلت المدرجات تواجد 3.404.252 متفرجاً، ليشكل مونديال قطر ثالث أعلى نسبة حضور لكأس العالم بعد نسختي 1994 و2014 بالولايات المتحدة والبرازيل على الترتيب.


– الإنجاز المغربي
لم يتمثل الإنجاز العربي بالبطولة في استضافة كأس العالم فحسب، بل شهد إنجازاً تاريخياً آخر بعد بلوغ منتخب المغرب للدور قبل النهائي في البطولة، ليصبح أول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز في التاريخ.
وتصدر المنتخب المغربي مجموعته في الدور الأول، التي ضمت منتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا، قبل أن يجتاز المنتخب الإسباني بركلات الترجيح في دور الـ 16، ثم أطاح بعدها بمنتخب البرتغال، بقيادة نجمه المخضرم كريستيانو رونالدو، عقب فوزه عليه 1-0، لكنه خسر أمام فرنسا بالدور قبل النهائي، قبل أن ينال المركز الرابع في البطولة عقب هزيمته أمام نظيره الكرواتي في مباراة تحديد صاحب الميدالية البرونزية.


– تألق لافت للأخضر ونسور قرطاج
شهدت تلك النسخة أيضاً أداءً لافتاً من المنتخبين السعودي والتونسي رغم خروجهما المبكر من مرحلة المجموعات، حيث استهل المنتخب (الأخضر) مسيرته في كأس العالم بالفوز 2-1 على الأرجنتين، لكن صادفه سوء حظ بالغ في مباراتيه التاليتين أمام بولندا والمكسيك ليخسر أمامهما.
وينطبق الأمر ذاته على المنتخب التونسي، الذي تعادل سلبياً في مباراته الأولى أمام الدنمارك في بداية المشوار، لكن خسارته 0-1 أمام أستراليا تسببت في وداعه المبكر، رغم فوزه بالنتيجة ذاتها على منتخب فرنسا بالجولة الأخيرة في مرحلة المجموعات.

– مونديال ميسي
ابتسم مونديال قطر أمام الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي قاد منتخب بلاده للتتويج بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه بعد نسختي 1978 و1986، عقب فوزه المثير بركلات الترجيح 4-2 على منتخب فرنسا في المباراة النهائية، التي أقيمت بملعب لوسيل، عقب انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل 3-3.
وعقب تتويجه بكأس العالم، أكمل ميسي القطعة الناقصة في سجله الكروي الحافل بالإنجازات والألقاب، ونصب نفسه عن جدارة كأحد أساطير اللعبة في العالم بجوار النجمين الراحلين البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا.
وقاد تتويج الأرجنتين بكأس العالم ميسي للحصول هذا العام على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، والتي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية سنوياً، وذلك للمرة الثامنة في مشواره الرياضي، ليعزز رقمه القياسي كأكثر اللاعبين حصولاً على الجائزة المرموقة.
وسجل ميسي 7 أهداف خلال مشوار الأرجنتين في البطولة، لكنه جاء في المركز الثاني بقائمة هدافي مونديال 2022، بفارق هدف خلف كيليان مبابي، الذي تصدر ترتيب الهدافين.
وحصل ميسي على جائزة أفضل لاعب في البطولة، متفوقاً على مبابي والكرواتي لوكا مودريتش اللذين جاءا في المركزين الثاني والثالث، ونال الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، جائزة أفضل حارس مرمى في المسابقة، بينما حصل مواطنه إنزو فيرنانديز على جائزة أفضل لاعب شاب، وفاز منتخب إنجلترا بجائزة اللعب النظيف.
وأسفرت البطولة عن تسجيل 172 هدفاً في 64 مباراة، بنسبة 2.69 هدف في اللقاء الواحد.

– السعودية تستضيف مونديال 2034
وتسبب النجاح الباهر لقطر خلال استضافة المونديال، في فتح المجال أمام المزيد من الدول العربية لتنظيم كأس العام، حيث قرر مجلس “فيفا” إسناد تنظيم مونديال عام 2030 للمغرب، بالاشتراك مع 5 دول أخرى كجزء من الاحتفالات بالذكرى المئوية للمسابقة.
واعتمد مجلس “فيفا” بالإجماع أن يكون الملف المشترك بين المغرب والبرتغال وإسبانيا هو ملف الترشُّح الوحيد لاستضافة كأس العالم 2030، شريطة نجاح هذا الملف في عملية التقييم وتأكيد كونجرس فيفا لهذا القرار خلال اجتماعه المقرر في عام 2024.
كما أعلن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس “فيفا”، عبر منشور بحسابه في تطبيق إنستغرام الشهر الماضي أيضاً، إقامة مونديال 2034 في المملكة العربية السعودية.
وكانت السعودية هي الدولة الوحيدة التي أبدت رغبتها في استضافة كأس العالم 2034 قبل نهاية المهلة المحددة من جانب “فيفا” لإبداء الرغبة في الاستضافة، والتي انتهت في 31 أكتوبر الماضي، حيث أعلنت أستراليا قبلها أنها لن تتقدم بطلب الاستضافة.
ولا يزال من المفترض أن تتقدم السعودية بملفها الرسمي للموافقة عليه من قبل الجمعية العمومية للفيفا، لكن الأمر يبدو شكلياً نظراً لعدم وجود مرشح آخر.
وتأمل الجماهير العربية في أن يلقي هذا الحضور العربي في استضافة المونديال بظلاله على المستوى الفني للمنتخبات العربية، من أجل تحقيق حلمها بارتقاء منصة التتويج في البطولة لأول مرة، والتفوق على الإنجاز الذي حققه المغرب في النسخة الماضية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: مونديال قطر موندیال قطر کأس العالم فی البطولة

إقرأ أيضاً:

كرة القدم قد لا تعود إلى عهدها القديم بعد انطلاق مونديال الأندية

ميامي «د.ب.أ»: يعد أكثر من عام من الغموض والانتقادات، انطلقت بطولة كأس العالم للأندية في ميامي فجر اليوم الأحد، وسط تكهنات بألا تعود كرة القدم كما كانت... على الأقل هذا ما كان يقوله دائما جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وقال إنفانتينو هذا الأسبوع على هامش جدول الأعمال المزدحم الخاص بالبطولة التي تستمر لمدة شهر في 11 مدينة بالولايات المتحدة "ستكون هذه البطولة بداية لحدث تاريخي سيغير رياضتنا نحو الأفضل".

وأكد إنفانتينو إن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص كانت تنتظر هذه البطولة ، ورغم الرفض والعقبات الكبيرة، فقد نجح رئيس فيفا في تحويل مشروعه الشخصي الشغوف إلى حقيقة.

وكان المحامي السويسري، الذي يشغل أحد أقوى المناصب في العالم كرئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم، حاضرا في ملعب هارد روك الممتلئ إلى حد كبير لمشاهدة تعادل إنتر ميامي الأمريكي بقيادة الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي سلبيا مع فريق الأهلي المصري في المباراة الافتتاحية لكأس العالم للأندية الموسعة.

ربما كانت نتيجة المباراة مخيبة للآمال، لكن البطولة التي انطلقت بحفل افتتاح فخم تضمن موسيقى وألعابا نارية، كانت لحظة فخر كبير لإنفانتينو ودليلا قاطعا على نفوذه في أكثر الرياضات شعبية في العالم.

ورغم رهان إنفانتينو بشكل مستمر على نجاح البطولة ، لم يكن من الواضح مدى تعطش كرة القدم لبطولة نخبوية أخرى، لكن هذه البطولة كانت بمثابة وليدة قلبه، لدرجة أن اسمه محفور ليس مرة واحدة، بل مرتين، على كأس ذهبي عملاق من تصميم شركة "تيفاني آند كو"، سيرفعه الفائز بلقب المونديال في 13 يوليو.

وجاءت البطولة في أعقاب طعون قانونية في أوروبا، وتهديدات بالإضراب من اللاعبين، ومخاوف من إصابة وإرهاق نفسي لكبار النجوم.

وكانت هناك مخاوف بشأن تجاوزات فيفا، الذي ركز بشكل تقليدي على المنتخبات الوطنية والتأثير السلبي الذي ستحدثه بطولة جديدة للأندية على الدوريات المحلية.

لكن لا شيء كان ليقف في طريق خطط إنفانتينو لتوسيع كأس العالم للأندية من شكلها السابق كبطولة مصغرة منتصف الموسم تضم سبعة فرق إلى بطولة ضخمة تضم 32 فريقا، بطولة قد تضاهي أو حتى تتجاوز دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز كواحدة من أكثر المسابقات شعبية وثراء في العالم.

وبمرور الوقت سيظهر ما إذا كانت البطولة سترقى إلى مستوى توقعات إنفانتينو، لكنه تجاوز أكبر عقبة على الإطلاق بإقامة هذه النسخة الافتتاحية.

وتقام البطولة كل أربع سنوات ، ونجحت فرق مثل باريس سان جيرمان الفرنسي ، الفائز بدوري أبطال أوروبا، في التأهل بالفعل إلى النسخة التالية في عام .2029

وقال الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان "ربما تكون الآن في نسختها الأولى، لكنها ستصبح بطولة بالغة الأهمية للفوز بها".

قد يكون إنريكي محقا في كلامه، فقد اقتصرت بطولات الأندية إلى حد كبير على المسابقات القارية، باستثناء كأس العالم للأندية، التي كانت تعتبر في السابق مجرد بطولة استعراضية.

لقد كان هناك غموض بشأن مدى الرغبة في استضافة بطولة كرة قدم أخرى في جدول مباريات وصل إلى حد التشبع... لكن من المرجح أن حضور أكثر من 60 ألف مشجع في ملعب هارد روك خلال المباراة الافتتاحية كان بمثابة ارتياح في فيفا، رغم أنه غير معروف عدد الحضور الذين دفعوا مبلغ 349 دولارا أمريكيا لشراء تذاكر المباراة في ديسمبر.

ولم يقدم فيفا إحصائيات واضحة بشأن عدد التذاكر المباعة للبطولة بشكل إجمالي، وقد انخفضت الأسعار مع اقتراب المباراة الافتتاحية، ولكن لم تكن هناك سوى بعض المقاعد الفارغة في المدرجات، مع حضور العديد من مشجعي الأهلي من أصحاب القمصان الحمراء.

وسافر مشجعو الأهلي الآخرون مباشرة من مصر، حيث تفوق عدد القمصان الحمراء على القمصان الوردية الخاصة بإنتر ميامي في أجزاء من الملعب.

مقالات مشابهة

  • الترجي يفتتح مشواره في مونديال الأندية بخسارة أمام فلامنجو البرازيلي
  • مونديال الأندية| بورتو وبالميراس يتعادلان سلبيًا
  • الوداد البيضاوي ضمن 5 أغلى أندية عربية تشارك في كأس العالم للأندية
  • كرة القدم قد لا تعود إلى عهدها القديم بعد انطلاق مونديال الأندية
  • جماهير الأهلي تتوافد على ملعب هارد روك لمؤازرة الفريق أمام إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية
  • طلب ​​غريب من الفيفا للمشجعين في مونديال الأندية
  • إنفانتينو يكشف تفاصيل "ثورة فيفا": مونديال الأندية سيفتح أبواب الأمل للعالم
  • الأهلي يؤدي مرانًا خفيفًا في الفندق استعدادًا لموقعة إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية
  • الأهلي يترقب مكافأة مالية جديدة من فيفا في افتتاح مونديال الأندية
  • الأهلي يفتتح مونديال الأندية بمواجهة رفقاء ميسي