وما أدراك ما الهدنة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟ هل هى بداية خير لهدنة ممتدة؟ أم أن هدفها فقط تبادل الأسرى ومن ثم تنطلق حرب دروس لا حسابات فيها ولا أوراق ضغط.
بداية فإنها ليست هدنة بمفهومها الكامل، فإسرائيل وضعت شرطًا برفض عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال، والمعنى ببساطة أنها مازالت مصرة على فكرة النزوح والتهجير وأنها بعد انتهاء الهدنة المؤقتة سوف تواصل زحفها بقوة.
ثانيا: الهدنة بالطبع فرصة للطرفين لاستعادة الأشلاء وإعادة ترتيب الصفوف، والاستعداد لمرحلة جديدة من الصراع ربما كانت أشد شراسة.. عموماً أجواء القلق تخيم على نجاح الاتفاق وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس خوفا من انفجار الصراع مجددا فى أى وقت، وتاليًا نرصد مراحل الصراع بين حماس والإسرائيليين.
36 عامًا بالتمام والكمال هى عمر الصراع بين حماس منذ تأسيسها فى عام 1987 وبين إسرائيل، فى مواجهات لا تنقطع وتنتهى جميعها بالخسائر فى الأرواح وتدمير البنية التحتية لغزة.
بعد عامين من تأسيسها وفى عام 1989 نفذت الحركة أولى هجماتها على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت خطف وقتل جنديين إسرائيليين.
فى عام 1993 جرى التوقيع على اتفاق أوسلو بهدف إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن حماس عارضت عملية السلام وسعت لعرقلتها بتفجير حافلات وتنفيذ هجمات بأسلحة نارية داخل إسرائيل.
فى عام 2000 فشل الطرفان فى التوصل لاتفاق نهائى لإتمام عملية السلام، وفى العام نفسه أشعلت زيارة آرييل شارون إلى الحرم القدسى بالقدس الشرقية شرارة الانتفاضة الثانية.
خلال عامى 2001و 2002 نفذت حماس سلسلة تفجيرات انتحارية فى إسرائيل، وردت إسرائيل باغتيال القائد العسكرى لحماس صلاح شحادة.
فى مارس 2004 قتلت إسرائيل الزعيم الروحى لحماس الشيخ أحمد ياسين ثم الزعيم السياسى للحركة وأحد مؤسسيها عبد العزيز الرنتيسى فى غزة فى شهرين متتاليين.
فى 15 أغسطس 2005 بدأت القوات الإسرائيلية انسحابًا أحادى الجانب من قطاع غزة وتركت المستوطنات والقطاع المكتظ بالسكان للسلطة الفلسطينية.
فازت حماس بالأغلبية فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية، فى يناير 2006، وردت إسرائيل والولايات المتحدة بقطع المساعدات عن الفلسطينيين.
فى يونيو 2006 مسلحون من حماس قاموا بأسر المجند الإسرائيلى جلعاد شليط فى غارة عبر الحدود مما دفع إسرائيل لتوجيه ضربات جوية والتوغل داخل القطاع.
فى نهاية عام 2008 شنت إسرائيل هجومًا عسكريًّا على غزة استمر 22 يومًا وأشارت التقارير إلى مقتل 1400 فلسطينى و13 إسرائيليًّا قبل الاتفاق على التهدئة.
فى عام2012 قتلت إسرائيل القائد العسكرى لحماس أحمد الجعبرى، وفى 2014 أدى خطف حماس وقتلها ثلاثة شبان إسرائيليين إلى حرب استمرت سبعة أيام، أسفرت عن مقتل 2100 فلسطينى فى غزة و73 إسرائيليًّا منهم 67 عسكريًّا.
بدأت حماس تطور قدراتها الصاروخية، واستخدامها كسلاح ردع ضد إسرائيل. وفى عام 2014، شنت إسرائيل عملية أخرى ضد القطاع وردت حماس بالصواريخ، واستمرت المواجهات سبعة أيام، وتسببت فى مقتل 73 إسرائيليًّا بينهم 67 عسكريًّا، وأكثر من ألفى فلسطينى.
واستمرت حماس بإطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، ما يغلق الحياة بشكل كامل خاصة فى مدن الجنوب، وترد إسرائيل بعمليات قصف جوى، وأحيانا عمليات توغل برى محدودة.
وفى 7 أكتوبر 2023 أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى والتى أسفرت عن آلاف الشهداء والمصابين وتدمير البنية التحتية لغزة، حتى نجحت جهود مصرية قطرية فى التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 4 أيام بدأت صباح أمس الخميس.
باختصار.. نأمل من الله أن تكون الهدنة المؤقتة بداية لهدنة دائمة تحفظ لأشقائنا أرواحهم وأرضهم، وأن تتكتل باقى الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولى، كورقة ضغط مؤثرة على الاحتلال ورعاته الأمريكيين والأوربيين، فى محاولة جادة لوقف بحور الدماء، وإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى عن طريق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. الهدنة فرصة وعدونا غدار.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار إسرائيل حسابات فيها أوراق ضغط عودة سكان غزة فى عام
إقرأ أيضاً:
أمريكا تتفاوض مع المقاومة منفردة.. هل آن أوان فطام إسرائيل؟
◄ توتر كبير في العلاقة بين ترامب ونتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة
◄ ترامب يشعر بالإحباط بعد قرار نتنياهو توسيع العملية العسكرية في غزة
◄ واشنطن تضغط على إسرائيل والمقاومة للتوصل إلى اتفاق
◄ مباحثات مباشرة بين "حماس" والإدارة الأمريكية لوقف الحرب
◄ الوسطاء يسابقون الزمن لوقف الحرب قبل زيارة ترامب للمنطقة
◄ مصادر: واشنطن تظهر اهتماما أكبر للتوصل إلى اتفاق
◄ تفاؤل كبير بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال 48 ساعة
الرؤية- غرفة الأخبار
شهدت الأسابيع الأخيرة توترات في العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة فيما يتعلَّق بالملف الإيراني وملف الحرب على قطاع غزة.
وبحسب مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين من الشرق الأوسط صرحوا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، فإن إسرائيل لا تريد أن يبرم الرئيس الأمريكي اتفاقا نوويا يمنح إيران أي قدرات لتخصيب اليورانيوم، كما أن نتنياهو شعر بالإحباط لرفض ترامب دعم توجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، حيث يعتقد ترامب أنه ربما يكون هناك فرصة لإزالة خطر امتلاك إيران لسلاح نووي من خلال إبرام صفقة.
وأكد المسؤولون أيضاً أن ترامب شعر بالإحباط إزاء قرار نتنياهو توسيع العملية العسكرية في غزة. وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات إن "شن هجوم جديد على غزة سيجعل إعادة الإعمار أكثر صعوبة".
وتأتي هذه التطورات عقب صدمة تلقتها حكومة الاحتلال، إذ صُدم نتنياهو الأسبوع الماضي بإعلان ترامب وقف حملته العسكرية ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، بعد موافقتهم على وقف إطلاق النار على السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
وعلى مستوى المفوضات، كشفت شبكة "إن بي سي نيوز" النقاب عن أن الولايات المتحدة تضغط حالياً على إسرائيل و"حماس" للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.
وبالأمس، قال مسؤول فلسطيني كبير مطلع لـ"رويترز" إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" تجري محادثات مع الإدارة الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة تعهده بالمساعدة في إيصال الغذاء إلى الفلسطينيين في غزة. وذكر مبعوث واشنطن إلى إسرائيل يوم الجمعة بأن آلية تدعمها الولايات المتحدة لإيصال المساعدات إلى القطاع ستدخل حيز التنفيذ قريبا.
وكانت الولايات المتحدة أجرت في وقت سابق محادثات مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة.
وفي السياق، يواصل الوسطاء جهودهم لتحقيق إنجاز بإعلان اتفاق على وقف إطلاق نار في القطاع، قبل بدء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، الثلاثاء المقبل، أو بالتزامن معها. ووفق مصادر مطلعة على المحادثات الجارية منذ أيام في الدوحة، فإنَّ "الولايات المتحدة تُظهر اهتماماً أكبر" لتحقيق الاتفاق.
وأكدت مصادر من "حماس" لـ"الشرق الأوسط"، أن المحادثات التي تشارك فيها قطر ومصر، بمتابعة حثيثة من مسؤولين أميركيين وإسرائيليين "تشهد هذه المرة تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق"، مرجِّحة "أن يُعلَن اتفاق خلال الـ48 ساعة المقبلة في حال جرى التوافق على ما يُطرح حاليا".
وشرحت المصادر من "حماس" بأن "الجانب الأمريكي يركِّز على التوصل إلى اتفاق جزئي، بينما تطالب قيادة الحركة بأن يحمل الاتفاق نصاً صريحاً وواضحاً بضمانة أمريكية وشخصية من الرئيس ترامب، نحو المضي في اتجاه مرحلة ثانية لإنهاء الحرب، دون أن تخترقها إسرائيل بنقض الاتفاقيات كما جرى في المرحلة الأولى".