خبير: آسيا الوسطى مقبرة محتملة للتحالف الروسي الصيني
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
يمكن وصف العالم اليوم بعالم تنافس بين الدول الكبرى في مناطق أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وآسيا، في وقت يشهد معاناة الإنفاق الفيدرالي الأمريكي في ظل العجز المتزايد في الميزانية والمخاوف الأمنية المحلية الملحة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ويرى المدير الاداري لشركة انترناشونال ادفايزز للاستشارات العالمية الخبير الاقتصادي ديفيد ميركل، والذي عمل نائباً لمساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا أن التقشف الذي اتسمت به السياسة الخارجية في عهد الادارات الأمريكية الأخيرة ساهم في حالة عدم الاستقرار السائدة، ويتعين معالجة ذلك بدعم أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.
ويقول ميركل في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إنه يتعين مع سعي الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها في أوروبا وآسيا البحث أيضاً عن فرص لزرع بذور الانقسام بين موسكو وبكين- وهي علاقة وصفت بأنها "بلا حدود" قبل غزو روسيا لأوكرانيا.
According to analysts from China, an important event happened some time ago. The information that caused a real commotion in the White House is that the Chinese army is about to arrive in the Russian Federation. This is transmitted by NetEase. ???? pic.twitter.com/vK4N1iSWmQ
— Djole ???????? (@onlydjole) May 15, 2023 الصين الصاعدةوربما تكون الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى هي المكان المناسب لذلك. وهناك سابقة تاريخية لتصادم مصالح الدول الكبرى في آسيا الوسطى. فقد تقاتلت بريطانيا في العهد الفيكتوري مع روسيا القيصرية بشأن الخانات في آواخر القرن التاسع عشر. كما أن الاشتباكات بين الجيش الأحمر السوفيتي وجيش التحرير الشعبي في ستينيات القرن الماضي على طول الحدود عبر آسيا الوسطى نبه الغرب إلى الانقسام الصيني السوفيتي.
وتعتبر الصين الصاعدة جمهوريات آسيا الوسطى الخمس- أوزبكستان، وكازاخستان، وتركمنستان، وطاجيكستان وقيرغزستان- دولاً مهمة لمبادرة الحزام والطريق التي تعتبر إحياء لطريق الحرير القديم. فربط الصين بالأسواق الأوروبية براً سيخفف من مخاوف بكين إزاء نقاط الاختناق البحرية وتعرضها لمضايقات قوة الاسطول الباسفيكي الأمريكي. واندفعت موسكو التي لم تقبل مطلقاً بدور أدنى بالنسبة لواشنطن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي نحو مثل هذا الدور التابع مع بكين. وربما يعتبر الكرملين أن هذا أمر لا يمكن تجنبه إلى حد كبير، لكنه غير مقبول في آسيا الوسطى آسيا.
ويضيف ميركل أن موسكو وبكين تريان أن المنطقة تتطور في اتجاهين مختلفين. فالصين تعزز منظمة شنغهاي للتعاون، ومبادرة الحزام والطريق، واستثماراتها الخاصة في الطاقة والتعدين. وتعتبر بكين آسيا الوسطى مصدرا للمعادن، والهيدروكربونات، والزراعة، وتتصل بالأسواق التي تقع في غربها. وتعطي الأولوية للاستقرار في آسيا الوسطى، جارتها ذات الأغلبية المسلمة، غرب شينجيانج، التي يتشابه سكانها دينيا وعرقيا مع سكان الصين من الإيغور.
أما موسكو فتعتبر المنطقة مجال نفوذها المميز. وهي تستغل الاتحاد الاقتصادي الأورواسي، لربط أسواقها بكازاخستان وقيرغزستان وبيلاروس وأرمينيا الأعضاء في الاتحاد. وأدى عدم وجود قيود داخل الاتحاد وحدود روسيا الطويلة مع كازاخستان إلى تمكن روسيا من تجنب العقوبات الأمريكية والأوروبية. فقد زاد حجم التجارة إلى أعضاء الاتحاد مع شحن الجزء الأكبر من صادراتها إلى روسيا.
A China-Russia-Latin America-Africa alliance is taking shape and this spells doom for US imperialism.
Pay close attention.
كما تقود روسيا منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم في عضويتها دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بالإضافة إلى طاجيكستان. ومثل حلف وارسو في عهد الاتحاد السوفيتي، والذي أرسل قوات إلى بودابست عام 1956 وإلى براغ عام 1968، ارسلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي قوات فقط إلى الدول الأعضاء، وفعلت ذلك في يناير (كانون الثاني) 2022 إلى كازاخستان وذلك مباشرة قبل غزو موسكو الشامل لأوكرانيا في فبراير(شباط). وأدى القلق إزاء احترام موسكو لسيادة كازاخستان إلى انزعاج الرئيس الصين شي جين بينج لدرجة أن أول زيارة له بعد انتهاء جائحة كورونا كانت إلى عاصمة كازاخستان ، حيث قال إنه" بغض النظر عن التغيرات في الوضع الدولي، سنواصل دعم كازاخستان بكل قوة في الدفاع عن استقلالها، ووسياداتها ووحدة أراضيها، وندعم بقوة الاصلاحات التي تقومون بها لضمان الاستقرار والتنمية ونعارض بقوة تدخل أي قوى في الشؤون الداخلية لبلادكم". ثم توجه شي بعد ذلك إلى سمرقند التي تم اختيارها لتكون مقرا لقمة منظمة شنغهاي للتعاون.
ويرى ميركل أن بكين تُعتبر مستقبل المنطقة، بينما تربطها موسكو بها علاقات تاريخية وشخصية. ومع ذلك فإن منع واشنطن من أن يكون لها نفوذ في المنطقة أدى إلى أن تخفف روسيا والصين من خلافاتهما وتوحيد مصالحهما في آسيا الوسطى. لكن مع غياب واشنطن عن المعادلة ، سوف تواجه روسيا والصين كل منهما الأخرى بدلا من الاتحاد معا.
ويقول ميركل إن تحقيق الولايات المتحدة لمزيد من التعاون مع حلفائها وشركائها في آسيا يعد أمرا أساسيا لتعزيز الردع في مواجهة بكين الأكثر عداء. فطوكيو وسول تتعاونان معا مع واشنطن لتحقيق توازن في مواجهة التهديد من جانب الصين. وتربط استراليا والفلبين علاقات دفاعية أكثر قوة مع الولايات المتحدة من خلال تحالف أوكوس ومعاهدة دفاع متبادل متجددة بين الولايات المتحدة والفلبين. وحتى الهند، التي تعتبر تاريخياً من دول عدم الانحياز، وفيتنام، العدو السابق لأمريكا، تعجلان علاقاتهما مع واشنطن في ظل المخاوف من بكين في جنوب وجنوب شرق آسيا.
وأضاف أن هناك حاجة لبذل جهود لإقامة شراكات في أوروبا وآسيا لمواجهة النفوذ الشرير من جانب روسيا والصين وإيران وذلك من أجل التنافس في عصر تنافس القوى الكبري الحالي. وأشار إلى ضرورة البحث عن فرص حيثما توجد انقسامات بين موسكو وبكين وإمكانية استغلالها.
واختتم ميركل تحليله بالقول إن روسيا والصين تتنافسان في آسيا الوسطى ، حيث تحاول واشنطن السعى لتحقيق نفوذ لها بعد أن ضيعت 30 عاماً في عدم القيام بذلك خلال أوقات كانت أكثر مناسبة. وأسفر هذا عن قيام بوتين وشي بتوحيد مصالحهما. وفي المقابل، يمكن أن ندرك أن غيابنا عزز مصالحنا، ومن ثم يتعين التركيز على الخلافات في السياسة بين موسكو وبكين. وربما توجد بذور الانقسام بين موسكو وبكين في آسيا الوسطى، ويتعين على الولايات المتحدة استغلالها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة آسيا الصين روسيا الولایات المتحدة بین موسکو وبکین فی آسیا الوسطى روسیا والصین
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: ماذا لو اشتعلت الحرب بين روسيا وأوروبا؟
تناولت "غازيتا" -في مقال للعميد المتقاعد ميخائيل خودارينوك- قدرة موسكو على خوض حرب مع حلف الشمال الأطلسي (الناتو). وسلطت الصحيفة الروسية الضوء على الجاهزية النووية ومخاطر أي تصعيد كارثي قد يقود إلى مواجهة محتملة.
وفي ظل التصريحات المتضاربة بين روسيا وأوروبا، يرى الكاتب أن مواقف بعض القادة الأوروبيين تبدو وكأنها تدفع نحو مسار تصعيدي خطر قد يفضي إلى صراع مدمر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الناتو: روسيا تختبر قوة ردعنا وأفعالها متهورةlist 2 of 2موسكو: بوتين ناقش مع الأميركيين 4 وثائق إضافية بشأن أوكرانياend of listويشير المقال إلى أن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضح، ونقل عنه قوله "نحن لا نخطط لخوض حرب لكن إذا قررت أوروبا فجأة مهاجمتنا وبدأت بذلك، فنحن مستعدون منذ الآن. وإذا بادرت بشنّ حرب ضدنا، فقد تتطور الأحداث سريعا إلى مرحلة لا نجد فيها طرفا يمكن التفاوض معه".
تعليق أوروبيوذكر الكاتب أن مسؤولا رفيعا في حلف الناتو علق على تصريحات الرئيس بوتين قائلا إن روسيا "تفتقر إلى الموارد والإمكانات العسكرية الكافية لتحقيق النصر في صراع تقليدي واسع النطاق ضد القوى الأوروبية الموحّدة".
وتابع أن المسؤول الأوروبي زاد في تصريح لـ"بي بي سي" أن بوتين يدرك تماما أن الناتو اليوم أكثر تماسكا من أي وقت مضى "في ما يتعلق بالدفاع عن حلفائه" مضيفا أن الحلف "لن يقف متفرجا إذا تعرّضت أراضي أحد أعضائه لأي اعتداء".
وشدد الكاتب على أن ما يفهم من تصريح بوتين -على عكس ما ورد في تعليق المسؤول الأوروبي- أن أي تحرك من جانب موسكو "سيكون ذا طابع دفاعي بحت" وردا مباشرا على "عدوان محتمل لا مبادرة هجومية" من روسيا.
يرى الكاتب أن مواقف بعض القادة الأوروبيين تبدو وكأنها تدفع نحو مسار تصعيدي خطر، في حين موقف روسيا دفاعي
وقال إن حربا واسعة النطاق على المسرح الأوروبي من شأنها أن تتحول حتما إلى صراع عالمي، مع تميّزها بالاستخدام المكثف لجميع أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة النووية.
ويرى العميد المتقاعد أنه في حالة تصعيد النزاع إلى مستوى نووي، ستتمكن القيادة الروسية من تفعيل منظومة الردع الإستراتيجي بشكل كامل، بما يشمل مختلف أنواع الأسلحة النووية التي تملكها موسكو.
إعلانوالثلاثاء الماضي، شن بوتين هجوما حادا على أوروبا، معلنا الاستعداد لخوض حرب ضدها، ومتهما إياها بالسعي لتخريب اتفاق لوقف القتال في أوكرانيا، والعمل على إلحاق هزيمة إستراتيجية ببلاده.
وأكد الرئيس الروسي "نحن لا ننوي خوض حرب مع أوروبا، لقد قلت ذلك مئة مرة بالفعل. لكن إذا أرادت أوروبا فجأة خوض حرب معنا وبدأتها، فنحن مستعدون حاليا، لا يمكن أن يكون هناك أي شك في هذا".
وأكد أن على الأوروبيين دعم جهود التسوية في أوكرانيا، بدلا من عرقلتها.
ومؤخرا، شدد بيوتر تولستوي نائب رئيس مجلس الدوما الروسي -في لقاء خاص مع الجزيرة- على أن أي مفاوضات بشأن أوكرانيا يجب أن تستند إلى الواقع الفعلي وتفاهمات قمة ألاسكا.
وأشار إلى أن الرئيس أكد لنظيره الأميركي دونالد ترامب خلال تلك القمة أنه "لا أوكرانيا ولا أوروبا مستعدتان للمفاوضات السلمية".