ثقافة الفيوم ينظم إحتفالية بعنوان ليلة مصرية في حب فلسطين
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
نظم مساء أمس، نادي أدب قصر ثقافة الفيوم إحتفالية بعنوان '' ليلة مصرية في حب فلسطين''، بمكتبة الفيوم العامة، والتي شارك فيها نخبة من مثقفي وأدباء الفيوم وعدد من القوى السياسية بالمحافظة، وأدارها الإعلامي والشاعر محمد قياتي.
جاء ذلك ضمن الفعاليات المقامة برعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، وإيمانا بالدور الوطني لأدباء ومثقفي الفيوم، وتضامن منهم مع القضية الفلسطينية ومواطنين غزة لما يشهدوه من هجمات غاشمة تستهدف المدنيين العزل والأطفال والمستشفيات.
فاعليات الاحتفالية
وبدأت فعاليات الاحتفالية، بكلمة الأديب أحمد قرني رئيس النقابة الفرعية لإتحاد الكتاب فرع الفيوم وبني سويف، أعرب فيها عن رفض العدوان على غزة، موضحا جرائم هذا الاحتلال على مدار تاريخه، واصفا إياه بالعدوان النازي، ثم ألقى '' قرني'' بيانا قويا لإتحاد كتاب مصر، والذي طالب فيه بضرورة التصعيد للجهات الدولية والمنظمات الحقوقية، وقد وقع الحضور عليه.
وفي كلمته أعرب الروائي محمد جمال الدين ممثلا عن نادى الأدب ومبدعى ومثقفى الفيوم، عن رفضه للعدوان على غزة، مؤكدا أن الفلسطينين هم أصحاب الأرض، وأن تاريخ هؤلاء الصهاينة ملوث بدماء الأحرار من الأطفال والعزل، مشيرا إلى ما حدث في مدرسة بحر البقر، وأكد تضامنه مع أية إجراءات ضد هذا المحتل الغاشم، أيضا ضرورة المقاطعة لبعض المنتجات للدول الداعمة لهذا الكيان الصهيوني، واختتم كلمته قائلا: أن النصر قادم، وأن ضوء الحرية يسطع من بعيد.
من جانبه أكد الشاعر محمد شاكر رئيس نادي أدب قصر ثقافة الفيوم، والأمين العام لمؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، تضامنه مع الأخوة في فلسطين، أصحاب الأرض والحق، مؤكدا رفضه للعدوان على المدنيين في غزة.
أعقبها كلمة مجدي ياسين مدير منظمة الضمير العالمي لحقوق الانسان بالفيوم، والتي أعرب فيها عن كامل رفضه لما يحدث للعزل والمدنيين في غزة.
تخللت الإحتفالية فقرات غنائية من الطرب الأصيل للفنانين الكبيرين عهدى شاكر ومحمد عزت، وغناء حبيبة الحسينى للطفل الفلسطينى، إلي جانب أشعار لدعم القضية الفلسطينية للشعراء محمد حسنى ابراهيم، عبد الكريم عبد الحميد، مصطفي الجارحي، كريم سليم، مروة عادل، أحمد فيصل، إيمان العقيلي، والشاعر حمدي محمود، والشاعر عيد أبو سدير.
كما أشار محمد حكيم الخبير الاقتصادي التعاوني والناشط السياسي، إلي أنه علي هذه الارض ما يستحق الحياة، والتي كانت تسمى ومازالت تسمى فلسطين، مشيرا إلى كلمة ''جون كيربي'' التي ألقاها بالأمس، موجها فيها شكره لغزة لأنها تقود النضال الانساني لحركة التحرر، وأشار إلى كم الزيف الذي يتم كشفه الآن، بفضل غزه وصمودها، وشدد علي أهمية القانون الدولى، وأن انتهاكه جريمة وغيابه جريمة أيضا، وأشار إلى دور بعض الدول في تحريك دعاوى ضد ما يحدث في غزة، وردا علي مقولة وماذا نملك، قال إننا نملك الكثير مثل البيان الذي ألقاه الأديب أحمد قرني، مقترحا تدشين حملة على أمازون لترجمة هذا البيانات ونشرها.
وأشاد ''حكيم'' بدور الشباب في المقاطعة، وأهميتها، وخروجها من كونها سلوك فردي، قد أحدث تغير اقتصادي كبير ساهم في ظهور المنتج الوطني ودعمه، مشيرا إلى أنها معركة انسانية للحرية، مؤكدا علي أهمية الكتابة والنشر حول القضية.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة ماريان سليمان الناشطة الحقوقية، أن كل ما يحدث يخالف القانون الدولي، وأننا نخاطب الضمير والشعوب العالمية، أشارت أيضا إلى أهمية وتأثير المقاطعة، وكيف شكلت وجدان الأطفال وأثرت فيهم، أيضا دور السياسيين والأدباء، وأهمية الكتابة والنشر لما يحدث من انتهاكات، وتصحيح ما تروج له إسرائيل، وأن ما حدث كان له ردة فعل للشعوب العالمية تجاه رفضها لما يحدث بفلسطين.
واختتم اللقاء بكلمة سحر الجمال مسئول الثقافة العامة بثقافة الفيوم، والتي عبرت فيها عن ألمها لما يحدث لأطفال فلسطين، وأثنت علي دور المبدعين في دعم القضية الفلسطينية، وأكدت علي أهمية الكلمة، وإن لم تكن الكلمة مهمة لما دفع أصحابها حياتهم، وحريتهم ثمنا لها، مؤكدة أيضا علي أهمية النشر والكتابة، وإستخدام كافة الوسائل لرصد وتوثيق وفضح ما يفعله هذا الاحتلال بالمدنيين في غزة، وأكدت على المقاطعة لمنتجات الدول الداعمه لهذا العدوان، وأنها فرصة لتشجيع ودعم المنتجات المصرية والوطنية.
جاء ذلك ضمن الفعاليات المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، والتي ينفذها فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية قصر ثقافة الفيوم ثقافة الفیوم علی أهمیة لما یحدث ما یحدث فی غزة
إقرأ أيضاً:
مثقف بدرجة فرّاش ونائب بدور بصمجي
هو فرّاش مدرسة قريتي الإعدادية، المثقف الذي كان من مؤيدي حزب التجمع، والذي سمعته مرارا وأنا في الصف الأول الإعدادي يدخل في نقاشات عميقة مع معلمين في المدرسة ويروج لحزب التجمع ويذكر أسماء قياداته، بل ويذكر أسماء قيادات الاتحاد السوفييتي وصفاتهم، ويروج لبرامج الحزب ويضع له لافتة، ويقول للجمع إنه "الوحيد الذي يؤمن بحقوق الفقراء"، بينما كان يروج آخرون لحزب الوفد كونه التاريخ والحاضر والمستقبل.
وعندما كنت وزملاء لي نخوض مسابقات أوائل الطلبة في الصف السادس الابتدائي، تعلمت على يد الأستاذ محمد السعيد بسيوني، هو من عائلة سياسية حتى اليوم ووالده كان عمدة قريتي في مرحلة سابقة، تعلمت منه الكثير عن تجربة مصر الحزبية الوليدة، وشرح لنا برنامج كل حزب، ولأنه بالطبع كان من أنصار الحزب الوطني الجديد الوليد في عهد أنور السادات، كان شديد التأثر بتجربته، ولكنه لم يغمطنا حقنا في المعرفة بتفاصيل كانت كبيرة علينا في عالم السياسة والأحزاب.
وكنت أنظر إليه بدهشة عندما يحدثنا عن أزمة لبنان، وفلسطين، وحرب العراق وإيران، والسياسة الدولية في كلمة لم ينطقها ولكني أدركتها لاحقا.
لكن الغريب عندي كانت هي ثقافة عمي حسن أبو فلفل -هو الآن حي يرزق أطال الله عمره- بينما هو شاب صغير وفرّاش لم يكمل تعليمه، ولكني فهمت أن مداد ثقافته تلك هو والده عمي فلفل وهو الفرّاش الأكبر سنا في مدرسة القرية الإعدادية، الرجل ذو الطول الفارع والوجه الأسمر والعيون الحمراء التي كانت تخيفني نظرة نحوها رغم هزاره المتواصل مع الجميع، فقد كان رجلا مثقفا هو الآخر، وقارئا يلبس نظارة معظمة، ورث عنه نجله القراءة والثقافة، وكان نجله الأكبر أحد خطباء مساجد قريتي الأفاضل.
كان عمي عبد المنعم أو فلفل -رحمه الله- كما كان يناديه الجميع، يحرص يوميا على شراء الجرائد اليومية، فهو له نسخة ثابتة يجلبها عمي سعيد، سائق خط أتوبيس شرق الدلتا من ميدان المطرية في القاهرة والمار بقريتي والعابر لقرى مراكز مشتول ومنيا القمح وبلبيس بمحافظة الشرقية، كل صباح، ففي العاشرة تماما كان موعد وصوله بالإمداد اليومي من الصحف لمعلمي وموظفي قريتنا، رزمة يومية متنوعة من الأهرام والأخبار والجمهورية.
كان لي منها نصيب وأنا في المرحلة الابتدائية، فكلما تجمع لدي 3 قروش كنت أحصل على جريدة تظل معي حتى أحصل على 3 قروش مثلها من جدي رحمه الله، وكان يفرح جدا الأستاذ حمدي عويس، الذي كان ينظم هذا الأمر ويشجعني ويعدني بمستقبل واعد، لم أره بعد يا أستاذ حمدي، الحمد لله.
الحديث هنا عن حزبي التجمع والوفد، وبعيدا عن أنني لا أنتمي لأي فكر قاما عليه يوما من الأيام، ولم أقتنع بأي قيادة لهما، إلا أنهما كانا في نهاية سبعينيات القرن الماضي وبداية الثمانينيات قبلة الشباب وحديث حتى أهل الريف غير المتعلمين قبل المتعلمين والمثقفين، وكيف هما اليوم، حيث تماهيا تماما مع كل سُلطة حتى صارا كقطع من الفلفل بارد المذاق لم يحالفه الحظ رغم تنازلاته عن خصائصه الحارة في الوصول إلى طبق سَلطة السُلطة.
والحديث هنا عن أي مرشح محتمل أو مؤكد لمجلسي الشيوخ والنواب القادمين في آب/ أغسطس وما تلاه، أو كل من يحاول الوصول لقوائم قلب البرلمان بجانب حزبي "مستقبل أسود غطيس كغراب قبيح فوق شجرة جرداء في خريف بلا وطن" و"الجبهة غير الوطنية للوطن المهدم".
سيادة المرشح المحتمل رجل بلا هوية ولا فكر ولا ثقافة ولا يملك واحدا من مليون من ثقافة الفراش عمي فلفل أو نضوج فكر نجله عمي حسن أبو فلفل، هو لا يملك غير "لوكشة" من المال جمعها من حيث يدري ولا نعلم، أعطاها لأولى الأمر ليسطروا اسمه بدرجة بصمجي، وتحت مهمة سيوكل بها مدة 5 سنوات لقاء أموال ومصالح وسكك تتفتح، وهي البصم مغمض العينين بدون غماء، ورفع اليد عالية بلا صوت أو نفس وبكاتم ذاتي وبلا كاتم صوت أو كمامة.
لو يعلم من يجرمون في حق الوطن أنهم بهذا الفعل يدمرون مستقبل أجيال وأجيال، عندما يبصمون دون قراءة، ويصوتون بلا صوت، فقط يومئون بالرؤوس ويشيرون بالأيدي وحتى بالأقدام لو طلبت بـ"الموافقة".
ولا ألومهم وحدهم، فليس لدينا جريدة واحدة تمنحنا رجلا آخر في ثقافة حسن أبو فلفل، ووالده عمي فلفل، أو في فكر ورؤية الأستاذ محمد أبو السعيد.