توترات الشرق الأوسط تحدث صدمة في أسعار الغذاء عالميا
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
حذّر رئيس إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم من أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يُحدث صدمة جديدة في أسعار الغذاء، لضغطه على سلاسل التوريد العالمية لمُغذيات المحاصيل والطاقة.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن الرئيس التنفيذي لمجموعة يارا النرويجية، سفين توري هولسيثر، قوله إن شركات الأسمدة وعملاءها "يراقبون عن كثب" المخاطر المحيطة بمضيق هرمز، الذي يمر عبره 40% من اليوريا في العالم و20% من تدفقات الغاز الطبيعي المُسال العالمية، مُحذرًا من أن أي اضطراب قد يؤثر على إنتاج الغذاء العالمي.
وأضاف أن أسواق الأسمدة "شهدت تقلبات شديدة خلال الأسبوعين الماضيين"، مشيرًا إلى أن هذه التطورات تعكس مدى الترابط العميق بين الأمن الإقليمي وسلاسل الإمداد العالمية، لاسيما في القطاعات الحيوية كالطاقة والغذاء.
وأشار هولسيثر إلى الإغلاق الأخير لحقول الغاز الإسرائيلية، الذي عطّل إنتاج الأسمدة في مصر، كدليل على مدى سرعة تأثير التوترات الإقليمية على سلاسل التوريد.
وتصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل حاد هذا الشهر، مما دفع سعر خام برنت إلى ما يزيد عن 80 دولارًا للبرميل قبل أن يتراجع إلى ما يقارب 60 دولارًا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وحذّر محللو الصناعة من توقف أكثر من خُمس إنتاج اليوريا العالمي بسبب الصراع وانقطاع الإمدادات، وقالت كبيرة محرري الأمونيا في شركة الاستشارات "آي سي آي إس"، سيلفيا تراغانيدا: "أغلقت إيران جميع مصانع الأمونيا لأسباب أمنية، بينما لا تزال مصر متوقفة عن العمل بسبب توقف تدفقات الغاز الإسرائيلي".
وحذّرت شركة الاستشارات "سي آر يو" من أن ضربات إسرائيل على إيران والهجمات الانتقامية "أدت إلى اضطراب كبير في أسواق النيتروجين" في غضون أيام قليلة من الأحداث، وشكلت "تهديدات مستمرة لإمدادات الفوسفات والبوتاس والكبريت من المنطقة".
إعلانوفقًا لبيانات سي آر يو، يمر ما يقرب من ثلث صادرات اليوريا، و44% من صادرات الكبريت، وما يقرب من خُمس صادرات الأمونيا عبر دول تقع غرب مضيق هرمز، أو ينتج فيها.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة يارا النرويجية، سفين توري هولسيثر: "النظام الغذائي هش. إذا ظلت [أسعار الطاقة] مرتفعة بمرور الوقت، فسيؤثر ذلك أيضًا على النظام الغذائي، كما حدث في عام 2021 وحتى عام 2022 مع اندلاع الحرب [في أوكرانيا]".
وحدث آخر اضطراب كبير في أسواق الأسمدة في عام 2022، عندما أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بشكل كبير، وأدى إلى ارتفاع حاد في تكاليف الأسمدة، مما أسهم في أزمة أسعار الغذاء العالمية.
ومنذ ذلك الحين، انخفضت أسعار مغذيات المحاصيل مع تراجع سوق الغاز الطبيعي، لكن صناعة الأسمدة في أوروبا ظلت تحت الضغط مع استحواذ الواردات الروسية على حصة أكبر من السوق، وفق هولسيثر، لدى عودته من أول زيارة له إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
وفي حين أن العقوبات كبَحت صادرات الغاز الطبيعي الروسي، إلا أن أحد المدخلات الأساسية في الأسمدة النيتروجينية والأغذية ومغذيات المحاصيل ظل معفيًا، ما يسمح لموسكو بإعادة توجيه غازها من خلال إنتاج الأسمدة.
ورحب هولسيثر بالخطوة الأخيرة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على الأسمدة الروسية، لكنه وصفها بأنها متأخرة، وقال إن أوروبا بحاجة إلى تجنب "تكرار الأخطاء" التي ارتُكبت في واردات الطاقة فيما يتعلق بالغذاء.
واتهم رئيس شركة يارا موسكو باستخدام الغذاء والأسمدة كسلاح، سواء من خلال توسيع صادرات الأسمدة لزيادة الاعتماد العالمي على إمداداتها أو من خلال استهداف الزراعة المدنية في أوكرانيا في حملة لتدمير دور البلاد كواحدة من القوى الزراعية الكبرى في العالم.
وقال هولسيثر "ثمة صراع عسكري، لكنْ هناك كذلك صراع يُستخدم فيه الغذاء كسلاح"، مضيفًا أن أكثر من 20% من الأراضي الزراعية في أوكرانيا أصبحت الآن ملغومة أو محتلة أو غير صالحة للاستخدام.
وقبل الحرب، كانت صادرات أوكرانيا الغذائية، التي شملت ما يصل إلى 50 مليون طن من الحبوب، تُطعم حوالي 400 مليون شخص سنويًا.
وأضاف هولسيثر أن إنتاج البلاد من الحبوب والبذور الزيتية انخفض من 78 مليون طن في عام 2023 إلى 72.9 مليون طن هذا العام، مما يعكس التأثير المتزايد للحرب على الإنتاج الزراعي للبلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الغاز الطبیعی فی أوکرانیا الأسمدة فی فی العالم
إقرأ أيضاً:
الصين تتصدر إنتاج البلاستيك عالميا بفارق كبير عن منافسيها
أفادت بيانات نشرت حديثا أن 7 دول أنتجت في عام 2024 أكثر من ثلثي 4 أنواع من البلاستيك شيوعا في العالم، إلا أن الصين التي تحتل المرتبة الأولى تندرج في فئة خاصة بها، إذ أنتجت ما يعادل إنتاج الدول الست التي تليها مجتمعة، وفقا للأرقام.
ونشر مركز الاستشارات البيئية البريطانية "يونوميا" و"زيرو كربون أناليتيكس"، وهي مجموعة أبحاث في مجال المناخ والطاقة، هذه الأرقام في الوقت الذي تجري فيه 184 دولة مفاوضات صعبة في جنيف بشأن توقيع أول معاهدة على الإطلاق تهدف إلى إنهاء آفة التلوث البلاستيكي.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3علماء يضعون خريطة للبلاستيك بالمحيطات والنتائج صادمةlist 2 of 3البلاستيك يغزو حياتنا وبيئتنا وخلايا أدمغتناlist 3 of 3دراسة تؤكد: الطيور تتنفس جسيمات البلاستيكend of listوركزت الدراسة على إنتاج أكثر أنواع البوليمرات الخام استخداما، هي البولي إيثيلين (PE)، والبولي بروبيلين (PP)، والبولي إيثيلين تيريفثالات (PET) المستخدم عادة في زجاجات المشروبات، والبوليسترين (PS).
وأشارت الدراسة إلى أن الصين كانت مسؤولة عن نسبة 34% من إنتاج البوليمرات الأربعة الكبرى العام الماضي، متقدمة بفارق كبير على الولايات المتحدة التي أنتجت 13%، والمملكة العربية السعودية بنسبة 5%، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 5% أيضا، والهند بنسبة 4%، واليابان بنسبة 3%، وألمانيا بنسبة 2%.
وبحسب دراسة أقدم أجرتها شركة بيانات الطاقة "وود ماكنزي"، فإن إنتاج البلاستيك يتركز بين مجموعة من الشركات العملاقة، بعضها مملوكة للدولة، إذ أنتجت 18 شركة فقط حول العالم أكثر من نصف البوليمرات البلاستيكية في العالم.
وأوضحت وود ماكنزي أن أكبر مُنتج عالميا للبلاستيك هو شركة سينوبك الصينية المملوكة للدولة، وهي شركة البترول والكيميائيات الصينية التي تُنتج وحدها 5.4% من البلاستيك العالمي.
وجاءت شركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة للنفط والغاز في المرتبة الثانية إذ تنتج 5% من البلاستيك العالمي، ثم شركة ليونديل باسل الكيميائية الأميركية متعددة الجنسيات بنسبة 4.5%، ثم أرامكو السعودية العملاقة للنفط بنسبة 4.3%، وجاءت بتروتشاينا الصينية في المرتبة الخامسة بنسبة 4.2% من البلاستيك العالمي.
إعلانأما أبرز المُنتجين الأوروبيين فهم شركة إينيوس البريطانية بنسبة 2.8% في المركز السابع، وبورياليس النمساوية في المركز العاشر، إذ أنتجت 2.3% من البلاستيك العالمي، بينما احتلت توتال إنرجيز الفرنسية التي تنتج نسبة 2% من البلاستيك العالمي المركز الـ11.
وينتج العالم سنويا أكثر من 450 مليون طن من البلاستيك، يستخدم نصفها لمرة واحدة، وتتم إعادة تدوير أقل من 10% منه، وتصل نحو 8 ملايين طن من نفاياته إلى البحار والمحيطات سنويا.
وتتسبب النفايات البلاستيكية بما فيها الجسيمات الدقيقة في تلوث التربة والهواء وزيادة حرارة المحيطات وتحميض مياهها وتعطيل قدرتها على امتصاص الكربون وتدمير تنوعها البيولوجي.
كما يعتبر البلاستيك مسؤولا في دورة حياته عن توليد 1.8 مليار طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويا، أي أكثر من انبعاثات صناعة الطيران والشحن مجتمعين.