ريسبونسابل ستيتكرافت: صمت واشنطن على تجويع إسرائيل لغزة يعني دعمه
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
اعتبر الكاتب دانييل لاريسون أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة في إطار حربها المتواصلة على حركة حماس سوف يؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين، مشددا على أن صمت الولايات المتحدة على ذلك يعني أنها واشنطن تدعم انتهاكات تل أبيب التي ترقى لجرائم الحرب.
وذكر في مقال نشره بموقع ريسبونسابل ستيتكرافت الأمريكي أن قطع الغذاء والماء والوقود المفروض على غزة أدى إلى خلق ظروف مزرية لسكان القطاع خلال الأسابيع الستة الماضية فقط.
ولفت إلى أن المساعدات القليلة التي تم السماح بدخولها تحت الضغط الدولي ليست كافية لإعالة السكان المدنيين، ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي، فإن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية تدخل إلى قطاع غزة، ويواجه الناس هناك الآن "احتمالاً فورياً للمجاعة".
ويحذر برنامج الأغذية العالمي أيضاً من أن "البنية التحتية الغذائية في غزة لم تعد صالحة للعمل"، وأن القليل من الطعام المتوفر يتم بيعه بأسعار متضخمة ولا يمكن استخدام الكثير منه لأن الناس ليس لديهم الوسائل لطهيه"، مشددا أن "هناك كارثة إنسانية تتكشف أمام أعين الجميع في غزة. إذ لا يتضور الناس جوعا فحسب، بل يتم حظر الطعام عنهم".
وعقب الكاتب أن هذا يحدث بدعم من الحكومة الأمريكية.
وبحسب هيومن رايتس ووتش وقانيون فإن إسرائيل ترتكب جرائم حرب من خلال شن "حرب مجاعة" ضد المدنيين في غزة.
وبقدر ما تستمر واشنطن في مساعدة الحملة العسكرية الإسرائيلية والحصار، بقدر ما تساعد في ارتكاب تلك الجرائم وتمكينها.
وأكد الكاتب أن الكميات الضئيلة من المساعدات الإنسانية التي تتباهى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتسهيلها هي مجرد قطرة في دلو مما يحتاجه السكان، وبالمعدلات الحالية لا يمكنها تجنب خسائر واسعة النطاق في أرواح الأبرياء.
وشدد على أن "الحاجة إلى وقف إطلاق النار وجهود الإغاثة الطارئة أمر لا يمكن إنكاره، كما أن مقاومة واشنطن له قد تكون حكماً محتملاً بالإعدام على آلاف الأشخاص".
اقرأ أيضاً
إنترسبت: دعم أمريكا الراسخ لإسرائيل بحرب غزة يوحد محور المقاومة المدعومة من إيران
ووفق لاريسون "أن بايدن اعترف بأن العديد من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا في الحرب، لكنه لم يذكر شيئا عن المسؤولين عن قتلهم".
ربما تكون إدارة بايدن "دعت إلى احترام القانون الإنساني الدولي"، لكنها لا تعمل على احترامه ولا تحاسب المخالفين.
وقد رفض الرئيس مرة أخرى خيار وقف إطلاق النار: "طالما أن حماس تتمسك بأيديولوجيتها التدميرية، فإن وقف إطلاق النار لن يحقق السلام".
واللافت أن بايدن لم يأخذ على محمل الجد العواقب المدمرة التي سيتركها السماح باستمرار الحرب على كافة الأطراف. فلا أحد يتخيل أن وقف إطلاق النار سيحل الصراع أو يخلق على الفور الظروف الملائمة لتسوية دائمة، لكنه ضروري لحماية حياة وصحة الملايين من الناس الذين يواجهون الموت بسبب الجوع والمرض والصراع".
وأضاف الكاتب "إذا كانت هذه الحرب تحدث في أي مكان آخر تقريبًا، وإذا لم تكن تتعلق بدولة صديقة للولايات المتحدة، فمن المحتمل جدًا أن تصر حكومتنا على ضرورة وقف إطلاق النار وسيكرر المسؤولون الأمريكيون أنه لا يوجد حل عسكري.
وتابع "فقط عندما تقاتل الولايات المتحدة أو حكومة تدعمها الولايات المتحدة، لا ترى واشنطن أي فائدة في الالتزام بالقانون الدولي. ولسوء الحظ، يبدو أن الولايات المتحدة هي الأقل اهتمامًا بوقف الحروب التي تتمتع بنفوذ كبير عليها، وهي الأعلى صوتًا في المطالبة بوقف إطلاق النار في الحروب التي يكون لها فيها نفوذ ضئيل أو معدوم".
وإذا كان الملايين من الناس يواجهون تهديداً مباشراً بالمجاعة في صراع آخر، فإن الولايات المتحدة تناشد المتحاربين إلقاء أسلحتهم وبذل كل ما في وسعهم لتسهيل إيصال المساعدات. وهذا هو بالضبط ما يجب على حكومتنا أن تفعله الآن في هذه الحرب".
وخلص الكاتب إلي أن "الآثار الضارة لشن هذه الحرب هي بالفعل أكبر من أن تبرر الاستمرار فيها، وسوف تزداد سوءًا كلما طال السماح لهذه الحرب بالاستمرار".
اقرأ أيضاً
بعد توقف عمل المخابز.. الأغذية العالمي: غزة تواجه مجاعة واسعة النطاق
المصدر | دانييل لاريسون/ريسبونسابل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة جرائم حرب مجاعة حصار دعم أمريكا لإسرائيل الولایات المتحدة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
الغارديان: على ترامب استخدام نفوذه مع نتنياهو وإلا أصبح متواطئا بالدمار الشامل لغزة
يمن مونيتور/قسم الأخبار
دعت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف “الرعب” في غزة؛ لأن البديل عن عدم تحركه لا يمكن لأحد تخيله.
وقالت إن الرئيس الأمريكي لديه النفوذ لكي يجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار، وإن لم يفعل، فإنه سيؤشر إلى موافقته على ما يبدو أنها خطة لدمار شامل.
وأشارت إلى أن الرئيس ترامب يتطلع إلى نصر في السياسة الخارجية مع بدء جولته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، و”بإمكانه تحقيق ذلك وإنقاذ أرواح، من خلال مطالبة إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق نار دائم مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة. قد يفضل تجنب هذه القضية، لكن لا يوجد زعيم آخر لديه النفوذ الكافي لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إنهاء هذه الحرب. وفي حالة أيد ترامب مقترحات إسرائيل الحالية، فسيمنح بذلك ضوءا أخضر من الولايات المتحدة، لما يبدو أنها خطة تدمير شامل”.
وقتل الهجوم الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 52,000 شخص في غزة، غالبيتهم من المدنيين والكثيرين منهم أطفال. وقد تم محو المخابز والمدارس والمستشفيات، ومنعت المساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهرين، وتواجه غزة المجاعة. وفي الأسبوع الماضي، أحاط القادة العسكريون الإسرائيليون جنودهم بأنه في حالة عدم التوصل لاتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، فسيتخذ القرار بتسوية غزة بالتراب وإجبار الفلسطينيين على التجمع في منطقة صغيرة من القطاع، أو الفرار خارجه.
وقال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي إن غزة “ستدمر بالكامل” وسيكتشف الفلسطينيون “اليائسون بالكامل” أنه “لا أمل”. وقال إن تحرير الأسرى “ليس الشيء الأكثر أهمية”.
وعلق منسق السياسات الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل قائلا: “نادرا ما سمعت زعيما أو دولة تعلن عن خطة تتناسب مع التعريف القانوني للإبادة”. وأصدرت محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/ يناير العام الماضي حكما بأن هناك “مخاطر محتملة” للإبادة، وتوصلت أمنستي إنترناشونال واللجنة الخاصة في الأمم المتحدة والباحثون البارزون، ومنهم إسرائيليون إلى أن الإبادة تجري في غزة.
وقد أثار هذا الاتهام غضب الكثيرين في إسرائيل، بمن فيهم نقاد الحكومة.
وتعرف اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية هذه الجريمة، بأنها أفعال ترتكب “بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية”. ويشمل ذلك القتل وتهديد ظروف الحياة.
وتعلق الصحيفة أن “التصور العلني لتدمير غزة بالكامل والسعي إلى تهجير سكانها كهدف لا كنتيجة حربية وتدمير وسائل العيش، لا يبدو مجرد وحشية بل مشروع إبادة متعمد”.
وقد رفضت مصر والأردن استقبال اللاجئين، معتبرتين أنهما ستكونان متواطئتين في جرائم حرب لو فعلتا ذلك. ورغم أن التعريف القانوني للإبادة يضع معايير عالية لإثباتها إلا أن واشنطن أعلنت عن الإبادة الجماعية أربع مرات في العقد الماضي، في العراق وسوريا وميانمار وشينجيانغ في الصين والسودان، وبدون انتظار رأي القضاة.
ومع ذلك، يتحرك القانون الدولي ببطء، ويطلب من الموقّعين على الاتفاقية، بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا، ليس فقط المعاقبة ولكن أيضا منع الإبادة الجماعية. وعادة ما تتوصل المحكمة إلى استنتاجها الخاص بعد مجادلات. وغالبا ما يجادل مؤيدو إسرائيل بأنها تحاسب وفقا لمعايير غير عادلة. لكن إسرائيل تتمتع بحماية دولية ليس فقط بسبب تاريخ الهولوكوست، ولكن أيضا كدولة ديمقراطية وحليفة للغرب. وتدعم تصرفاتها المساعدات العسكرية الأمريكية الضخمة والغطاء السياسي، وهي الآن تخطط لغزة بدون فلسطينيين. وتتساءل الصحيفة: “ما هذا، إن لم يكن إبادة جماعية؟ متى ستتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها لوقف الرعب، إن لم يكن الآن؟”.
وتقول الصحيفة إن عدم اهتمام ترامب بحياة الفلسطينيين ورغبته بتهجيرهم وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” شجع أسوأ غرائز الحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، لا يزال بإمكانه استخدام السلطة التي يملكها وحده لوقف الإبادة، وهذه فرصته لصنع التاريخ في الشرق الأوسط ولأسباب وجيهة.
وبنفس المثابة رأت صحيفة “إندبندنت” في لندن أن هناك حاجة لوقف الصمت القاتل والتحدث علنا ضد ما يحدث في غزة. وقالت في افتتاحيتها إن المنع الكامل لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يهدف إلا لتجويع السكان أياً كانوا من المقاتلين والمدنيين، وعلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس ترامب وكل قادة العالم دعوة نتنياهو لوقف الحصار.
ورأت الصحيفة أن التبرير الأولي لشن حرب على غزة بسبب هجمات حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وهو الدفاع عن النفس، لم يعد قائما. فالغضب على هجمات حماس تحول الآن إلى اشمئزاز من ضربات القوات الإسرائيلية الوحشية والتي لا ترحم والكارثة الإنسانية التي تسبب بها الحصار الكامل.
وقالت إن المدنيين ومنذ بداية الحرب هم من دفعوا الثمن الباهظ. وأضافت أن اتفاق وقف إطلاق النار في بداية العام الحالي جلب نوعا من الراحة القصيرة وأملا بأن تؤدي الهدنة المؤقتة إلى خطة سلام دائم، لكنه خفت. وقد أثار الرئيس ترامب الانتباه بخطته الغريبة وغير الأخلاقية التي تقضي بملكية الولايات المتحدة لغزة وتحويلها إلى ريفييرا متوسطية ثانية. مشيرة إلى أن الترحيل القسري لأكثر من مليوني فلسطيني من أرضهم وما تبقى من ديارهم سيمثل أكبر عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية.
وبتشجيع من الرئيس الأمريكي، أعلن نتنياهو استئناف قصف القطاع. ومن المثير للصدمة أن رد فعل المجتمع الدولي كان خافتا. وكان ينبغي على حلفاء إسرائيل، بمن فيهم بريطانيا أن ينتقدوا هذه الخطوة غير المجدية والعشوائية، فضلا عن الكارثة الإنسانية المدمرة التي تسببت بها. فقد كان صمت بريطانيا والدول الأخرى قاتلا.
وأضافت الصحيفة أن على ستارمر أن يخجل من نفسه لأنه لم يقل شيئا، وبخاصة بعد إعلان نتنياهو عن خطة جديدة لتوسيع القصف على غزة واحتلالها لأمد غير معلوم. وقد حان الوقت لكي يصحو العالم ويطالب بوقف معاناة الفلسطينيين العالقين في القطاع.
وربما يرغب البعض بتجنب الوضع لعدم قدرتهم على فهم مستوى ما يحدث، إلا أن الصحيفة تحث القراء على قراءة تقرير مراسلتيها بيل ترو ونضال حمدونة حول معاناة الأطفال الفلسطينيين، فالوقت ليس وقت حرف الأنظار.
وتعلق الصحيفة أن بريطانيا أرادت في البداية مساعدة حليف مثلها مثل بقية العالم، لكن تعهد نتنياهو بالقضاء على حماس لم يكن أبدا هدفا حربيا واقعيا. فقد تحولت حربه إلى تدمير غزة وأصبح القطاع الذي يمتد على 25 ميلا منطقة غير صالحة للعيش. وحان الوقت لأن تكسر بريطانيا صمتها وأن يفهم نتنياهو أنه لا يخوض حربا من المستحيل النصر بها، بل وغير مقبولة أيضا.